أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الكعبي - قصف














المزيد.....

قصف


حيدر الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 06:14
المحور: الادب والفن
    


المدينةُ تجلسُ عاقلةً
والسماءُ التي فوقها مِطْرقةْ.

المدينةُ خاليةٌ،
يَجْرحُ الهمسُ هدْأَتها،
تُومِضُ الخطواتُ فتَعْلَقُ أصداؤها
كالخفافيشِ في الشُرُفاتْ.

المدينةُ تكتظُّ بالعرباتْ
دون جدوى تُديرُ دواليبَها فوق مِزْيَـتَـةِ الطُرُقاتْ.

المدينةُ تَكسِرُ مِرآتَها،
هو ذا النهر يَقْطَعُها مثلَ جُرْحٍ كبيرْ.

يَنْهَضُ النهرُ محترقاً،
النوارسُ وهي تلوذُ ببقيا سفائنَ غارقةٍ،
تَشْرَئِبُّ مدى ما تطاوعُ أعناقُها،
يسقُطُ النهرُ منكفئاً فيُجَرجِرُها للقرارْ.

المدينةُ تعجزُ عن لمِّ أطفالِها
تارةً يزحفونَ وأخرى يطيرونَ،
تَحْمِلُهمْ كالذنوبِ وتَطْرَحُهمْ كالثمارِ،
وتمتدُّ أغصانُها إِثْرَهُمْ عبثاً،
عبثاً تتفلَّتُ من جذرها لتَـلُـمَّ الصغارْ.

المدينةُ واقفةٌ، رأسُها في يديها،
تدورُ، تدورُ، تدورُ، تدوخُ،
وتغرقُ في اللافتاتْ.

المدينةُ تأخذُ كأساً من الماءِ
كي تَبْلَعَ الكلماتْ.

هي ذي الآن تهدأُ،
تُسْكِتُ أطفالَها، وتُوَتِّرُ آذانَها
في انتطارِ سقوطِ السماءِ الوشيكْ.



مخيم الأرطاويَّة، 1992



#حيدر_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَرْثاة
- أحلام أدوية الملاريا (2) / براين ترنر
- في الحشائش العالية / براين ترنر
- الى النسور: يوتوبيا مضادة / براين ترنر
- أحلام أدوية الملاريا 1 / براين ترنر
- تأبين / براين ترنر
- ما أشدَّ هذا البريق! / براين ترنر
- خدَّة وخَدَر / براين ترنر
- تشريح / براين ترنر
- النجف عامَ 1820 / براين ترنر
- 2000 رطل / براين ترنر
- ستة عشر شرطياً عراقياً / براين ترنر
- حراسة الأثر
- أشباح / براين ترنر
- قصيدة الجرّاح / براين ترنر
- أكياسُ الجُثَث / براين ترنر
- هنا، أيتها الرصاصة / براين ترنر
- موقع المراقبة رقم 71 / براين ترنر
- خِزانةُ الوَجَع / براين ترنر
- ما على كلِّ جنديٍّ أن يَعْرِفَه / براين ترنر


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الكعبي - قصف