أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لطفي حداد - البابا يوحنا الثاني والإسلام















المزيد.....

البابا يوحنا الثاني والإسلام


لطفي حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعلم أن موقف الكنيسة الكاثوليكية كان ضد الحرب على العراق مما اضطر الرئيس الأميركي لاتخاذ قراره بالحرب كرئيس علماني بعد فشل الوفد الأميركي المرسل إلى الفاتيكان في إقناع السلطة الكنسية "بالحرب العادلة". وازداد الرأي العام المناهض للحرب ورفع شعار "إن الحرب على العراق خرق للقانون الإلهي ولتعاليم المسيح".. وقامت مظاهرات ضخمة منها مظاهرة الثلاثة ملايين إيطالي في روما حيث الفاتيكان.. واعتبر البابا الحرب على العراق "جريمة ضد الإنسانية" في عدة خطب ومواقف.
لقد ألقى البابا يوحنا بولس الثاني عدة خطب في زياراته للدول الإسلامية عن الحوار والتفاهم والعيش المشترك، ففي عام 1979 في زيارته لتركيا في تشرين الثاني توجه بخطابه إلى المسيحيين والمسلمين قائلاً:
"إننا ونحن نفكر في العالم الإسلامي الشاسع الأطراف نعبّر من جديد عن التقدير الذي تكنّه الكنيسة الكاثوليكية للقيم الدينية للإسلام، فحينما أتأمل في هذا التراث الروحي، وفي المكانة التي يخص بها الإنسان والمجتمع، وفي قدرته على أن يهب الإنسان، وخاصة الشباب، وسائل نهج طريق مستقيم في الحياة، ويملأ الفراغ الذي تخلقه المادية، وكذا في قدرته على إرساء أسس قوية للتنظيم المجتمعي والقانوني، أتساءل: أليس من المهم والمستعجل أن يعترف كل منا بالعلاقات الروحية التي تجمعنا وننميها كيما نعمل معاً على صيانة العدالة الاجتماعية وتقوية القيم الأخلاقية وسيادة السلام والحرية لصالح البشرية جمعاء".
وركز البابا يوحنا بولس الثاني على هذه النقطة في عدة أماكن أخرى كالفيليبين عام 1981، وبلجيكا عام 1985، والدار البيضاء في المغرب 1985، وقد دعاه إلى الأخيرة الملك الحسن الثاني، ومن خطابه هناك:
"إن الحوار بين المسيحيين والمسلمين ضروري اليوم أكثر منه في أي وقت مضى، وإن الكنيسة الكاثوليكية لتنظر إلى سعيكم الديني وغنى تراثكم الروحي بعين الاحترام والتقدير - وأعتقد أنه علينا، مسيحيين ومسلمين على السواء – أن نقرّ بفرح جمّ بما لدينا من القيم الدينية المشتركة وأن نشكر الله عليها. فإننا معاً نؤمن بالله الأحد الكلي العدالة والرحمة. وإننا نؤمن بأهمية الصلاة والصوم والصدق والتوبة والغفران. ونؤمن أن الله سيكون دياننا الرحيم في آخر الأزمنة وإنما رجاؤنا أن تكون كل نفس بشرية عند القيامة راضية مرضية لدى الله.
إننا – مسيحيين ومسلمين – غالباً ما أسأنا تفاهمنا المتبادل، وأحياناً في الماضي تعارضنا مع بعضنا حتى في العديد من المجادلات والحروب، وإنني أعتقد أن الله يدعونا اليوم إلى تغيير عاداتنا القديمة. فعلينا أن يحترم بعضنا بعضاً وأن يحث بعضنا بعضاً على أعمال الخير في سبيل الله".
* * *
 في آذار 1991 استدعى البابا يوحنا الثاني إلى روما جميع بطاركة الكنائس الكاثوليكية في المشرق كيما يسمع في الغرب صوت العرب المسيحيين بعد حرب الخليج، وفي افتتاح اللقاء تحدث البابا عن "الآلام التي ما تزال تعاني منها جماهير منطقة تجلى الله فيها لآبائنا عبر الأديان السماوية".
 قام البابا بتوجيه التهاني بمناسبة عيد الفطر عام 1991 في رسالة يقول فيها:
إلى أخوتي وأخواتي المسلمين والمسلمات الأعزاء،
من عادة المجلس الباباوي للحوار ما بين الأديان أن يبعث كل سنة رسالة تهنئة باسم الكاثوليك في جميع أنحاء العالم، إلى المسلمين بمناسبة عيد الفطر في ختام شهر رمضان. أما هذه السنة فقد قررت أن أبعث لكم هذه التهاني أنا شخصياً نظراً إلى النتائج المأساوية التي خلفتها الأشهر الماضية من نزاع وحرب في الشرق الأوسط، ونظراً إلى آلام الكثيرين المستمرة".
 قام البابا بزيارة الجامع الأموي في دمشق أثناء زيارته لسوريا ليصبح بذلك أول زعيم روحي للكاثوليك في العالم يقوم بزيارة مسجد.. وقد وقف البابا أمام ضريح القديس يوحنا المعمدان (النبي يحيى).. وقال للجمع المرافق: علينا أن نطلب الغفران من القادر على كل شيء عن كل مرة أهان فيها المسلمون والمسيحيون بعضهم بعضاً كما علينا أن يغفر بعضنا لبعض.
 اجتمع في بلدة أسيزي في إيطاليا ممثلو كل الأديان والطوائف في العالم من أجل الصلاة للسلام.
وقد ضم اللقاء ممثلين عن اليهود والمسيحيين والمسلمين والبوذيين والهندوس والسيخ وكافة الديانات التقليدية المحلية في الدول الأفريقية. وقد جاء الجميع إلى هذا اللقاء الروحي، بدعوة من البابا يوحنا الثاني، من روما إلى تلك البلدة الصغيرة أسيزي على متن قطار أطلق عليه قطار السلام، إذ حمل على متنه أكثر من مئتي شخصية روحية من مختلف الديانات في العالم.
وقد تم هذا التجمع الروحي على خلفية الخلافات بين الشرق والغرب والدول الإسلامية والمسيحية. أراد الرؤساء الروحيون المجتمعون هناك في لقاء نموذجي أن يكونوا مثالاً للرؤساء الزمنيين والسياسيين لتحقيق السلام دون عنف ودماء. وقد أكد البابا أن العنف لا يولّد إلا العنف كما أنه لا يمكن التسامح أمام الإرهاب أو الدعوة إليه.
وتكلم الناطق الإعلامي للقاء أسيزي الأب فورتو ناتو قائلاً: يجب أن نعمل معاً من خلال خطوات ثابتة وجوهرية نظراً لوجود تاريخ مشترك وصلات وروابط مشتركة خصوصاً بين الأديان الرئيسية الثلاث، لذلك طريقنا واحد.
وارتفعت الصلوات، كل طائفة بطريقتها الخاصة للإله الواحد، بدعاء واحد:
لا للكراهية، لا للعنصرية، لا للحقد باسم الدين نعم للأخوة والتلاقي، ونعم للعيش معاً بحرية وسلام وعدالة.
وقد شارك آلاف الشباب في هذا الاحتفال الكوني، ومن النقاط التي نوّه عنها ممثل الأزهر قضية فلسطين وضرورة إيجاد حل عاجل لها فهي محور الحوار بين الديانات الثلاث لما تحمله من معانٍ رمزية لأتباع تلك الديانات..
كما ارتفع صوت الشيخ يعقوب سلموسكي رئيس علماء سراييڤو ينادي العالم قائلاً: "كيف يمكن لأوروبا حقوق الإنسان أن تسمح بموت، بل بدمار أمة بكاملها على مرأى منها؟ ولكي ندين إبادة شعب مسلم، فإننا نود، كمسلمين مخلصين لتعاليم القرآن، أن نصلي جميعاً من أجل السلام".
وبطريقة مشابهة قال البابا يوحنا بولس الثاني: ماذا فعلنا إزاء هبة الله؟ هل فضلنا السلام كما يقدمه العالم؟ السلام القائم على صمت المستضعفين وعجز المغلوبين واحتقار رجال وشعوب يشاهدون، بلا حول ولا قوة، حقوقهم المداسة.
* * *



#لطفي_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاننتون وحدود الإسلام الدموية
- الكتاب المقدس والعنف
- هنري كوربان والإسلام الشيعي
- لويس ماسينيون، مسلم على مذهب عيسى
- جاك بيرك والعروبة
- ديزموند توتو وسجناء ربيع دمشق
- مانديلا .. سيد قدره
- -ساتياغراها- غاندي
- الطوفان- إلى عارف دليلة
- رياض الترك
- ملف الأدب العربي الأميركي المعاصر -حسن نعواش
- بحث في الأصولية الدينية
- ملف الأدب العربي المهجري المعاصر - جون عصفور
- ملف الأدب العربي الأميركي المعاصر
- ليلة عشق


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لطفي حداد - البابا يوحنا الثاني والإسلام