أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر














المزيد.....

قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيار تمر
الطريـق إلـي ..
مسافـة .. وحاجـز
أشعر أنني تأشيـرة
خـروج لحقيبـة
غير صالحة للإستخدام
حجَزت في ذاكرتهـا
مقعداً من الدرجة الأولى
للنسيـان ..
ذنبها الكبيـر أنها تحاول
أن تقضم أصابع الريـح
بكتلة من دمها الساخن
وتَلـفّ حبيبها بقمـاش
مـن خيوط المطـر

قراءة: جوتيار تمر
الطريـق إلـي ..
مسافـة .. وحاجـز
تركيبة النص مغايرة منذ مدخل الومضة، حيث نجد بأن الطريق هنا لايؤدي الى خارج صومعة الذات، بالعكس تماماً انه طريق موجهاً سلفاً الى عمق الذات نفسها باعتبارها نواة للعملية الابداعية من جهة، وباعتبارها نواة الحراك النفسي الوجداني من جهة اخرى..لذا فان "الطريق الي" هنا اشبه بتأشيرة مجانية للمعني بالدخول الى صومعتها او ما يمكن ان نسمه خارطة الطريق اليها...وليست المسافة والحاجز هنا سوى استهلال بامر واقع اي انه لابد من اجتياز بعض مطبات الطبيعة للوصول وهذاغ لايعني بان الامر مستحيل ابداً انما هو اعلام مسبق بما يتوجب عليه فعله لكي يصل الى مبتغاه..اليها..
أشعر أنني تأشيـرة
خـروج لحقيبـة
غير صالحة للإستخدام
حجَزت في ذاكرتهـا
مقعداً من الدرجة الأولى
للنسيـان ..
تجاوز اللغة لنفسها باختيارات موفقة للعملية المرافقة للطريق من جهة، وللمسافات اي السفر من جهة اخرى، وذلك عبر سلسلة من تداولات بلاغية وصفية ومكثفة كاستعارات مؤدية لدورها التخيلي، وبصيغة ذاتية معبرة تماما عن كينونة الروح " أشعر" هي مثبة لحضور الذات الشاعرة بكثافة الفعل والدلالة، "أنني تأشيرة" ملازمة ل" أشعر" لكون الفعل أشعر يحتاج الى تكملة وكأنه شرط جوابي يأتي بعده التأشيرة، فالتأشيرة هنا ليست رمزاً بقدر ما هي تكملة للشعور الذي نبت في اعمق الشاعرة والذي كان يحتاج الى ممر توصيلي بالاخر، وهنا يثبت "انني" الامر يربط بين الشعور والتأشيرة كمدخل للاتي.. الذي بدوره يحتاج الى ملحقات وظيفية لاتمام الرؤية من جهة، ولاستكمال ملامح الصورة من جهة اخرى، لذا فالتأشيرة تحتاج الى كنه والى غاية وهي هنا اما تثبت الدخول ام الخروج فان كانت له هو، فعليه الدخول، وان كانت لها هي فعليها الخروج والخروج يعني متطلبات ومستلزمات، وابرزها الحقيبة، هنا شاعرتنا لم تكلف نفسها عبء التدوير واللف والتعقيد، انما اعطت مفتاح اللوحة مباشرة فالحقيبة كيفما كانت هي ملازمة للذات وبما انها هنا غير صالحة ومحملة بوقائع موجعة في الاساس فانها تمثل المسافة التي حتمت بين الاثنين، لكونها بملامستها للواقع تعني حدوث شيء مسبق، وهذا المسبق هو الذي حتم على الذات الشاعرة ان تلجأ الى الخروج، ولان النسيان كان محملاً في ملفات اللاوعي الذاكراتي، فان اية صحوة تستوجب العمل الجاد لحراك الممكن، وهنا كان الطريق الى الذات الشاعرة ممرا لتحريك الممكن في اللاوعي واستدراج الحمولة الذاكراتية لتؤدي دورها في استقطاب التأشيرة المؤدية اليه.
ذنبها الكبيـر أنها تحاول
أن تقضم أصابع الريـح
بكتلة من دمها الساخن
وتَلـفّ حبيبها بقمـاش
مـن خيوط المطـر
الاستهلال ب" ذنبها الكبير" يعيد الينا ما ذهبنا اليه سابقاً فيما يتعلق بالحقيبة المحملة بالوجيعة، بحيث نلامس ان الذات هنا تعاني الاستلاب التام، والاستسلام للواقع الذي يجرها الى تحمل مقولة الاعتراف بالذنب، ومن حيث الاستدلال النفسي للحالة الانفعالية نجد بأن النفس لاتعترف بالذنب الا اذا كانت بالفعل تعاني من الفقد او البعد، او انها تعيش حالة وموقف خاص، هذا في حال وموقف كالذي نعيشه مع هذا الحدث الدرامي الشعري، لأن موجبات الذنب تحتم احيانا على القيام باعمال اشبه بطلب الغفران" صكوك الغفران" وهنا يأتي دوره هذه الاستعارة العمية المتوحشة بلاغياً وصورياً والرائعة شعرياً : تقضم اصابع الريح... وكأني بالذنب هنا يخلق التماساً جوانياً واخراً برانياً لتعليل الحالة النفسية والوجدانية معاً ولتحريك الاداة الفاعلة للتأمل من جهة الاخر في الوضع المترتب على حمل شاعرتنا للحقيبة، وكأنها صندوق بندورا لكن بمحتويات معاكسة، فكل الافعال اللاحقة هي مترتبات طبيعية لحالة القضم الحاصلة، او لنقل بان ممرات للقيام بالقضم، وفق استعارات بليغة جداً، فالدم الساخن دلالة واضحة على مدى التفاعل والانفعال الجواني الحاصل في نفس وروح الشاعرة،، فالقماش والمطر هنا محاكاة لتفعيل مخيلة المتلقي عبر استيعاب الفعل وادارك المعني بالفعل" حبيبها".. وتفصيلاً نجد بان الحراك الذي بالطريق الي..ومر باحداثيات متعارضة ومتثيرة للذاكراتية المحملة بالتفاصيل بين الذاتين، ووصولاً الى سدة الاعتراف والمناجاة الصريحة للحبيب، كلها اعطت للومضة بعداً تشكيلاً رائعاً.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشقيات
- قصص قصيرة جدا
- قراءة في نص - مطر من الارض- للشاعر شكري اسماعيل/ جوتيار تمر
- رسالة البابا الى الحكام
- قراءة في نص - وقفة - للشاعر هلكورد قهار / جوتيار تمر
- الفعل بالضرورة / مسرحية
- قراءة في نص- لاجدوى- للشاعر شعبان سليمان/ جوتيار تمر
- عندما يصنع الموت حياة / قصة
- قراءة في نص (الوحوش داخلي نائمة) للشاعرة سوزانة خليل/ جوتيار ...
- الحقيقة (مسرحية)
- انثى القلق
- قراءة في لاوعي قصيدة- منذ آدم- للشاعر التونسية ضحى بوترعة / ...
- لا ...يا كاظم ....!
- انتاج التخلف
- اليها / جوتيار تمر
- مؤامرة،، أم فوضى،، أو انعدام وعي
- جوع الانسان
- تسكع في دائرة الروح / مهداة الى النقية هيام مصطفى قبلان
- التطور التدويني لظهور تسمية كردستان في المصادر التاريخية
- المالكي بين الشرعية الانتخابية الوطنية والتبعية الخارجية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر