أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - انفجار بنية عراق بول بريمر















المزيد.....

انفجار بنية عراق بول بريمر


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما قام الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر بتشكيل"مجلس الحكم" في13تموز2003،بعد ثلاثة أشهرمن سقوط بغداد ، فإن هذا كان يعكس تركيبة جديدة ل"العراق الجديد"بانت ملامحها مع مؤتمر لندن للمعارضة العراقية في الشهر الأخير من عام2002 والذي أشرف عليه ونظمه المسؤول الأميركي زالمان خليل زاده قبيل ثلاثة أشهر من بدء غزو العراق: هذه التركيبة،التي هي ترجمة للتحالف الأميركي – الايراني في العراق المغزو والمحتل،تقوم على الثنائية الشيعية- الكردية،مع تهميش للسنة العرب الذين كانوا مهيمنين مع تنصيب لندن لفيصل بن الشريف حسين ملكاً على العراق في آب1921وحتى سقوط صدام حسين.
لم يؤثر انفراط التحالف الأميركي – الايراني، مع استئناف طهران لبرنامج تخصيب اليورانيوم في آبأغسطس2005 ،على هذه الثنائية،وقد اقترح السيد عبد العزيز الحكيم في شهر نيسانإبريل2006دخول واشنطن وطهران في محادثات للتفاهم من جديد حول العراق ،ادراكاً منه لمخاطر هذا الانفراط على "العراق الجديد". لم تحصل الترجمة للشقاق الأميركي – الايراني مع تشكيل حكومة المالكي الأولى في 20أيارمايو2006التي كان واضحاً فيها مفعول استمرار تلك الشراكة الأميركية- الايرانية في العراق،ولكن في الاقليم كان نشوب حرب12تموزيوليو2006في لبنان بين حليفي واشنطن وطهران،والتي رأت كوندوليسا رايس في تلك الحرب "آلام مخاض ضرورية لولادة الشرق الأوسط الجديد" عبر بلاد الأرز بعد أن كان سلفها كولن باول قبيل غزو العراق يرى تلك الولادة عبر بلاد الرافدين،ايذاناً باستعار حرب اقليمية بين واشنطن وطهران ظل الشرق الأوسط منذ عام 2007ومازال يدور على وقعها.
تشجع الأكراد بأجواء الصدام الأميركي – الايراني من أجل الضغط على المالكي في قضايا (صلاحيات الاقليم الكردي- قانون النفط والغاز- كركوك- المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والعرب في نينوى وديالا وصلاح الدين)على أمل انتزاع تنازلات منه في ظرف وصلت فيه التوترات الشيعية - السنية إلى ذروتها في أعوام2006-2008إثر تفجير مرقدي سامراء في شباطفبراير2006. لم يتنازل المالكي ، الذي أثبت بأنه بارع في تدوير الزوايا ويملك قدرة كبيرة في "فن البقاء و"العوم مع الأمواج العاصفة"،وإنما استدار محاولاً كسر تلك الثنائية عبر تثليثها أوعلى الأقل اضعاف الأكراد من خلال اغراء السنة العرب، الذين عملياً قاطعوا "العملية السياسية" منذ 13تموزيوليو2003مراهنين على المقاومة لارجاع عراق ماقبل9نيسانإبريل2003،بأن يكونوا عامل ضغط على الطرف الثاني في تلك الثنائية من دون تجاوزها. استجاب السنة العرب من خلال مشاركتهم الكثيفة في انتخابات مجالس المحافظات عام2009ثم في انتخابات برلمان2010أملاً في المشاركة الفعالة في "العملية السياسية"بعد أن فشلت المقاومة العراقية ،بخلاف ماحصل في أفغانستان مابعد غزو2001،وكانت مراهنتهم إما على تثليث تلك الثنائية أوعلى استبدالها بثنائية جديدة مع استبعاد الأكراد.
لم يحصل لاهذا ولاذاك:كان تخلي دمشق في خريف2010عن الاستمرار في التباعد مع طهران(بخلاف لبنان وباقي المنطقة) في العراق المغزو والمحتل رافعة جديدة لحكومة المالكي الثانية في 25تشرين ثانينوفمبر2010وتهميشاً لقائمة"العراقية"التي دعمتها دمشق والرياض وأنقرة في انتخابات برلمان7آذارمارس2010حيث نالت المرتبة الأولى من دون الأكثرية البرلمانية. كان هذا سبباً في استمرار تلك الثنائية الشيعية – الكردية وفي استمرار تهميش السنة العرب،ولكن كانت هذه الثنائية في مرحلة مابعد25تشرين ثاني2010مختلفة عماكانت في مرحلة مابعد13تموز2003حيث لم تعد مع حكومة المالكي الثانية مفاعيل التحالف الأميركي- الايراني قائمة،بخلاف حكومته الأولى،وإنما قامت على رافعة ايرانية- سورية،في ظرف كانت واضحة فيه مفاعيل الضعف الأميركي في الاقليم بمرحلة2007-2010وكذلك ضعف "دول الاعتدال العربي" وعدم الفعالية الكبيرة للدور التركي الاقليمي الذي قامت واشنطن بتعويمة في مرحلة صعود قوة ايران الاقليمية بعموم المنطقة بفترة2007-2010.
هنا،انقلبت الأمور اقليمياً مع (الربيع العربي)في أعوام2011-2013:أدت المتغيرات الداخلية العربية إلى ازدياد قوة الدور الاقليمي التركي،وإلى تنامي قوة دول الخليج العربي،وإلى استعادة واشنطن لقوتها عبر اعتمادها على تحالف تركي- خليجي من أجل هندسة التغييرات الداخلية العربية ولومع احتكاكات خليجية(باستثناء قطر)مع الأتراك حول دور(الاخوان المسلمين).بالمقابل أدت الأزمة السورية الناشبة منذ يوم18آذار2011إلى وضع محور(طهران- بغداد- دمشق- حزب الله)في موقع دفاعي بدلاً من موقعه الهجومي الذي كان قبل ذلك.
انعكس هذا عراقياً:تباعد كردي متزايد عن المالكي باتجاه المحور التركي- الخليجي،وقد لعب مسعود البرزاني دوراً كبيراً في جر القوى السياسية الكردية السورية لكسر تردداتها بين المعارضة والنظام منذ (اتفاقية إربيلهولير)في10تموزيوليو2012بين(المجلس الوطني الكردي)و(حزب الاتحاد الديمقراطي- PYD )،ثم في اقناع أردوغان بالتفاوض مع أوجلان لنزع فتيل"القنبلة الكردية التركية" التي عادت تتراكم عوامل انفجارها من جديد مع غيوم الأزمة السورية. في الأنبار والموصل وسامراء وإلى حد أقل في تكريت والأحياء السنية من بغداد،،شعر السنة العرب وتلمسوا بأن هناك "مداً سنياً"يعم المنطقة بدءاً من عام2011وبرعاية أميركية وبأن"المد الشيعي"،الذي بدأ مع الخميني في1978- 1979،قد دخل في مرحلة الانحسار والتراجع. من دون هذا وذاك لايمكن تفسير اعتصامات المناطق ذات الغالبية السنية العربية في العراق طوال أربعة أشهر بدأت في الشهر الأخير من عام2012وصولاً إلى مجزرة الحويجة يوم23نيسانإبريل2013التي ارتكبتها القوات العراقية بحق المعتصمين وأدت إلى مقتل 50من المتظاهرين السلميين في تلك البلدة القريبة من مدينة كركوك التي أسماها مسعود برزاني "قدس الأكراد"،حيث تحركت قوات البشمركة الكردية لاستغلال اضطرابات (مابعد الحويجة).
عملياً،في(الحويجة)انفجرت بنية (عراق بول بريمر):لم يعد ممكناً استمرار الثنائية الشيعية- الكردية وفق الشروط السابقة، وقد حاول نيشرفان برزاني في زيارته الأخيرة لبغداد مساومة المالكي،في ظرف ضعف الأخير،لتحقيق مطالب الأكراد،ولكن يبدو أن رئيس الوزراء العراقي لايملك أمام ذلك سوى التسويف وتدوير الزوايا،وهو أمر لم يعد مجدياً في ظل قوة الأكراد المستجدة ،اقليمياً،وعراقياً بحكم استعار الصدام السني- الشيعي من جديد. من جهة أخرى،يبدو أن السنة العرب ،في فترة2011-2013وفي ظل المتغيرات الاقليمية ،قد أصبحوا يشعرون بأنهم من القوة بحيث لايمكن الاستمرار في حكم العراق عبر الثنائية الشيعية- الكردية التي جعلتهم خارج حكم بغداد، في سابقة بدأت يوم9نيسان2003 لم تحصل منذ بناء بغداد على يد أبي جعفر المنصور في عام762ميلادية.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهذا البالون المنفوخ الذي اسمه دولة قطر؟.....
- نزعة الإستعانة بالأجنبي في المعارضات العربية
- 9نيسان2003:تدشين مرحلة جديدة في الإقليم
- تداعيات غزو العراق على سوريا
- ترابط أحداث الاقليم -
- خريطة المعارضة الحزبية السورية
- هوغو تشافيز:ظهور الشعبوية الوطنية في أميركا اللاتينية
- مؤشرات على اضطراب التحالف الأميركي- الإخواني
- تضعضع القطب الواحد للعالم
- فراغات القوة العربية وصعود الجوار الاقليمي
- ستة أشهر من حكم الاخوان المسلمين في مصر
- مرحلة انتقال مابعد الثورة
- استنتاجات غزاوية
- عن أرجحية تكسر موجة المد الاسلامي في دمشق؟..
- المعارضة السورية والوطنية
- أوباما ومنطقة الشرق الأوسط
- الاسلاميون خلفاء القوميين
- عام على مجلس اسطنبول
- الأنظمة والاصلاح
- تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - انفجار بنية عراق بول بريمر