أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشاد الشلاه - هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟














المزيد.....

هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انطلاقا من نظرة متفائلة، فان العراق الآن على أعتاب وضع الحجر الأساس لبناء دولة عصرية ديمقراطية يفترض أن تلبي طموحات شعبه، وتضع حدا لمعاناته، بعد نكبته بأبشع نظام ديكتاتوري شمولي وباحتلال دولي ، وبهذا الاعتبار الذي تعلنه على الأقل الغالبية من الفعاليات السياسية العراقية، فإن الركون إلى مبدأ المحاصصة في المناصب و التشكيلات السياسية العليا وكذلك في بقية مناصب و وظائف الدولة، سيكون عقب أخيل في هذا البناء .
أن تجربة تشكيل وعمل مجلس الحكم المؤقت عقب سقوط النظام الديكتاتوري، ومن ثم حكومة السيد أياد علاوي،اللذين ُبنيا اعتمادا على قاعدة المحاصصة الاثنية والدينية و الطائفية؛ أكدتا أن المحاصصة سابقة غير صحيحة، أضرت بالحالة السياسية العراقية ضررا كبيرا ، وهي التي تقف اليوم في مقدمة الأسباب التي أدت إلى حالة استعصاء تشكيل الحكومة العراقية المفروض انبثاقها وفق نتائج انتخابات كانون الثاني الماضي . وأيا كان وراء اعتماد هذه القاعدة - قوات الاحتلال أو ممثل الأمم المتحدة في العراق أو بعض أطراف الفعاليات السياسة العراقية- وأيا كانت مبررات اعتمادها في حينها، فإن تكريسها سيهدد أسس بناء الدولة العراقية الديمقراطية العتيدة التي ينشدها العراقيون .
إن الديمقراطية السياسية والاجتماعية تتنافى بالمطلق مع مبدأ المحاصصة الذي يعني من بين ما يعني إضعاف روح الانتماء للوطن وللشعب ككل، ويضع بموازاتها الانتماء للقبيلة أو الدين أو المذهب، وبالتالي يؤسس و يذكي النعرات الشوفينية ويعمق التفرقة الدينية والمذهبية المقيتة، وسيكون عائقا جديا أمام تطبيق معيار اعتبار النزاهة و الكفاءة والوطنية هي المؤهلات الأساسية في اشغال الوظائف الحكومية. وما شهدته بعض الوزارات العراقية من تعيينات وفق استحقاقات مبدأ المحاصصة واعتبار هذه الوزارة أو تلك إقطاعية خالصة للوزير وحزبه، خير مثال ملموس، أثار استياء وسخطا واسعين بين جماهير شعبنا التي عبرت عن خيبتها ومرارتها لمثل تلك الممارسات. ومن اللافت الآن أن اعتماد مبدأ المحاصصة طال حتى نسب تعيين موظفي الجمعية العامة التنفيذيين، وعلى هذا فإن الخوف يصبح مشروعا من تعمق حالة الخراب والفساد والفوضى العامة التي تعصف في البلد الذي يكفيه ما عاناه .
من هذا الواقع فإن مسؤولية جسيمة تلقى اليوم على عاتق القوى السياسية العراقية وخصوصا اليسارية والديمقراطية واللبرالية المؤمنة حقا بالديمقراطية منها، تتمثل بالتصدي لتكريس هذا المبدأ.
إن مهمة ملحة وحيوية كهذه لا تتحقق عبر المناشدات أو التمني على هذا الحزب أو تلك التشكيلة السياسية، بل هي إحدى ميادين الصراع التي أفرزها تداعي تطور الأوضاع السياسية بالأساس وتباين منطلقات ومصالح التشكيلات السياسية العراقية، لذلك فهي تتطلب عملا مثابرا منظما يتوجه إلى الجماهير العراقية على اختلاف انتماءاتها ومعتقداتها وتبصيرها بالمأزق الذي يتوعدها وبالمخاطر الجدية التي تحيق بالعراق مكونات وتربة إذا ما أمعنت بعض القوى السياسية المتنفذة في مساعيها لاعتبار مبدأ المحاصصة هو المبدأ الذي " يلائم" التنوع العرقي والديني والمذهبي والسياسي في العراق، واضعة مصالحها الخاصة فوق مصلحة الوطن ومصلحة أوسع فئات شعبنا.
إن تعدد المعتقدات الدينية والمذهبية وتنوع الانتماءات ألاثنية، هي ميزة ثراء روحي وغنى حضاري و ثقافي زاخر امتاز بها سكان العراق، وكانا رافعين هامين أهَلا وادي الرافدين ليسهم وفي عصور مختلفة بقسط هام في تكوين وازدهار الحضارة البشرية، فلا ينبغي تحويلهما إلى لعنة تصل بنا إلى مرحلة ما بعد خراب البصرة.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أربعينية شهداء مجزرة الحله ..ليمتثل عرابوها أمام العدالة
- قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين
- ولاية طالبان الفقيه في البصرة… هدية أعياد آذار للمرأة العراق ...
- الدستور العراقي الجديد و المرأة العراقية
- هل يتعظ المسؤولون العراقيون بعبر التاريخ ؟
- ملثمون إرهابيون ... ملثمون ديمقراطيون
- قناة الجزيرة ومبدأ العضّة! وتورط الأردن
- استنكار شيوعية الحزب الشيوعي و لوغارتم الشكل و المضمون
- شحنة إيمانية زائدة
- ثلاثة - أصوات - و معطف كوكول و- جاكيت - الحزب الشيوعي
- من ينصف المرأة العراقية حقا ؟
- أفكار و دماء الشيوعيين العراقيين هي المنتصرة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشاد الشلاه - هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟