أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن محمد طوالبة - حق لن ينسى بعد 65 سنه















المزيد.....

حق لن ينسى بعد 65 سنه


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 13:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العنوان اعلاه هو شعار المنظمات الفدائية والشعبية والبرامج الاعلامية , وهو ما يدرسه معلمو المدارس للتلاميذ في كل المراحل الدراسية . انه شعار مبدئي اذا ما تم التمسك به من جيل الى جيل فقد يتحقق في يوم من الايام , ويعود الحق الى اصحابه . ورغم ظروف الشتات التي يعيش فيها الفلسطينيون فان أمل العودة ما زال يراودهم من جيل الى جيل , وما زال الكثيرون يحتفظون بمفاتيح منازلهم التي ازيلت من الوجود على يد المعاول الصهيونية في عشرات القرى والمدن الفلسطينية , وحسب الاحصاءات المتداولة فقد تم ازالة 500 قرية ومدينة عربية منذ عام 1948 , وتم ارتكاب اكثر من 60 مجزرة ضد السكان الفلسطينيين لاجبارهم على الرحيل عن اراضيهم وبلدهم .
الاستيطان شعار صهيوني قديم منذ ألوف السنين قام على القتل الجماعي والتهجير القسري , فمنذ عهد النبي يوشع بن نون – فتى سيدنا موسى – ( عليه السلام ) , شهدت بلاد فلسطين عمليات القتل الجماعي , فعندما دخلت قوات يوشع الى مدينة اريحا – اقدم مدينة في التاريخ – تم دخولها من خلال التجسس , وابادة اهلها بالكامل , وحرق ما فيها من شجر وحيوانات , لكي تكون عبرة لسكان القرى المجاورة , واجبارهم على الرحيل قبل ان تصل القوات المحاربة . وهو الاسلوب الذي استخدمته قوات وعصابات الهجانا والارغون وشتيرن عام 1948 , ضد سكان قرى دير ياسين وكفرقاسم وقبيه والسموع وصبرا وشاتيلا الضاحية الجنوبية في بيروت وبحر البقر في مصر وغيرها الكثير .
ارتكب الصهاينة هذه المجازر بدم بارد , ولم يتحرك ما يسمى بالضمير العالمي الذي يتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان . ولكن عندما كان يقتل شخص او اكثر من اليهود على يد فدائيين تقوم الدنيا ولم تقعد , وكأن العالم اصابه بركان زلزل اركانه , فتخرج التصريحات المنددة والمدينة لهذا العمل " الارهابي " . واما المجازر التي يرتكبها الصهاينة تعد من باب الدفاع عن النفس . هذه الازدواجية والكيل بمكيالين باتت سمة السياسة الدولية وخاصة الغربية منها . وهو قمة النفاق والكذب والرياء .
نكبة الفلسطينين والعرب بعامة هي نتاج السياسة الغربية والبريطانية بخاصة . فبريطانيا من اكثر الدول خبثا في سياستها الاستعمارية , وهي التي سنت سياسة " فرق تسد " , فهي التي زرعت المشكلات الحدودية بين الدول التي استعمرتها , وهي التي خلقت النعرات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية في البلدان التي استعمرتها .
وما أن انتهى الدور الاستعماري لبريطانيا العظمى حتى جاء دور الولايات المتحدة التي تكونت بفعل ثلاثة عوامل اساسية : الارض الخصبة , والايدي العاملة الاوروبية الماهرة , والايدي العاملة الرخيصة التي جلبها المستعمرون من افريقيا . أضف الى ذلك ايمان غالبية الامريكيين بالمذهب البروتستانتي , الذي يؤمن بما ورد في الكتاب المقدس – القديم والجديد – أي التوراة والانجيل . وعلية فان التعاطف الامريكي مع اليهود له خلفية دينية عقدية قوامها العاطفة الدينية والايمان بالمعتقدات التاريخية المزورة التي جاءت في التوراة المحرفة , التي كتبها حاخامات اليهود اثناء وجودهم في السبي البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد . وما من رئيس امريكي فاز بالرئاسة الا وانحنى امام حاخامات اليهود في منظمة ايباك اليهودية في الولايات المتحدة , واطلق الوعود القاطعة بالتزام الادارة الامريكية بأمن " اسرائيل " . وتنفيذا لهذه الوعود تتعهد الادارات الامريكية بتقديم العون المالي والعسكري والسياسي للكيان الصهيوني . فمنذ قيام الكيان والادارة الامريكية تقدم مئات مليارات الدولارات له , لكي يبقى متفوقا على الدول العربية , ويظل لاعبا مهما في المنطقة .
ولا غرابة ان نسمع اليوم قيام وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بمساعي لاقناع جامعة الدول العربية لكي تعترف الدول العربية " ب - يهودية اسرائيل " . وكذلك مبادلة ارض بأرض تمهيدا لتسوية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وخاصة الذين يعيشون في الشتات .
خلال السنوات الماضية قامت القوات الصهيونية بعدة اعتداءات على الدول العربية ودمرت العديد من القرى والبلدات العربية وقتلت الالوف من العرب واحتلت اراضي من البلدان العربية , وقضمت ارض الضفة الغربية ببناء المستوطنات , وصادرت الاراضي العربية من خلال " قانون الغائب " ,وشردت الفلسطينين من ارضهم تحت العديد من القوانين العنصرية , بحيث لم يبقى من ارض الضفة الغربية اكثر من سبعة الاف كيلومتر , مقطعة الاوصال بسبب المستوطنات . ولم يكتفي الصهاينة بهذا بل امتدت ايديهم الى المقدسات في الخليل والقدس الشرقية , فقد صادر الصهاينة المسجد الابراهيمي والاحياء والمجاورة له . وصادرت البيوت والاراضي المحاذية للمسجد الاقصى المبارك . وغالت في الحفريات تحت المسجد الاقصى بدعوى التنقيب عن هيكل سليمان المزعوم . وصار تدنيس الحرم القدسي الشريف من الفعاليات المالوفة من قبل الصهاينة بين فترة واخرى , وما جرى يوم الاربعاء من تدنيس للحرم القدسي من قبل المستوطنين المدعومين من قوات الامن والجيش وقوات الحدود والشرطة الصهيونية هو امعان في الاستهتار بالعرب واهانة لكل ما يعتقدونه , كما انه اهانة للانسان العربي قبل البناء , واهانة للمسلمين قبل المساجد والمقدسات .
سنوات النكبة الماضية كلها تسير لصالح الصهاينة على الارض وفي السياسة . فالانقسام الفلسطيني – الفلسطيني ما زال بين فتح وحماس , وكل طرف يؤسس لدولة مختلفة في العقيدة والتوجهات السياسية . والعدوانات الصهيونية على القطاع تتكرر بين مدة واخرى , والاعتقالات مستمرة للشباب الفلسطينين ولم يسلم الاطفال والنساء , بحيث غصت السجون الاسرائيلية بالوف المعتقلين بتهمة الارهاب ومناهضة اسرائيل .
اما الوضع العربي الرسمي فهو اسوأ حالا من الوضع الفلسطيني , فالزعماء العرب قدموا للكيان الصهيوني اكبر تنازل عن القضية الفلسطينية , عندما قدموا " المبادرة العربية " في مؤتمر بيروت عام 2002 , وقد اعترفوا فيها بالدولة الاسرائيلية , وحقها في التطبيع مع الدول العربية , مقابل انسحاب الصهاينة من اراضي العرب قبل عام 1967 . ولكن الحكومات الصهيونية لم تعر بالا لهذه المبادرة واصمت اذانها وواصلت مخططها في تهويد الاراضي العربية والقدس بوجه خاص . وهاهي بصدد اعلان " الدولة اليهودية " , اي دولة خالصة لليهود , ولا مكان لغير اليهود فيها , اي لا مكان لحوالي مليون ونصف فلسطيني داخل الخط الاخضر من العيش في الدولة اليهودية بعد اعلانها .
وخلال العقود الماضية تم تنفيذ المخطط التقسيمي والتفتيتي للوطن العربي , وهو مخطط صهيوني قديم جديد , وقد روجت له بريطانيا بابراز التقسيم الطائفي بين المسلمين , أي بين السنة والشيعه , والادعاء ان الشيعة مظلومون من قبل السنة . ومن اجل تفعيل هذا التقسيم الطائفي تم افتعال الحرب الدينية في لبنان بين المسلمين والمسيحيين , ورغم اتفاق الطائف الذي انهى الحرب , ولكنه ترك لبنان مقسما في كانتونات طائفية تحترب فيما بينها بين فترة واخرى , وتركته بلدا مخربا يعاني من الفقر والديون والازمات السياسية . ونتيجة هذا التقسيم ظهر حزب الله التابع الى ايران كقوة عسكرية وسياسية , وصار يحتكر السلطة بقوة السلاح , وبات مستعدا للقيام بانقلاب عسكري في اية لحظة , او الامساك بالسلطة من خلال النفوذ الطائفي في الجنوب .
ومن اجل تعزيز الانقسام الطائفي ضحت الولايات المتحدة بحليفها الوفي الذي كان يسمى " شرطي الخليج " محمد رضا بهلوي , بدعوى دعم الديمقراطية , وهذا الادعاء باطل اكدته الاحداث الكثيرة , فالادارة الامريكية لا تهتم بالديمقراطية اذا كانت تتعارض مع مصالحها , وهاهي اليوم تؤيد ديكتاتورية نوري المالكي في العراق , ولا تعير بالا لمطالب الشعب العراقي المشروعة التي تنسجم مع مبادئ حقوق الانسان والحياة الديمقراطية , وهي التي تدعي انها احتلت العراق لكي تخلص العراقيين من الديكتاتورية . ضحت بالشاه ودعمت خميني لكي يركب ثورة الشعوب الايرانية , ويقتنص السلطة , ويعلن نظام " ولاية الفقيه " وقيام الدولة الاسلامية الشيعية ,حيث يتواجد الشيعة في المنطقة . ومنذ احتلال العراق عام 2003 , تبادلت الادارة الامريكية الادوار مع نظام ولاية الفقيه في العراق , فقد سسيطرت الشركات النفطية الامريكية على حقول النفط العراقية , وتركت الساحة العراقية للنفوذ الايرني , لابراز المد الشيعي الطائفي واحداث الفتنة بين المسلمين . وبفعل النفوذ الايراني في لبنان وسورية والعراق تمكن نظام الملالي في ايران ان يتسلل الى دول الخليج العربي من خلال الوجود الشيعي في هذه الدول مثل السعودية والبحرين والامارات . وما يجري الان في سوريه هو جزء من مخطط التقسيم الطائفي الذي تعول عليه الحركة الصهيونية لامرار مخطط تقسيم الاقطار العربية الى كانتونات طائفية ودينية وعرقية , كما هو الحال في دول الربيع العربي ( تونس ومصر وليبيا وسوريه ) .
خمسة وستون سنة من النكسات تتوالى على الانظمة العربية , ولا توجد بادرة امل في الاصلاح السياسي لدى هذه الانظمة نحو استرجاع المغتصب من الارض العربية سواء كانت في فلسطين او الاحواز او الاسكندرون او سبته ومليله . ولكن بادرة الامل بدأت تظهر لدى الشباب العرب الذين نفضوا عن كاهلهم الخوف والاذعان والطاعة العمياء للزعماء الفاسدين الذين اهانوا الشعب وصادروا ارادته في الحياة الحرة الكريمة والعزة والكرامة . هؤلاء الشباب الذين انتفضوا وثاروا على الظلم والفقر والفساد , كانوا وما زالوا هم وقود الثورة التي ما زالت جذوتها مشتعلة , رغم انقضاض الاحزاب الدينية السياسية على الحكم , وسرقة الثورة من اصحابها قليلي الخبرة السياسية , وفقدانهم القيادة الموحدة ذات الاهداف الواضحة .
ان استرجاع فلسطين أت لا محالة وان كان في زمن لاحق , قد يكون بعيدا من الان . ولكن الحق باق في صدور الشباب الفتية العرب , وسيأتي يوم يستفيق فيه العرب ويعودوا الى الجهاد الذي شوهه الغرب والصهاينة ووسموه بالارهاب , الجهاد واجب ديني ووطني وقومي وانساني , وهو الكفيل باسترجاع الحق الى اصحابه .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعايير الدولية لحقوق الانسان وعمل الشرطة في النظم الديمقرا ...
- حقوق الإنسان في الإعلانات والدساتير الدولية
- حقوق الإنسان في الحضارات القديمة
- الانتخابات الاردنية .. فرصة للتزوير والرشوة
- كيسنجر يحلم ويهدد بحرب عالمية ثالثة
- المال السياسي يدخل من الباب في انتخابات عام 2013
- السلاح الكيماوي السوري ذريعة للتدخل
- الشرق الاوسط الكبير والاطماع الامريكية - فدرالية الاخوة العا ...
- انتصر الفلسطينيون رغم تهديدات اوباما ونتنياهو
- الغرب يزرع بذور الكراهية ضد العرب والمسلمين
- ضرب المنشأت النووية الايرانية بين استعجال تل ابيب وتأني واشن ...
- مخططات ايرانية توسعية
- الاصلات في الاردن الى اين ؟
- روسيا داعية سلام ام حرب في سوريه ؟
- قانون الصوت الواحد ( الجديد القديم ) في الاردن
- ماذا لو افلحت مساعي سحب الثقة من المالكي ؟
- محاكمة مبارك والانتقاص من هيبة القضاء المصري
- هل يقود المالكي انقلابا على حلفاءه ؟
- احتلال العراق بحثا عن ( يأجوج ومأجوج )
- تفاهمات ايرانية امريكية على حساب من ؟


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن محمد طوالبة - حق لن ينسى بعد 65 سنه