أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - طائر الغرنوق














المزيد.....

طائر الغرنوق


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


طائِرُ الغرنوق مرَّ ذاتَ أمسيةٍ
في دربي فتفجّرَ قلبي دموعاً
طائِرِ الغرنوقِ للمساءِ يغني
يكتبُ بجناحِهِ قصصَ أسرابِ المسافرين
وبجناحهِ يُغطيها
فيحملها الزمنُ صوتاً وليلاً حزين
طائِرُ الغرنوقِ بجِناحهِ حملني
أجلسني قربَ بابٍ رأيتُها
مصنوعةً من ألفِ طائِرٍ ورقي
*رأيتُ ساداكو تُثَبتُ الطيورَ
تُعدها واحدةً بعد الأخرى
وبعينيها الشجيين تحسبُ الزمنَ القصير
وتحاول وبيديها الواهنتين لتتمَ الألف
لتفتح بنسماتٍ من قلبِها بابَ الأملِ
للوجوهِ الشاحبةِ ، للعيونِ المتشبثةِ ببابٍ
منها تطلبُ ضوءَ أملٍ وحياة
يا طائرَ الغرنوق ،لازالتْ الجدرانُ تئنُ
والأرصفةُ تدورُ بالأحزان
والعيونُ دمعةً على الخدِّ تنحدر
والزمنُ الصامتُ يحملُ ألفَ مأساة
مثلُ قطراتِ ندىً تجمعتْ الدموع
ومثلُ ورودٍ ذابلةٍ على غصنٍ ذبلتْ الوجوه
وتساقطتْ الدموع
والحروبُ تدور
وأرصفةُ الأحزانِ بقلوبِنا تدور
ساداكو لازالتْ تصنع الطيورَ الورقية
وطائِرُ الغرنوق يغني ويغني
ينشرُ جناحيهِ بسمةَ أملٍ وحبٍ للعيونِ الساهمةِ
يُذَكِرُ بأن الأملَ لايموت
والوقتُ لم يتأخر
7/5/2013
ستوكهولم
*ساداكو هي الفتاة اليابانية التي ولدت عام 1943
في مدينة هيروشيما وتعرضت نتيجةً لألقاءِ القنبلة الذرية على المدينة للأصابة
بسرطانِ الدم مرض القنابل والحروب .كانتْ فتاةً سعيدةً ومبتهجة ،ومميزةً في
السباقاتِ المدرسية في الركض ، وكانت تتهيأ لتشارك في السباق الرياضي العام
وتلك أمنيتها ،وكم ابتسمتْ بسعادة لهذه الأمنية ،لكنها فجأةً شعرتْ بدوارٍ أسقطها
ونُقلتْ إلى المستشفى
وفي المستشفى جاءَتها صديقتها بأوراقٍ ملونة .ذكّرتها بالقصصِ القديمة والتي
تقول بأن طائر الغرنوق يعيش 1000 عام فإذا إستطاع المريض أن يصنع ألف
طائرٍ من الورق فإن الآلهة ستحقق أمنيته وتشفيه لكن ساداكو لم تكمل غير
644 طائراً
أحد الطيور الورقية عملته من ورقة مذهبة كانت غلافاً لشكولاته هذا الطائر
كان مميزاً عندها، وضعته قرب سريرها لتلمسه قبل أن تغفو .كانت أمها
تجلس قرب سريرها لتغني لها بصوتٍ حزين الأغنية الشعبية التي أحبتها حين
كانت طفلة ــ يا أسراب الغرنوق الرمادية
غطي بأجنحتكِ طفلتي
ثم تتمتم ، طيور الغرنوق الرمادية
جاءتْ محلقةً إلى بيتِنا
ماتتْ ساداكو في الثانية عشرة من عمرها في عام 1955
وقد قام زملاؤها في المدرسة بصنع ثلاثمائةٍ وستةٍ وخمسين طائراً كي يكملوا
الطيور الألف ،ودفنت معها وهكذا حققوا لها أمنيتها
جمع أصدقاؤها في المدرسة كلّ رسائلها،طبعوها في كتابٍ أسموه ـ كوكيشي ـ وهو
إسم الدمية التي قدموها لها هديةً في المستشفى
وزِعَ الكتاب في جميع أنحاء اليابان فعرف الجميع إسم ساداكو وطيورها الورقية
الألف . في عام 1958 أزيح الستار عن النصب التذكاري في حديقة السلام بمدينة
هيروشيما ،فيه تقف ساداكو في أعلى النصب وهي تُمسك بيدها طير الغرنوق
الذهبي .وفي قاعدة النصب على لوحٍ حجري كُتبَ
هذه صرختُنا ...
هذه صلاتُنا ...
السلام في العالم ...
في كل سنة في يوم السلام تُلقى آلاف من طيور الغرنوق الورقية عند قاعدة
النصب التذكاري
هذه المعلومات أخِذتْ عن القصة المترجمة ـ ساداكو وطيور الغرنوق الورقية
الألف ـ والذي ترجمها عن السويدية وقدمها إلى القارئ العربي
هو المؤلف والمترجم ـ عبد الكريم جاني سهر ـ وكانت ترجمة شيقة وجميلة
وحازت على جائزة إستحقاق من دار النعمان . فشكراً للأستاذ



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات الدموع وآيار
- الشباب لضحكةِ الحياة ، لا للموتِ
- نيسان و البرد
- لكني أُحبكِ بغداد
- إيضاح حول موضوعي السابق
- ضياعٌ و وجود
- لمن تُضرب الطبول يا بغداد
- جاء ليلقي تحية العيد
- أين أميرة الشعراء
- ناي آذار
- طائر السعد
- الحرية لأحمد القبانجي
- أحزان الورود
- الأيادي المحبةِ وطنٌ
- بردٌ ودفءٌ
- صوت الحب شكري بلعيد
- حكايات الألم وشباط
- دبكات الوردِ
- رقصة الطائر الذبيح
- ناي النخيل


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - طائر الغرنوق