أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد خليل ارتيمتي - العلاقات الثقافية بين دول الاتحاد الاوروبي والعراق. (بعد عام 2003)















المزيد.....



العلاقات الثقافية بين دول الاتحاد الاوروبي والعراق. (بعد عام 2003)


احمد خليل ارتيمتي
باحث

(Ahmed Kh. Artimeti)


الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة
أن البعد الثقافي والحضاري للعلاقات الاوروبية العربية أعم وأشمل من البعدين السياسي والاقتصادي، فضلا عن انه يتسم بالحركة والتنوع والاستمرار، ويتجه في جوهره الى الانسان العادي، ويعالج مشاكله الثقافية والفنية والادبية والتعليمية، وهو يهدف الى تنمية العلاقات بين الشعوب لتكون مساندة للعلاقات بين الحكومات وقد اعطت الحضارة العربية الاسلامية على مدى المراحل التاريخية كثيرا للحضارة الاوروبية الحديثة في مجالات العلوم والادب والفنون، وما زالت الاثار العربية المادية والمعنوية واضحة وبارزة في الثقافة الغربية المعاصرة، وفي مختلف البلدان الاوروبية وبخاصة في الاندلس وصقيله وجنوب ايطاليا.
استمر تطور هذه العلاقات في العصر الحديث، واصبحت المدن الاوروبية الكبرى تعج بطلاب العلم من مختلف البلدان العربية، كما تم تأسيس المعاهد والجامعات والمراكز الثقافية الاوروبية، في عدد من العواصم العربية، مثل بيروت والقاهرة وبغداد، وكان لهذا التبادل العلمي أثره الكبير في النهضة العربية الحديثة ففي عصر التقدم التكنولوجي يمتد البعد الثقافي ليشمل نواحي جديدة اصبحت تمثل عنصرا اساسيا ولازما للتقدم الانساني، فالحضارة اخذ وعطاء وعلاقات واسعة على مستوى الفردي والجماعي، وايجاد صيغ التفاهم والتعاون والوفاق يساهم في بناء الارضية الصالحة لتكوين التعاون العربي الاوروبي من أجل المستقبل، وقد عبر عن ذلك ريمون أوفروا (أحد اعضاء البرلمان الاوروبي) وهو من أبرز رفاق الجنرال ديغول، بقوله :(أن رئيسي كان يحدثني دائما عن ان الحضارة الانسانية التي نحاول أن نخلقها تتطلب تعاون العالم الاوروبي والعالم العربي. أن أوربا والعالم العربي، مرشحان لاحتلال مكانة القوة الثالثة في العالم وحفظ التوازن الدولي من هذا نرى ان الجانب الاوروبي يحث الى تقوية العلاقات بين الدول الاوروبية والعالم العربي ويظهر ذلك جلياً من خلال النظر الى العلاقات هذه الدول مع العراق خصوصا بعد عام 2003....

العلاقات الثقافية بين الاتحاد الاوروبي والعراق

لم تكن هنالك علاقات سياسية واضحة وبارزة بين الاتحاد الاوروبي والحكومة العراقية قبل عام 1990، حيث كان دور الاتحاد دور يقتصر على تنفيذ قرارات الصادر من قِبل (مجلس الأمن الدولي) التابع للأمم المتحدة في خصوص العقوبات التي فرضت على العراق عام 1991، ولكن بعد عام 1992 أصبح دور الاتحاد الأوروبي أكثر فعالية أتجاه العراق خصوصا في مجال تقديم العمل الإنساني للشعب العراقي. وتقديم المنح والمساعدات المالية والاقتصادية، حتى عام 2003 أما بعد اسقاط النظام العراقي اخذ الاتحاد الاوروبي على عاتقة توفير الإغاثة الإنسانية وتقديم الدعم السياسي والمالي لإعادة الإعمار العراق والنهوض بالبنى التحتية المنهارة، ففي عام 2004 قرر الاتحاد الأوروبي إلى السعي نحو وضع إطار التعاوني منتظم مع العراق في جميع المجالات. حيث أعربت المفوضية الاوربية لشؤون التنموية عن جملة من الاهداف المتوسطة الأجل منها:
- الاستقرار السياسي والاقتصادي والثقافي في العراق والتركيز على مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
- إنشاء اقتصاد السوق مفتوح ومستقر، كأساس للأمن البشري المستدام والنمو الاقتصادي، والحد من الفقر والعمالة، مع تعزيز الموارد التنمية الاقتصادية والاجتماعية العادلة.
- توسيع التكامل الاقتصادي والسياسي في العراق على نطاقه الاقليمي، ومن ثم على مستوى النظام الاقتصادي العالمي.
-مساعدة الجهود الوطنية العراقية في تحقيق الأهداف الإنمائية التي لها دور في ربط عملية توطيد السلام، جنبا إلى جنب مع المنظمات الأخرى مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، سعي الاتحاد الأوروبي لمساعدة العراق على حشد موارده الخاصة للانتعاش والتنمية، وبدعم من المجتمع الدولي( ).
أحتل العراق كموقع جيوسياسي وجيواقتصادي اهمية كبيرة في سلم الاهتمامات الاوروبية ورغم التحولات المتسارعة التي شهدها خلال العقدين الماضيين والتغيير الذي حصل في عام 2003 الا انه استطاع ان ينهض من كبوته ويستعيد مكانته الاقليمية والدولية لأنه يمتلك الامكانيات التي تؤهله للنهوض لذلك لاعتبارها فرصة اقتصادية السانحة للمصالح الاوروبية، وبوابتها الى منطقة شرق الاوسط.
وعلى هذا الاساس فان العراق مقبل على نهضة اقتصادية وعمرانية واسعة بعد انسحاب الامريكي، وان العلاقات العراقية الاوروبية تتجه نحو أفاق جديدة كما وصفها الرئيس العراقي جلال الطالباني في احتفالية اليوم الاوروبي في العراق بأن العلاقات الاوروبية العراقية مؤهله لانطلاقه جديدة.
في الوقت الذي يستطيع العراق الاستفادة من تجربة الاتحاد الاوروبي في معالجته التحديات التي واجهها والمشكلات التي عانى منها طوال عقود طويلة والفرص التي أتيحت له في شقهِ الطريق نحو المستقبل بشكل الذي تجاوز فيه العنف والحروب وانتقال نحو بناء ديمقراطية وتحقيق السلام والامن والتعاون بين دول الاتحاد .
لقد دعمت دول الاتحاد الاوروبي العراق بعد عام 2003 من خلال دعمها للعملية السياسية وجرى تعيين السفيرة جاناها يستلوف كممثلة له في العراق وممارسة نشاطات تتعلق بتحقيق المصالح الثنائية المشتركة وفي تقديم خبرة الاتحاد لترسيخ السلم الاجتماعي وتعاون في المجالات المختلفة.
فاتفاقية الشراكة وتعاون المزمع توقيعها مع الاتحاد التي شملت مجالات متعددة من التعاون كالتجارة والاقتصاد وحقوق الانسان ومكافحة الارهاب والهجرة الغير الشرعية والسياحة والتعاون خصصت لها الاتحاد الاوروبي ميزانية لغرض المساعدة في مجال بناء قدرات العراق من الموارد البشرية وتنمية مهاراتهم خاصة موظفي القطاع العام .
من جانبها فأن الدول الاتحاد ترى في العراق من أهم البلدان الشرق الاوسط في مجال الاستثمار في القطاع النفطي أذ ينتج العراق اليوم ما يقارب 3 مليون برميل يومياً و طبقاً لبعض التقديرات التي أعلنها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين شهرستاني بأن العراق قادر على زيادة انتاجه ليصل الى 10 ملايين برميل يومياً خلال العشر السنوات القادمة وسيصنف ضمن قوة الاقتصاد العالمي وهذا ما سيشجع الشركات الاوروبية في التنافس للحصول على عقود في هذا القطاع.
من جانبه فأن العراق بحاجة ماسة للخبرات الاوروبية في مجال الطاقة الكهربائية وأن تفعيل التعاون في هذا القطاع سيساعد العراق الاستفادة من الخبرات الاوروبية خاصة ان شبكات الكهربائية انجزت معظمها من قبل شركة سيمنس الالمانية .
وكذلك ان الاستعادة العراق لدور الاقليمي واعادة الى وضعه الاقليمي في المنطقة واعادة اندماجه عالميا ومساندته في تسريع تحرره من طائلة الاحكام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يتطلب دعماً اوروبياً.
كما ان بناء مؤسساته الامنية والتعليمية والصحية وترسيخ التحول الديمقراطي يكون من خلال الاستفادة من الخبرات الاوربية .
من جانب الاخر فيمكن القول بأن الاتحاد الاوروبي يستند الى ركيزتين في علاقاته مع العراق وهما : الاول: تتعلق بسعي لتطوير علاقاته الاقتصادية والتجارية من خلال التركيز على قطاعات مهمة من الاقتصاد العراقي كالنفط والغاز والكهرباء عبر الاطار مؤسسي لتعطي في الاستثمارات لشركات الاوروبية هذا القطاع فضلاً عن المشاركة في عملية أعادة الأعمار مع برنامج قائم.
ثانيا: ترتبط بدعم العملية السياسية وتعزيز حقوق الانسان والحريات العامة ودعم التحول الديمقراطي وتحديث التعليم القانوني ودعم منظمات المجتمع المدني لتمكينها من تحقيق المصالحة الوطنية والمشاركة في تحقيق السلم الاجتماعي والمساعدة في محاسبة الحكومة والنهوض بالمؤسسات الثقافية والمؤسسات الاكاديمية لنهوض بالواقع الثقافي في البلد.
وفي هذا السياق فأن دعم الادارة العامة لزيادة الشفافية والمسائلة والادارة الرشيدة وتطوير الهياكل الحكومية و تعزيزالقدرات الموارد البشرية هي ضمن ما تسعى اليه دول الاتحاد في المستقبل.
وقد أكد مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي كريس باتن بان من مصلحتنا جميعا ان يتطور العراق الى بلد مستقر وديمقراطي يعيش بسلام مع جيرانه.
بمعنى ان العراق يقع ضمن المنطقة المضطربة في الشرق الاوسط وأن الاستقرار الامر حيوي لمصالح اوروبا وبناء برنامج للتعاون الاقتصادي وثقافي سيساعده على ان يكون نموذجاً في المنطقة وتسهيل اندماجه مع المجتمع الدولي .
وقد اصدر الاتحاد الاوروبي ورقة الاستراتيجية المشتركة للسنوات 2011_2013 والذي كشف فيها عن الالتزامه في التخطيط لسنوات القادمة وهي وثيق سبق وأن اصدرها للمدة 2009-2010 كحزمة متكاملة شملت التركيز على المساعدة في بناء المؤسسات الحكومية وسيادة القانون ومشاريع محددة ترمي الى توسيع نطاق الحصول على الخدمات العامة والاجتماعية ومعالجة مشاكل البيئية التي تؤثر سلباً في القطاعات العامة كالزراعة والصحة والتعليم كما ان زيادة فرص الحصول على التعليم وفرص العمل في الاقتصاد السوق وتطوير نظام شامل لإدارة المياه يتسم بالقدرة والتنمية المستدامة هي من ضمن الاولويات الورقة() .


الاتفاقيات الاتحاد الاوروبي والعراق

رحبت المفوضية الاوربية المؤتمر الذي عقد حول العراق في 22/6/2005 في بروكسل وذلك لأنه يمكن المجموعة الدولية من التعرف الى اولويات العراقية وتقديم المساعدة التي تحتاجها البلاد خلال مرحلة اعداد الدستور واعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأعلنت عضو المفوضية مسؤولة العلاقات الخارجية قرار يقضي بفتح مكتب بعثة للاتحاد الاوربي في بغداد بأقرب وقت ممكن بعد اتخاذ التدابير الامنية وقالت بينيتا فيريرو فالدنير ان العلاقات مع العراق تستأنف على اساس تدرجي وستضم البعثة الاوربية عددا من المسؤولين لمتابعة تنفيذ القرارات الي يتخذها الاتحاد التي سيطلق مطلع الشهر المقبل برنامجا لتدريب 700 من كوادر الامن والقضاء، بالإضافة توفير الخدمة لمساعدة في صوغ الدستور، وسوف يتم تدريب كوادر الامن والقضاء خارج العراق ( ).
وأشارت فيريرو أنه تمت المشاورات مع المسؤولين والمرجعيات الدينية والسياسية العراقية وتم ابراز اهمية تعلق القيادات العراقية في المشاركة السياسية وتأكيد على مشاركة كل الاطراف العراقية في لجان صوغ الدستور وقالت أن الاتحاد الاوربي يشجع المحادثات مع القيادات العراقية لإحلال الصلح بين العراقيين ويمثل الدستور العتيد خطوة حيوية في مسار الصلح وأن المحادثات سمحت بالتعرف الى اختلاف وجهات النظر وسط الاطراف الوطنية حال المشاركة في عملية صوغ الدستور وشددت على اهمية اقامة علاقات بناءة بين العراق ودول الجوار واوضحت ان ترويكا الاوربية بحثت مع القيادة العراقية تقيد السلطات في بغداد باحترام مواثيق حقوق الانسان ودولة القانون وستنفق المفوضية 200 مليون دولار في مجال التعليم والصحة واعادة البنى الصحية وضم وفد الترويكا الاوربية الى بغداد رئيس المجلس الوزارء الاوروبي وزير خارجية لوغسمبورك جان ايسليورن والممثل الاعلى للاتحاد خافيير سولان ووزير الخارجية البريطاني جاكسترو لان بلاده ستتولى رئاسة الاتحاد في النصف الثاني من هذا العام وانفقت المفوضية حتى الان 318 مليون دولار، وذكرت فيريرو أن المؤتمر المقبل فرصة للحكومة العراقية لتقدم اولويات اعادة بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتشارك في المؤتمر التي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية دول الاتحاد الاوربي والدول الغنية والدول المجاورة للعراق منها سوريا وايران( ).
وقدمت المفوضية الاوروبية عام 2009 في عمان مساعدات تقنية للمؤسسات العراقية بأكثر من عشرة ملايين يورو من خلال اتفاقية خاصة تم تنظيمها بالتعاون مع الحكومة العراقية. واوضحت المفوضية في بيان لها أن هذه المساعدات للمؤسسات العراقية ستكون من خلال اتفاقية خاصة يتم تنظيمها بالتعاون مع الحكومة العراقية لهذه الغاية ووصف سفير المفوضية الاوروبية بغداد الكا اوسيتالو هذه الخطوة بانها مهمة في مسيرة التعاون مع الحكومة العراقية، وستعمل المفوضية الاوروبية خلال السنوات الاربع المقبلة على تدريب عدد من المسؤولين في الحكومة العراقية والأمانة العامة لمجلس النواب بقصد تحسين مهارات التفاوض والإدارة لديهم، ويذكر ان تقديم هذه المساعدات التقنية من قبل المفوضية الاوروبية يندرج ضمن البرامج الإنمائية التسعة، التي تمولها المفوضية الأوروبية بقيمة إجمالية تزيد على 100 مليون يورو، وتقدم من خلالها الدعم في مجالات التعليم، الصحة، المياه والمرافق الصحية، والقطاعين القانوني والمالي، من أجل تلبية احتياجات العراقيين، سواء أكانوا داخل العراق أم مهجرين في بلدان مجاورة، كالأردن وسوريا( ).
وقد عقدت الحكومة العراقية الاتفاقية مع الاتحاد الاوروبي في عام 2011 لدعم القدرات العراقية وتطوير مستوى العاملين في مؤسسات الدولة حيث أعلن وزير التخطيط والتعاون الانمائي علي شكري عن توقيع اتفاقية بكلفة 24 مليون، مع ممثلة الاتحاد الاوربي يانا هيبا شكوفا والتي من شانها أن تعزيز دور الاتحاد الاوروبي في العراق وتسهم في استقطاب الشركات الأوروبية إلى البلاد، وقد أكد أن الاتفاقية تقوم على تنمية مشاريع الصحة والبيئة بتخصيص 9 ملايين يورو، ومعالجة النازحين والمهجرين بتخصيص 6 ملايين يورو، وتطوير منظمات المجتمع المدني بتخصيص 5 ملايين يورو، ودعم القانون بتخصيص مليوني يورو، ومليوني يورو لتطوير مشاريع التنمية الاقتصادية، وسوف تستمر الاتفاقية لمدة 4 اربع سنوات ومن بعدها يتم مراجعة انجازات بعثة الاتحاد الاوروبي في المجالات التي حددتها وزارة التخطيط( ).
وبناءٌ على ما تقدم فأن العلاقات الثنائية مرشحة بأن تتنامى في المستقبل لاسيما أن العراق بحاجة الى الاتحاد الاوروبي لاستفادة من الخبرات الاوروبي في أعادة بناء العراق وتجاوز التحديات التي تواجهه في المستقبل كما ان الاتحاد بحاجة الى ان يستعيد دور الشركات الاوربية التي عملت في العراق خلال العقود السابقة في مجالي الطاقة والصناعة خاصةٌ وان اوروبا تواجه أزمة مالية خانقة يتطلب تحركها اتجاه الاسواق في المنطقة..


العلاقات الثقافية بين دول الاتحاد الاوروبي والعراق
جرت العديد من الاتفاقيات بين العراق و بعض الدول الاوروبية على المستوى الثنائي في مجال التنمية الثقافية والسعي لتطوير الواقع الثقافي والحضاري في العراق ومواكبتهِ للعصر ومنها ما يلي:



أولا: جمهورية ألمانيا
كانت ألمانيا من الدول السباقة في مساهمتها في اعادة الاعمار العراق ودعمها المستمر لرفع المستوى الثقافي والحضاري في العراق من خلال ارسال الطلبة العراقيين للدراسة في ألمانيا وزيادة خبرات الكوادر العراقية، فقد اعقدت اتفاقية الشراكة الأكاديمية الاستراتيجية في شباط 2009، بتوقيع من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي الخارجي (DAAD) مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية العراق وفُتِحت آفاقُ جديدة للعلاقات العراقية الألمانية والتي اعتبرت أولى الخطوات الجدية بين الدولتين، التي شملت بدورها مجالات عديدة تساهم في إعادة الإعمار والتطوير الأكاديمي في العراق. وتشكل هذه الاتفاقية جزءً من برنامج خاص أعدته وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية من أجل العراق.
وقد تضمنت الخطوة الأولى في هذه الاتفاقية إقامة شراكة ألمانية – عراقية على مستوى الجامعات وبصورة خاصة، جامعة بغداد والجامعة المستنصرية وجامعة صلاح الدين في اربيل، أما الهدف البعيد المدى من الشراكة الاستراتيجية فيتمثل بتأسيس جامعة عراقية ألمانية.
والمراحل التي خاضها مشروع التعاون بين الجانب الألماني والجامعات العراقية الثلاث كان أول مشروع للتعاون الأكاديمي هو (مشروع بغداد- اربيل- إرلانغن) والذي أطلق عليه اختصارا BEEP وهو اختصار لـ BAGHDAD-ERBIL-ERLANGEN PROJECT، وتم اقرار مفاتيح التعاون الطويل الامد التي ترتكز على منح زمالات دراسية لمدة (4) سنوات للعراقيين لغرض الحصول على شهادة الدكتوراه، ولمدة سنتين للحصول على الماجستير. وإتاحة الفرصة لتبادل الأساتذة الزائرين واستضافة الطلاب والعاملين في مختلف الاختصاصات. ناهيك عن الإشراف المشترك على رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه من قبل الأساتذة العراقيين والألمان فضلا عن فتتاح مركز للدراسات العراقية في جامعة ارلانغن الالمانية المتخصص في الاقتصاد العراقي وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية العراقية الالمانية ( ).
وقد أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني اهمية تعزيز العلاقات العراقية - الالمانية في المجالات كافة خلال لقائه في مقر اقامته ببغداد 25/10/2007 بالسفير الألماني لدى العراق هانس شوماخر وتم التأكيد على ضرورة توثيق العلاقات العراقية الألمانية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية،
وفي لقاء جمع معالي وزير التعليم العالي علي الاديب مع السفيرة الالمانية في بغداد بريتا فاغنر في 6/4/2013، تباحث الجانبان في أمكانية تطوير بنود اتفاقية التعاون العراقي الالماني ضمن منظمة الداد بشكل يضمن حصول الطلبة العراقيين على كل الفرص المتاحة ضمن البرنامج، فضلا عن ضرورة تخصيص الجزء الاكبر من مقاعد هذا البرنامج للدراسات الطبية والهندسية و حافات العلوم وقال الاديب خلال اللقاء الذي حضره مدير عام دائرة البعثات والعلاقات الثقافية الدكتور بهاء كاظم ومعاون المدير العام الدكتور ماجد الساعدي، ان العراق يطمح الى الاستفادة من الخبرات الالمانية المتقدمة في مجالات الاكاديمية لتطوير بنيته التعليمية خصوصا ان الجامعات الالمانية تحوز على مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية الاكاديمية.
ابدت السفيرة الالمانية في بغداد بريتا فاغنر، استعداد بلادها لتوفير كل انواع الدعم لتفعيل علاقتها مع العراق، مؤكدة ان وزارة التعليم العراقية خطت خطوات واسعة في مجال تطوير النظام التعليم في العراق، وهو ما يشجع ألمانيا على التوجه بجدية لدعم جهود الوزارة في هذا المجال الحيوي( ).
في الوقت نفسه طالب رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي الشركات الالمانية للمشاركة في اعادة الاعمار وتوسيع وتطوير العلاقات بين العراق والمانيا في جميع المجالات وجاء ذلك خلال لقاء للمالكي مع سفيرة جمهورية المانيا الاتحادية لدى العراق بريتا فاغنر. وأكد المالكي اهتمام بلاده بتطوير العلاقات مع المانيا في جميع المجالات وتدعو لحضور فاعل لشركات الالمانية في عملية البناء والاعمار التي يشدها العراق خصوصا في مشاريع الكبيرة الى جانب توريد السلع والبضائع التي تحتاجها السوق العراقية( ).
والتقى السيد السفير د. حسين الخطيب بالامين المساعد ورئيس قسم الثقافة والاعلام في مفوضية الحكومة الألمانية الاتحادية لشؤون الثقافة والاعلام الدكتورة إنغيبورغ ميركل بحضور الدكتورة كاثرين هانه رئيسة وحدة التخطيط والتحليل في 3/5/ 2012.
وجاء اللقاء في إطار مساعي السيد السفير من أجل تمتين العلاقات الثقافية، الى جانب الجوانب الأخرى، بين جمهورية العراق وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وطرح السيد السفير جملة من القضايا التي تهم العلاقات الثقافية بين البلدين من خلال التعاون بين المؤسسات التعليمية في البلدين، ودعا الى دعم الكوادر العراقية في الجامعات من خلال منح فرص التدريب والتأهيل والبحث وإمكانية التوأمة بين الجامعات العراقية والألمانية وإعادة فتح معهد غوتة في بغداد، والعمل على دعم التبادل الثقافي بين العراق وألمانيا من خلال دعوة فرق فنية عراقية الى ألمانيا وإقامة الفعاليات المشتركة للفرق الفنية للبلدين في العراق وألمانيا( ).
وبحث رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مع القنصل الألماني العام في كردستان رولف أولريج بتاريخ 15/4/2013، سبل تعزيز وتطوير العلاقات بين الاقليم وألمانيا.
وذكر بيان لحكومة الاقليم ان الجانبين أكدا، خلال اللقاء، على ضرورة توسيع العلاقات وخاصة الجوانب الثقافية والتعليمية المشتركة للجانبين، وان الجانبين ناقشا نتائج زيارة رئيس حكومة اقليم كردستان الأخيرة الى ألمانيا ولقائه مع أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وكبار المسؤولين في ألمانيا وأوروبا، حيث وصف القنصل الألماني الزيارة بالمهمة والناجحة، متمنياً أن تكون هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة لعلاقات اقليم كردستان مع ألمانيا ودول الاتحاد الأوربي( ).


ثانياً: جمهورية فرنسا
أكدت الحكومة الفرنسية على اهمية تطوير علاقاتها مع العراق بكافة المجالات لاسيما الجانب الثقافي والعلمي، مؤكدة أنها ستقوم بتوسيع نشاطاتها في العراق بغية تشجيع الحركة الثقافية بكافة أنواعها، واعلن غوير عن مشروع فرنسي سيطلق قريبا في العراق، يخص القضاة والشرطة العراقية، حيث اكد ان لدى فرنسا مشروع لتدريب القضاة العراقيين، وتدريب قوات الشرطة العراقية كون النظام القضائي العراقي قريب من النظام القضائي الفرنسي وهو الحال مع نظام الشرطة الاتحادية العراقية وتطرق غوير الى المشاريع التي تنوي القيام بها الشركات الفرنسية، كمترو بغداد المعلق ومشاريع نفطية اخرى، فضلا عن المشاريع العلمية والثقافية .
وابدى السفير حرصه على تشجيع الشباب العراقيين على تعلم اللغة الفرنسية، سيما وان سفارة فرنسا في العراق قد ابرمت اتفاقا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق بأرسال الطلبة العراقيين لاستكمال دراستهم في الجامعات الفرنسية وتم بموجبها تخصيص ما بين 200 الى 500 زمالة دراسية، على ان يتحمل الجانب الفرنسي ثلثي المصاريف، وكان مدير عام البعثات والعلاقات الثقافية قال إن الدائرة قررت توزيع العشرة آلاف بعثة التي وجهت بها الحكومة خلال خمس سنوات، وبمعدل 2000 بعثة كل سنة. واطلقت الحكومة في أيلول الماضي خطة لأرسال عشرة آلاف طالب إلى الخارج بهدف نشر أكبر عدد من الطلاب العراقيين المتميزين في دول العالم لاكتساب المهارات العلمية والبحثية والتقنية. وشدد على تعزيز العلاقات الثقافية التي تمتاز فعلا بغناها وعراقتها التي تربط بين بلدينا والتي تندرج في إطار النشاط الكبير في مجال التعاون الثقافي المتبادل وعلى ضرورة سير العلاقات الثقافية الثنائية باتجاهين.
وأعرب السفير عن استعداد بلاده لاستقبال الكنوز الفنية العراقية في معهد العالم العربي، بما فيها كنوز المتحف العراقي، لأن مثل هكذا مبادرة ستمهد عودة العراق إلى الصعيد الثقافي الدولي واستعادة مكانته المرموقة، مشيرا الى أن تنظيم فرنسا لفعاليات ثقافية في كلا البلدين وفي بقاع اخرى من العالم، لابد أن يقابله تقييم المساهمة الفنية العراقية للإرث الحضاري العالمي.
وقد أكد غوير ان الحكومة الفرنسي ستقوم بتوسيع نشاطاتها لتشجيع الحركة الثقافية في العراق، ليس فقط من خلال التعريف بالفنون والحضارة الفرنسية، بل من خلال التعريف بالفن والابداع العراقي في إطار الفعاليات والمعارض الفنية التي يقيمها بالتعاون مع الجانب العراقي( ) وفي أطار العلاقات الثقافية بين الحكومة العراقية والسفارة الفرنسية وقعت وزارة الثقافة والسفارة الفرنسية والمعهد الثقافي الفرنسي ومنظمة اليونسكو برنامجا مشتركا للتعاون الثقافي لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية .
ووقع الاتفاقية عن وزارة الثقافة كل من وكيل الوزارة فوزي الاتروشي ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة عقيل المندلاوي وعن جامعة بغداد رئيس الجامعة للشؤون الادارية الدكتور بهاء طعمه جياد وعن السفارة الفرنسية والمعهد الثقافي الفرنسي مستشار التعاون والنشاط الثقافي مدير المعهد اوليفيه شاتليه .
وقال وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي : ان المعهد الثقافي الفرنسي يعكس الصورة المضيئة في العاصمة بغداد وله مكانة خاصة في المجال الثقافي من جانب الاخر أشاره مستشار التعاون والنشاط الثقافي في السفارة الفرنسية ومدير المعهد الثقافي الفرنسي اوليفيه شاتليه بقول : اننا كنا حريصين ان يبقى هذا المعهد مفتوحا في العراق حتى في السنوات الصعبة التي عاشتها بغداد وكانت احد النشاطات الرئيسية في المعهد هو تعليم اللغة الفرنسية كما ان للمعهد اهداف تتمثل بدعم الثقافة والفن بصورة عامة في الوقت الذي يوجد في السفارة الفرنسية قسم للثقافة .
واوضح ان العراق رغم انه يعيش مرحلة بناء واعمار لكنه في ذات الوقت بحاجة الى قاعدة ثقافية وروحية وفعلا تجسد ذلك بوجود مبدعين عراقيين لهم دور كبير على الصعيدين الثقافي والفني لبناء العراق ويعد اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 قرارا مهما لأجل ان تستعيد بغداد مكانتها بين العواصم العالمية وهذا الحدث المهم كونه سيحتضن كافة الثقافات .
وأكد ان فرنسا سيكون لها مشاركة مهمة تتمثل بإقامة المؤتمر الثاني لفن العمارة وحفل موسيقي خلال شهر حزيران واقامة معرضين من خلال المعهد الثقافي الفرنسي علما ان توقيع اتفاقية بين خمس جهات وهي وزارة الثقافة وجامعة بغداد والسفارة الفرنسية والمعهد الثقافي الفرنسي واليونسكو يعد حدثا مهما يصب في صالح الثقافة العراقية والعربية والعالمية ( )


وفي لقاء بين رئيس الجمهورية جلال طالباني والسفير الفرنسي السابق بوريس بوالون أكد جلال طالباني إن علاقات الصداقة العراقية - الفرنسية تشهد تطوراً مضطردا كبيراً بفعل الرغبة القوية المتبادلة بين قيادتي وشعبي البلدين لتوطيد هذه العلاقات وتقدمها. واشار الرئيس طالباني خلال لقائه السفير الفرنسي لدى العراق بوريس بوالون بمناسبة انتهاء مهام عمله، الى أهمية توسيع وتعزيز العلاقات العراقية-الفرنسية خدمة للمصالح العليا لشعبي البلدين الصديقين، مشيدا بالدور الذي لعبه السفير بوالون في المساهمة في رفع المستوى الثقافي والعلمي للطبقة العلم في العراق. ( )




ثالثا: المملكة المتحدة (البريطانيا)

سعت المملكة المتحدة منذ حوالي سبعين عاماً لتعزيز العلاقات الثقافية بين العراق وبريطانيا وتوفير الفرص التعليمية للعراقيين فقد فتحت أول مقر للمجلس الثقافي البريطاني في العراق عام 1940، وقد ركزّ عمل المجلس الثقافي البريطاني في العراق بشكل رئيسي على تطوير التعليم منذ إعادة فتح مكاتبه في بغداد عام 2003 وفي أربيل عام 2008. ومنذ ذلك الوقت ساعد المجلس الثقافي البريطاني أكثر من 30 جامعة وكلية ومدرسة في إقامة علاقات مع المملكة المتحدة، وبالتالي مكّن العاملين في المجال التعليمي والطلاّب من تبادل المعرفة والأفكار، كما أسس المجلس ستة مراكز لتكنولوجيا المعلومات في جامعات بغداد والبصرة وبابل وأربيل، كما ساهم في توفير المزيد من أجهزة الكمبيوتر والاتصال بشبكة الانترنت، وقدم المجلس كذلك برامج تدريبية لأكثر من 40 مشرفا من كوادر وزارة التعليم العراقية لاطلاعهم على آخر ما تم التوصل إليه من تطورات في مجال تدريس اللغة الإنجليزية.
وبذل المجلس الثقافي البريطاني جهودا مع المؤسسات الثقافية والتعليمية العراقية وعمل على إعادة ربط العراق بالمجتمع التعليمي الدولي، وتعزيزه بخبرات المملكة المتحدة في الميدان الثقافي والتعليمي وكذلك تقديم المساعدات والخبرات المطلوبة لوضع حلول للتحديات التي يواجهها قطاع التعليم في العراق.
وكان المجلس الثقافي البريطاني قد اطلق برنامج الشراكات التنموية في التعليم العالي في العراق (DelPHE) من خلال فعاليتين تكللتا بالنجاح في مدينتي بغداد وأربيل.
وقامت وزارة التنمية الدولية البريطانية بتمويل هذا البرنامج الممتد على مدى ثلاثة أعوام والذي هدف إلى تعزيز القدرات في مجال التعليم العالي في العراق، و قام المجلس الثقافي البريطاني في العراق بإدارته.
وساهم البرنامج في معالجة بعض التحديات الرئيسة التي تواجه نظام التعليم العالي في العراق، بما في ذلك توفير الكتب الدراسية والمناهج التعليمية وإصلاح طرق التدريس القديمة، كما يهدف البرنامج إلى تحسين نوعية التدريس والتعليم وتطوير اساليب البحث في العراق وزيادة الفرص التعليمية للنساء والأقليات العرقية.
كما يسعى المجلس الى خلق جيل جديد من الشراكات المؤسساتية، مما يمثل دليلا عمليا على عودة العلاقات بين العراق والمملكة المتحدة في شتى المجال وفي مقدمتها مجال التعليم والتبادل الأكاديمي والتعاون في إنجاز الدراسات و البحوث، حيث يمكن للتعليم أن يلعب دورا هاما في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار، وخلق الفرص للنساء، ودرء تفاقم التطرف المؤدي للعنف في العراق الجديد.
وواصلت المملكة المتحدة تطوير علاقاتها الثنائية الموسعة مع العراق بعد انسحاب القوات العسكرية البريطانية منه بما يشمل العلاقات الاقتصادية والتجارية والدفاعية والثقافية والتعليمية.
وتواصل المملكة المتحدة عملها مع العراق ودعمها له فيما يتعلق بمختلف المشاريع والمبادرات للمساعدة في تطويره كبلد مزدهر وديموقراطي.
وتم الاتفاق على تخصيص أكثر نسبة ممكنة من المقاعد للطلاب العراقيين الراغبين في الدراسة في المملكة المتحدة، في وقت قدمت وزارة التعليم العالي لامتنانها في نيل الاف العراقيين شهادات من الجامعات البريطانية وعلى مدار 5 سنوات.
وتسعى المملكة المتحدة الى لتطوير التعليم في العراق وخاصة ما يتعلق بتعليم اللغة الإنكليزية حيث أشرف المجلس الثقافي البريطاني والسفارة الأمريكية في بغداد على عقد مؤتمر اطلقت بموجبه اول جمعية متخصصة في مجال التنمية المهنية والتواصل لمدرسي اللغة الانجليزية، وهي اول جمعية متخصصة في مجال التنمية المهنية والتواصل لمدرسي اللغة الانجليزية، و تعد الجمعية شراكة عراقية تابعة للرابطة الدولية لمدرسي اللغة الإنجليزية للمتحدثين بلغات أخرى (TESOL).والمبادرة تمت باشتراك وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، وتدعم تنمية مهارات اللغة الإنجليزية في العراق.







الخاتمة
لقد اعطت الحضارة العربية الاسلامية على مدى المراحل التاريخية كثيرا للحضارة الاوروبية في كافة المجالات ومازالت الاثار حتى يومنا هذا واضحة في الحضارة الاوروبية، وأخذ بالقول "ان الحضارة تقوم على الاخذ وعطاء" فأن هذا التطور أدت لتصبح كبرى المدن الاوروبية تعج بطلاب العلم من مختلف البلدان العربية وخاصة العراق فقد وتم تأسيس العديد من الجامعات الاوروبية والغربية في العراق مثل الجامعة الفرنسية اللبنانية في أربيل والجامعة الامريكية في سليمانية و الخ..، وكان لهذا التبادل العلمي أثره الكبير في النهضة العراقية الحديثة ففي عصر التقدم التكنولوجي يمتد البعد الثقافي ليشمل نواحي جديدة اصبحت تمثل عنصرا اساسيا ولازما للتقدم الانساني، وايجاد صيغ التفاهم والتعاون والوفاق الذي يساهم في بناء الارضية الصالحة لتكوين التعاون العراقي الاوروبي من أجل المستقبل، ويتضح من ما سبق ان دول الاتحاد الاوروبي وبعد تغيير النظام في العراق عام 2003 أخذت تركز على الجانب الثقافي بغيا لتطوير المجتمع الثقافي العراقي ولتحسين الواقع العلمي وذلك لأهمية العراق من كافة الناحية بالنسبة لاتحاد الاوربي لذا رحبت بتشكيل مجلس الحكم وبادرت بتقديم المعونات المادية والاقتصادية لإعادة الاعمار البنى التحتية، فقامت بتدريب الكوادر الفنية والامنية والقضائية وصرف 20 مليون دولار في مجال التعليم والصحة، وكانت ألمانيا من الدول السباقة في مساهمتها في عملية أعادة الاعمار العراق من خلال ابرام الاتفاقية العديد من الاتفاقيات التنموية مع العراق مثل منظمة الداد التي تم من خلالها أرسال الطلبة العراقيين الذين يودون الدراسة في الجامعات الاوروبية وفتح مركز للدراسات العراقية في جامعة ارلانغن الالمانية، وتأكيد الجانب الالماني على دعمه المستمر لإعادة ثقافة العراق المستمدة من تاريخها البابلي والسومري، وكان لفرنسا الدور الواضح في سعيها لتطوير كفاءات الكوادر الفنية العراقية وتخصيص المقاعد للطلبة العراقيين في جامعات الفرنسية لتصل ما بين 200-500 مقعد وكانت لفرنسا الدور البارز في تشجيعها الحركة الثقافية في العراق ويظهر ذلك جليا من خلال مساهمتها في فعالية بغداد عاصمة الثقافة العربية، أما دور المملكة المتحدة فقد كان لها ماضي ثقافي مع العراق لكن ظهر بعد تغيير النظام العراقي عام 2003 حيث ربطت علاقات العديد من المدارس والجامعات العراقية مع المملكة المتحدة وتأسيس العديد من المراكز التكنولوجية في جامعات العراقية وزيادة نسبة المقاعد العراقية المخصصة في الجامعات البريطانية ودعم المؤسسات الحكومية بأحدث التقنيات العصر وسعيها في تنمية مجال التنمية المهنية والتواصل لمدرسي اللغة الانكليزية.
صفوة القول اخذت دول الاتحاد الاوروبي بدعم العراق في كافة المجالات وأصعدة وخصوصا في الجانب الثقافي وذلك لرؤيتها للأرضية المناسبة في العراق المطالبة بتطوير المستوى العلمي والفكري لذا باشرت بتقديم المنح والمعونات مادية ومعنوية للشعب العراقي ، ويعتبر هذا هو في حد ذاته جسرا لترابط بين الفكر الشرقي العراقي ومع الفكر الغربي الاوروبي، مما يفسح المجال أكثر في المستقبل للتبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية بين العراق ودول الاوروبية ......


المصادر

. COOPERATION BETWEEN ،THE EUROPEAN UNION AND IRAQ، Joint Strategy Paper 2011 – 2013.p45.

1. نورالدين الفريضي، جريدة الحياة، العدد 15411، 11/6/2005

2. صباح يد الله .شفق نيوز، العدد 7632، 3/4/2009.
3. جعفر الونان، العراق يوقع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 24 مليون يورو، جريدة اكانيوز، العدد 274132، 23،11،2011.
4. سعد سلوم، اتفاقية الشراكة الاكاديمية الاستراتيجية خطوة اولى لتطوير العلاقات العراقية الالمانية، منتدى الاعمال العرقي الالماني، 14/2/2010.
5. جريدة التعليم العالي، العدد 10 ،7/4/2013.
6. جريدة شرق الاوسط، العدد 12397، 6/11/2012
7. السفارة العراقية في برلين القسم الثقافي والاعلامي، الموقع الالكتروني: http://www.iraqiembassy-berlin.de/docs/arabic/anzeige536_ar.php
8. الوكالة الاخبارية للانباء، نيجيرفان بارزاني يبحث مع القنصل الألماني العلاقات الثنائية والاوضاع في العراق والمنطقة، 15/4/2013، العدد 8151.
9. وكالة أين العراقية،فرنسا تشدد على ضرورة توطيد العلاقات الثقافية والعلمي مع العراق.،17/10/2012. الموقع الالكتروني: http://alliraqnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=55432:2012-10-17-12-34-32&catid=41:2011-04-08-17-27-21&Itemid=86
10. برنامج التعاون الثقافي بين العراق وفرنسا المشروع بغداد عصامة الثقافة، وكالة ايبا المستقلة عدد 4353،تاريخ 22/2/2013، الموقع الالكتروني: http://ipairaq.com/
11. طالباني للسفير الفرنسي في انتهاء مهامه العلاقات العراقية:الوكالة الاخبارية للانباء،، 1/2/2011.
12. القنصلية العراقية في مانجستير، العلاقات الثقافية بين العراق والمملكة المتحدة، الوقع الالكتروني: http://www.mofamission.gov.iq.
13. د. عامر كامل أحمد، الاتحاد الاوربي ومستقبل العلاقة مع العراق،أوراق دولية ،مركز الدراسات الدولية ،جامعة بغداد، العدد216، 2012،ص5.
14. د. علي الحاج، سياسات دول الاتحاد الاوروبي في المنطقة العربية بعد الحرب الباردة، مركز دراسات الوحدة العربية، ،ط1، بيروت 2005، ص158.
15. جعفر ضياء جعفر، العراق والمنطقة بعد الحرب قضايا إعادة الاعمار الاقتصادي والاجتماعي، مركز الدراسات الوحدة العربية، ط1،بيروت ،2004،ص43.



#احمد_خليل_ارتيمتي (هاشتاغ)       Ahmed_Kh._Artimeti#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آسس الفلسفة الماركسية
- توماس هوبز
- الاوضاع المتردية وتأثيرها على المناطق الكوردية
- نظرة تأريخية حول أزمة المياه في حوض النيل
- غورباتشوف ومشروع (بيروسترويكا)


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد خليل ارتيمتي - العلاقات الثقافية بين دول الاتحاد الاوروبي والعراق. (بعد عام 2003)