أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انجي وحيد فخري - السياسة الخارجية في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية محمد مرسي















المزيد.....



السياسة الخارجية في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية محمد مرسي


انجي وحيد فخري

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة الخارجية في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية
***
مقدمة:
تعود محللو السياسات في مصر على تغير توجهات السياسة الخارجية المصرية مع تغير الرؤساء، ويرجع ذلك إلى فقدان الدولة المؤسساتية في مصر، والإعتماد بصفة أساسية على شخصية الرئيس، ومع صعود التيار الإسلامي للحكم في مصر بعد الربيع العربي، وظهرت مقالات تطرح سيناريوهات تعكر صفو العلاقات المصرية الأمريكية وتوجه السياسة الخارجية المصرية إلى التطرف الإسلامي.
إلا أنه في حقيقة الأمر، يلاحظ إهمال النظام السابق عدد من الدوائر السياسية خاصة العربية والأفريقية والإسلامية، والإكتفاء بتبعية النظام الدولي متمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي أدى إلى تدني مكانة مصر عربياً وإقليمياً ودولياً، إلى جانب تهديد الأمن القومي المائي لمصر، وصعود قيادات إقليمية منافسة لمصر سواء في الدائرة العربية كالسعودية وقطر أو في الدائرة الإسلامية كتركيا وإيران.
وكان التحدي الحقيقي للرئيس محمد مرسي، هو إحياء حيوية السياسة الخارجية المصرية، وتحديد معالمها وتوجهاتها السياسية، في الوقت الذي يجب عليه إعادة المكانة السياسية لمصر عربياً وإقليمياً ودولياً، وهذا ما سوف نحدده من خلال تحليل خطابات الرئيس الخارجية ، ومن ثم يتناول البحث بالتحليل الخطابات التي القاها الرئيس مرسي اثناء المؤتمرات الدولية والي اي حد تعبر عن تغير او استمرارية في سياسة مصر الخارجية.

أولا:
كلمة الرئيس محمد مرسي امام القمة الافريقية الـ19 بأديس ابابا 15-7-2012:
بداية تجدر الاشارة الي ان انعقاد القمة الافريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جاءت كفرصة اقتنصها محمد مرسي لإعادة مصر إلى إفريقيا، بعد قطيعة استمرت نحو 17 عاماً من زيارة الرئيس السابق الشهيرة عام 1995، وما حدث فيها وما ترتب عليها. ومن هنا، جاء حضور الرئيس مرسي للقمة، وكلمته أمامها، ومباحثاته المكثفة لترسل رسائل عن سياسة مصر الإفريقية الجديدة، وأنها ستكون في قلب دوائر سياستها الخارجية.
فخلفية توتر العلاقات بين مصر واثيوبيا تعود الي عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان قد تعرض لمحاولة اغتيال في أديس أبابا نفذها منتمون إلى الجماعة الإسلامية المصرية بعد وصوله وخروجه من المطار عام 1995 لحضور قمة مماثلة، وبعد ذلك توقف عن زيارة هذا البلد الإفريقي الذي ينبع منه نهر النيل، ومن ذلك الحين انتابت علاقات الدولتين كثير من الخلافات والبرود، أخطرها ما يتعلق برعاية أثيوبيا لاتفاقية جديدة للنيل بدون مصر والسودان .
واهمال الدائرة الافريقية أنتج عدة تأثيرات سلبية على الأمن القومي المصري من خلال دخول إسرائيل للمنطقة الأفريقية، وتهديد الأمن المائي لمصر لاسيما فيما يتعلق بقضية مياة النيل مع دول الحوض العشرة وعلى رأسهم أثيوبيا.
وكان الرئيس مرسي قد اعلن بأن مصر ستعود الي احضان افريقيا الي دول منابع النيل ، وخلال كلمته اكد علي اعتزام مصر التواصل بفعاليه مع الدول الافريقيه، وعزم مصر علي ان تكون محور ارتكاز قوي وفاعل لدعم الاشقاء في انحاء القاره، وان تكون سندًا لهم علي طريق تحقيق الاستقرار والتنميه والتقدم.
"ان لدينا العزم والنيه الخالصين علي المساهمه مع اشقائنا في مختلف ربوع افريقيا في رسم مستقبل القاره وحضارتها المعاصره. نستلهم في ذلك من ديننا وثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الافريقيه باعتبارها تمثل عناصر القوه لتعزيز وتنميه العلاقات في مختلف ربوع القاره وتحقيق مصالح شعوبها"
واشار مرسي الي ان مصر ستستمر في مسانده التنميه الاقتصاديه في دول القاره حتي يتحقق في افريقيا الطفره المنشوده وبالذات في مجالات الغذاء والصحه، وكذلك التعليم والبنيه الاساسيه
كما اعرب مرسي عن امل مصر في ان يتحول حلم محور "الاسكندريه/كيب تاون" الي واقع ملموس في اقرب فرصه، كمؤشر علي ذوبان المسافات والحواجز بين دول القاره الافريقيه.
فقد جاء خطاب مرسي كرمز فقط لاعادة التواجد المصري ولو بالكلمة الي افريقيا ولم تتضمن كلمته اي آليات او وسائل واضحة لتفعيل علاقات التعاون مع الدائرة الافريقية وفي هذا الصد اشار هانى رسلان رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام الإستراتيجى قال، إن زيارة الرئيس محمد مرسى إلى إثيوبيا هى ذات أهمية ودلالة رمزية، فى أن مصر تريد فتح صفحة جديدة مع أفريقيا فقط لا غير، وأشار إلى أنه لا يجب علينا انتظار نتائج عملية سريعة فى العلاقة بيننا وبين أفريقيا، موضحا أن أى خطوات عملية من جانب أفريقيا لن يتم اتخاذها فى فى حالة اكتمال النظام السياسى فى مصر، بان يصبح لها دستور يحدد صلاحيات الرئيس، وبالتالى فإن اكتمال النظام السياسى وتحقيق الاستقرار هو عامل أساسى تجاه تغيير سياسة أفريقيا تجاهنا.
اي اننا يمكننا القول بأن الدائة الافريقية شهدت اهتماما من جانب الرئيس محمد مرسي ورغبة في اعادة العلاقات التي قطعت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك باعادة العلاقات المصرية الاثيوبية ولو على مستوى الزيارات الرسمية تمهيدا لتفعيل علاقات تعاونية بين البلدين وبين كافة الدول الافريقية في اطار القمة الافريقية.

ثانيا:
كلمة مرسي امام قمة عدم الانحيار الـ16 بطهران 30 اغسطس 2012 :
كان الرئيس محمد مرسي قد ألقى كلمة افتتاحية أمام المشاركين في القمة في أول زيارة من نوعها لرئيس مصري لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية هناك عام 1979.
وخلال الكلمة تحدث مرسي بإسهاب عن الأزمة السورية، وأكد أن التضامن مع الشعب السوري ضد نظام فقد شرعيته واجب أخلاقي بقدر ما هو ضرورة سياسية.. علينا إعلان دعمنا الكامل لطلاب الحرية في سورية وترجمة تعاطفنا إلى رؤية سياسية .
وقال “علينا جميعا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا وأن نترجم تعاطفنا هذا الى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي الى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية.”
خطاب مرسي بقمة دول عدم الانحياز استقبل في الخارج استقبالا متفحصًا ليخضع لتحليلات خلصت في معظمها إلى ما خلصت إليه مجلة فورين بوليسي من كون الرئيس المنتخب يغير بالفعل من مسار السياسة الخارجية المصرية، فيما وصفته المجلة عبر عنوانها «مرسي يسيطر على العالم» الذي نشر على موقعها في الثلاثين من سبتمبر. وانتقدت فيه المجلة ما رأته سعيًا «شعبويًا» من الرئيس الإسلامي للعب دور صانع السلام في منطقة الشرق الأوسط عبر مبادرته لحل الازمة السورية، فانتقدت المجلة انحياز مرسي نحو «الثورة السنية» في سوريا ووجدت في خطابه تناقضات تصعب من مهمة التعرف على توجهات مصر الحقيقية في سياستها الخارجية.
وفي قراءة متأنية للخطاب نجد أن ثناء مرسي على رسول الإسلام وأصحابه جميعاً أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وفي حضرة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية رائد المذهب الشيعي الذي ينتقد أصحاب رسول الإسلام، كانت رسالة يسعى من خلالها الرئيس إلى كسر جدار الخوف لدى دول الخليج من وصوله إلى سدة الحكم في مصر ويظهر بمظهر المدافع عن المذهب السني الذي يؤكد أن الإسلام لا يؤمن بالطائفية والمذهبية التي تفرق المسلمين بعضهم عن بعض.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، فالموقف الذي عبر عنه الرئيس محمد مرسي في كلمات قوية وصريحة، إنما كان أقرب إلى موقف جماعة الإخوان المسلمين إلى ما كان عليه الموقف الرسمي المصري قبل الخطاب، خاصة وأن مصر مازلت تحتفظ بعلاقات دبلوماسية طبيعية مع النظام الذي وصفه مرسي بـ "القمعي" و"الظالم".
وانتقد مرسي في خطابه معاهدة عدم الانتشار النووي، مجدداً موقف مصر بضرورة توقيع إسرائيل على معاهدة عدم الانتشار النووي، ومؤكداً على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية ما دامت تلتزم بالمعاهدات الدولية التي تمنع انتشار السلاح النووي.
وشكل حديثه رسالة مهمة إلى إيران بضرورة التأكيد بشفافية على سلمية برنامجها النووي، وقطع الطريق على اتهامات الغرب بسعيها لامتلاك السلاح النووي، وأخرى للحكومة الإسرائيلية بأن المجتمع الدولي لن يقبل الاستمرار في قبول عدم انضمامها لمعاهدة عدم الانتشار.
وأكد في رسالة مصر للعالم أنه يجب إقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتأسيس دولته، وينبغي دعم حق فلسطين في دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وأن مصر ستدعم أي تحرك فلسطيني في المنظمة الدولية.
ودولياً وضع مرسي العالم أمام حقيقة واضحة لطالما تجاهلتها العديد من الدول الكبرى، هي أن المنظومة الدولية عجزت عن القيام بدورها في تسوية النزاعات التي تجوب الأرض شرقاً وغرباً.
وأكد مرسي حاجة مجلس الأمن إلى الإصلاح وضرورة توسيع العضوية ليمثل العالم كله بما يحمله من تغيرات وثقافات مختلفة في القرن الـ21 لتكون قراراته أكثر مصداقية، مشدداً على أنه لم يُعد مقبولا ظلم القارة السمراء المثقلة بالمشاكل والهموم.
ولكن الجدير بالذكر أن الموقف من القضية الفلسطينية والانتشار النووي والاستخدام السلمي للطاقة الذرية وإصلاح الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن، هي مواقف مصرية ثابتة لم يقدم فيها الرئيس محمد مرسي جديداً وأروقة المنظمات الدولية فيها من المبادرات المصرية والمباحثات ما يؤكد على ثبات الموقف المصري من هذه الملفات.
الا ان موقف مرسي من الثورة السورية كان له تداعيات دولية تمثلت فيما يلي:
• انسحاب الوفد السوري خلال كلمة مرسي اعتراضا على الكلمة ثم عاد بعد انتهائها.
• أشادة رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، بكلمته ووصفه بأنه اول من يضرب ايران في عقر دارها.
• عل الصعيد الايراني بينما صورت إيران استضافتها للقمة باعتبارها دليلا على فشل المساعي الغربية لعزلها ومعاقبتها اقتصاديا بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، جاءت كلمة مرسي بانتقاد النظام السوري الذي تدعمه ايران بمثابة تأكيد لعزلة ايران حيث ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مهاجمة الرئيس المصري محمد مرسي للنظام السوري حليف إيران في قمة عدم الانحياز التي كانت تأمل أن تكون العلاج الشافي للعزلة التي تفرضها عليها القوى الغربية، زادت من عزلتها وأكدتها، حيث شكلت الانتقادات تعزيزا للجبهة السنية ضد طهران.
• على صعيد الولايات المتحدة فقد وصفت تصريحات محمد مرسي عن التضامن مع المعارضة السورية بأنها "مفيدة" و"واضحة جدا وقوية جدا".

كانت الصدمة الاخرى لإيران أن الرئيس مرسي لم يتحدث أو حتى يلمح برغبته في تطوير العلاقات مع طهران في المستقبل وإقامة علاقات طبيعية ودبلوماسية عالية المستوى مع الجمهورية الإسلامية، وهي الخطوة التي كان ينتظرها الإيرانيون بشدة.
وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن كلمة الرئيس أمام أول تجمع دولي يشارك فيه، كشفت عن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية المصرية خلال الفترة القادمة، والتي أثارت اهتمام العالم أجمع، وأبرز تلك الخطوط أن مصر ستتعاون مع الجميع وستنفتح على العالم أجمع، لكنها في الوقت ذاته ستعمل على دعم الثورات في الشرق الأوسط بشكل كبير.
وخلاصة يمكننا القول بأن زيارة طهران جاءت لتغير من سياسة مصر الخارجية على صعيد كسر الحاجز الذي بناه النظام السابق تجاهها ولكنه لم يعبر في ذات الوقت عن رغبة في تمتين العلاقات بين البلدين بل ان القمة شكلت فرصة لايضاح سياسة مصر الخارجية تجاه بعض القضايا والتي شكلت استمرار لذات السياسة السابقة في نظام مبارك مع تغييرات بسيطة تمثلت في المساندة اللفظية للثورات العربية ومنها الثورة السورية.


ثالثا:
خطاب مرسي امام وزراء الخارجية العرب في افتتاح مجلس الجامعة العربية بدورته العادية الـ 138 بتاريخ 5 سبتمبر 2012:
دارت كلمة الرئيس فى معظمها حول التضامن العربى وتطوير منظومة العمل العربى المشترك بما ينهض بالأمة العربية، مؤكدا على ضرورة مراجعة المنهج المتبع فى الجامعة العربية وإنشاء أطر وآليات جديدة حتى تتحول عملية تطوير الجامعة العربية من الشعارات إلى إجراءات حقيقية يلمسها ويدعمها المواطن العادى فى الشارع العربى.
"إن التزام مصر بقضايا أمتها العربية، هو التزام تاريخي جددته ثورة 25 يناير المجيدة وقراءة تاريخنا العربي وتأمل الواقع الدولي يصلان بنا إلى النتيجة ذاتها وهي أن قدرتنا كعرب على مواجهة تحديات المرحلة التي نعيشها تتوقف بشكل كبير على قدرتنا على تطوير آلية العمل العربي المشترك".
وبعث مرسى برسالة طمأنة لدول الخليج العربى فى مواجهة إيران، مشددا على أن مصر تساند وتساهم فى حفظ أمن الخليج العربى وتقف بكل حزم وشدة ضد أى تدخل خارجى فى شئونه وترفض أى مساس بسيادته على أراضيه، إلا أنه أوضح فى ذات الوقت أن مصر لن تعادى أحدا ولن تقف ضد أحد أو تتخذ موقفا سلبيا وأنه يسعى لمنظومة أمن واستقرار فى المنطقة، كما أكد أن مصر لا تصدر ثورتها لأحد
"إن مصر ترى أن الإطار المقترح لسياسة الجوار العربي يجب أن يقوم على عدد من المبادئ أهمها الحفاظ على وحدة وسلامة وعروبة المنطقة العربية، ورفض أية محاولة لتهديد أي قسم منها أو المس بسيادة أي قطر عربي.
واحتلت القضية السورية أهمية كبرى فى كلمة مرسى مؤكدا على مساندته للشعب السورى وحقه فى الدفاع عن حريته.
"أكرر ما قلته في مكة وفي طهران.. إن دماء الشعب السوري التي تراق صباحا ومساء في رقابنا جميعا.. نحن مسئولون عن ذلك ولابد أن نتحرك صوب الحل النهائي وبكل قدرة وسرعة".
وأكد الرئيس في كلمته، أهمية دعم السودان في المرحلة الراهنة ومساعدته على المشاكل التي يواجهها، ودعا دول الخليج العربى إلي زيادة دعمهم للصومال لمساعدته علي مواجهة التحديات التي يعانيها الشعب الصومالى.
واكد مرسي على ثوابت السياسة الخارجية المصرية من ناحية القضية الفلسطينية حيث قال: "الوقوف بجانب الحق وتوفير الدعم اللازم لأشقائنا الفلسطينيين إلى أن يتم التوصل لحل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة".
وبتحليل خطاب مرسي نجد انه قرر بخطابه اعادة لدور مصر كزعامة عربية ونقد العقيدة الدبلوماسية التي كرسها عهد مبارك: عدم وجود سياسة خارجية الا بقدر ما يدعم النظام داخليا. وهي التي اتت بنتيجة عكسية فكانت التبعية للولايات المتحدة واسرائيل احد اسباب الثورة ، والسعي نحو الاهتمام بالدائرة العربية التي عمل النظام السابق على إهمالها وتلاشيها من أجندة السياسية الخارجية المصرية، ومن خلال تحليل خطاب الرئيس في جامعة الدول العربية يتضح أنه يود استكمال بناء جمال عبد الناصر في مشروع القومية والوحدة العربية وذلك من خلال توحيد الصف العربي سياسياً وإقتصاياً وثقافياً لتحقيق التكامل العربي المشترك وإتفاقية الدفاع العربي المشترك والذي يُعد محاكاة لنموذج الإتحاد الأوروبي.
الا انه ورغم التصعيد السياسي ضد نظام الاسد فان الخطاب خلا من خطة واضحة او مبادرة عملية لوقف نزيف الدم. وينطبق الكلام نفسه على قضية تطوير اليات الجامعة العربية، فقد جاءت مجرد عبارات انشائية تتردد منذ عهد الامين العام السابق.
وكذلك جاء الحديث عن الاوضاع في اليمن والسودان والصومال، اقرب الى خطاب يلقيه وزير الخارجية وليس رئيس الجمهورية، وان كان يبعث اهتماما مصريا تقليديا بهذه الدول التي تربطها بمصر خصوصية تاريخية ومعطيات استراتيجية.

رابعا:
خطاب مرسي امام الدورة الـ67 للجمعية العامة للامم المتحدة:
تضمن خطاب مرسي امام الجمعية العامة للامم المتحدة التأكيد على المحاور الاتية:
• التأكيد على القضية الفلسطينية فقال" ومن منطلق واجبي نحو الأشقاء في فلسطين أضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته التى تحتم تحقيق السلام العادل والشامل،وإنهاء جميع مظاهر إحتلال الأراضي العربية وتطبيق القررات الدولية ذات الصلة ... داعيا إلى "سلام يؤسس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ويحقق أمنا واستقرارا طال انتظاره لجميع شعوب المنطقة".
• انهاء الازمة السورية، واعتبارها مأساة العصر التي يجب ان تقف.
• الاشارة الي اهمية الوقوف بجانب السودان والصومال.
• التأكيد على حظر انتشار الاسحلة النووية ، حيث اكد على "فإننا نؤكد ضرورة تعبئة الجهود الدولية لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل فى موعده قبل نهاية العام الجارى 2012، وبمشاركة كل الأطراف المعنية دون استثناء".
• العمل الاسلامي المشترك ودور مصر فيه حيث أكد على "أن مصر تنظر إلى الإسهام البالغ الأهمية الذي تمثله الأمة العربية ضمن المحيط الإسلامي، كضرورة للانتقال بالعمل المشترك ضمن منظمة التعاون الإسلامي، وسوف تعمل مصر على أن تكون القمة الإسلامية التي ستعقد على أرضها في مطلع العام القادم منطلقًا لتعزيز التفاهم بين الدول الإسلامية وباقي دول العالم".
• الاهتمام بالتنمية والنمو في افريقيا وأكدد على أن "مصر مستمرة فى العمل مع أشقائها فى أفريقيا، وهى على استعداد للتعاون مع أى طرف داخل القارة، أو خارجها لرفع مستوى المعيشة فى أفريقيا من خلال تبادل الخبرات والتجارب الناجحة".
الي ان بعض المحللين انتقدوا خطاب مرسي في كونه اغفل الإدانة المباشرة لانتهاكات إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة هو أبرز ما أشار إليه محللون سياسيون فى تعليقهم على خطاب الدكتور محمد مرسى الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتين إلى عدم اختلاف السياسة الخارجية لمصر فى عهد مرسى عما كانت عليه فى عهد مبارك، فى ما يخص كثيرًا من القضايا الدولية كالعلاقة مع إيران والولايات المتحدة وموقفنا من القضية الفلسطينية ، وأوضح السفير سيد قاسم المصرى، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن المطالبة بإعطاء الفلسطينيين الحق الذاتى ليس بجديد ويعود بالقضية إلى الصفر، وهو الأمر الذى رفضه الفلسطينيون أثناء توقيع معاهدة كامب ديفيد.
واشار الدكتور مصطفى كامل السيد ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، الي أن «خطاب مرسى لم يخرج عن النص المصرى المعتاد فى عهد الرئيس المخلوع مبارك وهو أيضًا لم يخرج عن مواقف الخارجية السياسة المصرية المعتادة إلى جانب أنه أكد الالتزام بمعاهده السلام والمعاهدات الدولية التى وقّعتها مصر»، مضيفا «مرسى أكد أيضا إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووى، وأعلن التضامن مع الشؤون الإفريقية وكل هذه مواقف معروفة للسياسة الخارجية منذ القديم»، مشيرا إلى أنه «لم يأت بجديد».
قال السفير ناجى الغطريفى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن خطاب الرئيس مرسى بشكل عام هو «استمرار لسياسة الإمساك بالعصا من منتصفها فى تعامله مع الدول الخارجية، وأن يذكر كافة الملفات فى خطابه أمام العالم ».
الا انه يمكننا القول بأن خطاب مرسي امام الجمعية العامة اعاد التأكيد على الدائرة الافريقية واهميتها في السياسة الخارجية المصرية ، واهمية البعد الاسلامي والعمل وفقا لمنظمة المؤنتمر الاسلامي وهما دائرتان غابتا عن السياسة الخارجية في عهد الرئيس السابق، بالرغم من كونهم مجرد رغبات لم تتحول الي سياسات تفعيلية على ارض الواقع.

خاتمة:
يقول دكتور حسن نافعة للمصري اليوم إن ما قدمه الرئيس محمد مرسي في زياراته وخطبه المتعددة في الخارج يعكس تغيرًا في الخطاب السياسي فحسب، لكنه لا يعكس تغييرًا حقيقيًا في السياسة الخارجية عما كان في الفترة التي سبقت حكم مرسي.
لا يري أستاذ العلوم السياسية في زيارات محمد مرسي إلى الشرق دلالة سياسية، ويتساءل: «هل هناك تغير جذري في الوجهة السياسية والفعل السياسي؟» ويجيب نافعة بأن هذا لم يحدث، فربما كان هناك «تغيرًا في الخطاب السياسي» ومحاولة لاستعادة المكانة، لكن لا توجد أفعال تعزز ذلك في ظل عدم ترتيب البيت من الداخل.
وتتفق رؤية نافعة مع ما ذهب إليه محللون غربيون بأن رؤية محمد مرسي لتوجهات السياسة الخارجية لا يمكن الحكم عليها في الوقت الحالي. فالنظام الاقتصادي لم يستقر بعد، ولن يكون هناك استقرار دون «دستور دائم متوافق عليه من الأطياف المختلفة في المجتمع» وهو ما لا ينتظر حدوثه في الأفق القريب.
يتفق الباحث السياسي بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية دكتور عماد جاد مع ما يراه دكتور حسن نافعة في أنه لم يحدث تغير حقيقي في السياسة الخارجية المصرية. فمقياس تغير السياسة الخارجية يتعلق بالتوجه المصري نحو إسرائيل التي غابت عن خطاب مرسي خلال أيامه المائة الأولى. ويرى عماد جاد في القرارات الأخيرة التي اتخذت في الولايات المتحدة من وقف الكونجرس الامريكي لمبلغ 540 مليون دولار كانت ستتسلمها مصر، وقبلها رفض الرئيس الأمريكي مقابلة محمد مرسي، أمورًا تعكس فشل الرئيس الجديد في إدارة ملف العلاقات الخارجية. فالأزمة مع الولايات المتحدة ستنعكس سلبًا على الاقتصاد المصري باعتبارها الصوت الفاعل في المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تسعى مصر حاليًا للاقتراض منها. كما أن تسليح مصر يعتمد في جانب كبير منه على الولايات المتحدة التي بدأت تتصاعد فيها النداءات الشعبية لوقف المساعدات العسكرية لمصر البالغ قدرها 1.3 مليار دولار.
يقول جاد: «حتى لو اشترت مصر قطع الغيار والأسلحة بعيدًا عن الولايات المتحدة، فغياب الدعم الامريكي في هذه الظروف التي ظلت فيها العسكرية المصرية معتمدة على التسليح الأمريكي لعقود سيكون مكلفًا. ويتساءل الباحث: «هل خلقت إدارة الرئيس مرسي بدائل يعتمد عليها اقتصاديًا وعسكريًا بعيدًا عن الولايات المتحدة قبل الدخول في صراع؟». موضحًا أن ما حصل عليه مرسي من الصين وتركيا وقطر ودول أخرى هي قروض واجبة الرد، وليست منح كالتي تأخذها مصر من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، مما يجعل فشل الإدارة السياسية في العلاقات مع هذه الدول مؤثرًا سلبًا على الاقتصاد المصري الذي لازال يعتمد على المساعدات والقروض، ولا ينتظر أن يكون اقتصادًا إنتاجيًا وفقا للرؤية الاقتصادية للإدارة الحاكمة حاليًا .
من جهته، اعتمد الباحث في شؤون السياسات الدولية، عمرو عبد العاطي، على تحليل خطابات مرسي قبل التنصيب وبعده، كمدخل لفهم ما قد يرغب أن ينفذه الرئيس الجدي من سياسات عامة. وتحدث لـ«الأخبار» عن عدم وجود رغبة كبيرة لدى مرسي بتغيير كبير في ما يتعلق بالسياسات الخارجية لمصر، وإن ظهر أن هناك بوادر تغيير «تكتيكي» ينصب في آليات التعامل. واعتبر عبد العاطي أن هذا سيظهر في التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية بنحو كبير، مرجحاً أن مرسي سيخضع لبيروقراطية السياسة الخارجية المصرية، نظراً لعدم وجود خبرة لدى كوادر الجماعة في هذا المجال.
وتحليل لسياسة مرسي الخارجية من خلال خطبه نجد انه بينما تنتهج الأنظمة الناتجة عن عملية انتقال ثورية للسلطة عادة نحو تبني سياسة خارجية ثورية، الا أن البارز حتى اللحظة، أن السياسة الخارجية لـ«لاخوان المسلمين» ليست ثورية الا ببعض الخطابة والخطوات الرمزية: فتتميز بموقف منفتح على واشنطن والمؤسسات الدولية، مداهن للخليج وتركيا، احتوائي لحركة «حماس»، متهرب من موقف واضح من الكيان الاسرائيلي، ملتزم بـ«كامب ديفيد»، بارد اتجاه ايران وعدائي تجاه النظام السوري.
أما تفسير هذه البراغماتية المبكرة فيمكن ردها الى جملة عوامل: قيام «الاخوان» بفصل نهج السياسة الداخلية عن الخارجية، في الداخل خطاب عقائدي ديني تعبوي وانتهازية في الخارج ، في الداخل تبرز الجماعة وفي الخارج يبرز حزبها. ثانياً، خضوع الجماعة للهاجس الاقتصادي بشكل بارز، لأن الجماعة تعتقد أن شرعيتها لدى الناخبين مرتبطة بشكل جوهري بالتحسن الاقتصادي والمعيشي والتنموي، والا ستخرج من السلطة مجدداً. ثالثاً، الجماعة منهجياً تميل للتغيير المتدرج وليس الثوري، (بناء الفرد المسلم ثم الآسرة ثم المجتمع ثم الحكومة المسلمة ثم أستاذية العالم) أي ذهنية الجماعة ليست ذهنية ثورية وهو ما يحاول الاخوان اخفاؤه تحت عنوان «فقه الأولويات». رابعاً، هو أن مختلف القوى الاسلامية في المنطقة مرت وتمر بعملية «تكيف سياسي»، أي أصبحت أكثر ادراكاً لضرورة مراعاة الوقائع المادية وموازين القوى وحدود الايديولوجية في السياسة.
الا أن الجماعة مضطرة للحفاظ على صورتها الدينية، أي شرعيتها كقيادة اسلامية على مستوى الداخلي والاقليمي. لذا يسعى الاخوان لأن يكون دور مصر الاقليمي منطلقه قيادة العالم الاسلامي «السني»، وهذا ما حاول مرسي الايحاء به في خطابه في طهران أمام قمة عدم الانحياز، والخطاب العالي والعاطفي المشحون عما يجري في سوريا. الحديث عن الاسلام المعتدل والمنفتح، والبرودة تجاه ايران والمماطلة في تطبيع العلاقات المتبادلة.
والرؤية الاخرى ترى أنه بالنظر إلى السياسة الخارجية لمصر في ظل رئاسة مرسي، من الصعب تقييم البعد العام لهذه السياسة، نظراً لمحدودية الفترة الزمنية التي تولاها، من ناحية، وعدم اكتمال الهياكل المؤسسية التي تقوم على صنع وإدارة السياسة الخارجية من ناحية أخرى، ولأن هذا البعد يحتاج لمرور فترة زمنية طويلة حتى تتضح وتتبلور مكوناته.
إن وصول رئيس ذي خلفية اسلامية وينتمي إلي اكبر حركات الإسلام السياسي، كان يستدعي- ولا بد- إرسال العديد من رسائل الطمأنة للعالم الخارجي، توضح شكل العلاقة بين مصر وغيرها من الدول. فقد كان الخطاب الشعبي الذي ألقاه الرئيس الجديد محمد مرسي من ميدان التحرير، رمز الثورة المصرية، خطباً حماسياً علي المستوي الداخلي وهادئاً ومتزناً علي مستوى العلاقات الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالمعاهدات التي وقعتها الدولة مع غيرها من الدول، بدأ الرئيس المنتخب خطابه للعالم الخارجي بطمأنته بأن مصر تحترم معاهداتها، وأن تعامل الجميع بمبدأ الاحترام المتبادل ولا تسعي مصر الجديدة إلى التدخل في شؤون الدول، كما لا تقبل مصر بأي حال من الاحوال أن يتدخل أحدً في شؤونها الداخلية. كانت هذه إحدى الرسائل المهمة التي وضحت شكل مصر الجديدة خارجياً، كما أكد الرئيس ايضاً في خطاب التنصيب، الذي أذيع علي التلفزيون الرسمي للدولة على تلك المعاني التي ترسم شكل السياسة الخارجية المصرية مع الدول الأخرى.
ويرى السيد عمرو موسي أن هناك عدة اعتبارات يجب على الحكومة المصرية أن تضعها نصب عينيها وهي ترسم السياسة الجديدة مع الدول الاخرى، من بينها ان تكون مصر اشعاعا للترابط الافريقي ، فضلا عن تحديد اولويات العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي ، بالاضافة الي تحديد توجه الدولة المصرية من قضية النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي ، بجانب تحديد نظرة مصر في مسألة امنها القومي مع الدول الافريقية ، والدول الاقليمية والعربية والجانب التركي.
بينما يرى حسن نافعة ، الي ان تقييم واقع السياسة الخارجية حاليا يلزمه وجود معايير للتقييم ، تتمثل في تغير النظم السياسية وتغير الحكومات، بالاضافة الي تفهم الحكومات المتعاقبة والنظم السياسية للمعطيات الجيواستراتيجية وكيفية التعامل والتفاعل معها بما يؤثر في السياسة الخارجية.

واجمالا يمكن القول بأن دوائر السياسة الخارجية طبقا لما جاءت بالخطابات التي تم تحليلها للرئيس محمد مرسي تتمثل فيما يلي:

أولاً – الإهتمام بالدائرة العربية:
وتعتبر هذه الدائرة التي عمل النظام السابق على إهمالها وتلاشيها من أجندة السياسية الخارجية المصرية، ومن خلال تحليل خطاب الرئيس في جامعة الدول العربية يتضح أنه يود استكمال بناء جمال عبد الناصر في مشروع القومية والوحدة العربية وذلك من خلال توحيد الصف العربي سياسياً واقتصاياً وثقافياً لتحقيق التكامل العربي المشترك، وإتفاقية الدفاع العربي المشترك والذي يُعد محاكاة للإتحاد الأوروبي.
ثانياً – الدائرة الإسلامية:
وهي أيضاً من الدوائر التي أهملها النظام السابق في وقت بدأت تظهر طفرة تنموية لعدد من الدول الإسلامية، كما أن بعض الدول الإسلامية خاصة تركيا استطاعت خطف الدور الإقليمي من مصر مما همش من دور مصر إقليمياً وعربياً ودولياً، وتشمل الدائرة الإسلامية كافة الدول الإسلامية في المنطقة، وفتح علاقات جديدة معها تقوم على الوحدة والإندماج وهو الأمر الذي يستقطب دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا وسنغافورة وإيران، وإذا نظرنا إلى تتبع السياق التاريخي لزيارات الرئيس مرسي في الأيام القليلة الماضية نجده زار عدداً من الدول الإسلامية وعلى رأسها إيران، وهو ما يؤكد فتح ملف الدائرة الإسلامية، ووضعه موضع التنفيذ وجعله أحد أولويات أجندة السياسة الخارجية المصرية، وهو ما سوف يلقي بعدد من التأثيرات على الخريطة الجغرافية للمنطقة مستقبلاً.
ثالثاً – الدائرة الأفريقية:
تعتبر من أكثر الدوائر السياسية إهمالاً في السياسة الخارجية المصرية على مدار العقود الماضية لاسيما في ظل فترة الرئيس السابق حسني مبارك خاصة بعد تعرضه لمحاول الإغتيال في أديس أبابا عام 1995، مما أنتج عدة تأثيرات سلبية على الأمن القومي المصري من خلال دخول إسرائيل للمنطقة الأفريقية، وتهديد الأمن المائي لمصر لاسيما فيما يتعلق بقضية مياة النيل مع دول الحوض العشرة وعلى رأسهم أثيوبيا.
رابعاً – الدائرة الغربية:
إن الدائرة الغربية كانت تمثل الأولوية الأولى والوحيدة في توجهات السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السابق، إلا أنه من خلال تحليل خطاب الرئيس مرسي يتضح إعادة ترتيبه لهذه الدائرة لتحتل المرتبة الرابعة والآخيرة، مؤكداً عدم إهماله لهذه الدائرة إلا أنه يرى أن الأولوية تكون للدول العربية ثم الكيان الإسلامي ومن بعده الإفريقي ليكون هناك دوراً محورياً لمصر والدول العربية دولياً.
وبالرغم من ان خطابات مرسي يتميز بأنه أكثر وضوحا عن ذي قبل في كل قضايا الاقليم وفي علاقات مصر نحوها، ولكن الخطابات وحدها لا تكفي ولابد من ترجمة حقيقية لها على أرض الواقع والا فقدت معناها وقيمتها، ويبقى أن تحدد مصر مصر مصالحها بوضوح في هذه المرحلة الدقيقة، واولاها حماية مصالح مصر والمصريين بالخارج وصيانة كرامتهم ، وان تكون الدبلوماسية اداة في خدمة قضايا التنمية بالبحث عن اسواق للتجارة والعمالة والاستثمار وان تكون الدبلوماسية اكثر تواصلا ع الدوائر الاساسية في العالمين الاسلامي والعربي.

قائمة المراجع
***
أولا: الدوريات:
1. ابو الفضل الاسناوي، السياسة الخارجية المصرية.. الواقع والمستقبل (مجلة السياسة الدولية)، العدد 190، اكتوبر 2012 .
2. ابو بكر الدسوقي، دور مصر الاقليمي في واقع جديد، (السياسة الدولية)، العدد 190، اكتوبر 2012 .

ثانيا: الجرائد الالكترونية:
1. آمال رسلان، قراءة فى خطاب "مرسى" أمام وزراء الخارجية العرب.. الرئيس تجاهل ليبيا فى كلمته وبعث رسالة طمأنة للخليج العربى ضد إيران.. وأكد عودة مصر لقيادة الأمة العربية.. وطالب الأسد بالتنحى، جريدة اليوم السابع، 5 سبتمبر 2012، http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=776815&SecID=12&IssueID=0
2. أكرم سامى، دبلوماسيون: خطاب مرسى فى الأمم المتحدة يضع مصر فى دائرة مغلقة ويعيد القضية الفلسطينية للصفر، 28-9-2012، جريدة الوطن، http://www.elwatannews.com/news/details/54321
3. حسام مطر ، السياسة الخارجية لمرسي: «الهـرم» المقلـوب، لبنان: جريدة السفير العربي ، 20-http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2288&ChannelId=54940&ArticleId=2143&Author=%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%85%20%D9%85%D8%B7%D8%B1
4. خبراء عن خطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة: مرسى يعيد إنتاج سياسة مبارك الخارجية، جريدة الموجز، 28-9-2012 ، http://almogaz.com/politics/news/2012/09/28/409059
5. عصام عبد الشافي، السياسة الخارجية للرئيس محمد مرسي، مجلة السياسة الدولية، http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/2695.aspx
6. مرسي في الجامعة العربية.. الزعامة واستقلالية السياسة الخارجية ، صحيفة القدس العربي، ، 2012-09-05
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today%5C05z498.htm&arc=data%5C2012%5C09%5C09-05%5C05z498.htm
7. مصطفى عنبر وسماح عبد الحميد، سفير أثيوبيا فى مصر: على "مرسى" تغيير الخطاب السياسى للرئيس السابق تجاه دول المنبع.. رسلان: لا قيمة لأى تحركات خارجية فى ظل الأوضاع الحالية وعلينا أن نبتعد عن الأوهام، 15 يوليو 2012، جريدة اليوم السابع، http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=732184&SecID=12&IssueID=168
8. نص كلمة الرئيس مرسى فى الأمم المتحدة، صحيفة الوفد، http://www.alwafd.org/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%
9. وفاء داود، كلمة الرئيس في الجامعة العربية، موقع اهلا العربية ، 20-9-2012 ، http://www.ahlan.com/2012/09/20/moursi-statement-at-league-of-arab-states
10. وفاء داود، توجهات السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس مرسي تقرير تحليلي، جريدة اهلا العربية ، 18-09-2012 ، http://www.ahlan.com/2012/09/18/egypt-foreign-policy/

ثالثا: المواقع الالكترونية:
1. اشرف كمال، خطاب مرسي .. وملامح السياسة الخارجية لمصر، انباء موسكو، 31-8-2012، http://anbamoscow.com/aworld/20120831/376736147.html
2. النص الكامل لكلمة الرئيس مرسي التى ألقاها اليوم أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب، بوابة الاهرام الالكترونية، 5-9-2012، http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/13/71/247470/%D8%A3%D8%AE%D8%A
3. عبد الرحمن يوسف، مرسي والسياسة الخارجية: استراتيجيا ثابتة وتغييرات تكتيكيّة ، http://www.al-akhbar.com/node/97052
4. عزة مغازي، سياسة مرسي الخارجية: خبراء محليون يرونها «فاشلة».. ومعلقون غربيون: «مُربكة»، 7-10-2012 ، http://www.almasryalyoum.com/node/1160456
5. هشام المياني، "بوابة الأهرام" تنشر نص كلمة الرئيس مرسى أمام القمة الإفريقية الـ 19
أديس أبابا-، 15-7-2012، http://gate.ahram.org.eg/UI/Front/inner.aspx?NewsContentID=231094&Title
6. معهد العربية للدراسات والتدريب، السياسة الخارجية للرئيس محمد مرسي، 12 سبتمبر 2012، http://www.alarabiya.net/articles/2012/09/12/237607.html
7. مرسي يدعو القمة الإفريقية لدعم مصر الجديدة، موقع العربية نت، 15 يوليو 2012، http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/15/226459.html



#انجي_وحيد_فخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انجي وحيد فخري - السياسة الخارجية في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية محمد مرسي