أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية














المزيد.....

قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المبكر التحدث عن آثار الغارة الاسرائيلية على النظام السوري، لكنها بلا شك كانت مزلزلة، فقد شكلت صفعة أعادتهم إلى خانة الواقع المؤلم الذي طالما سفهوه وتحايلو عليه بالكذب على الذات والالتفاف عن الحقائق لتصوير الصورة بشكل باهت دوماً، وعلى أنهم أسياد اللعبة الديبلوماسية وملوك التعاطي مع المجتمع الدولي لصالحهم .

فهي غارة أدت إلى تدمير هائل لألوية كاملة من قوات النخبة، تدمير طال كامل منظومة سلاح الصواريخ المعهود إليها الدفاع عن مدينة دمشق، فتبخرت الركيزة المعتمد عليها للحفاظ على العاصمة، غارة أدت إلى مقتل الآلاف من قوات مدربة على خوض المعركة الأخيرة .. قتلوا جميعاً خلال فترة لا تتجاوز النصف ساعة .

كل هذا أشعر القائمين على النظام بعزلة مذلة .
فإيران انقلبت من دولة داعمة ومهددة لأميركا وإسرائيل، إلى دولة مستعدة لتدريب الجيش السوري، وناصحة للنظام السوري أن يكون في رده على الاسرائيليين متعقلاً وواقعياً .
وواضح من هذه التعليقات الغير معهودة، أن إيران قد تفاجأت هي الأخرى و أنها تمر في مرحلة إعادة الحسابات، بعد أن قرأت في الضربة الاسرائيلية مفردات غابت عنها، في اسلوب الهجوم الخاطف، وكمية الدمار الناتج عنه، قرأت عجزاً مربكاً في قدرتها على صد أي هجوم مماثل، والأغلب أنها تخشى في أن تكون الهدف التالي .
الحلفاء الروس لزموا الصمت، رغم أن الأسلحة المدمرة هي فخر صناعتهم، وكانت قراءتهم للضربة في حجمها و طريقتها، رسالة إسرائيلية حازمة بأن إسرئيل صارمة فيما يتعلق بأمنها القومي، وأنها بهذه الضربة تفتح الباب مشرعاً لضربات أخرى، لن يكون بمقدور حليفها السوري تحملها، كما لا يمكنها ردعها بواسطة الفيتو في مجلس الأمن، لمست فيها دعوة إسرائيلية أميركية إلى وقف الدعم للأسد قبل فوات الأوان .
دعوة ستترجم بلقاء بوتين مع وزير الخارجية الأميركي على جناح السرعة .
أحفاد كونفوشيوس الصينيين دعوا الأطراف إلى التروي والتعقل .
بان كي مون أعلن عن قلقه .
دول البركس في حالة صمت، وكأن الأمر لا يعنيهم .
لا شك أن الطاغية قد شعر برعب هائل مع صوت الانفجارات الهائلة التي هزت مكان تواجده، شعر بأن الجحيم يلفه من كل مكان في لحظات صعبة ومفصلية ..ومع سيل المكالمات التي وصلته أيقن بأن الدمار كان هائلاً وأصاب عماده الأساسي في مقتل، وبالتأكيد شم رائحة الموت في جثامين قواته المخلصة، والتي غابت عنه في غمضة عين . شعر الطاعية بعريه فجأة وأنه بات وحيداً بيواجه ساعات حاسمه، لطالما أنكرها متذرعاً بعناية إلهيه خاصة، وعشق جماهيري لم يحف به نظرائه من القادة العرب، أؤلئك الذين سقطوا وغابوا إلى غير رجعة . شعر ولأول مرة أن حليفه الغير معلن فد تخلى عنه، وفي هذا بارقة شؤم أرعبته . حليف قدم له الكثير لأجل بقائه ومن ثم توريثه لصلبه، لكن الأخير خذله وأشعره بضعفه وعزلته .
لا شك أن هذه الضربة في حجمها، ستشكل انحرافاً هاماً في مسيرة القرارات الدولية في الشأن السوري، لأنها من القوة بحيث تمهد الطريق لفصل مختلف في التعاطي مع الأزمة السورية .
فإسرائيل لم تقدم على هذه الخطوة بمعزل عن المجتمع الدولي، فنتنياهو اجتمع باللجنة الأمنية لوزارته مطمئناً، ورحل إلى الصين في رحلة طويلة مرتاح البال والضمير، بعد أن أقنع الوزراء بما سبق وأقنعه به الأميركيون أن إسرائيل محروسة تماماً من أي اعتداء .
وللإشارة .. هذه المرة الأولى التي تستعمل إسرائيل قدراتها العسكرية في نزاعات ليست طرفاً فيها، حرج لم يأبه الغربيون فيه كثيراً، فهم و حلفاؤهم العرب باتوا يريدون طي الصفحة بأسرع ما يمكن .
أما على الأرض السورية ..
وعلى حواجز النظام المنتشرة في كل مكان، فإنكم بتم تشعرون بالمذلة التي ارتسمت على لاحات جنود كتبوا على الجدران، وفي كل مكان دخلوة (( الأسد أو نحرق البلد ))
غابهم أن هناك قوة خارجية لم تكن في حسبانهم يمكنها أن تزيلهم من المعادلة بسرعة البرق، وفي غفلة منهم .
بدت وجوههم شاحبة، مطأطئي الرأس، ورحلت عنهم عنجهيتهم واعتزازهم ..
غابت إلى زمن سيطول كثيراً .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطب الكبير
- فرصة من ذهب
- في انتظار اتفاق دولي
- النصر الحقيقي
- المقاربة
- آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية
- زمن التغيرات الكبرى
- بين الأحلاف و الواقع
- الحاجة إلى الحرب
- صناعة المستقبل
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة
- المؤامرة
- عن اجتماع جنيفا
- هواجس المحظيات
- نهاية المطاف
- قائد من الداخل
- إنها الحرب


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية