أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - مالك الحزين والضفدع














المزيد.....

مالك الحزين والضفدع


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 12:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما كنا أطفالا في الصف الثاني الابتدائي، كنا نقرأ قصة مالك الحزين عندما كان يبحث في بركة ما عن شيء يأكله، فلما لم يجد ضالته أراد أن يغادر المكان فصاحت ضفدعة: ماذا تريد يا مالك الحزين؟ فقال: أريد ان أأكلك. فطار إليها وأكلها. ويشرح لنا المعلم كيف أن الكلام في غير محله قد يتسبب في هلاك الشخص. ونقرأ أيضا عن ثلاثة ثيران كانت تعيش في غابة مع أسد، والقصة معروفة وتنتهي بقول الثور البني: إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

ويذكرنا المعلم بعد هذه القصة بأهمية التعاون وخطر الفرقة. والغريب في الأمر أن الناس يتداولون مثل هذه الحكايات ويذكرونها على المنابر وفي الكتب ولا أحد يعترض ويقول بأن هذه أكاذيب وغير واقعية ولا ينبغي قراءتها وتعليمها للأطفال، لأن الجميع لا يرونها أكاذيب بل يرونها نافعة لأنها تحقق لهم الهدف التربوي منها، أي أن معيار الصدق والكذب لا يتحدد في المطابقة للواقع وعدمه، كما في المذهب الأرسطي، بل يتعدى ذلك ليكون المعيار في القضايا التربوية والأخلاقية هو مطابقة الغرض وعدمه. فلو كانت القضية الخبرية أو القصة تتوافق مع الهدف والغاية فهي صحيحة وصادقة حتى لو لم تكن مطابقة للواقع الموضوعي في الخارج. ويمكن الزعم ان غالبية قصص القرآن وما ورد في الروايات من قصة خلق آدم وطرده من الجنة وتناوله من الشجرة الممنوعة وطرده من الجنة، والمعراج وما فيه من أفلام رعب رهيبة، وطوفان نوح وما فيه من قضايا مخالفة للعقل وظلم لسائر الأقوام والمجتمعات البشرية والحيوانات التي كانت بعيدة عن قرية نوح، وقصة أصحاب الكهف، والاسكندر، وسد يأجوج ومأجوج، وقصة سليمان وكلام النمل والهدهد ووقوفه على عصاه سنة كاملة وهو ميت، ويونس الذي ابتلعه الحوت لأنه غضب من الله الذي لم ينزل عذابه على قومه، وقصة الفيل والطير الأبابيل، وأمثال ذلك مما يحشر في خانة الأساطير النافعة، كلها تكون صادقة وصحيحة على أساس هذا المعيار الأخير، وهو معيار الانسجام مع الهدف والغاية لا المعيار الأول، وهو المطابقة للواقع، لأنه حينئذ تكون كلها كاذبة، وبذلك نخلص القرآن من التورط في الكذب ونقر بأن هذه القصص والآيات القرآنية كلها صحيحة ولا باطل فيها.

وهناك من علماء اللاهوت وفلاسفة الدين من ذهب ـ لحل مشكلة تعارض النص الديني مع العلم، أو تعارض النص الديني مع العقل - الى أن جميع القضايا الخبرية الواردة في القرآن والسنة مما يخالف العقل والعلم، هي قضايا انشائية في روحها وان وردت بصياغة الخبر. ومعلوم ان القضية الخبرية هي ما يحتمل الصدق والكذب، أما القضية الانشائية كالاستفهام والأمر والنهي فلا تحتمل الصدق والكذب لأنها ليست اخبارا عن الواقع الخارجي، بل هي انشاء للمعنى في ذهن السامع ليتحرك باتجاه معين، أي ان الانشاء هو ما يخلق الارادة في نفس السامع ولهذا لا يندرج في مقولة الصدق والكذب. وعلى هذا الأساس تكون جميع المعارف الواردة في القرآن صحيحة وان كانت كقضية خبرية ليس لها حقيقة واقعية في الخارج. والعرب يستخدمون هذه الطريقة كثيرا كقضايا البيع والشراء فيأتون بالفعل الماضي بعت، زوجت، ويقصدون منه الانشاء لا الخبر، وحينئذ لا يمكن اطلاق الصدق والكذب على هذه القضايا. فعندما يحكي لنا القرآن قصة آدم وعصيانه واخراجه من الجنة فهو لا يقصد الاخبار عن واقع موضوعي، بل يريد القول انك ايها الانسان اذا عصيت وخالفت الباري تعالى فستطرد من رحمة الله. هذا الأمر الانشائي ورد في القرآن بصياغة قصة خبرية لزيادة التأثير في نفوس العرب. وللحديث صلة.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمار مع الله!
- الغزو السماوي
- المنهج الاجتماعي والأخلاقي للسيد المسيح
- الفتاوى والروايات المتعارضة مع العقل
- هل بقي التوحيد الاسلامي سالماً من التحريف؟
- المجتمع المدني وحقوق الانسان
- ضلع ادم ... خلق المرأة في التراث الديني
- مهزلة نذر عبد المطلب
- نقد كتب الدعاء والزيارة
- من أدلة عدم وجود الله ... دليل وجود الشر
- التفسير التاريخي لظاهرة الايمان بالله
- حقيقة الوحي
- دور المرجعية في عصر الحداثة
- العقلانية في الفقه
- محاضرة العقلانية في عصر الحداثة
- محاضرة العقلانية في الاخلاق
- محاضرة اعرف نفسك
- نقد الحر العاملي ومصنفاته
- محاضرة كيف نعرف الدين الحق؟
- محاضرة المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - مالك الحزين والضفدع