أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكتابة في زمن الثورة..:














المزيد.....

الكتابة في زمن الثورة..:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


الكتابة في زمن الثورة..:


إلى أحمد بياسي وبانياسه

لاوقتَ لمجلداتِ الفلسفة
لاوقتَ للنظرياتِ الجافةِ
-الآنَ-
لاوقتَ للأسفار
والكتبِ المغبرّةِ والصفراءِ
لاوقتَ للترَّهات
لاوقتَ للشكوى والنُّواحِ من صخبِ الطاحونة
التي لاتتوقفُ كماترغب
في هذه الليلةِ
الماطرةِ
الباردةِ
العاتمةِ
القاتلُ على الباب
كلمتُك رصاصةٌ
-وأنتَ الذي تكرهُ العنفَ وتستخدم رصاصك على طريقتك-
كلمتُك بطاقتُك الشخصية
جوازُسفرك إلى روحك
تستخدمها لتوصل بها صوتَ الضحية، المظلوم، المهجَّر، الجريحِ، الجائعِ، الحالمِ بالحرية
لتوصلَ صوتَه، وأنينَه، إلى العالم، وتقولَ: للجلادِ، للقاتلِ، للشبيحِ، لكاتبِ أجهزةِ الأمن، وصحفيي، وأبواقِ إدارةِ الأزمة
أنتم: كذَّابون، وسفلةٌ، ومنحطونَ، فهم ليسوا-أصحاب رأي- أشارإليهم فولتير، بل رماةُ براميل تي إن تي، وقنابلِ غازاتٍ كيميائية.
كلمتُك روحُك
لاوقتَ لغموضِها وقيوِها
اطلقْها حرَّة في وجهِ الخفافيشِ والمزورين
أصداؤها تخيفُ كلَّ هؤلاء
دويُّها أكبرُمن دوي ّ الطائرات
وصواريخِ السكود
وتلفزيوناتِ الطاغية الأبله
ومترجميه باللُّغات الميتة كلها..!
اترك عليها دمغةَ روحك
واطلقها، أجلْ
اتركْ عليها دمغة َ كرياتِك
ومرها بالتحليق
هي لاتخطأ عناوينَها الكثيرة
الثورةُ كما الحرب
لامفرَّ من إبداء كلمتك" على طريقة معين بسيسو"
لامفرَّ من المواجهة
لاوقتَ للصمت
لاوقتَ للتردُّد
لا إجازة في الثورة
حتى ولوكانت استجماماً،أو نقاهةً، أومراجعة لعيادة الذَّات
وسط الدخان والغبارالمتعاليين
مهماتُك عديدةٌ:
تصحيح مسارات الثوار
وهم الذين خذلتهم الأكاديميات
والمدارسُ
والأحزابُ
والجمعياتُ
والقادةُ
والمنظرونَ
مهماتُكَ كثيرةٌ..كثيرةٌ...:
كتابةُ نشيدِ الحريةِ
وترجمتها القرينة
في طبعةِ الوطنِ " آزادي"
Azadi"
نفخُ كهرباء الحبِّ في أرواح الحاقدين
نفخُ إكسير الحياة في نفوس المنكسرين
التقاطُ ذبذبات التفاؤل وجرّها إلى مهبِّ المرايا
إزاحةُ الغبار
إيقادُ كل ما لدنك من كواكب وشموس
في سماواتنا العالية..!
تجنيُ ما أمكن من بحاروأنهار وغيوم
لتغسلَ التراب من درن القتلة وأثرأبواطهم
وأنفاسِهم المسعورة....!
كلمتُك هي أنت
كلمتُك غدُ أطفالِك
غدُ حديقتك، وبيتك، وجبلك، ومدينتك، وأصدقائك
مكتبتك
وحبيبتك
كلمتك: تاريخُك
حاضرك
أيضاً..!
انتبهْ إليها
ولتعبقْ بأريجِ "أصابعك"
في زمنٍ يسهلُ فيه تزويرُالكلمات
والأوطانِ
ودماءِ الشهداء
كلمتُك هي رؤاك في مختبرالترجمة
مهماتُك كثيرةٌ
خريطةُ لهاثك وهرولاتك شسيعة:
لابدّ أن تسيرَ في كلِّ ظروف لحظتك
غيرمبال بصلافة هذا الفصل أوذاك
غيرمبال بعرقك .. وكسرِ سهام الآخرين في روحك
غيرمبال بالتعب أو الإرهاق
تزيل الأوحال وحجرالطريق
تزيل تشويشات المحطات الهائلة
على ألقِ عيونِ الأطفال
تحتَ الأنقاض
وتذوِّب الجليد
-هذا هوأنت....!!
كلمتٌك رصاصةٌ
-ورصاصتُك كلمةٌ-
لكنَّها كلمةٌ نبيلةٌ
لكنها رصاصةٌ نبيلةٌ
وقورةٌ
أبيةٌ
تسيرُ في اتجاهِها الصحيح
ويعرفُ القاتل في أعماقه: أنها صائبة
وأن مستقبلَ أحفادِه بعدألفِ عامٍ في أجنداتِها الشفيفة
ولكنه لايترددُعن المضي لخنقها بما أوتي من دهاءٍ وكراهية
واضحةٌ كلماتك
ياصديقي..!
سهلةُ القراءة
سهلةُ الترجمة
سهلة ُالتحوُّل
إلى رغيفٍ، وماءٍ، وحياةٍ،
وفرحٍ،
وأغنيةٍ،
ومهرجانَ
لاوقتَ للتنظير
هيا لتمضِ
جمهراتُ كلماتك
وحشودُها
إلى الميدان
إلى المواجهة
لتنزل إلى الناس
بلافنتازيا
بلازخرفاتٍ
بلا استعلاءَ
كي تأخذَ مكانَها
في حناجِرِ هؤلاء
نشيداً للحرية
نشيداً للأشجارِ وزرقةِ السماء
نشيداً للصباحاتِ المقبلة
تعيدُ بهاالروح
إلى كلَّ الأمكنة
كلّ الأرواح
التي مرَّعليها القتلة
تاركينَ وراءهم
الدّمارَ
والموتَ
والخرائبَ
كي تبني بها الإنسان
في وطنٍ جديد
يشبه أحلامَ الشهداءِ والثوَّار
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوار حميم مع إمب ...
- الماردالإلكتروني في انتظارقانونه الكوني
- وديعة الأجيال الكبرى
- موعد مع صديقي الكاتب..!؟.
- أبي، والقلم، والبارودة، وعيد الصحافة
- الأصدعاء وسوريا التي تصلب كل يوم
- الكتاب سفيراً فوق العادة:
- فصل لم ينته من- كراسة الحكمة-
- ذاكرة -غوغل-
- دستورالكاتب
- المثقف الكردي الريادي ورهانه الأكبر..!
- الكاتبُ والهمُّ اليوميُّ..
- أولويات الكتابة
- خطاب القيم العليا


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكتابة في زمن الثورة..: