أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي طه محمد سعيد - سعد صالح (مدحت باشا الحلة) واثره في مدينة الحلة!!!















المزيد.....

سعد صالح (مدحت باشا الحلة) واثره في مدينة الحلة!!!


علي طه محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 16:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سعد صالح (مدحت باشا الحلة) واثره في مدينة الحلة!!! في الكثير من المواقع الالكترونية اليوم نسمع يتردد اسم محافظ ميسان الحالي الاستاذ علي دواي نظرا لما قدمه وما زال يقدمه من خدمات لابناء محافظته ولو عدنا للواقع فان المحافظ موظف لدى الدولة يؤدي واجبه لااقل ولا اكثر ولكن هناك من يعمل بضمير كالسيد دواي وهناك من تلاعب الشيطان به وبضميره ولكن من يعمل يترك بصمة لايمكن محوها رغم تعاقب السنين والايام وهنا لابد ان نذكر الايادي البيضاء للسيد سعد صالح في مدينة الحلة فمن هو سعد صالح ؟ ومالذي قدمه لمدينة الحلة حتى ان ذكره مازال يتردد لليوم على السنة كبار السن؟ هو سعد بن محمد بن صالح - آل جريو الحسيني.ولد في مدينة النجف عام 1889م من اسرة هاشمية عريقة درس في مدارس النجف الدينية انضم في أولى مراحل حياته إلى (جمعية النهضة الإسلامية) ومن ثم إلى حزب (النجف الوطني السري) وإلى مكتب ثورة النجف سنة 1918م فضلاً عن جمعية (الشبيبة) وشارك صبيا في ثورة النجف الكبرى على الحكم العثماني 1915، وكان من زملائه الشاعر احمد الصافي النجفي وعباس الخليلي ومحمد علي كمال الدين، بعدها دخل سعد صالح دار المعلمين في بغداد وعند قيام ثورة 1920م ترك دار المعلمين راجعاً إلى النجف لينضم إلى الثوار دفاعاً عن مدينته، وعند انتهائها بدأت السلطات البريطانية بمطاردته فاستطاع التخفي منها والذهاب إلى الكويت ولم يعد الى بغداد للدراسة الا بضمانة وزير الداخلية يوم ذاك السيد طالب النقيب الرفاعي البصري وبعد عودته من الكويت انتمى إلى جمعية (حرس الاستقلال) فكان على اتصال مع فئة الأحرار النجفيين ليطلعهم بمجريات الأحداث في بغداد وعلى أعمال الجمعية.. بعد تخرجه بامتياز من دار المعلمين دخل مدرسة الحقوق عام 1921 في دورتها الثالثة، وكان من زملائه صادق البصام واحمد زكي الخياط وصالح جبر، وكان سعد صالح قبل ذلك عضوا في حزب حرس الاستقلال السري الذي كان يتزعمه السيد محمد الصدر رحمه الله واحد اعضاء جمعية الشبيبة. وقد شارك كغيره من الشباب المثقف في المحافل الادبية والسياسية المتعددة واشتغل محررا في عدة صحف حتى تخرجه من كلية الحقوق عام 1925. وكان بداية عمله في السلك الحكومي هو في احد نواحي مدينة الحلة وتسلم منصب مدير ناحية (الجربوعية) قضاء الهاشمية وذلك بعد تخرجه ثم نقل الى ناحية الرميثة عام 1927 ليصطدم بالمفتش الاداري الميجر كلوب واستقال من وظيفته بعد ذلك وهو قائممقام ابو صخير لخلافه مع الادارة حول اتهاماتها للشيخ عبد الواحد الحاج سُكر انتخب سعد صالح عضواً في مجلس النواب سنة 1930م نائباً عن لواء الديوانية في الدورة الانتخابية الثالثة، وفي شباط 1933م رشح عن لواء كربلاء في الدورة الانتخابية الرابعة، وفي الخامسة التي جرت في 15 أيلول 1934م فضلاً عن السادسة في 7 حزيران 1935م ومن جانب آخر استنكر عملية تعطيل الصحف من الوزارات المتعاقبة ودعا إلى إبراز أثر المحاكم في محاسبة الناشر إذا كان مداناً أو تبرئته. عودته للخدمة وتوليه متصرفية الحلة عاد الى الخدمة عام1933 حيث عين مفتشا اداريا في لواء الحلة حيث اقام علاقات طيبة مع وجهاء واهالي الحلة حتى توليه متصرفية الحلة خلفا لجميل الراوي في 12ايلول 1939 عنده توليه منصبه كان اول اعمله العمرانية في الحلة هو توسيع سوق الحلة من الساحة التي امام مركز متصرفية لواء الحلة وحتى تل الرماد حديقة الجبل كان السوق ضيقا لايسمح بمرور الناس ولا وسائط النقل من حيوانات وسيارات فقام بتوسيعه رغم الصعوبات والعوائق التي واجهته ووقفت امام انجاز المشروع ,ولكن يبقى ابرز واهم اعماله العمرانية التي ماتزال شاخصة الى اليوم في مدينة الحلة وكعلامة بارزة يشار لها بالبنان الا وهي حديقة الجبل التي حولها من تل للرماد كان مبعثا للاتربة الملوثة بالقاذوت وينتشر فيها الذباب والجرذان والقطط والكلاب السائبة ومكان لتجمع فضلات معامل الدبس والسبوس قشور التمن فطلب سعد صالح من مهندس انجليزي فنان تحويل تل الرماد الي جنائن تسر الناظرين تحاكي الجنائن التاريخية وهكذا نفذ هذا المشروع الرائد بعزيمة سعد صالح وذائقته الفنية ! حيث قرر ان يشجره ويجعله حديقة عامة وبدا الامر للوهلة الاولى ضربا من الخيال ولكن بجهوده حول الخيال لواقع حيث نصب مضخة بجوار الجسر الوسطي ومد له انابيب تصل الى التل لسقيه ونظرا لعدم وجود تخصيصات مالية لهكذا اعمال انذاك فقد استخدم السجناء كيد عاملة في الحديقة ولم يمض سوى وقت قصير حتى تحول تل الرماد الى حديقة غناء سميت وبحق الجنائن المعلقة حيث الارتفاعات والانخفاضات والسواقي المتخللة بينها وتحف بها اشجار تنوعت وتم تنسيقها بعناية يصعب تحقيقها تلك الايام لم يكتفي صالح با تقدم فحسب فلم يكن يوم اذ سوق للجزارين في الحلة فكانوا يتوزعون هنا وهناك فكان انتشارهم العشوائي يسبب انتشار الذباب بصورة هائلة تثير الاشمئزاز فراى ان يجمعهم في سوق واحد حاول القصابون بمختلف الوسائل ان يبقوا على وضعهم السابق لكنه اصر على نقلهم الى سوق تم انشاءه لهذا الغرض بعد تهديمه لبناية السجن الملاصق لمديرية الشرطة انذاك حتى يكونوا جميعا تحت الرقابة الصحية من قبل موظفي الصحة والبيطرة ولحصر القذارة في نطاق ضيق . قام ايضا ببناء الاحواض الرخامية والمسلات الكهربائية كما قام بتثبت تمثال اسد بابل امام مبنى متصرفية الحلة الذي يواجه مديرية البلدية اليوم ومن ذلك الوقت عد اسد بابل شعار للواء الحلة كما قام بانشاء معلم مهم وبارز مازال قائما لليوم يشهد على اعمال ذلك الرجل الا وهي حديقة النساء التي عدت وقتها من احسن متنزهات المدينة بل افضلها حيث اصبحت متنفسا لنساء المدينة وحكرا لهن في بارة فريدة من نوعها ولما نقل من متصرفية الحلة الى متصرفية الكوت اوصى رئيس بلدية الحلة بالعناية بحديقة الجبل بل كان حين يتمتع باجازته يمر بالحلة ويزور الحديقة ليتفقدها ويوصي المشرفين عليها بالعناية بها بصورة شخصية بالاضافة لكل ماتقدم فانه كان شغوفا بالكتب والمكتبات حيث اوعز بفتح المكتبات وخصص مبالغ دعم لها من خزينة اللواء بل وكان يطلب من القائمقامين ومدراء النواحي ان يفتتحوا مكتبات عامة في مراكزهم وخاصة في دوائرهم ! يقول المغفور له الشاعر الاستاذ شاكر حيدر معاون محافظ الحلة في ستينات القرن العشرين انه وجد غرفة مغلقة في مبنى المحافظة ففتحها فوجد فيها كنوزا من الكتب بعضها عليها هوامش وتعليقات مهمة بخط سعد صالح جريو و ضل في منصبه بولاتيه الاولى حتى 7 تموز1940 حيث نقل لمتصرفية الكوت كما تقدم .! عودته لتولي متصرفية الحلة مرة اخرى بعد عمله في لواء الكوت عاد مرة اخرى لتولي متصرفية لواء الحلة وذلك في 20تشرين الاول 1941 وضل بمنصبه حتى 2 تشرين الثاني 1942 ولما رجع واصل اعماله العمرانية وابدى اهتماما كبيرا وعناية فائقة بحديقة الجبل التي كادت ان تضمحل لعدم العناية بها من بعده رغم متابعته المستمرة لها كما اسلفنا ,في عهده تم انشاء المستشفى الملكي مستشفى الحلة والذي كان عبارة عن حفرة كبيرة للقاذورات قامت بلدية الحلة بدفنها واقامت عليها بلدية الحلة ملعبا رياضيا بوشر بانشاء المستشفى عام 1942 فاستملكت بعض العرصات المجاورة للملعب وانشيء المستشفى مستوفيا للشروط الصحية المطلوبة وفي عهده ايضا بدات طلائع الغلاء تظهر بسبب الحرب العالمية الثانية واشتدادها فصعب على الفقراء الحصول على قوتهم اليومي فسعى صالح للقيام بحركة تبرعات وتوزيع مايحصل عليه على المحتاجين وطلب من المختارين في الحلة توزيع التبرعات تلك على اهالي محلاتهم وهكذا خلد سعد صالح اسمه في الحلة باحرف من نور مازال اسمه خالدا في سجل من قدموا خدمة لمدينة الحلة . وفاته ضل السيد سعد صالح يتقلد المناصب الحكومية حتى توليه وزارة الداخلية في وزارة توفيق السويدي عام 1946 فكان له الفضل في اصدار قانون اجازة الاحزاب الوطنية وقانون الصحافة وقانون الانتخابات واطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين واشاعة مناخ من الحرية الاجتماعية غير مسبوق كل ذلك حققه في وقت قياسي لتوليه الوزارة لفترة قصيرة جدا من شباط (فبراير) 1946 لغاية 30 أيار (مايو) من العام ذاته. اصيب اواخر ايامه بمرض ضمور العضلات الذي اقعده لكنه ضل نائبا في البرلمان العراقي حتى وفاته في 17 شباط (فبراير) عام 1949 هذا المقال لمسـة وفاء وعرفان لشخص قدم الكثير فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله



#علي_طه_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي طه محمد سعيد - سعد صالح (مدحت باشا الحلة) واثره في مدينة الحلة!!!