أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي














المزيد.....

إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وُوجهتْ الليبراليةُ بهجومين غربي وشرقي في العالم العربي الإسلامي، فالغربُ وهو يواصل تحولاته الاقتصادية والعلمية الثورية بحاجة لرساميل الشرق السريعة، وتوجهها للصناعات المحلية عرقلة للتحول المطلوب، ولهذا فإن الثورة التقنية الانتاجية في كبرى الرأسماليات الغربية فتحت أمامها أسواقا كبرى بفضل القفزات عن مستويات قوى الانتاج الشرقية، وكان صعودُ الشركات المتعددة الجنسية ذروة لرأس المال العملاق العالمي، وسحقاً للرأسماليات المنتجة والوطنية والمستقلة في الغرب نفسه فولّدَ كساحاً في الكثير من بقاع الشرق وأسواقاً هائلة لبضائعه الجديدة المبهرة!
والدولُ الشرقية التي لجأت للاشتراكية كحمايةٍ رأسمالية قومية أطاحتْ بالليبرالية من جهة أخرى قبل أن تتجذر. فجاءت المصادراتُ والتأميمات لتعرقل تطور الصناعة الخاصة وتزيح الليبرالية وتُصعدُ نموذجاً معاكساً كسيحاً في مواجهة الغرب.
وحين انهارت (الاشتراكية) وقفزت الرأسمالياتُ الغربية للتغلغل الواسع في البلدان النامية، كان ظهور الليبرالية مجدداً كالأشباح القديمة والخرافات.
التفكير الفردي الحر، وتطور العقلانية المستقل، وخلق الفلسفات النقدية التي تحفرُ في الواقع، هذه كلها راحت تتهاوى في العالم العربي الإسلامي خاصة، وقد قُضي على الأفكار الحرة الكبرى في الغرب والشرق وظهر المفكرون الآليون التابعون للشركات- الجامعات في الغرب وغرسوا المدارس البنيوية والشكلانية وغيرها المعبرة عن سيطرة الآليات وقوى الشركات العليا، وحين تكرست هذه في الجامعات العربية أعطتنا المدارس الشكلانية النخبوية التي تعادي الآدابَ والفنون الديمقراطية وتخلقُ المثقفين الانتهازيين التابعين للرأسماليات الحكومية الشمولية.
كانت المواجهاتُ الأساسية لشكلي الرأسمالية العالمية، الغربية الاحتكارية الكونية، والرأسماليات الحكومية الشرقية البيروقراطية المُسوقة للطوائف والمنتجة للتخلف الإقطاعي في نهاية المطاف، قد خلقتّ عالماً مضطرباً صعّد حراكَ الطوائف وأعاد العالمَ للوراء فكرياً وسياسياً، عبر نشر الجنون القومي الديني والإرهاب، نظراً لما يعانيه البشر من فقدان المُلكيات الخاصة المنتجة والاستقرار المعيشي، وتحول مئاتُ الملايين لعمالٍ يجوبون الكرةَ الأرضية ويغرقون في بحارِها ومدنها الملوثة، إضافة لانتشار النزاعات والحروب.
إن تصادم ذينك الشكلين من الرأسمالية العالمية لم يتوقف، فالشكلُ الغربي قادرٌ على التغلغل والابتلاع، والثاني غيرُ قادرٍ على التطور الديمقراطي ويتحلل ويتمزق لعناصره من الطوائف، وحيث الموادُ الأوليةُ الثمينة تكثرُ الحروبُ والنزاعات.
تبدل المثقفون المنتجون هم كذلك حسب طابع تبدل الانتاج، لقد ساد المثقفون السلعُ التابعون للدول والشركات، فتهاوى الانتاجُ المستقل الحافر في واقع الدول وظهر الانتاج التابع، المجسد للحظة الدعائية، المُسيّسة، السريعة التبدل، فسادت الطرق العرضية الجزئية، وعدم دراسة الموضوعات بأشكال كلية موضوعية، نقدية، ولم تعد ثمة مواقف للطبقات المنتجة العاملة والبرجوازية الصناعية بل للفئات البرجوازية الصغيرة المتذبذبة التي تقفز بين الطوائف والتيارات الطائفية المختلفة، ولم يعد الانتاجُ الوطني متراكماً في الدول بل غدت أشبه بالحصالات لما يُجمعُ فيها من تراكمات مالية للمحافظ الغربية والشرقية الرأسمالية الكبرى الجديدة، وحُوصرت الأشكالُ الانتاجية في الآداب والفنون وتدهورت أحوالُ المبدعين الوطنيين، وغدت وزارات الثقافة مرتبطة بشركات السلع والترويج للبضائع وإهمال النتاجات القومية فيي الإبداع الحديث والآثار، وراجت أسواقُ الفن الرخيص، وغدت الجوائز الثقافية مرتبطة بالشركات والنفوذ السياسي، والترويج للشموليات المختلفة، وأختفت المهرجانات والندوات الكبرى الموجهة لتطوير الإبداع في الآداب والفنون وغدت جزءًا من مشروعات الرأسماليات الحكومية المأزومة الباحثة عن ترويج دعاية.
ورغم هذا الركامُ العالمي الخانق لأنفاس التحولات الناتجة من هذا الاصطدام الكوكبي بين شكلي الانتاج العالميين، فإن قوى الانتاج الحرة والمستقلة وقوى الثقافة المبدعة لا تزال موجودة، على ضفتي الكوكب، والانتاج الأدبي الفني زاخر، رغم سقوط أعمدة القطاعات العامة المساندة للثقافة والفكر في أغلب الدول، كما أن تجارب سياسية عديدة عالمية تعود للانتاج وحماية التطور القومي الحر، وتظهر تيارات ديمقراطية متعددة.
لقد كان سحق التيارات الليبرالية شرقياً عبر الشموليات المختلفة لم يجعل لعودتها جذوراً قوية، فأسرعت نحو الفيض التجاري والعقاري والمالي ولهذا لم تقم أية روابط مع سوابقها في التيارات الدينية والقومية والماركسية، فلم تطور ما بُني سابقاً وتتجاوزه، بل أنتجت أشكالاً جديدة أرتكزت على الحراك الطائفي السياسي الذي كان حصيلة الانهيار والتفكك بين المنتجين الرأسماليين والعمال، فنرى الفيض المالي الطائفي يساند الشركات العابرة للقوميات والدول النفطية التي تشتري المؤسسات الكبرى، ويرحّل الفوائضَ النقدية للمحافظ الكونية فيما يحتاج الانتاجُ الصغير مادةً وفكراً وتراثاً للبنات الأولى لكي يقف على قدميه في هذا الأعصار العالمي!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية
- العمال وواجب النضال والتوحيد
- حوارٌ تاريخي وليس حواراً وقتياً
- دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ (3)
- النظرُ إلى جهةٍ واحدة
- متسلقو السياسة!
- الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة
- يمينانِ في صدام
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!
- دوستويفسكي روايةُ الاضطهادِ (2-2)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (1 -2)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي