أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - عندما يكون الحوار شاعريّا..!














المزيد.....

عندما يكون الحوار شاعريّا..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


نشرت الحوار المتمدن الغراء في الرابع من مايس الجاري حوارا ولقاءا شاعريا مع الشاعر المظفّر جعفر المظفّر أجرته الشاعرة الملهمة فاطمة الفلاحي وكانت الأسئلة والأجوبة معا شاعريّة ولا غرابة ، فلقد كان حوارا شاعريا.
لقد أصبح الأمر صعبا
السائل والمجيب يتحدثون بلغة الشعر
يستغرق تأمّل السؤال وقتا وجهدا طويلان
وكذلك الجواب الملئ بالإيحاءات، والشروح التي تتطلّب شروحا هي الأخرى
وكنّا سنصبر حتّى إنتهاء المقال لنضع لنا تعقيبا متواضعا ولكن عندما علمنا أن هناك حلقات أخرى فقد وجدنا أننا قد لا نوفّق إلى دراسة مثل هذه المادّة الثرّة والدسمة مرّة واحدة
قد نعود
وقد ننتظر
ولكن تُسوّل لي نفسي أن أتناول شريحة مما هو أمامي ، أي اتناول سؤالا واحدا وكذلك الإجابة عليه لكي نرى مدى ما قدّمنا له من شاعريّة اللقاء
لقد قدّمت الشاعرة الملهمة فاطمة الفلاحي لسؤالها الثالث بمقطع من قصيدة للشاعر الفنان المظفّرجعفر المظفر كما يلي:
يقول المظفر :
نحن الذين لم نعد نحن
وبغداد التي كنت فيها
زاعما أن سدارتك سفينة نوح
***
يوم اعتقدنا أن ركوب الأمواج
أفضل من ركوب سدارة
ومذ ذاك حتى وقتنا هذا
لم نترك قبعة إلا ركبناها
عفوا ..
ركبتنا
ولم نترك فردة نعل إلا لبسناها
عفوا..
لبستنا
ثم سألت:
هل من صحوة ؟
بعد أن بيّنت ما آل إليه أمر العالم ووضع المثقف ولم تبخل ولم تجامل في وصف وضع المثقفين المزري من حني الظهور لممتطيهم !
وهل هناك شئ من عدم الوهم أو بالوهم ايضا في تصوّر واقع نعيش فيه كما الطير والأزهار والفراشات دون سحق وبلا ثمن باهض لم تعد تسدّده حتّى أية أثمان و حتى لو أضفنا إليها الكرامة؟
افهم من شاعرتنا المحلّقة في أعماقنا أنهاتريد أن تعرف هل يرى الشاعر وافر العطاء أنه هل يوجد أمل؟
وترون كم كان السؤال شاعريا وأَلِقا ومتصبّبا عطرا ومتحمما بأريج الإحساس
إختار العندليب أن يبدأ بما جاء في قصيدته التي إقتطفتُ منها ما أوردناه آنفا، سدارة الملك فيصل الأول.
وقد وضّح الشاعر الفنان المظفّر انه يرى في سدارته أي الملك فيصل سفينة نوح التي إعتبرها الملك عاملا موحّدا للعراقيين
وأعذروني في أن أقول أن الملك طرحها على الناس ليس لأنه يراها عاملا مشتركا لكل العراقيين فحسب بل أننا لو تصورنا المرحلة التي ظهر فيها الملك فيصل الأول لوجدناها مرحلة إنهزامات وإندحار شامل للتقاليد والثقافة والدين بعد إنتصار الحلفاء على الدولة العثمانيّة وعلى الخلافة فيها وبالتالي تقسيم أملاك العثمانيين وهنا نستطيع أن نصوّر المجتمع العراقي على سبيل المثال بانه قد حصل فيه الطوفان وعندما يغرق الناس فكل امرئ يبذل جهده أن يصل اليابسة بأسرع ما يمكن فإن لم يستطع فسيغرق لا محالة ولكن عندما تمتد يد أو يُلقي أحدهم بطوق نجاة فإن الغريق سيتمسّك بذلك الطوق دون أن يُعطي أي إعتبار للجهة التي رمته إليه فكيف بطوق نجاة يسع الجميع وكبير وفسيح كما هو الطوق الذي ألقاه الملك فيصل الأول ؟ ولم يكن طوقا بل كان سفينة واسعة وفسيحة كما قلنا وجميلة ومنيعة ؟
لقد وجدها العراقيون أول الأمر حلما من الأحلام بعيدة المدى
ثم يُضيف الشاعر الفنان إلى أجوبته الشاعريّة بعد أن ينتقل إلى التمييز بين المثقف والمفكّر
فيرى أن المثقف مصطلح يرتبط بالقراءة كمّا ونوعا ولكن المفكّركما يرى شاعرنا الفنان هو الذي يوظّف ما يقرؤه عمليا في ممارساته الأخلاقيّة والسياسيّة بوعي إن لم أكن أنا أسأت الفهم .
لي رأي إرتأيته منذ عدّة سنوات ونشره موقع الموروث الذي ترأسه الست أسماء مصطفى المتألّقة وبيّنتُ فيه أن مصطلح المثقف جديد على اللغة العربيّة وهو اليوم واسع المعاني لارتباطه بمفاهيم غربية حديثة ترتبط هي الأخرى بالفلسفات الحديثة وليس له جذر يفيد عمق المعنى المطلوب
المثقف اليوم كمصطلح يعني فيما يعنيه جميع الأنشطة المتعلقة بالحضارة والحياة ولكننا عراقيا وعربيا بعض الشئ نراه يعني فئة الكتاب والشعراء والفنانين والمتعلمين أحيانا أي أننا بدأنا به معبّرا عن الأدب أي أن المثقف يُعادل الأديب.
في حين أنه يُقابل (Intellectual) وكلنا يعلم الفرق وكنت قد إقترحت مقابلا آخر له جذر عربي وهو ( الأريب بالراء) وقد ورد كثيرا في أدب السير والتراجم والتاريخ عموما، هذا الإصطلاح هو عينه المثقف والمفكّر ولا نرى وجود مثقف بمعنى الذي يجمع من القراءة ويُحصّل على ما جمعه منها فذاك هو المتعلّم وليس المثقف خصوصا إذا نظرنا إلى الثقافة على أنها نظرة شاملة لكيفية ممارسة الحياة من اللغة إلى الملبس والمأكل إلى الأخلاق وطريقة العيشوالموسيقى والشعر..إلخ!
ليس قولنا رد على الفنان الشاعر ولكنما هو رأي فقط
أستميحكم العذر بالتوقّف إلى هنا في التعقيب على ما جاء بالحوار الشاعري فقد أستغرق طويلا ولا أعلم كم سيكون طول مقالي وتعقيبي هذا ولا أدري أيضا كم سيكون تعقيبنا على الحوار الشاعري هذا لو طال الحوار الرائع لخمسة لقاءات كما علمنا ؟ فقد نحتاج لتأليف كرّاس أو كتاب .
سلمت لنا الأيادي والعقول والنواظر والأفواه التي أعدّت اللقاء والحوار وكذلك الرائع الفنان في الكتابة والشعر الشاعر المُجيد المظفّر وهو إذا الشاعر المظفّر
وإلى لقاء وتعقيب آخر.
ممتنٌ لكما وسعيد بتحاوركما الشاعري الملئ ببقع الضوء اللامعة !

سنان أحمد حقّي



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الإنتماء..!
- لا أتبرّأ من الطائفتين، فأنا إبنهما معا
- ملامح خارطة طريق مقترحة للوضع السياسي العراقي..!
- مقام المخالف ..لماذا هو مخالف ؟
- هوامش على الحوار مع الشاعر والمفكّر أدونيس أحد مشايخ الحداثة ...
- نقد بعض الطروحات حول الماهيّة الإلهية .
- في اليوبيل الذهبي لجامعة الموصل وكليات الهندسة والعلوم..!
- صراخ..!
- المساومة في العمل السياسي..!
- الأخلاق ، في ضوء الماديّة الجدليّة..!
- القبانجي ..! نقد وتعقيب!
- على هامش التحرّش..!
- إنقراض الإسلام ..! أهو من وضع الكاتب أم نص ٌمقدّس؟
- قولٌ في الطرب..وفي الروح المبدع..!
- (كتاب الفاشوش ) من عرض وتقديم شوقي ضيف..!
- ردٌّ مقابل في قصيدة النثر العربيّة ..!
- أسود وأبيض بيكاسو.. !
- هل كان العسكريون خيارا صائبا لتولي الحكم والسياسة؟!
- الفلسفة..! لماذا..؟
- تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - عندما يكون الحوار شاعريّا..!