أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسل سليم - مشاهدات الغراب في بلاد الفرنجة الأغراب














المزيد.....

مشاهدات الغراب في بلاد الفرنجة الأغراب


باسل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 09:48
المحور: كتابات ساخرة
    


وأعلم يا صديق العمر يا هيثم ابن سرحان أن ما ابتعثنا من اجله الى هذه البلاد قد قارب على التحقق ، وإن الهمة العالية والمثابرة هي زادي في رحلتي الى بلاد الفرنجة ، ولولا هذا الزاد الذي لطالما حضضتني على الاستزادة منه لوقعت في مهالك المتارف وملذات الحياة .
أما عن سؤالك عن أحوال هذه البلاد ، فهو مما يحتاج الى الكثير من المدونات ويختلف فيه الرحالة ، فما يراه البعض أبيضا يسود في وجه الاخر ، وما تراه أنت محسنة يراها غيرك بدعة مبتدعة لا تسمن ولا تغني من جوع .
وأعلم أن ما اقصه عليك في كتابي هذا هو من قبيل الملاحظات التي اصطفيتها لنفسي والتي آثرت أن اقاسمك اياها لما وقع في نفسي من الشك أنك خالط للحقيقة بالخيال كما يفعل الكثير من رحالة بلاد المسلمين الذين يقصدون جزيرة الفرنجة ..
فما وقر في نفوسنا عن صلاح أحوالهم وتقدمهم عما نحن فيه ، فيه الكثير من الحقائق ويعتريه الكثير من الزيف ..
ومما حبى الله هذه البلاد من النعم فهو كثرة المطر والخضراء والوجوه الحسنة ، أما مطرهم فهو عجيب غريب ، يكثر في الصيف ويكاد ينعدم في الشتاء ولا يقر له حال ، فاليوم شمس وغدا غيم وظلام .
أما عشب هذي البلاد فهو كثير لا يعد ولا يحصى ، ولا تكاد تحول نظرك من بقعة خضراء إلا لتقع على بقعة خضراء أخرى ، حتى لأكاد أقول أن العشب ينبت على المصاطب والادراج ، فكثرة المطر الحاصلة من كون بلادهم جزيرة كبيرة يحيطها البحر من كل صوب هي السبب في اخضرار بلادهم ، ولولا مخافتي الله لقلت أن جنة الله في بلادهم ، حيث تنبت الاشجار في جميع الامكنة والحديقة القابعة باب داري ماثلة في خيالي ، فزهور اللوز والتفاح والكثير من الاشجار المثمرة تملأ الجو بعبقها .
أما نسائهم فذلك حديث يطول ، ووجوه نسائهم حسنة المنظر قبل الثلاثين ، فلقلما ما تجد حسناء جاوزت الثلاثين من العمر ، وعيونهن على الاغلب خضراء وشعورهن تلمع كالذهب ، ولا يقرن ببالك أن نسائهم مطيعات ، حيث أنهن لا يقرن في البيوت ويخرجن سافرات كما يخرج الرجال ، ولا كلمة للرجال على نسائهم ، فهن حرات أكثر من الحرائر وصاحبات رأي ومشورة وذلك مما أثار عجبي .
لذلك بدد ما علق في ذهنك من خيال يتعلق بنسائهم ، ولا تتوقع أنهن سيقعن على أقدامك بمجرد مشاهدة سحنتك السمراء فلديهم من السمر الكثير من بلاد الهند والسند وبعض الجزر النائية التي لم يأت على ذكرها رحالتنا من قبل ، لكن أغلب ميل نسائهم لأبناء وبنات جلدتهن ، ولا يقعن في نفسك الشك ، نعم ان نسائهم يطارحن النساء ورجالهم يطارحون الرجال ويفتخرون بذلك ايضا ...
أما اكثر ما يثير العجب عندهم فهو مجالس الشورى وعمليات الانتقاء لها ، فهم قد طرحوا الوسائل القديمة من تسلط الحاكم واحتكامه لرأي قلة من الخلق ، فلا حاكم لهم سوى من أختاره الناس ، وهم يتبادلون الادوار في حكم انفسهم وتقرير أمور حياتهم ويملكون الكثير من الوسائل التي تحتاج شعوبنا للاستزادة منها في احترام رأي المخالفين وتطبيق الحدود اللائقة التي تضمن للجميع حياة هانئة .
وأعلم قبل الختام انهم لا يعملون أكثر مما نعمل لكنهم لا يقضون الوقت الذي نقضيه في الاختلاف على تقرير سير الامور كما نفعل وذلك مما يوفر عليهم الوقت والجهد الذي اضعنا منه الكثير وتسبب في خراب ديارنا وعلة أمرنا ...
ولولا قيض الله لهم حكم الشعوب واستعبادها لكان حالهم أشد مرارة من حال السعادين ، فنهبهم للشعوب المتخلفة وامتلاكهم للبارود ووسائل التنقل التي تطورت عن الحمير والعربات البخارية هو اساس نهضتهم وعلية أمرهم .
فما نحتاجه مما يملكون من العلم موجود في الكتب ، وما لديهم من الخبرة في ادارة أمورهم هو امس ما نحتاج اليه ، فلا تطمحن باستزادة في العلم غير ما علمت ، لكن انظر في كيفية تدبير أمورهم وتصريف معاشهم ففي ذلك الخير والخير كله ..
واعلم رعاك الله أن الكسل أسؤأ الامراض التي ابتلينا بها ، كسل العقول والنفوس وقلة الحيل والامتناع عن الفضول والتقصي والمتابعة ، فذلك خير ميزاتهم علينا ، فهم لا يقعدون عن أمر حتى يتموه ولا تقر نفوسهم إلا اذا تعلموا الجديد ...
وفقك الله الى خير العلم وزاد من الشك في عقلك ، لأن الشك مفتاح التفكير والتفكير مفتاح العمل ...

من عصر يوم من أيام نيسان، الشمال الغربي من بلاد الفرنجة ..



#باسل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أقول وداعاً
- تفاؤل حذر
- في الرد على تركي الربيعو وإشارته إلى ماركس
- مساهمة في حوار الماركسيين
- عن الموقف الأردني مما يحدث في العراق
- اسقاط الخرافة الاميركية
- تأميم النقابات وخصخصة الوطن
- الهروب من بيت الأسد
- عراق النار والدم
- حشيش هندي
- مقاربة بشرية حيوانية
- تأملات في كتاب الحريري
- الله أم اللاة ،الاضطهاد معكوسا : في الرد على وجيهة الحويدر
- عن الدين والدين السياسي
- لا تقتلونا باسم الحضارة : تعقيب على تعقيب
- الاستاذ حسقيل قوجمان نموذجا : تعقيب على موقف الشيوعيين من قر ...
- كيف تصبح كاتبا في خمسة أيام
- ليس بالكره وحده يحيا العراق - رسالة عتب إلى حوارنا المتمدن
- حوار سريع مع الموت
- أحزاب و عشائر


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسل سليم - مشاهدات الغراب في بلاد الفرنجة الأغراب