أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شاكر الناصري - عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..














المزيد.....

عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 17:36
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كثيرة هي الجرائم والأحداث المروعة التي شهدها العراق خلال السنوات الماضية، جرائمٌ بشعةٌ تقشعر لها الأبدان ويهتز لها الضمير الإنساني الحي. هذه الجرائم التي طالت الإنسان وحياته ووجوده وجعلته عرضة للإنتهاك والهتك في أية لحظة. إلا إنّ أبشع الجرائم، هي تلك التي وَجَدتْ في الأطفال وحياتهم وبراءتهم ساحة لها وكشفتْ عن حجمِ الوحشيةِ والساديةِ التي عصفتْ بالإنسان في العراق وحولته الى وحشٍ كاسرٍ ومفترسٍ ينقضُ في لحظات على ضحاياه من الأطفال الصغار ليفرغ كلّ ما في داخله من كبتٍ وأزمات وأمراض نفسية قاتلة تهددُ المجتمع ومستقبله.
ففي خلال عام واحد شهد العراق عدّة جرائم كان الأطفال ضحاياها ووقودها بعد أن تعرضوا للإختطاف والاغتصاب والقتل بدمٍ باردٍ يدللُ على العدوانيةِ التي تهيمنُ على المجرمين القتلة.
"إينانا" طفلةٌ بعمرِ خمسة أعوام، مريضةٌ بفتحتين وتضخم في قلبها الصغير، تُختطفُ ويطالب خاطفوها بفديةٍ ماليةٍ كبيرةٍ يتم تحريرها من الإختطاف فتموتُ من الرعبِ ومن تداعيات مرضها الذي يحتاج لعناية وعلاج.
"بنين" طفلةٌ بعمرِ أربعة أعوام، أخذتْ من جدّها مبلغ 250 ديناراً لأنها كانتْ تريدُ أن تشتري " نستلة" لكنّ ثمة وحش كان لها بالمرصاد فإختطفها وإغتصبها ثم أكمل جريمته فقتلها ومثل بجثتها بدم بارد . لكنها لم تتخلَ عن الـ 250 دينار التي استلمتها من جدّها حتى تشتري نستلتها وكأنها كانتْ تحاولُ إخفاءها في قبضةِ يدها الصغيرة عن هذا الوحش البشري.
" عبير" طفلةٌ بعمرِ أربعة أعوام تُختطف وتُغتصب وتُقتل من قِبل سبعة وحوشٍ آدميةٍ.
"نبأ" طفلةٌ بعمرِ خمسة أعوام، تُختطف ويتم شنقها والقاء جثتها الصغيرة في مجاري الصرف الصحي من قِبل مجرمٍ يحملُ كلّ الأمراض والعقد الاجتماعية والنفسية التي حولته الى وحشٍ آدمي مع وجود شكوك بقيامه بإغتصابها.
ليستْ هذه الجرائم هي الأولى التي يتعرضُ لها أطفالنا في العراق فقصص "سيمان" و"روداو" و"روان" و"علي" و"حسين" .....الخ قصصٌ مرعبة لا تختلفُ في معطياتها وتفاصيلها عن كلّ ما ذكرناه سابقاً ولا تختلف عن قصص الأطفال الذين عاشوا الرعب بسبب العمليات العسكرية او الذين تعرضوا للإغتصاب والقتل على يد القوات الأمريكية كما حدث مع "عبير الجنابي ذات الخمس عشرة سنة" التي اغتصبها أربعة من الجنود الأمريكيين ثم قتلوها مع عائلتها وأحرقوا المنزل لإخفاء معالم جريمتهم في منطقة المحمودية جنوبي بغداد في آذار من عام 2006، ولكنها لن تكون القصص الأخيرة. لن تتوقف هذه الجرائم التي تَكشفُ عن ساديةٍ ووحشيةٍ قل نظيرها، فما دام حال العراق على ما هو عليه، فأن تجارة القتل والإختطاف الرابحة ستتوسع وتزدهر. لقد جعلوا من الأطفال وقوداً في محرقةِ الموت ووسيلة لإحتقار الحياة وتفريغ الكبت والنزوات المدمرة.
مَن يستهدفُ الأطفال إنما يستهدفُ المستقبل ومسيرة الحياة في بلدٍ يختض في كلّ حين، يختض بفعل الإرهاب وصراعات الساسة وهشاشة الأمن وإنهيار قيم الاخلاق وتكاثر رغبة الانتقام مثل الفطر وأخذ الثأر من كلّ ما يشكل الحياة التي نعيشها. لعبةٌ كبيرةٌ هي لعبة الموت ولكنها تكشف حجم التداعي المريع الذي وصل اليه حال الناس في العراق، لا مبادئ ولا قيم أخلاقية أو اجتماعية وتربوية يمكنها أن تردع الخاطف والقاتل والمغتصب الذي يتحول الى مسخ لا يرتوي من الدم ولا تستثير آدميته صراخات الأطفال الذين يختطفهم ويتلذذ بإغتصابهم وقتلهم.
أنّ الدولة والمجتمع في العراق إزاء قضية حساسة وخطيرة جداً ولابد من الشروع في مواجهتها وإيجاد الحلول الرادعة لها. لابد من تشريع القوانين لحماية الطفولة والأستفادة من القوانين الدولية التي من الممكن لها ان تحمي المستقبل من مخاطر الإختطاف والقتل والإغتصاب وتوفير الحماية والحياة الآمنة لهم ولكن قبل كل هذا لابد من الإعتراف بحجم الدمار والإنهيار النفسي والمعنوي الذي أصاب الفرد في العراق بفعل الحروب والأزمات التي عصفت به فتحول الأنسان في هذا البلد الى كائنٍ مليء بالإمراض والعقد النفسية والاجتماعية التي تتغذى وتتزايد بفعل ما يحدث من قتلٍ وإرهاب وفقرٍ وأميةٍ وجهلٍ وسلطة الدين والطائفة والقيم العشائرية، لأن الإجراءات القانونية المتبعة بحق المجرمين والتي تتوج بإعدامهم غير قادرة على ردع الآخرين من ارتكاب جرائمهم بحق الأطفال، وأن الأمر بحاجةٍ الى مواجهةٍ إجتماعية وثقافية وتربوية شاملة وصريحة تكون موجهة أصلاً ضدّ الأسباب والظروف التي حولت العديد من الأشخاص الى وحوشٍ كاسرةٍ .
أنّ تكرار هذه الجرائم وكل جرائم الإرهاب التي تستهدف الأطفال في الشوارع والمدارس وفي البيوت وساحات اللعب يجعلنا نفقد الأمل بالحياة وبالمستقبل الذي يحترق بفعل قتل الأطفال، فكل ما نشاهده عبارة عن مسلسل رعب متواصل يزيد من قتامة ما نحن فيه .
الإنسان وحياته قيمة عليا وغير قابلة للمساومة او التجاهل فكم من الوقت سنحتاج لنعرف قيمة الإنسان ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...
- جرائم غسل العار: عار الدولة ،عار العرف العشائري
- نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني
- المثقف، رجل الدين وأستقلال مؤسسات الدولة
- التموينية والجوع
- مدن الأعرجي المقدسة وحملة اللاءات الاربعة في مدينة الكاظمية ...
- العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم
- مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!
- منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير
- التعليم في العراق : نظام متردي وأبنية آيلة للسقوط


المزيد.....




- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - شاكر الناصري - عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..