أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - لن يحترموننا














المزيد.....

لن يحترموننا


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تريدون أن يحترمنا الآخر ، ونحن لا نُحترم في اوطاننا ؟ ، بل كيف تريدون أن يرضى عنا الآخرون ، ونحن لسنا راضون عن انفسنا ؟ هل نستدر عطفا وشفقة في زمن لايعترف الابالبطش والنهب والاسترقاق ؟ . اذا كنت تعجز عن العيش بكرامة في حيك ، وفي منزلك ، وتعيش تمزقات لا حصر لها بين ذاتك قد تصل حد الاستهانة واحتقار الذات الشخصية والجماعية والوطنية ، فهل يمكن للآخر الذي يحصي همساتك وحبات القمح المخزون في بلادك ومستوى التفكير الذي بلغته ، ومدى هشاشة علاقاتك ، وجرعات الماء التي تشربها يوميا ، وأسباب الشرب هل هي أسباب بيولوجية عادية أم هي بسبب الارهاق الفارغ والتوتر المجاني ؟ .
العالم اليوم مراقب بصورة لصيقة ، تكاد تخصص شاشة لكل فرد وتتبع حياته واحصاء خطواته ، والمراقبة أصبحت لا تكتفي بمراقبة المظهر الخارجي ، بل تجاوزتها الى ما وراء جلد الانسان وأعضائه البارزة ، هي الآن تراقب الأمعاء والقولون ، أما محاكمة النوايا فتلك تهمة قديمة .
ونحن في وطننا العربي الذي خرج عن تصنيفات الهيآت الأممية ، ولم يجدوا له تصنيفا بعد ، نعاني من مراقبة مضاعفة ، مراقبة العصر تتم عن بعد آلاف الكيلومترات عبر الأقمار الصناعية ، أما مراقبتنا نحن فهي لا تحتاج الى تكنولوجيا متفوقة ،يكفي أن يقوم المخبر كقمر أرضي بتتبع خطواتك وعدها ، فاذا تخلفت يوما ما عن العدد المعتاد ، تتم قراءة الخطوة الاضافية أو المنقوصة . ولماذا اضفت خطوة ؟ وكيف أنقصت خطوة ؟ .
يتمزق الانتماء كخرقة بالية ، كيف ينتمي فرد منا لشيئ يسمى وطنا وهو مغترب عن نفسه ، عن أقرب افراد عائلته ، عن أبيه وأمه واخوته ؟ من لا ينتمي لذاته لاينتمي لغيره ، ومن يفقد الثقة في نفسه لايمكن أن يثق بشيئ آخر ، ويستحيل أن يثق فيه غيره . انها الغربة في أرقى تجلياتها في أوطان استعارت حياة الخفافيش .
الاهمال لغة شاملة ، اشارة وعبارة ، فالأزبال تؤثث أبواب منازلنا ، وتملأ جميع شوارع المدينة ،الا تلك الشوارع المعلنة كفضاءات لاستقبال الزوار والسائحين ، للغريب حق العيش والتجوال في ساحات نظيفة ، وللمواطن صاحب الدار كل الحق في التعايش مع الأوساخ والقاذورت والأزبال .
الاهمال لغة الادارات العمومية ، فكم من مريض مات على عتبات المستشفيات -الوطنية -؟، وكم من مواطن أصيب بداء السكري وانهيار الأعصاب في الادارات -الوطنية- ؟ ، وكم من مواطن أفلس في الادارات- الوطنية- ؟ ، وكم من مواطن تعرض للظلم والمهانة في الادارات الوطنية ؟ وكم من مواطن بلا وطن ؟ وكم من وطن بلا مواطن ؟ .
اسرائيل تقصف للمرة الخامسة سوريا ، لكن النظام السوري لا يرد على اسرائيل ، فحربه المقدسة داخلية ضد مواطنيه ، اما اسرائيل فهي لا تقوم الا بلعب يشبه الاهانة والفضيحة ، حزب الله لا يدافع عن اسرائيل حين تقصف حليفها ، لكنه يقصف السوريين لأنهم يصارعون من أجل حقوق مشروعة . فالدفاع المشروع والمقاومة المشوعة شأن يحتكره حزب الله وحده ، ولايحق للشعب السوري ان يمارسه ضد أفظع طاغية عرفه التاريخ الانساني طرا .
صحفي استطاع بجهده أن يؤسس اطارا وطنيا للصحافة الالكترونية ، يتعرض من صحفي آخر أو من شبكة معينة للازدراء والمضايقة والسب والقذف ، وهو لايريد الا أن يمارس حقا كونيا تكفله جميع الشرائع والقوانين .
أجيال كاملة تتعرض للانقراض الوجودي ، تعيش كفقاعات الصابون فوق البسيطة ، لاتنتظر الا لحظة الفرقعة القريبة ، كي تتناسل ارهابا وانحرافا وتسكعا وضياعا .
فقهاء يدعون العلم لا يفقهون في الشريعة الا ما يتعلق بالاستمناء وايلاج الجزرة في الفرج ، والطاعة العمياء لولي أمر لايمتلك أمرا ، جميعهم تخصصوا في علم الآخرة ويدعون امتلاكهم لصكوك الغفران ، يوزعون بيوت الجنة وحورها الحسان على عقول لاتمتلك من عقلها الا ذكرا باحسان .
مثقفون لا يقرأون الا رسوم الحروف ، كل حدود ثقافتهم الاستنساخ والترجمة المحرفة ، والانبهار بمنتجات أسيادهم ونقلها الى قرائهم وطلابهم ، وحين تناقشهم يتحولون الى ديكتاتور صغير ، لو امتلك حق اطلاق رصاصة على جبينك ما تردد .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهافت الاعلامي والاسترزاق الثقافي
- البحث عن الغائب الحاضر-6-رواية
- مملكة المعنى الغامضة
- حاولت مرارا أن أصيح
- القطيعة الابستمولوجية :نحو فهم جديد -2-
- تأويل الأولين
- للغياب رائحة الموت
- القطيعة الابستمولوجية : نحو فهم جديد-1
- البحث عن الغائب الحاضر -4-رواية
- لعنة البترول
- ساكسونيا المغرب **
- النظام البرلماني بالمغرب
- المغرب ومنهجية الأزمة
- المقصلة لمن قال لا
- نحو اعادة دور المثقف
- وطن لا ككل الأوطان
- ما الذي يجري في العالم ؟
- قراءة في كذبة أبريل المغربية
- انكسارات الظلال
- الراعي والقطيع والهلاك الفظيع


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - لن يحترموننا