أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - سلبية العلاقة بين المرأة و الرجل من خلال قصة - امرأتان و حلم - للأديبة هيام مصطفى قبلان















المزيد.....

سلبية العلاقة بين المرأة و الرجل من خلال قصة - امرأتان و حلم - للأديبة هيام مصطفى قبلان


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 09:21
المحور: الادب والفن
    



امرأتان و حلم
هيام مصطفى قبلان

خلال عودتي من عمان الى المعبر الأردني وحتى وصولي للمعبر الاسرائيلي ، مسافة تأخذني بصحوة لحظات من التهيّؤ والترقّب ،، من اخراج جواز سفري ، وتفتيش أوراقي الثبوتية وحاجياتي ، القاء نظرة أخيرة على القرى الريفية التي يمرّ بقربها الباص ، محمّلا بالحقائب المدجّجة بالحب والحنين والهدايا ، ببقايا من رائحة علقت فوق الثياب ، أماكن تخطر بالبال ،، مقهى بأنواره الخافتة وطعم القهوة الليلية والشاي بالنعناع،عينان تدمعان ،،ومن وراء النافذة طفل يمدّ يده الملطخة بوحل الشتاء وبشعره الأشعث " دينار يا باشا ، دينار يا مدام"..يسقط الظلّ على الزجاج ، أتنحنح ومن النافذة أناوله ما تيسّر ليسد به رمقه ، تسير الحافلة وأترك جزءا مني هناك ،، يتورّد وجهي والركاب يجلسون بأماكنهم بصمت .
همس لامرأتين تجلسان في المقعد الخلفي
-أتيت لأنهي اجراءات الطلاق
-أين زوجك؟
-هجرني ،،تركني وسافر
-عندك أولاد في عمان؟
-لا لم أنجب ،، أحمد الله
-الأولاد زينة الدنيا
-هو لا يريد ،، أعرف صديقة من جمالها ينادونها ( بدر البدور) ، تزوجت من طبيب يكبرها بعشرين عاما ، تركها ولحق بغيرها ، لم يتم طلاق صديقتي الى الآن ، لا هي معلّقة ولا مطلقه
-وأين تسكن صديقتك؟
- في عمان مع ولديها
-وأنت من أين في بلادنا؟
-من مدينة الناصرة....
أنثى تجرجر أذيال ثوبها ، بائسة تدسّ بجيب معطفها أوراق ذابلة لرحلة شاقة .
-أيه يا زمن ،، هذا حال النساء في الزواج والطلاق
-صدقت ،،أزور عمان كل شهر وأعود فارغة اليدين ، أعود أدراجي وأحمل ملوحة الجرح ، وأنتحب على العمر الضائع .
-سنتحدث عن خمسين موضوعا بينما نصل الجسر وحتى نمرّ من المعبر ،، أخخخ منهم الرجال ....
اضحك في سري ،، لو كنت أعرفهما لتورّطت بالحديث ،، النساء هنّ النساء يحببن الرجل ويحلمن ببيت وأطفال ، والرجل يحلم بامرأة تشاركه فراشه ،تضاجعه بطريقته التي يحبّ، تروي ظمأه ،، يشتهيها قبل افراغ شهوته ، يتأبط رجولته ولا يفكر الاّ بما بين فخذيه، تضحكان من بؤسهما ،، يتعالى في الباص صوت فيروز " وطني " وجوليا بطرس " وين مسافر"، أغمض عينيّ ، لم أنم ليلة البارحة ، أدندن " وين مسافر ، أوعى تسافر .." .. المسافة طويلة لنصل معبر وادي الأردن ،،القرى الأردنية على الجانبين ،منازل سطوحها من اسمنت وصفيح ، نوافذها مطلية باللون الأزرق والأخضر ، رجل يجلس في المقعد الأمامي يوقظني شخيره من ترتيب أحداث قصتي الجديدة ،، وعجوز يسعل ، يبدو أن برد عمان واجتياح الطيران الاسرائيلي على غزة ، خلق جوا من الرعب في نفوس العائدين الى حيفا والجليل ، خشيت أن يكون المعبر مقفلا ولا نمرّ .
وصلنا ،، التفتيش على ما يرام الحقائب مبعثرة ، يفرغون فرحة الأطفال من ألعابهم ، والأسرار من مخابئها ،، وأسئلة ليس لها علاقة بالفن ولا بالشعر ،، من يعرفني عند الحواجز ، الشرطي يبحث عن شيء ما ، لم أنظر الى عينيه ، مللت ،، اريد العبور بسلام للجهة الأخرى والعودة الى بلدي ، خطوتان للبوابة الأخيرة ،، " ياه "،، تنفّست الصعداء ،، أدفن في عمق القلب من ليالي عمان رائحة الأصدقاءالطيبة والمحبة ، قهوة " جفرا" وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب ، شيء ما بداخلي يكبر يذكّرني أنني أنثى وعليّ أن لا أحلم كثيرا كباقي النساء وهنّ يبحثن عن حضن ومأوى ،، المرأتان تواصلان الثرثرة .. أريد اكمال الحلم ،، يد السائق تنهرني : "وصلنا سيدتي ،، الحمد لله على السلامة"...
أشفقت على حلمي وجود رجل فيه ،، فوق كل الاحتمالات ...!

القراءة / عايده بدر


من مدخل غير معتاد في السرد وظفت مبدعتنا شخوص قصتها بحبكة رائعة فهي الساردة أحيانا و هي جزء من العمل السردي أحيانا و هي المعلقة حين تتخذ موقفا من سير الحدث و المفككة لأحوال الأبطل المتقلبة بتقلب الاحداث
لدينا هنا أكثر من امرأة ، إذن القصة كلها موجهة للمرأة تحكي عنها و عن واقعها ترصد وقائع حياتية تعيشها و لرجل هنا يلعب دورا ثانويا يبدو كم لو كان بعيدا حيث تظهر لن نتائج تفاعله مع المرأة لكن من بعيد

" خلال عودتي من عمان الى المعبر الأردني وحتى وصولي للمعبر الاسرائيلي ، مسافة تأخذني بصحوة لحظات من التهيّؤ والترقّب ،، من اخراج جواز سفري ، وتفتيش أوراقي الثبوتية وحاجياتي ، القاء نظرة أخيرة على القرى الريفية التي يمرّ بقربها الباص ، محمّلا بالحقائب المدجّجة بالحب والحنين والهدايا ، ببقايا من رائحة علقت فوق الثياب ، أماكن تخطر بالبال ،، مقهى بأنواره الخافتة وطعم القهوة الليلية والشاي بالنعناع،عينان تدمعان ،،ومن وراء النافذة طفل يمدّ يده الملطخة بوحل الشتاء وبشعره الأشعث " دينار يا باشا ، دينار يا مدام"..يسقط الظلّ على الزجاج ، أتنحنح ومن النافذة أناوله ما تيسّر ليسد به رمقه ، تسير الحافلة وأترك جزءا مني هناك ،، يتورّد وجهي والركاب يجلسون بأماكنهم بصمت "

تبدأ القصة بوصف عام للمكان بما يحمل من تناقضات فرضتها ظروف المكان كونه معبر يعني يلتقي فيه أهل الشرق بأهل الغرب و تدور كثير من قصص تتحملها ساعات الانتظار الطويلة التي لا يمل الجنود على هذ المعبر من استغلالها لإطالة الوقت و زرع اليأس و الوجع في نفوس العابرين و المنتظرين للعبور
ماذ يحمل لنا لمكان ؟ تحديد للمكان و هذ وحده كفيل برسم صورة قوية للمكان في الخلف هناك قرى ريفية يمر بها لباص فلنا ن نتصور طبيعة هذه القرى ،، هناك نافذة يطل منها طفل شعث ملطخ لثياب يمد يديه يسأل الناس ،، هناك مقهى خافتة أضواءه ،، طعم قهوته و شيه يبدوان لنا من الصورة المرسومة بعناية ،، فهل تعرفنا الآن على طبيعة هذه القرى الفقيرة ؟ بعد قليل سنلتقي أكثر بوصف مفصل لتلك القرى و سنقف حينها على ما تمر به عين المسافر من وجع لا ينتهي بالعبور بل هو امتداد بين جسر وجع أوله ووجع آخره .. حتى الآن القاصة تلعب دور الساردة و بعينيها نرى هذا المشهد


" همس لامرأتين تجلسان في المقعد الخلفي
-أتيت لأنهي اجراءات الطلاق
-أين زوجك؟
-هجرني ،،تركني وسافر
-عندك أولاد في عمان؟
-لا لم أنجب ،، أحمد الله
-الأولاد زينة الدنيا
-هو لا يريد ،، أعرف صديقة من جمالها ينادونها ( بدر البدور) ، تزوجت من طبيب يكبرها بعشرين عاما ، تركها ولحق بغيرها ، لم يتم طلاق صديقتي الى الآن ، لا هي معلّقة ولا مطلقه
-وأين تسكن صديقتك؟
- في عمان مع ولديها
-وأنت من أين في بلادنا؟
-من مدينة الناصرة....
أنثى تجرجر أذيال ثوبها ، بائسة تدسّ بجيب معطفها أوراق ذابلة لرحلة شاقة .
-أيه يا زمن ،، هذا حال النساء في الزواج والطلاق
-صدقت ،،أزور عمان كل شهر وأعود فارغة اليدين ، أعود أدراجي وأحمل ملوحة الجرح ، وأنتحب على العمر الضائع
-سنتحدث عن خمسين موضوعا بينما نصل الجسر وحتى نمرّ من المعبر ،، أخخخ منهم الرجال ...."
هذه الحوارية الدائرة بين مرأتين لا تزل قاصتنا هنا ساردة فحسب تستمع عفوا لهذه لحوارية لتي تنطلق منها عشرات الحكايا لنساء على مختلف لمشارب و الرجل هنا فاعل بعيد نرسم صورته من خلال هذه الومضات في الأحاديث
لدينا سبعة نساء لا امرأتان فقط و لننظر معا كيف يكون الأمر و كيف علاقة المرأة بالرجل تكاد ترسمها القصص هنا
لدينا امرأتان تتهامسان بالحكايا أو هكذا بدا لهما أن لا أحد يستمع لحديثهما بينما الحديث مسموع و إلا ما كان لفت انتباه الساردة و مؤكد لفت انتباه آخرين فكرو فيه برؤى مختلفة :
- المرأة الأولى هجرها زوجها و سافر ، لم تنجب ، علاقته مع لرجل سلبية
- المرأة الثانية صديقة للمرأة االأولى غير موجودة هنا تستحضرها كمثال عن علاقة سلبية أخرى مع الرجل " من جمالها ينادونها ( بدر البدور) ، تزوجت من طبيب يكبرها بعشرين عاما ، تركها ولحق بغيرها ، لم يتم طلاق صديقتي الى الآن ، لا هي معلّقة ولا مطلقه ، تسكن في عمان مع ولديها "
- المرأة الثالثة هي رفيقة الحوار و التي لم نعرف عنها أي تفاصيل سوى أنها تسكن مدينة الناصرة

- بعيدا عن الحوار تتخل امرأة رابعة هذا المشهد موصوفة بملبسها لذييدلل على حالتها البائسة و اليائسة في ذات الوقت " تجرجر أذيال ثوبها " و هذا يمنحنا صورة امرأة عادية المظهر و ربما متوسطة العمر لا تحمل من الأناقة شيئا مما يجعلها امرة متوسطة في كل شيء تشبه كثيرا نساءن في بلاد الشرق .." تدس بجيب معطفها أوراق ذابلة لرحلة شاقة " هي أيضا وحيدة لا رفيق لها تحمل أوراقها الذبلة كربيع عمرها الذابل و رحلة شاقة ليست فقط رحلتها عبر معبر البلاد و لكن لربما كانت رحلتها عبر الحياة ذاتها

أثناء عبور هذه المرأة من أمامنا الحديث ما زال يدور بين المرأتين يتحسران فيه على زمن جعل هكذا حال الزواج و الطلاق و الحسرة على أيام لعمر لمالحة تهدرها الأيام هباء ،، ينتهي هذا المقطع بحكم صدر ضد الرجال و أفعالهم التي تدفع النساء لمثل هذه المواقف
- ثم لدينا امرأتان يتمثلان في صوت المطربتان اللتان استعانت بهما القاصة و سيتي الحديث عنهما في وقته
- و أخيرا لدينا المرأة القصة / الساردة / صاحبة الحلم و نازفة الكلمات هنا و نلاحظ الساردة هنا فقط مستمعة تنقل إلينا أحاديث و قصص تطوف حولها حية تشهدها أو مسموعة تتنقلها ألسنة المرأتان و ليس هناك تدخل من الساردة في القصة حتى الآن


" اضحك في سري ،، لو كنت أعرفهما لتورّطت بالحديث ،، النساء هنّ النساء يحببن الرجل ويحلمن ببيت وأطفال ، والرجل يحلم بامرأة تشاركه فراشه ،تضاجعه بطريقته التي يحبّ، تروي ظمأه ،، يشتهيها قبل افراغ شهوته ، يتأبط رجولته ولا يفكر الاّ بما بين فخذيه، تضحكان من بؤسهما ،، يتعالى في الباص صوت فيروز " وطني " وجوليا بطرس " وين مسافر"، أغمض عينيّ ، لم أنم ليلة البارحة ، أدندن " وين مسافر ، أوعى تسافر .." .. المسافة طويلة لنصل معبر وادي الأردن ،،القرى الأردنية على الجانبين ،منازل سطوحها من اسمنت وصفيح ، نوافذها مطلية باللون الأزرق والأخضر ، رجل يجلس في المقعد الأمامي يوقظني شخيره من ترتيب أحداث قصتي الجديدة ،، وعجوز يسعل ، يبدو أن برد عمان واجتياح الطيران الاسرائيلي على غزة ، خلق جوا من الرعب في نفوس العائدين الى حيفا والجليل ، خشيت أن يكون المعبر مقفلا ولا نمرّ ."

يظهر خير صوت الساردة هنا لتأخذ دورها في القص ،، تضحك في سرها ليس على ما سمعت لكن سخرية من أقدر تجمع و تفرق بين النوعين و كيف يرى كل منهما الآخر ،، مقارنة عفوية مرت بخاطر لقاصة هنا و سريعة المشاهد المتلاحقة حولها :
المرأة تحلم بالرجل ،، الرجل هو البيت / الرجل هو الأطفال / الرجل هو الآمان و الليل الدافىء و صوت الحياة يدق رأسها / الرجل هو لتعب اللذيذ المرهق الرائع المؤلم المداوي لكل جروحها أو هكذا تتصور النساء دائما ما سيقدمه لها الرجل
الرجل يحلم بالمرأة نعم لكن ي امرة تلك لتي يحلم بها ؟ المرأة عنده – كما ترى القاصة – هي لتي تشاركه فراشه ،تضاجعه بطريقته التي يحبّ، تروي ظمأه ،، يشتهيها قبل افراغ شهوته ، يتأبط رجولته ولا يفكر الاّ بما بين فخذيه ،، أين بقية الحلم كما تراه لنسء ؟ يتضح لنا أن الحلم لا يكون مشتركا بينهما
كل ينظر إلى زاويته التي تشكل حلمه
تمر بنا امرأتان أخرتان لكن مرور سريع عابر كخلفية للقصة : صوتان اختارت القاصة أن يكونا صوتا إمرأة أيضا صوت فيروز " وطني " وجوليا بطرس " وين مسافر ؟
صوت الوطن فيروز تنادي وطني و المرأة وطن / بيت / انتماء ,,, وين مسافر أوعى تسافر ؟ و كأنها تنادي لا تبتعد لا تهجر و تباعد في المسافات بيننا فهنا وطن هنا بيت هنا امرأة
بعض غفوة كانت تتمناها لقاصة ربما لتعيد تريب لقصة لتي ستكتبها لكن شخير رجل هنا و سعال عجوز هناك يحزمن المر لصالح الاستيقاظ و نظرة من النافذة لتصف شكل القرى لتي تحدثنا عنها أول القصة بنوفذها الصفيحية الملونة بألوان قاتمة بين الأزرق و الأخضر ربم لتقيها حر الشمس نهارا و لا تظهر بوضوح حين تهم طائرات العدوان بالتحليق القريب فوق أسطحها أو قصف القرى في غزة نتصور هنا أي حياة يحياها الناس هناك مهددين باستمرار بفقد الحياة


وصلنا ،، التفتيش على ما يرام الحقائب مبعثرة ، يفرغون فرحة الأطفال من ألعابهم ، والأسرار من مخابئها ،، وأسئلة ليس لها علاقة بالفن ولا بالشعر ،، من يعرفني عند الحواجز ، الشرطي يبحث عن شيء ما ، لم أنظر الى عينيه ، مللت ،، اريد العبور بسلام للجهة الأخرى والعودة الى بلدي ، خطوتان للبوابة الأخيرة ،، " ياه "،، تنفّست الصعداء ،، أدفن في عمق القلب من ليالي عمان رائحة الأصدقاءالطيبة والمحبة ، قهوة " جفرا" وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب ، شيء ما بداخلي يكبر يذكّرني أنني أنثى وعليّ أن لا أحلم كثيرا كباقي النساء وهنّ يبحثن عن حضن ومأوى ،، المرأتان تواصلان الثرثرة .. أريد اكمال الحلم ،، يد السائق تنهرني : "وصلنا سيدتي ،، الحمد لله على السلامة"...
أشفقت على حلمي وجود رجل فيه ،، فوق كل الاحتمالات ...!

" وصلنا ،، " هل لنا أن نتخيل كيف نسمعها بكل ما تحمل من تعب و ارهاق و ألم و وجع ممتدون عبر المعبر و ما فيه و ما عليه ،، هذا الوصف المؤلم لعمليات التفتيش و هذ التعبير الرئع " يفرغون فرحة الأطفال من ألعابهم والأسرار من مخابئها " هذا بعض مما يواجه العابرون و تصبح فكرة عبور لبوابة هنا حلم آخر ربماا هو الأهم الآن في نفس القاصة فعلى بعد خطوتان تدخل للحياة من خلال البوابة الأخيرة
و حين تقول " وصلنا " بهذا العمق يمكننا أن ندرك و لو قليلا من معاناة أهلنا داخل الحدود و كيف تكون آلامهم و أحزانهم ليست مجرد آلام تذهب بل هي جزء لا يتجزء من حياتهم اليومية
حين الوصول للبوابة الأخيرة ينتفض شيئا داخل القاصة يخرجها من عباءة العمل لتعود لذاتها هي هي " الأنثى " لكنها رغم ذلك لا تريد أن تفكر مثل النساء و تحلم حلمهن ، هي تشفق على الحلم الذي تريده لكنها تخشى منه ، تخاف منه لأنها تدرك مسبقا أن الحلم عند المرأة الشرقية موؤدة روحه و مهيضة أجنحته منذ ولادته ، تدرك أن لا رجل شرقي سيتيها فوق كل الاحتمالات .... و بختمة كهذه نعود لسيرتنا الأولى عن تبني القصة بصورة وضحة لقضايا المرأة و خاصة من خلال علاقتها بالرجل
لعلنا قبل أن نختم نتساءل أين الرجل في هذه لقصة ؟ أين هذا الذي اتخذنا منه موقفا تبنته القاصة ؟ إذا عدنا بنظرة سريعة للقصة سنجد كما أشرت في البداية إلى أن الرجل هنا يمثل الطرف السلبي البعيد ليس فقط من خلال دوره الذي يلعبه في حية لنساء محل الدراسة في القصة هنا لكن من خلال الأدوار التي لعبها لرجال لذين ظهرو هنا فلديناا هنا سبعة رجال يمثلون في المجمل المقابل لنماذج النساء لتي وردت هنا و لكننا سنلاحظ بوضوح م يمثله النموذج الذكري هنا من صانع للألم و هادم لحلم لمرأة في تأسيس حياة / بيت / وطن هم :

- الرجل زوج لمرأة الولى لتي هجرها و طلقها و سافرو هنا يمكننا أن نلقي بملح سريع عن قضية السفر و هجرة الأوطان
و لربما تأتي الأغنيات التي اختارتها القاصة " وطني " و" وين مسافر " لتلقي بلمحة ضوء غير مركزة على هذه القضية المهمة
- الرجل الثاني زوج الصديقة التي تركها معلقة و بحث عن غيرها رغم جمالها الشديد و رغم فارق لعمر لصالحها هي بفرق عشرون عاما
- الرجل الثالث الجالس في المقعد الأمامي للقاصة و هو هنا مصدر ازعاج لها بصوت " شخيره " الذي يقظها و فزع الحلم من عينيها
- الرجل الرابع بعيد هناك يسعل بصوته فيكاد يتحد مع الآخر صاحب لشخير في كونهما مصدر للألم
- الرجل الخامس و هو الشرطي يعبث في الحقائب يثير لمواجع و يخنق ضحكات الأطفال هو أيضا مصدرا ليس للإزعاج و حسب بل أيضاا للألم و التعب
- الرجل السادس و هو السائق و على يديه ينتهي أمل القاصة في أخذ قطفة سريعة من الحلم لذي كانت تريده بشدة بعد أن قام بنهرها بقوله " وصلنا سيدتي "
- الرجل السابع هو رجل الحلم لذي لم يأتي بعد ،تتمنى حضوره و تخشى حضوره في نفس الوقت لأنها تدرك أنه ليس هناك رجل فوق كل الاحتمالات .

تنتهي القصة بالوصول لأرض الواقع و نزع الحلم عن عين طالم حلمت أن يكون لها هذا الحلم الأنثوي ، لكن على أرض الواقع التي نحيا عليها أين سيكون للحلم البرىء مكان ؟
و أي هواء سيتنفس و غبار الاحتلالات يملأ سمائه و ي أود سيقتت عليه في ظل مجتمعات لا تنتبه لصوت يمثل نصف عددها إن لم يكن أكثر ؟ أين المرأة و أين الرجل ؟

عايده بدر
1/ 5/ 2013



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد ،،،
- في انتظار البحر
- يقين
- شرف ،،، ق ق ج
- لنؤمن في بدية فصل الشتاء
- لا أشبه أحدا
- أغنية لملح الليل
- هذيان منتصف ساعة الوجد
- نحو السماء ،،،
- ل ننادي على عيد لحب لربما يسمعنا
- في عيد الحب ،،،
- قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عاي ...
- رسالة على قارعة الطريق
- وجوه مكشوفة
- قراءة في نص - أنثى القلق - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر
- قراءة في نص أوراق الصفصاف / أملي القضماني / عايده بدر
- قراءة في نص - غرف بلا رائحة - للمبدعة ماجدة حسن / عايده بدر
- في حقيبة الغريب
- رمااااد ،،، / عايده بدر
- - قهر - فروغ فرخزاد / ترجمة عايده بدر


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - سلبية العلاقة بين المرأة و الرجل من خلال قصة - امرأتان و حلم - للأديبة هيام مصطفى قبلان