أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - حور العين














المزيد.....

حور العين


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو أنني عرضت على مسلم ملتزم أن يذهب برفقتي إلى سهرة مع فتيات وكؤوس الخمر والموسيقى لاعتبر ذلك استفزازياً، وبعد أن يقوم بإلقاء موعظة عليّ في الدين والمحرمات حتى يترقرق الدمع في عينيّ يغادرني لأنه يريد الذهاب للصلاة في المسجد ، وهو إنما يفعل ذلك راغباً في رضى الله ودخول الجنة ، أي رغبةً في سهرات أبدية مليئة بالفتيات والخمر!
أما المرأة المسلمة فوضعها أسوأ ، حيث لن تحظى بأي حور عين رجال حتى تطفيء لهيب شوقها إلذي عانته في الدنيا كلما استرقت نظرة إلى شاب مرغوب ، وهناك أقاويل في الإسلام أن المرأة التقية التي أحصنت فرجها (تعبير إسلامي سافل) في الدنيا سوف تحظى بزوجها مجدداً في الجنة! أما التي ماتت عزباء فوضعها محير ، ناهيك عن التي مصير زوجها النار فواضح أنها سوف تعاني من حالة كبت جنسي متواصل حتى في الجنة بينما تدرك الأفلام الإباحية المستمرة وآهات وتأوهات حور العين وهن يمارسن الجنس مع الرجال الأتقياء المحبين لله ورسوله ، وإذا لم تستطع احتمال هذا الوضع المتأجج فسوف يقوم الله بتزويجها بنفسه بأحد رجال الجنة الذين ماتوا عُزاباً ، بالإضافة إلى عشرات حور العين اللاتي عنده كضرائر!

الشاب المسلم الملتزم دينياً يهدر حياته في التقيد بتعاليم تتجاهل الضرورات البشرية وهو في دخيلته غير مقتنع بجدواها لكنه يخاف من النار الاسطورية التي لا تنطفيء والجلود التي تحترق وتتجدد والمشروبات التي تشوي البطون والملائكة الغلاظ الذين يضربون الأدبار ، ويطمع في الجنة الخرافية حيث الخمور والعسل أنهار تجري ونسوة كواعب أتراباً مستلقيات ومتأهبات دوماً لممارسة الجنس الفموي.
الواقع أن الإسلام يتقن اللعب على أوتار الملذات ومتع الحياة ، وقد تمكن بذلك من إغراء أتباعه الذين يعانون من الحرمان بأنه سوف ينيلهم كل ما يشتهون لاحقاً في الجنة إذا اطاعوا حماقات الله واتبعوا محمداً وخرافاته ، واستخدم الجنس كأحد طرق التسويق فضلاً عن طريقتي العاطفة والتقديس ، المؤلم والمضحك في نفس الوقت أن كل هذا الانقياد والالتزام الذي يسعى إليه المؤمنون طمعاً في إرواء شهواتهم لاحقاً سوف يسفر عن لا شيء ، وسيضيع العمر ترقباً لمكافأة مجزية لن يحصلوا عليها أبداً.
يقول المفكر عبدالله القصيمي:
(أقوى الناس اشتهاء للدنيا هم من أبدعوا أقوى الأوصاف وأكثرها تعريةً وفضحاً لشهوات الآخرة، لقد جاءوا بأبذأ الأساليب في التشويق إلى اللذات المنتظرة هناك ، والذين كانوا شعراء في وصفهم لنساء الآخرة كانوا حتماً شهوانيين جداً في أشواقهم نحو نساء الدنيا ، لقد اشتهوا ما هنا فوصفوا كشعراء ما هنالك)
http://www.dailymotion.com/video/xbvx7j_yyyy-y-yyyy-yyy-yyyyy-yyyyy_fun#.UYOubbWeOa4
مع ذلك ، وجدلاً فقط ، نفترض أن هناك مكان بديع اسمه الجنة سوف يصله المؤمن في آخر المطاف إذا أمِن مكر الله ، فهل سوف يحصل المسلم بذلك على مبتغاه؟.
لنتخيل الوضع ، أرائك ووسادات ، أنهار من لبن وعسل وخمر، غلمان ذكور يدورون بالصحاف على أهل الجنة ، فتيات من كل لون وشكل ، وهناك أيضاً ما لم تره عين من قبل ولم يخطر على قلب بشر ، لا توجد أعمار أو أجساد تتغير وكل ما سردته هو عبارة عن روتين يومي متاح وأبدي ، ألن يصاب المسلم بالضجر؟
نفترض مجدداً أن الله سوف يزيل عامل الضجر من نفس المسلم وهو في الجنة ، فهل سيكون هو ذاته المسلم الذي كان في الدنيا؟ ، ألن يكون بعد كل هذا إنساناً ممسوخاً لا يمل ولا يرغب في التجديد والاختلاف؟ ، إنه قد يكون أي شخص آخر ولكنه ليس ذات صاحبنا المسلم الدنيوي الذي عرف نفسه طيلة عمره ، لقد أصبح شيئاً آخر مهجناً ومعداً لوسط مختلف ، أما ذاك الذي كان بشراً مسلماً مطيعاً في الدنيا فصار عدماً وإلى الأبد ، وقد نال أكبر مقلب يمكن تخيله.

إن مشهد الشباب وهم يبحثون عن نعالهم خارجين من المسجد لمشهد يدعو إلى الأسى والشفقة ، إنهم بهذا يُظهرون كم هم شهوانيين ومحبين للخمور والنساء وراغبين في هذا الوضع الداعر بقوة لا تخلو من حيوانية ، بدلاً من أن يتسائلوا لماذا هذا الكبت الذي يرغمون أنفسهم عليه مع أن بإمكانهم تسريحه بعقلانية في حياتهم هذه والتي تبدو وحيدة ولن تتكرر؟
يمكنهم أن يعيشوا ملذات الدنيا والاستمتاع بزهرة أعمارهم بدلاً من اتباع أعرابي متخلف ذو شهوات مفرطة يغريهم بالغلمان وعشرات النسوة وأنهار الخمر ، بينما هو لم يتوانَ عن الزواج من طفلة في عامها الأول ابتدائي ودخل عليها وهي في الصف الرابع ابتدائي! ، وكدس النساء حوله تكديساً واعتبرهن أزواج له وملكات يمين حتى أن فقهاء الدجل حاروا في تحديد عددهن من الكثرة ، وشرِب النبيذ حتى الثمالة ، وأمتع نفسه إلى حدٍ مقرف .
إنني لا أطلب من المسلم أن يكون حيوانياً لهذه الدرجة ، ولا أن ينحل أخلاقياً بالضرورة ، بل فقط أن يلبي ما تشتهيه نفسه بشكلها الطبيعي قبل أن تفوته الفرصة دون رجعة ، فالحياة مليئة بما لا يمكن تلبيته في الجنة حتى لو كانت حقيقية وهي ليست كذلك ، ولو أنكَ (أو إنكِ) على سبيل المثال طلبت في الجنة زجاجتي Heineken مثلجتين في سيارة فاخرة على طريق سريعة ليلاً مع موسيقى Yanni برفقة فتاة حسناء (أو فتى) تعشقك لذاتك حتى الذوبان وليست مبرمجة لهذا الغرض كحور العين .. لاحتار الله كيف يحقق لك هذا الطلب.

الدنيا بهيجة وممتعة لأنك تقتنص فيها المتعة غير المصطنعة وتسعى إليها أو تسعى إليك عندما ترغب في ذلك بينما تمارس شؤون حياتك الأخرى بالتوازي ، أما الجنة فهي معدة خصيصاً لهذا الغرض وهذا يجعل كل متعها مزيفة ومسرفة في تحويل سكانها إلى مجرد آلات تلبي شهوات متصلة لا تشبع ولا تستقر أبد الآبدين.
فليُعد كل مسلم تفكيره قبل أن يلقي علىّ موعظة في الدين والمحرمات ثم يغادرني متوجهاً إلى المسجد ، إرضاءً لإله سوف يهيء له النساء والخمر ويجهز من أجله السهرات الحمراء مثل أي قواد محترف ، وعفواً على الكلمة ، احتراماً للقاريء وليس لله.



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعني من أساطيرك
- الحرية الجنسية في أميركا.. أفكار مغلوطة عند العرب
- مَن الذي كتبَ القرآن؟
- ماذا قال ابن خلدون عن العرب
- المرأه المعاصره وهيستيريا الجمال
- بحث في بعض أخلاق محمد بحسب ما ورد عنه في القرآن
- 79 تناقض فى العهد الجديد
- الجحيم القرآني أو جهنم الإسلامية - تطور الإسكاتولوجيا من الم ...
- مشكلة الله
- فلسفة الأديان
- سقوط ألإله عن عرشه
- خمسة عشر سببًا رائعًا لأن تكون ملحدًا
- إثبات فلسفي لاستحالة وجود الله اللانهائي
- مالذي يميزنا عن بقية أقراننا من الحيوانات ؟
- ليلة الاسراء و المعراج
- لماذا يستغل الله عصور التخلف لتمرير المعجزات؟
- فضيلة الوعي
- معنى الحرية
- الإله ظاهرة لغوية
- -العنف ضد النساء-


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - حور العين