أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - روني علي - الاتحاد السياسي ... الأمل المفترض














المزيد.....

الاتحاد السياسي ... الأمل المفترض


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 20:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    



مذ بدأ الحراك السوري يطل برأسه على الساحة الكردية، ومنذ أيامه الأولى، بدأت عمليات تضارب المواقف والتشرنخ التنظيمي تفعل فعلها في الوسط السياسي، وكأن الكل كان في انتظار القادم ـ كوليمة ـ لا بد أن ينال منه نصيبه، أو أنه بدأ يشعر بذاته، ومن خلاله بدأت عملية البحث عن دوره وحصته في الكعكة المرتقبة، بدءا من المجموعات الشبابية، التي جاهرت بحملها مهام المرحلة، لكنها سرعان ما تفسخت وانشطرت وتشوهت، بفعل عمليات الاحتواء والاحتضان، وصولاً إلى الأحزاب، التي راحت تبحث عن شعارات أكثر طنة ورنة، بل أكثر هلامية وديماغوجية، تنخرط من خلالها إلى نبض الشارع من جهة، وتسّكن هيجان قواعدها وتذمرها من الحالة الستاتيكية التي عليها الأداء الحزبي الكردي من جهة أخرى، ناسية أو متناسية ـ هذه الأحزاب ـ حجمها ودورها، وكذلك برامجها ومقررات مؤتمراتها، وأيضاً ضوابطها وانضباطها، يوم كانت التوازنات السلطوية تفعل فعلها في الوسط السوري المعارض .. وقد جاءت الأطر التجميعية لتكمل ما عجز عنه الحزب الواحد، حين شرعنت لعمليات التفقيس والطحلبة، عبر إضفائها مسحة الشرعية على كل وليد جديد، حتى بدأت الهواجس تنتابنا، وكأن التوليفة الكردية هي وليدة هندسة، منضبطة الأهداف والغايات والمرامي، تتجاوز في سياقاتها العقل السياسي الكردي، وأن مهندسي البيت الكردي ينتمون إلى الغرف المظلمة ..
لقد جرب الحاضن السياسي / التنظيمي الكردي كل أشكال التلون والالتفاف والمواربة، كجزء من إدارة أزماته السياسية والتنظيمية، وعجزه عن مواكبة الركب وتحقيق طموح شارعه، وفق قراءة واقعية وموضوعية للحدث السوري، وانعكاساته على مجمل الاستحقاقات، سواء من جهة التصريح بأنه جزء من الحراك السوري، وبنفس الوقت الحفاظ على المسافة التي تبعده عن شبح الدخول في أطر معارضوية وطنية، أو من جهة العزف على سيمفونية الموقف الكردي الموحد، وهو الذي ينخر في أوصال الوحدة متى ما شاءت الأنانية الحزبية والمصالح الشخصية ذلك .. إلخ، مع أن وقفة بسيطة وسطحية على مفاعيل الحراك الكردي / الحزبي، تدفع بنا إلى استنطاق حقيقة ـ ما تزال تعيش تشوهات التركيبة الأخطبوطية للجسم السياسي المؤطرـ أن ما يتم طبخه في الكواليس الكردية، تهدف بالدرجة الأولى إلى الانفضاض على المتبقي من مقومات ذهنية الرفض والتمرد على سياسة المسخ في قواعد بعض الأطر، وإلا، لماذا تعيد الحركة الحزبية دورة التماهي مع شعارات أكثر براقة، ولها شيء من القدسية، في وجدان من يعيش آفة التشرذم، عند كل هزة أو انكسار، ثم لماذا الهروب نحو التفاعل مع النتائج قفزاً على المسببات، مع أن المعضلة الأساسية تكمن فيها، خاصةً وأن أسباب المآل الكردي تختزل بالدرجة الأساس في شخوص إدارة أزماته، وإن كنا لا نبخس من قيمة باقي العوامل . وما يثير الدهشة أن الأشخاص أنفسهم يتبوءون موقع الصدارة في عمليات البحث عن المخارج، دونما نعيد ترتيب المتشظي من ذاكرتنا، ونقف على أسباب ودوافع الحراك السوري، الذي يتجسد في المقام الأول بالحرية والديمقراطية وتداول السلطة، ونحن أمام لوحة كردية محكمة الخطوط، لا يجوز المساس بها، فالخروج على الشخص الأول في الحزب – سكرتير، أمين عام – يعني حكماً الدخول في عمليات التحضير للجديد من النمط والنموذج، فلا التغيير في الشخص وارد ولا الانقلاب عليه، وإذا ما حصل، فإن هناك توافقات وصفقات واتفاقات من تحت الطاولة، وإن كنا لا نقلل من شأن بعض التجارب الخجولة هنا أو هناك ..
عوداً على بدء نقول؛ أن التوليفات التجميعية، من مجلس كردي وهيئة عليا.. هي إعادة إنتاج لشبيهاتها أيام الهبة الآذارية، وهي من نتاج تلكم الشخوص أنفسهم، الذين لا يكفون عن ترديد الأسطوانات النشاذة بهدف استعطاف الشارع والانقضاض على "إنجازاتهم" هم، وكأن "المنجز" جاء على غفلة من ذاكرتهم، أو أنهم أصحاب رؤى لها القدرة والقوة والإمكانات، في أن تغير من معادلة توازنات السكون، معتمدين في ذلك على تلاشي ملكة الذاكرة لدى متتبعيهم والمنخرطين في حاضنتهم، الذين هللوا لبريق مشروع الاتحاد السياسي حتى قبل قراءتهم لبرنامجه السياسي، بحكم أن الإعلان قد سبق البرنامج، والذين لم يتوقفوا عند أسئلة هي في غاية الأهمية، ومنها؛ كيف لهذه الأحزاب التي تفسخت وانقسمت على ذاتها أكثر من مرة، أن تكون حاملة لمشروع بمقاس ما هو مدعى، ولماذا لم يحاول طرف من أطرافه إن يعيد ترتيب أوراقه المبعثرة والمتناثرة هنا وهناك، تحت مسميات "الحزب"، وكذلك البحث في مرتكزات "القسمة" ومقومات إعادة اللحمة، خاصةً وأن البعض منها قد انشطر في عز المخاض السوري ... ألا ينطبق على قادة "المشروع" مقولة "حاميها حراميها" ..؟
وإذا ما حاولنا الابتعاد قليلاً – ورغماً عنا – عن خنادق الإحباط، وتمسكنا بأذيال الأمل – كوننا محكومون به – وانطلاقاً من الغيرة على الذاكرة التاريخية التي تجمعنا، كان لابد من القول؛ أن مشروعا كهذا، وإذا ما أريد له أن يخطو في الواقع بعض الترجمات، وحتى لا يكون للاستهلاك المحلي، ينبغي أن يبدأ من ترتيب أوراق السياسة الكردية، لأن من يعمل تحت خيمة الهيئة العليا والمجلس الكردي، بتوازناتها وضوابطها واصطفافاتها، لا يمكن أن يضيف ما هو جديد على الحراك السياسي، وكذلك لابد من العمل على تجميع الأرقام المبعثرة تحت المسميات المتشابهة والمزاج التنظيمي المتقارب، وقبل هذا وذاك، تقديم المتنفذين في عمليات الشرخ اعتذارهم للشارع، والتنحي عن المواقع المسؤولة، حتى يكون المشروع الجديد بأيد تهمها مصلحة القضايا الوطنية والقومية . وإلا فإن المسألة برمتها ستكون عبارة عن عملية الهروب نحو الأمام لا أكثر، والتحايل مرة أخرى على مشاعر البسطاء، بهدف التسكين والمزاودات الإعلامية وإعادة إنتاج دورة النخر في المحرمات ..



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الكردي وإرهاصات البحث عن الهوية (*)
- نفير الانبطاح
- للقلب حقيبة سفر ..
- شرفة مفخخة ..
- خلوة
- وسادة ابليس
- حنظلة بروكوست
- زوبعة رمادية
- ترنيمة الصباح
- ضجر الصبيان
- أبجدية حبيبتي
- عشيقة الهوى
- ذات مرة ...
- عشق الشموع
- طفل في المزاد ...
- قيثارة الثعابين
- زهرة ترملت في موسم الياسمين
- ليس للكردي إلا الريح *
- طيور متمردة
- لطفلتي دمعة لم تنفجر ..


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - روني علي - الاتحاد السياسي ... الأمل المفترض