أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ... والمـؤسسات الأكـاديمية العـربية تدعـو إلي التطـبيع















المزيد.....

علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ... والمـؤسسات الأكـاديمية العـربية تدعـو إلي التطـبيع


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إليكم هذا الخبر الغريب..
»ينوي ممثلو مؤسسات أكاديمية كبري في بريطانيا فرض المقاطعة علي مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية التي سترفض شجب أعمال إسرائيل في الأراضي الفلسطينية«.
وقبل أن تتهمني - عزيزي القارئ - بالاثارة أو الفبركة والعياذ بالله أقول لك إن مصدر هذا الخبر - بالنص - هو جريدة »يديعوت أحرونوت« الإسرائيلية، التي نقلت بدورها عن صحيفة »الجارديان« البريطانية قولها إن »فرض المقاطعة علي عدد من المحاضرين الإسرائيليين العاملين في مؤسسات معينة قد تم بالفعل، لكن الخطوة ستتسع لتصبح بمثابة مقاطعة منظمة وغير مسبوقة«.
ومضت »يديعوت أحرونوت« تقول إن اتحاد المحاضرين في الجامعات البريطانية، الذي سينعقد بعد غد الأربعاء الموافق 20 أبريل الجاري، سيناقش ما إذا كان سيتم مقاطعة جامعات »حيفا« و»تل أبيب« والجامعة العبرية في القدس التي يدعي أعضاء في المجلس البريطاني، بأنها تدعم نشاطات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
وجاء في نص القرار الذي سيطرح للتصويت خلال اجتماع المجلس أن المقاطعة ستفرض علي كل المؤسسات الأكاديمية الاسرائيلية، باستثناء تلك التي تعارض السياسة الكولونيالية والعنصرية الاسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية.
وكان المجلس قد ناقش اقتراحاً مماثلا قبل عامين، لكن لم يتم التصديق عليه. وحقيقة أصحاب الاقتراح أن أمامهم فرصة لتمريره هذا العام..
وأعربت سو باكفال ـ المحاضرة في جامعة برمنجهام ومن المبادرين إلي هذه الحملة ـ عن ثقتها بأن هذا الاقتراح سيحظي بالموافقة.
وفي المقابل.. علم أن رئيس مجلس المحاضرين البريطانيين لم يقرر بعد كيف سيتعامل مع الطلب، لكن جهات مقربة منه قالت إنه يفكر بطرح اقتراح مضاد، يقول فيه: »إن حل الصراع في الشرق الأوسط يتم عبر الحوار المفتوح فقط وليس عبر وضع العراقيل«.
انتهي الخبر بالنص الذي أوردته جريدة »يديعوت أحرونوت« الإسرائيلية نقلاً عن »الجارديان البريطانية«.
أما مبعث استغربانا للخبر ذاته.. فله أكثر من سبب.
السبب الأول.. أن صحفنا ووسائل إعلامنا العربية لم تكلف نفسها إعادة نشره، رغم أنها في أغلبها الأعم ليست سوي »إعادة إنتاج« لما تنشره الصحافة الغربية، حيث تتوسع في ترجمة معظم ما تروجه وسائل الإعلام الغربية بما في ذلك ما لا يهمنا من أخبار وموضوعات، وبما في ذلك أيضاً توافه الأمور.
ورغم هذه التبعية الإعلامية تجنبت وسائل إعلامنا إعادة نشر هذا الخبر الذي أوردناه في السطور السابقة، مع أنه مهم جداً، ويهمنا قبل غيرنا بكل تأكيد.
السبب الثاني لاستغرابنا هو مضمون الخبر ذاته.. حيث نجد مؤسسات أكاديمية كبري في بريطانيا تعتزم فرض المقاطعة علي مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية التي ترفض إدانة جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، بينما الأكاديميون العرب ـ أو معظمهم علي الأقل ـ نائمون في العسل، أو قابعون في أبراجهم العاجية بعيداً عن القضايا الوطنية والديموقراطية وهموم الناس الاجتماعية والمعيشية، وغير ذلك من الشئون »الدنيوية«.. وإذا ما طلبت رأيهم في واحدة من هذه الشئون أجابوك بترفع مصطنع: إن هذه ليست وظيفة الأكاديميين والعلماء، أو قالوا لك بتعالم ــ يغيظ ــ إن العلم يجب »تنزيهه« عن الخلافات السياسية، لأن العلم لا وطن له.
لكن لسوء حظ هؤلاء أن زملاءهم البريطانيين هم الذين لقنوهم الدرس البليغ.
فهؤلاء البريطانيين أكاديميون أيضاً، بل لعلهم هم الأكاديميون حقاً وصدقاً، ومع ذلك فان مهنتهم الرفيعة لم تمنعهم من الانشغال بقضايا البشر واتخاذ مواقف أخلاقية إزاءها.
والأهم أن كونهم بريطانيين لم يمنعهم من مناصرة قضية عربية، ولم يقولوا: ما شأننا وشأن الفلسطينيين وصراعهم مع الإسرائيليين.. بل إنهم رأوا أن الأخلاق الأكاديمية تمنعهم من التعامل مع الأكاديميين الإسرائيليين الذين يغضون الطرف علي الجرائم التي تمارسها حكومتهم ضد الشعب الفلسطيني.
والأكثر أهمية أن هذا الموقف الأخلاقي ليس موقفاً مجانياً، لأنه معروف أن اللوبي الصهيوني طويل الذراع وبالغ القوة والتأثير في إنجلترا، وأوروبا عموماً، وأنه يمكن أن يؤذي من يجاهر بمعاداة إسرائيل وسياستها العنصرية، وبالتالي فإن الأكاديمي البريطاني الذي تسول له نفسه مناوأة الصهيونية يكاد يلقي بنفسه إلي التهلكة ويعرض نفسه لخطر جسيم، ومع ذلك فإن هؤلاء الأكاديميين المحترمين تمسكوا باقتراح مقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين المتواطئين، ولم يصبهم اليأس والإحباط بعد أن فشلوا في تمرير هذا الاقتراح ذاته منذ عامين.
السبب الثالث لاستغرابنا.. أن ذلك يحدث في دوائر أكاديمية بريطانية، بينما أصبحت كلمة »المقاطعة« لأي شيء إسرائيلي مثار استهزاء من الكثيرين من العرب »الواقعيين«.. حيث يقول هؤلاء »الواقعيرن« إن فكرة »المقاطعة« أصبحت فكرة بالية تنتمي إلي الماضي الذي يجب دفنه ومواراته التراب من أجل تمهيد الأرض أمام ما يسمي بـ »ثقافة السلام« رغم أن الإسرائيليين لا يردون هذه التحية بمثلها، بل يردون علي هذا الحب العربي من طرف واحد بالمزيد من السياسات التوسعية والعنصرية والاستعمارية الاستيطانية.
حتي لجان المقاطعة التي أنشأتها جامعة الدول العربية بقرارات اتخذت بـ »الإجماع« أصبحت نسياً منسياً، وأصبحت مكاتبها خرائب تصفر فيها الرياح.
السبب الرابع لاستغرابنا.. أن التخلي عن المقاطعة والهرولة إلي التطبيع مع الدولة اليهودية هما مكافأتان لإسرائيل، المنطقي ألا تحصل عليهما إلا كمقابل لدفعها استحقاقات التسوية السلمية للصراع العربي ــ الإسرائيلي.. لكن العجيب أن العرب تكافئ إسرائيل حتي وهي تمعن في التهرب من دفع فاتورة السلام وتصر علي المضي في السبيل الآخر: نعني سبيل تأجيج الصراع والافتئات علي الحقوق العربية المشروعة.
السبب الخامس لاستغرابنا.. أنه في الوقت الذي استماتت فيه الأوساط الأكاديمية ــ وغير الأكاديمية ــ العربية في إسباغ صفات »العقلانية« و»الواقعية« علي سياسات »التطبيع«، تفاجئنا الدوائر الأكاديمية البريطانية المحترمة، وتسكب علي رءوسنا مياها باردة، وتلطمنا علي وجوهنا وجلودنا السميكة باقتراحها تفعيل مقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين المتواطئين، وكأنهم أكثر عروبة منا!
فأين أنت يا حمرة الخجل؟!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية
- إسرائيل تحتل الأرض التى ينسحب منها -التنابلة- العرب .. فى ال ...
- الوطن اكبر من الاقتصاد .. والمواطن ليس مجرد مستهلك
- أحوال أكبر ديمقراطية في العالم
- باب الشمس ) اهم من المكاتب الاعلامية .. ومقررات التاريخ المي ...
- »ملاسنة« بين أصحاب المعالي
- -يد- أبو الغيط.. و-جيب- السادات
- ! شعار البنوك المصرية : حسنة وأنا سيدك
- لمن تدق الأجراس فى بلاد الرافدين؟
- اغرب انتخابات فى التاريخ
- !عـــدلى .. ولينين
- برلمان العرب .. كوميديا سوداء
- ديمقراطية .. خلف القضبان !


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ... والمـؤسسات الأكـاديمية العـربية تدعـو إلي التطـبيع