أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الله خليل - الأحزاب الدينية والحرية وبناء الأوطان














المزيد.....

الأحزاب الدينية والحرية وبناء الأوطان


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتصاعد هذه الأيام وتيرة ادعاء الأحزاب الدينية، بأنها الحل لمشكلات الوطن، وأنها القادرة على درء الخطر، وإنهاء المظالم والفساد، وتحرير الأرض والإنسان، وإشاعة الحرية والديمقراطية، وتثبيت مبدأ تداول السلطة، وحقوق الإنسان، وإقامة مجتمع العدل والمساواة، والفرص المتكافئة!
فهل هي صادقة في ادعائها هذا؟ وهل هي قادرة على تحقيق وعودها؟ وهل يذكر التاريخ – ومثال أفغانستان والسودان ما زال جاثما- حزبا دينيا واحدا بنى وطنا ومجتمعا، بمعنى البناء، ووحد بين أبنائه، ومنحهم حرية الفكر والتفكير، وحق التعبير، وأشاع الديمقراطية، والتزم بحقوق الإنسان، ولم يمارس القمع والإكراه، والإرهاب والاستبداد، لتثبيت حكمه، وتحقيق مآربه ومطامعه في الثروة والسلطة؟
1 - كيف يمكن لهذا الحزب الديني أن يدعي الإيمان بالديمقراطية، ويعد الناس- إن اعتلى سدة الحكم - بالالتزام بها وتطبيقها، مع أن دستوره وعقيدته وفكره وأدبياته تخالف هذا الادعاء. فرجاله وقادته لا يكلون ولا يملون من التكرار والإعلان والتصريح، بمناسبة ودون مناسبة، في الخطب، والدروس التعبوية، والصحف والفضائيات: أن الإنسان خطّاء، وإنه لم يُخلق إلا لعبادة الرحمن الذي خلقه، ولذا فالحكم والحاكمية لله وحده، لا للشعب، ولا يحق بالتالي لهذا الخطّاء أن يقرر أو يختار قوانينه وتشريعاته. والديمقراطية أو حكم الشعب، عمل من أعمال الكفر والزندقة والشيطان، تخالف شرع الله وأوامره وتوصياته، التي قضت بالشورى لا بالديمقراطية، فالحاكم الذي (اختاره الله) يشاور أهل الحل والربط، لا الرعية والعوام. علما بأن الفقهاء ما زالوا مختلفين إن كانت هذه الشورى ملزمة للحاكم أم غير ملزمة.
2 - كيف يمكن لهذا الحزب الديني أن يدعي الالتزام والقبول بتداول السلطة؟ والتاريخ الذي يفاخرون به، ويتباكون عليه، يؤكد دون أي استثناء، أن الحاكم يظل حتى الممات، يحلب (الرعية) ويجز صوفها. يذبحها ويأكل لحومها، ويخضها لأخذ زبدتها وسمنها. يليه في الحلب والجز والذبح والأكل والخض، أحد أخوته أو أبنائه، إن لم ينقلب عليه قبل مماته فيقصيه أو ينفيه.
3 - كيف يمكن لحزب يؤكد دوما، ويدعي أن فرقته هي الوحيدة الناجية، وغيرها كفار في النار؟ أن يقيم حوارا سلميا ديمقراطيا مع أبناء المذاهب والأديان الأخرى في الوطن، وهو يعتبر أتباعها أعداء الله، من أهل النار والكفار والرافضة؟
4 - كيف يمكن لحزب ديني أن يعد الناس بممارسة حريتهم والدفاع عن حقوقهم؟ في الوقت الذي يرفض فيه الاعتراف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتوقيع عليه. بحجة إن ما تنص عليه بعض مواد الإعلان (مادة 16و18) التي تؤكد على حرية التفكير والضمير والدين، وحق المرأة، وحق اختيار العقيدة والتعبير عن الآراء والأفكار، تخالف كما يدعون شرع الله.
5 - كيف يمكن لحزب يحتقر المرأة ويقمعها ويضطهدها، ويرى أن أكثر أهل النار من النساء، وأن القبر خير ستر لها. كل ما فيها عورة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها حتى صوتها. ناقصة عقل ودين. تفسد مع الكلب الأسود والحمار الصلاة. ديتها إن قُتلتْ نصف دية. كيف يمكن لهكذا حزب، يحتقر ويضطهد ويقمع ويعزل ويهمّش نصف المجتمع، أن يبني وطنا ومجتمعا، وينهض به؟
6 - كيف يمكن لحزب ديني يدعي ويتوهم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وأنه الناطق الرسمي باسم الله، والوكيل الحصري لقراراته وتشريعاته، والمدافع عنه ضد أعدائه. أن يحترم ولا يسفّه، آراء الآخرين، ولا يضطهدهم ويكفرهم إن خالفوه الرأي، ثم يذبحهم إن لم يسعفهم الحظ، ويفروا بجلدهم، كما فر الشيخ الأزهري المصلح الدكتور أحمد صبحي منصور، والدكتور نصر حامد أبي زيد.
7 - كيف يمكن لحزب ديني يؤمن بأن الدين هو الرابطة الوحيدة التي تجمع بين الناس مهما اختلفت لغاتهم وأوطانهم وثقافتهم وأعراقهم وقومياتهم وتاريخهم. كيف يمكن لهكذا حزب إن حكم بلدا متعدد المذاهب والأديان، أن يعدل ويساوي بين أبنائه وسكانه؟
8 - كيف يمكن للحزب الذي يقسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الكفر، وفسطاط الإيمان، ويقسم الأرض إلى دارين، دار للحرب يسكنها الكفار، ودار السلم يسكنها الإيمان. ويؤمن بعقيدة الولاء والبراء. الولاء لأتباعه وأبناء ملته، والبراء مما عداهم. ويعتقد اعتقادا جازما، أنه مأمور أن يبقى على قتال ضار مع الناس حتى يؤمنوا بإيمانه ومعتقداته. كيف يمكن لحزب كهذا أن يقيم سلاما وتعاونا واحتراما مع الشعوب والدول، وما أكثرها، تلك التي يراها غير مؤمنة، وأن يحترم تراثها وثقافاتها واختياراتها ورغباتها، ولا يدخل البلاد والعباد في عزلة ونفق وحروب أبدية مع الآخرين، تنفيذا كما يزعم، لأوامر الله و الدين؟
9 - كيف يمكن لحزب يذبح من أراد اعتناق دين غير دينه الذي ولد عليه، ولم يكن له يد في اختياره. أن يدعي السعي والرغبة والقدرة على بناء مجتمع يقوم على الصدق والشفافية، لا الخوف والكذب والتقية والنفاق. واحترام حرية الإنسان، وحقه في الاختيار والانتماء والتعبير؟
10 - كيف يمكن لحزب يعتمد على النقل لا العقل. يمنع الاجتهاد والبحث والنقد والتطوير، ويحرض على أصحاب العقول النيرة والباحثين المبدعين، يكفّرهم ويقتلهم، ويحارب الفكر والفنون وتعدد الثقافات، ويفرض لونا واحدا وفكرا واحدا وثقافة واحدة ورؤية واحدة، أن يطور المجتمع ويدفعه نحو التقدم واللحاق بركب الحضارة الإنسانية؟
11 - كيف يمكن لحزب كهذا، يعلم أتباعه عشق الموت، ورفض الحياة واحتقارها وكرهها، ويدعو الشباب للقتل والانتحار. أن يرفع راية الصداقة والحب والفرح. وأن يهتم بالإنسان، ويحترم مشاعره، ويعتني به، ويسعى للحفاظ على حياته، ويعمل على إسعاده ورفاهيته، وتأمين متطلباته؟



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرعيان يحتقرون المرأة، ويسفحون الملايين تحت قدميها
- الماكينة الإخوانية
- قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه
- التعصب الديني في البلدان العربية
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الله خليل - الأحزاب الدينية والحرية وبناء الأوطان