أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟















المزيد.....

أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 21:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول مثلنا الشعبي " شر البلية ما يضحك " ويتغير شكل البلية ليأخذ بعدا آخر حين تتلفق بعض حروفها وتطلى " بكوزمتك " يراد منة تجميل قبحها المعلن .
وحين تخرج الكلمات من اولئك الذين يجعلون من أنفسهم أربابا للثقافة الرثة يديرون حواراتها المنفعلة بالكلمات ليصل الأمر بهم إلى إصدار الأحكام الجاهزة على شكل حلول بطريقة أفلاطون وعالم المثل تعيد ترميم الديمقراطية المتهرئة التي وصلت إلى محطة الاقتتال الطائفي وحرب الطوائف .
وتركنا جوهر المشكلة ورحنا نضحك على هؤلاء الذين يجعلون من أنفسهم أوصياء على الثقافة نتذكر كلمات " لينين" وهو يذم مثقفي البرجوازية ويصفهم بأنهم متسولين يبيعون أنفسهم من اجل لقمة في مأدبة السلطان .
ويكون الحكم على مثل هذه الكلمات وشخوصها بأنهم لم يقرئوا شيئا من التاريخ والفلسفة وعلم الأديان بتلك الجملة التي ابتدأ بها عبد الحميد الصائح برنامجه " تغطية خاصة " بكلماتة ذات النبرة المتشنجة بتعجبه المفتعل " :-
( كيف لا يقدر هذا الإسلام العظيم الذي وحد العالم .. كيف لا يقدر أن يوحد بين كربلاء والانبار ) .
ولنبدأ مع عبد الحميد الصائح من التاريخ إلى الفلسفة حتى نصل إلى أوليات علم الإحصاء نفكك له تلك الجملة مبتدئين بسنة 36 من التاريخ الهجري وبالمصادر الموثقة .
يقول التاريخ لما سار الإمام علي بن أبي طالب لقتال معاوية لقية احد اليهود ساخرا بالقول " ما أسرع ما اختلفتم بعد بنبيكم "
لكن إمام الحكمة رد علية بجواب مقتضب " نحن اختلفنا ونبينا غائب لكنكم اختلفتم وعبدتم العجل ونبيكم موجود "
وابتدأ تاريخ الاختلاف من تلك اللحظة إلى اليوم بصدع يزيد ولا سبيل إلى رابه مهما حاول المصلحون .
واقتتل المسلمون بأول حرب أهلية ابتدأت بالجمل التي يقول في قتلاها الطبري أنهم بلغوا أكثر من 20 ألف قتيل .
وجاء في الأخبار الطوال للدينوري " أن الحسن بن علي أحصى قتلى المسلمين في هذه الوقعة فبلغوا تسعة ألاف وستمائة وخمسين رجلا "
حتى وصل الأمر إلى صفين وانشقاق أول الفرق السياسية الإسلامية التي ظلمها التاريخ باسم الخوارج .
يروي التاريخ عن الخوارج أنهم لم يورثوا الحكم فانتخبوا زعمائهم بالإجماع . يوزعون المغانم بالتساوي بين أتباعهم بلا فرق بين رئيس ومرؤوس . يصبرون معا على قساوة العيش ومضضة فكانوا أول اشتراكية محاربة بشعارهم القائل " لا حكم إلا الله " لم ينصفهم احد إلا الدكتور زكي نجيب محفوظ بكتابة " الحماسة في شعر العرب " بالقول "أنهم جمعوا الفروسية والدين وكانوا سود الجباة بسب العبادة "
كما يقول شاعرهم :-
"فا قبلت نحو الله واثقا ... وما كربتي غير الله بفارج ِ"
"وأما إذا ماالليل جن فأنهم ... قيام بانواح النساء النواشج ِ"
وكانت النهروان التي قتل فيها جل الخوارج بسيدهم عبد الله بن وهب الراسبي ويذكر ابن الأثير في كتابة الكامل في التاريخ أن الخوارج قد ثاروا أكثر من 12 مرة مابين موقعة النهروان حتى استشهاد الإمام علي واستمر الخوارج بثوراتهم على طول التاريخ الإسلامي .
لندخل في التاريخ الأموي ونبتدئ بالخليفة الثاني وكيف قتلت جيوش يزيد بن أبي سفيان أكثر الصحابة في مأثرة الحرة حتى يروي الطبري ان هذة الجيوش اغتصب جل فتيات المدينة وفضت بكارة ألف عذراء .
ويستمر مسلسل المآثر والاختلاف ليصل الى الحجاج بن يوسف الثقفي الذي يقول فيه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز " لو أتت كل امة بطغاتها واتينا بالحجاج لكفانا "
يقول التاريخ أن الحجاج قتل عبد الله بن الزبير داخل الكعبة وقصف الكعبة بالمنجنيق وصلب عبد الله بن الزبير حتى ذاب جسده في الهواء ومن شدة طغيان الحجاج وهوسه بالقتل أمر أصحابة بدفنه عميقا وفي مكان مجهول عن البقية خوف نبش قبره وحرقة .
وتستمر الكلمات على اقتضابها وقصرها وتدخل في مدار كتاب الطاغية للدكتور إمام عبد الفتاح إمام وهو يدون للطاغية العباسي بالقول :-
" أن عبد الله بن العباس علق أكثر من إلف من الأمويين من ألسنتهم على أبواب دمشق "
وان السفاح العباسي قتل أكثر من سبعين أمويا استأمنوه بعد أن انشده ابن ميمون قصيدة الموت التي يقول في عجزها:-
" واستأصل بالسيف شافه الأنجاس "
فكان فعل السيف رهيبا جدا حتى جلس السفاح فوق الجثث يستلذ بلذائذ الطعام .
و يستمر المشهد الدامي حتى يصل إلى الأخوة الأعداء من أبناء الرشيد وكيف و كيف اقتتلت امة الإسلام ما بينهم .
ولنترك ابن الأثير يروي تفاصيل المأثرة من مجلدة الخامس بأخطائها الإملائية الجمة قال ابن الأثير :-
"" فلما انتصفَ الليل ، فتح الباب ودخل الدار قوم من العجم ، معهم السيوف مسلولة ، فلما راهم قام قائماً وجعل يقول : إنا للة وإنا إلية راجعون ، ذهبت والهل نفسي في .سبيل الها ، أما من مغيث ، أما من أحد من الابناء ، وجاؤوا حتى وقفوا على باب البيت الذي نحن فية ، وجعل بعضهم يصْول لبعض : تقدم ويدفع بعضهم بعضاً ، وأخذ الأمين بيده وسادةً وجعل يقول : ويحكم أنا ابن عمِّ رسول اله، ، أنا ابن هارون، أنا أخو المامون ، الهل الهأ في دمي ، فدخل علية رجل منهم فضربه بالسيف ضربة وقعت في مقدم رأسة ، وضربه الا مين بالوسادة على وجهه ، وأراد أن يأخذ السيف منه ، فصاح :قتلني قتلني ، فدخل منهم جماعة فطعنة واحد منهم بالسيف في خاصرتة ، وركبوه فذبحوه ذبحأ من قفاه ، وأخذوا رأسه ، ومضوا به الى طاهر وتركوا جثته ، فلما كان السحر أخذوا جثته فأدرجوها في جل وحملوء، ، فنصب طاهر الرأس على برج وخرج أهل بغداد للنظر وطاهريقول ؛ هذا رأس المخلوع محمد """"" انتهى
واضطربت بغداد كثيرا في عام 455 للهجرة وتقاتلت الفرق الإسلامية في ما بينها في الشوارع ويقول التاريخ أن الطبري المشهور دفن في بيته حين مات بعد ان طوقت بيته احد الفرق الإسلامية لأنة لم يعتبر إمامها فقيها ورفضت دفنه في المقبرة .
وان استطلنا في التاريخ رغم قلة الحوادث لندخل بعد ذلك في الفلسفة ولنبدى مع الدكتور محمد عابد الجابري وهو يقسم العقل العربي مابين العرفان والبرهان والبيان وكيف انتصر للعقل السني على العقل الشيعي واصفا إياه بأنة عقل غنوصي تملئه الخرافة ":-
" إنما كان الصراع في الفكر العربي بين نظامين معرفيين يؤسس كل منهما أيدلوجيا معينة : النظام البياني والايدولوجيا السنية من جهة والنظام العرفاني والايدولوجيا الشيعية من جهة أخرى "
ويذكر جورج طرابيشي في نقده لنقد العقل العربي إن محمد عابد الجابري ختم على كل من كان شيعيا بأنة مخرفا أو ظلاميا كابن سينا .
ويقول جورج طرابيشي في نقد العقل ردا على ممثل القومية العربية "
" وانطلاقا من تشطيره الثلاثي للعقل العربي أقام بين تجليات هذا العقل مقارنة تفاضلية لا تكافئية فإذا تصور تاريخ هذا العقل على أنة نوع من حرب أهلية دائمة فقد دخل في هذه الحرب طرفا لينتصر لطرف على طرف آخر
فانتصر أيدلوجيا للعقل السني على العقل الشيعي
وانتصر جغرافيا لعقل المغرب على لا عقل المشرق .

ولنترك طرابيشي الجابري ولندخل في مجلة الطريق بعددها الخامس في أكتوبر من عام 2002 الصفحة 52 - 70 تحت صفحة دراسات ومقالات بمقال عنوانه المعتزلة في الطور الأول للكاتب عبد الله خليفة .
يقول الكاتب في الصفحة 62 وهو يروي تفاصيل المناظرة مابين الإمام الشيعي جعفر الصادق وواصل بن عطاء شيخ المعتزلة :-
قال جعفر " أما بعد فان الله قد بعث محمدا بالحق والبينات والنذر والآيات وانزل علية "وأولوا الأرحام أولى ببعض في كتاب الله "
فنحن عتره رسول الله وانك ياواصل قد أتيت بأمر يفرق الكلمة وتطعن بة حتى على الأئمة وأنا ادعوك للتوبة "
فرد واصل " ... فانك ياجعفر قد شغلك حب الدنيا فأصبحت بها كلفا وما أتيناك إلا بدين محمد صلى الله علية وآلة وسلم فان تقبل الحق تسعد بة وان تصدف عنة تبوء بإثمك "
ولنخرج من الفلسفة والتاريخ ولندخل في علم الإحصاء ونأخذ منة النزر اليسير بتقليب موسوعة الدكتور محمد المنعم الحفني الموسومة " موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية " دار الرشيد للطباعة والنشر الطبعة الأولى 1993 ولنبتدئ معه بإحصاء تلك الفرق التي بوبها اعتمادا على الحروف الأبجدية من حرف الإلف حتى الياء وبعملية حسابية بسيطة نجد إن مجموع هذه الفرق يتجاوز ال500 فرقة أدرج فيها المؤلف حتى الأحزاب الدينية التي تحكم اليوم بنفس مسماياتها .
وكل فرقة وحزب يحتج على كل الفرق الأخرى بان نهجه هو الصحيح بينما الآخرون هم الخطأ .
وبعد هذا العرض الموجز جدا بقي لنا أن نقول إن أولئك الذين ينصبون من أنفسهم أربابا للثقافة عليهم بمطالعة أوليات الكتب من اجل تعزيز ثقافاتهم الباهتة المليئة بالفراغات بدل التعالي وإطلاق الكلمات المفتعلة بمنطقهم البسيط الذي ينتمي إلى عالم " اللامعرفه " بكل شي ابتداء بالتاريخ مرورا بالفلسفة إلى ابسط معلومات الإحصاء .
ولنترك "لابن الأثير" في مجلدة الخامس من الصفحى 365 - 401 ينشد ترنيمة الحزن على بغداد المخترقة مابين الفرق المتقاتلة في شوارعها بتلك القصيدة التي تنفي كل اتفاق .

"بكيتُ دماً على بغداذ لما فقدتْ غضارة العيش الأنيق
تبدلنا هموماً من سرور ومن سعة تبدلنا بضيقِ
أصابتنا من الحسّاد عينٌ فأفنت أهلها بالمنجنيقِ
وقوم أحرقوا بالنارِ قسراً ونائحةٍ تنوحُ على غريقِ
وصائحةٍ تنادي وأصباحأ وباكية لفقدان الشقيقِ
وحوراء المدامعِ ذات دذ مضمخة المجاسدِ بالخلوقِ
تفِرُّ من الحريق إلى انتهاب ووالدها يفر إلى الحريقِ""
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحري ...
- ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -
- اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2
- أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
- اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
- النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم ...
- أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
- كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
- لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية ...
- الفقاعة : في ثقافة السلطة العراقية
- مقترح لحل الأزمة الحالية: ربط القضاء العراقي بمنظمة الأمم ال ...
- رأينا تاريخنا ضحكنا فقلنا :- مازلنا نعيش العصر البربري


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟