أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - توفيق أبو شومر - يا مقهوري عمال فلسطين














المزيد.....

يا مقهوري عمال فلسطين


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 08:39
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


هم السواعدُ القوية للوطن، وهم بناته ومصدرُ قوته وعظمته، إنهم ثروته الحقيقية!!
هذا الغزلٌ اللغويٌ يُكرَّر بمناسبة عيد العمال في أول مايو من كل عام، ويمكن أن نقرأه في كثيرٍ من المقالات والصحف وفي بيانات الأحزاب والفصائل الفلسطينية بمناسبة اليوم العالمي للعمال!!
إن عمال فلسطين هم من الفئات المنكوبة في عالم اليوم، وبالتأكيد فإن نكبتهم لا تنبع من ضائقتهم الحياتية فقط، بل تنبع من أنهم ما يزالون يتعرضون للسخرة في أشكال عديدة، وأول أشكال السخرة التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال في الضفة الغربية،وحتى الصامدين في وطنهم منذ عام 1948 هي أنهم يعانون من القهر والبطش، ليس في الحواجز الاحتلالية العسكرية فقط، بل من استغلال أرباب العمل الإسرائيليين لهم ، فما يزال أرباب العمل في إسرائيل يستغلون ظروفهم الحياتية، فيمنحونهم أدنى الأجور،كما أنهم هم الوحيدون في العالم الخاضعون لتعاليم الجيش الإسرائيلي، فالجيش هو رب العمل الرئيس، فهم يمضون ساعات طويلة كل يوم أمام الحواجز العسكرية لتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم، وهذه الساعات لا تحسب ضمن مسيرتهم اليومية، وهم أيضا ممنوعون من استخدام الحافلات المدنية العمومية، ويخشون ركوبها، وقد عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى إرغامهم على ركوب حافلات خاصة بهم، كأبشع ألوان التمييز العنصري، على الرغم من أن كثيرين منهم يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية!!!
كما أن عمال قطاع غزة مقهورون أيضا، عندما يودون فلاحة أرضهم القريبة من سياج الفصل العنصري الذي أقامه جيش الاحتلال على طول غزة، فهم يغامرون ويعرضون حياتهم للخطر عندما يصلون إلى أرضهم عندما تطاردهم رشاشات الاحتلال.
أما عمال الصيد البحري الغزيون فهم يودعون أطفالهم كل صباح، كما قال لي أحدهم: أُقبِّلُ أطفالي كل مساء وهم نائمون!!
فرحلة الصيد مخاطرة قد يكون نهايتها القتل أو السجن أو الاعتقال!!
وعمالُ غزة أيضا يقهرهم مسؤولوهم الفلسطينيون أيضا، فيوقفون مرتباتهم، ويجعلونهم يعيشون حياتهم شهرا بشهر ويوما بيوم، ففي كل شهر نظام جديد لصرف المرتبات والأجور، وقد يفاجأ كثيرُ منهم بأن مرتبه الشهري لم يصل إلى المصرف، فيبدأ مسيرةً قهرية ،قد تستمر شهورا وسنوات لإصلاح خطأ يعتذر عنه المسؤولون في النهاية، ويقولون:
إنه خطأ(غير مقصود)!!
وعمالُ غزة مقهورون ، وهم يُرغمون من قبل مشاريع الدعم الخارجية على مطاردة غبار الشوارع بكنس ترابها من جهة اليمين ووضعه في جهة الشمال،نظير أجرٍ زهيد، ليعود بعد ساعات إلى موضعه السابق، حتى تأتي مجموعة أخرى مدعومة من الدول المانحة لتعيد كنسه مرة أخرى في عملٍ عبثيٍ قهري!!
وعمالُ غزة ومساكينها وعجائزها مرضاها مقهورون، عندما يُرغمون على الاصطفاف أمام المصارف والبنوك ومخازن الغذاء ساعات طويلة للحصول على مخصصاتهم في طوابير من الإذلال والقهر في كل فترة من الفترات!!
وعمال غزة وفلسطين من أكثر دول العالم قهرا وظلما، حينما لا تُحدد ساعاتُ العمل والأجور، بحيث تصل ساعات عمل كثيرين إلى عشر ساعات يوميا، ويتلقون أجرا زهيدا يقل عن أربعة دولارات!!
إن عمال فلسطين ما يزالون يبحثون عمن يُحررهم من السخرة والاضطهاد بعد مرور مائة وسبع عشرة سنة على حادثة هاي ماركت في شيكاغو1886م، عندما تظاهر العمالُ في تلك المدينة وطالبوا بتحديد ساعات العمل القصوى ثماني ساعات فقط، وعندما تدخل الجيش لفض اعتصامهم فجَّر بينهم قنبلة، قتلت عددا منهم ومن الشرطة وأعدم سبعةٌ من زعماء العمال بعد أن أُلصقتْ بهم جريمةُ القنبلة ظلما، غير أن ضابط الشرطة المسؤول اعترف وهو على فراش الموت بأن الشرطة هي التي فجرت القنبلة، وبرَّأت المحكمةُ الضحايا بعد إعدامهم بأحدى عشرة سنة، وصار أول مايو 1897م عيدا للعمال!!
فمتى يأتي عيد حرية العمال الفلسطينيين؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة ألقاب الفخامة العربية
- ازدهار الخرافات في عصر التكنلوجيات
- هل نحن أعشاب بشرية؟
- مستقبل الشعب اليهودي
- ربيع رجال القانون في مصر
- اعترافات شاليت الأبله معشوق إسرائيل
- من يزرع عنصرية يجن كرها
- أقلام الجنك مايند
- أوباما وحجارة سجيل إسرائيل
- طوبى للجراد والمكرونة والفول
- صراع حزبي على وزارة التعليم
- مبروك حكومة المستوطنين الجديدة
- كمبيوتر الضحية صار ملكا لك
- عصر المعلومات لا الطائرات والغواصات
- قصص نساء نجسات
- شعوب التربل إكس لارج
- هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟
- ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟


المزيد.....




- متظاهرون يغلقون مدخل وزارة التجارة وسط لندن احتجاجا على حرب ...
- “Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202 ...
- 100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا ...
- عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي ...
- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للجنة الحقوق والحريات في نقابة الم ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - توفيق أبو شومر - يا مقهوري عمال فلسطين