جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 21:09
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
هل هناك بارد في الحار؟ 1
لقد وصلت كرتنا الارضية وعالمها فعلا الى درحة الغليان و بدأ البخار يتصاعد و يصل الى عتبة الباب - انظمة تموت و انظمة تولد او انظمة تتزوج وتختلط الديموقراطية مع الدكتاتورية و الرأسمالية مع الاشتراكية و يتزوج الافريقي الاسود من الشقراء البيضاء اي انك لا تعرف من هو الفرنسي في فريق كرة القدم اليوم. لقد وصلنا الى الزمن الذي تحول فيه البائع الى المشتري و المشتري الى البائع على الايبي Ebay و الامزون و رأينا كيف اصبح شخص نصف اسود رئيسا للولايات المتحدة الامريكية و امرأة مستشارة المانية لاول مرة.
مات الاتحاد السوفيتي و ظهر الاتحاد الاوربي و الصين و روسيا و الهند و البرازيل و من ناحية بدأت الناس تنفصل عن بعضها لتظهر دول جديدة صغيرة الى الوجود بعد تقسيم يوغسلافيا القديمة و السودان و غيرها و هناك قائمة اخرى بدول مرشحة للتقسيم و من ناحية اخرى تتحد الناس من مختلف انحاء العالم عن طريق الفيسبوك و المسنجر بعد وصولنا الى الانتريت و الهاتف النقال و بدأت المدونات و مواقع الانترنيت الحرة تنافس الصحافة المحتكرة و اختفى الفرق بين الكتاب و القراء و بدأت المكتبات تفرغ من الكتب بسبب ظهور الكتب الرقمية و ترجف من خوف الانقراض او تختفي من الوجود و حولنا اليوتوب الى المشاهد و الممثل و المخرج في آن واحد.
تحولات اقتصادية سياسية تقنية هائلة وصلت الى ما يسمى بالعالم العربي في الربيع او الخريف ليسطر الشيعي و السني الاسلامي على مقاليد الحكم ببركة امريكا و الفيسبوك بعد القضاء على الدكتاتوريات و ابنائها التي حولت حياتنا الى جحيم لفترة طويلة من الزمن وفي هذا الغليان و الهيجان و التغيرات السياسية و الاقتصادية و التكنولوجية الهائلة نسينا حتى انفسنا لنسأل السؤال البسيط الاتي: ما هو الذي سيبقى في هذا الفناء؟ هل الذي سيبقى هو وجه ربك الجلال و الاكرام ام الفن ام الذاكرة ام ..؟ هل هناك فعلا بارد في الحار؟
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟