أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حمودة إسماعيلي - صراع الوجه مع البثور















المزيد.....

صراع الوجه مع البثور


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 21:08
المحور: الطب , والعلوم
    


إن الحُسن الفطري وحده هو الذي يبهرنا في الوجه بخلاف بقية الأعضاء حيث ينوب عنه رونق اللباس
¤ لوكيوس أبوليوس

نظرا للقيمة الكبيرة الممنوحة للوجه في الحياة المجتمعية، فإن أي ضرر أو سوء يلحق به يؤثر على الإنسان. فإن كان من المعلوم أن الضرر لا يؤثر على صحته فإنه يؤثر على نفسيته، بل ويؤثر بشكل سلبي. أكان زوال اللون كالبرص والبهاق، جروح وندب متخلّفة عن حوادث، أو حب شباب وهو ما يهمّنا هنا لأنه الأمر الأكثر انتشارا من سواه. فرغم العديد من الكتابات والبرامج التلفزية التي تناولت مشكلة البثور على الوجه، إلا أنه ظل أمرا غير واضحا يلفه الكثير من الغموض، زيادة عن عدم تقديم تفسير واضح أو علاج فعال.

عند مرحلة البلوغ والتّغير الهرموني الذي يعرفه الإنسان حتى يصبح جسده قادرا على القيام بوظيفة النسل، يتم افراز الاندروجينات من الغدد الكظرية والتناسلية والتي تساهم في زيادة حجم الغدد الدهنية(زيادة على وظائف أخرى)، وهذه الأخيرة ملتصقة بجريبات شعرية موجودة تحت سطح الجلد. يمكن أن نتخيلها ككيس صغير موجود خلف البشرة، فتقوم الغدة الملتصقة به بسكب الزهم(سائل دهني) ليصعد هذا الزهم لسطح البشرة لترطيبها حتى لاتجف، ويصعد عن طريق شعرة متخفية تحت سطح الجلد(موجودة داخل الكيس) ليخرج من المسام وهي الثقوب الصغيرة في الوجه. دون أن ننسى أنه يمر بطبقات الجلد ليطرد معه الخلايا المبطّنة الميّتة، هذه المادة التي تطفو على سطح المسامات تتفاعل مع الأكسجين فتتحول لِلون أسود بسبب عملية التأكسد وهي ما يسمى بالرؤوس السوداء والتي تظهر بوضوح على سطح الأنف وجانبيه بسبب توسّع المسامات هناك، زيادة على أن هذه المادة تمتزج بالأملاح المتبقية من تبخّر العرق، والغبار إن لم نقل مستحضرات التجميل والكريمات التي تحتوي على نسب من الدهون. ما يشكل خليطا متماسكا لغلق المسام.

وحينما تُغلق المسام، مع العلم أن الغدد تستمر في افراز الزهم الذي لايجد مفرا للخروج، فيتراكم في ذلك الكيس زيادة على الخلايا الميتة، فينتفخ الكيس كالبالون ويدفع طبقات الجلد، فتظهر حبة صغيرة وتبدأ بالتضخم لأن الجسم يدفع بالوسط البكتيري لإخراجه من الجسد، يمكن أن نوضح ذلك لدى من تنكسر شوكة صغيرة في جلده فتظل قطعة منها داخله. لكن الجسم بفضل جهازه المناعي يقوم بمحاصرة الجسم الغريب، فتنمو بثرة في مكان الشوكة وذلك بسبب تدخل المناعة ومحاربتها للبكتيريا التي ادخلها الجسم الغريب، فالبثرة هنا ليست سوى الوسط الذي يحاول الجسم اخراجه(قد نرى تكوّن بثرة حول قِرط في الوجه أحيانا)، فيظهر رأس الشوكة بعد أيام ويخرج من وسط هذه البثرة(كخروج غُرز الجراحة)، كما يظهر زر أصفر في حبوب الشباب وهو القيح الذي نتج بسبب اختلاط الخلايا البيضاء الميتة مع باقي المكونات. وغالبا مايتدخل الشخص هنا لتفريغ الحبوب وعصرها، وبما أن سطح البثرة جد حساس فإنه يتسبب في جعلها ندبة ستتحول إلى اللون الأسود إن تعرضت لأشعة الشمس وقد تترك حفرة صغيرة أحيانا إن كانت البثرة كبيرة بعض الشيء. فالبثرة هنا صارت لاتختلف عن الجرح كثيرا. فلو تُركت سيجف القيح وتسقط البثرة لوحدها أو نتيجة احتكاكها بسطح ما، ويمكن أن تظهر بعض القشور مكان البثرة، إنما هذا مجرد تغيّر وتجدد سطح الجلد.

اذا نام شخص واستيقظ فوجد ثلاث حبات على وجهه، وتم اخباره انها بسبب لدغة ناموسة، فإنه سيتركها لعلمه بأنها ستختفي في اقل من 24 ساعة. لكن ان لم يخبره احد بذلك، سيجتهد بدهن جميع الكريمات التي يجدها ولايعرف أصلا عن مكوناتها شيئا لاعتقاده بأنها حب شباب، بل حتى لو كانت كذلك فإنها لاتتجاوز 3 أيام رغم أن من معارفنا من يتشبث بأنها تستمر لأكثر من أسبوع، إلا أن للجسم البشري قدرة عجيبة على تدارك الاختلالات وسرعة في ترميمها، فلا يحتاج لمساعدة إلا إذا عجز أو صعب عليه التغلب على نوع بكتيري. لكن تدخل المعني هنا بعصر الحبوب وجرحها أو توفير جو مناسب لتكاثرها بدهن كريمات غريبة، ما يعيق الجسم من التخلص منها بسرعة. فكيف يتم تفسير عملية وضع مستحضر على الوجه، مايمثل قناعا والخروج للتجوال به لأكثر من ستة ساعات زيادة عن الغبار والتعرق طوال تلك المدة ؟ هذا إن لم نقل أنه قد ينام بقناعه ! . فهنا لايجب أن تنمو البثور بل يجب أن تظهر أهرامات مصرية. فحتى بالنسبة للكريمات المنظفة للجلد كدواء البهاق وما سواه، فصِحياً يجب ألا تتجاوز دقيقتين أو ثلاث على سطح البشرة.

قد بيّنا أن سبب البثور هو انسداد المسامات أو دخول جسم غريب كاللعاب الذي تتركه الناموسة بعد اللدغ، والذي يساعدها في ايقاف تخثر الدم حتى يسهل امتصاصه، وللعلم هي تحتاجه لوضع البيض وليس للتغذية لأنها تتغدى على الأزهار. وكما سبق فإن هذا اللعاب كجسم بكتيري غريب، يتدخل الجهاز المناعي لإخراجه وإثر ذلك تحدث الحكة والإلتهاب أو الاحمرار الذي يصاحب البثرة(بأنواعها). أما عن أن نوع من المأكولات يتسبب في ظهورها، فكذلك مشاهدة فيلم توايلايت قد تساهم في ذلك ! .
بعض أطباء "الجلد" يُرجعون سبب ظهورها للتوتر والانفعال، فيبرهنون بذلك أن ذكاءهم يأتي بعد ذكاء الغِربان، لأن السبب قد يكون عقدة أوديب أو إلكترا !!! . وهذه هي أغلب إجابات المشتغلين بالطب العام، الذين يرجعون سبب أغلب الأمراض للتوتر والانفعال عند عجزهم عن إيجاد تفسير واضح، أو يبعثونك للمختص إن كانت الحالة صعبة عنهم، فلا تختلف مهنتهم عن مهنة سكرتيرة غير أنهم يرتدون يوميا "فستان أبيض" ويمتلكون بعض الأجهزة التي لايعرفون من اخترعها. أما عن أن لمس البثرة يزيد من حجمها أو يُهيجها كأنها ثدي مُراهقة أو قضيب ذكري ! . فما يحدث هو ان جلد البثرة حساس يزداد احمرارا لدى لمسها، بل يسهل جرحها أو خدشها إثر دفعها أو محاولة تفريغها (كما ذكرنا) للتتحول لندبة، فهي تكبر دون حاجة للمسها لأن الكيس(البصيلة) لازال ينتفخ بسبب الافرازات الدهنية التي لا تُصرّف.

إن النصح بأن هناك مستحضرات تخلصك منها، فهذا ما لم يتبث فعليا. فهناك مالا يحصى من الكريمات الذي يدّعي أصحابها أنها كذلك، وهذا مادفع بالكثير من المنتديات والمجلات النسائية لاختراع وصفات طبيعية كدهن الخضار والفواكه أو حتى الحساء والزبادي، والتبخير بسوائل وأعشاب سحرية أو أكل عقاقير أو مستحاثات وما شابه ذلك من تراهات ! ، هذا لأنها مختصة في نشر أروع تفاهات العالم. فما الفرق هنا بين من يجرّب هذه الأمور على وجهك وبين من يتبوّل عليه ؟!
فمما سبق نعلم أن سبب البثور هو انسداد المسام، لدى يجب على الشخص أن يعمل على تنظيفها وعدم السماح للمواد المتجمعة على سطح الجلد بإغلاقها، وذلك بمسح الوجه عدة مرات في اليوم بالماء فقط، دون حاجة لكريمات أو زيوتات أو حتى صابون. فالماء كاف لتنظيف الوجه وجعل البشرة نظرة، أفضل من مساحيق باهضة الثمن تحولها لبشرة بهلوان، فحتى واقي الشمس الذي يضعه الإنسان مُدّعيا أنه لحماية بشرته، إنما يضعه حتى يظل أبيضا كالشبح وكأنه سيتقاضى راتبا شهريا إن ظلت بشرته بيضاء ! . فالجلد تلقائيا يميل للسمرة نتيجة تعرضه لأشعة الشمس باستمرار، حتى يحمي البشرة من الضرر. وهذا هو سبب الفرق بين ألوان البشر، فإثر عوامل البيئة المتواجدين بها ونسبة الأشعة الفوق البنفسجية التي يتعرضون لها يتغير لون الجلد، وينتقل كذلك وراثيا عبر الأجيال نتيجة الزمن وعوامل التطور.

قد يتساءل شخص ما هنا بأن هناك من لا يقومون بغسل أو مسح وجوههم بالماء (المتسولين والمشردين) ومع ذلك لا تظهر البثور علي وجوههم ؟ ، نقول أن مثل هذه النوعية لاتستعمل مستحضرات كيماوية زيادة على أن أغلب من تراهم يكونون كبار في السن مايعني أن البشرة جافة بسبب نقص إفراز الدهون. ولا يجب أن ننسى أن البثور تظهر لدى كل شخص كحبة هنا أو هناك بفترات متباعدة قد لا تبدو للعيان أو تختفي بسرعة، فما يلفت الانتباه هي كثرتها وتجمعها أو تحوّلها لقشور وندب، بل حتى المشاهير تنبث لهم بثور غير أنهم يخفونها بالبودرة كما يفعل الجميع، زيادة على أنهم يظهرون في التلفاز تحت أضواء ساطعة تخفي عيوب الوجه. بل تظهر حتى لدى الأطفال رغم أنه امر نادر إلا أنه وبعد البلوغ كما قلنا تكثر على مستوى الوجه والصدر والظهر والردفين أوفي الجوانب الداخلية للفخدين، لكن الوجه هو أكثر ما يُهم، لأنه بطاقة تعريف ليقبلنا الآخر، وبالأخص بالنسبة للأنثى والتي تظل عاجزة عن البوح :

"أحبني كما أنا بلا مساحيق .. ولا طلاء
أحبني بسيطة ، عفوية.. كما تحب الزهر في الحقول ، والنجوم في السماء..
أحبني لذاتي . وليس للكحل الذي يمطر في العينين
وليس للورد الذي يلون الخدين ..
أحبني .. بوجهي الضاحك ، أو بوجهي الحزين..
أحبني .. حضارة ، وقيمة ، وموقفاً
أحبني .. شريكة في الرأي والتفكير ..
لا دمية من ورق ..أو حبة من عنب تؤكل في السرير"(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :

1 : نزار قباني - قصيدة هل أنت حقا تعرف النساء ؟



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل والعلاقات الغير شرعية
- تشريح الكراهية
- الحسد اللاشعوري
- التطرف كمرض نفسي
- التعري.. احتجاج أم دعوة جنسية ؟
- كشف حيلة المستغل
- الجنون الجماعي الحديث
- الحيض بين الطب والدين
- لما النساء تكره العاهرات ؟
- سيكولوجية الحب : الذل كشرط
- عقدة لوقيوس والنرجسية
- عقدة لوقيوس أو اللوقيوسية
- تحليل نفسي للصوص المقالات والنصوص
- سيكولوجية الخيانة : تحليل لدور الضحية
- سيكولوجية تدمير المرأة
- الكوتش أو المُخدر اللغوي العصبي
- سر العين الثالثة
- سيكولوجية البيدوفيلي أو المتحرش جنسيا بالأطفال
- الباراسيكولوجي أو الهلوسة باسم العلم
- سيكولوجية الجيغولو أو دعارة الرجال


المزيد.....




- مزرعة ضخمة في صحراء دبي ستُنتج 3 ملايين كيلوغرام من الطعام س ...
- الإصبع المدوحس.. اعرف كيف تصاب به وطرق علاجه فى المنزل
- آبل تتفاوض مع غوغل لإدخال Gemini لهواتف آيفون
- “تليفونك هيبقى طلقة”.. كيفية إعادة ضبط المصنع لهاتف أندرويد ...
- لو بتعانى من عدم تحمل اللاكتوز.. 5 فوائد لاستبعاد منتجات الأ ...
- ما الفوائد الصحية للعب الأطفال في الهواء الطلق؟
- لو بتعانى من السمنة.. نصائح تساعدك قبل التخطيط للحمل
- العب واتسلي .. تحميل لعبة جراند ثيفت أوتو 5 للأندرويد والأيف ...
- أطعمة نباتية تحتوى على البروتين.. أبرزها فول الصويا
- تردد قناة كراميش للأطفال الجديد على القمر الصناعي نايل سات ب ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حمودة إسماعيلي - صراع الوجه مع البثور