أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة














المزيد.....

حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حياة حرّة من قيود الدين...[2]
--------------------------------------
● المعنى، السعادة، والحقيقة
حياة ذات معنى قد لا تكون حياةً سعيدةً دائماً. تصوّر عزيزي القارئ قصّة فيكتور فرانكل، الطبيب النفساني ومؤلّف كتاب ((بحث الإنسان عن المعنى)). فقد وجد معنى حياته خلال تجربته المريعة والمرعبة عندما كان معتقلاً في إحدى معسكرات الاعتقال النازية. بسبب تجربته التي مرّ بها جزئياً قام بتطوير نوع من التحليل النفسي logotherapy كان يقوم أساساً على أولوية البحث عن معنى في حياة الإنسان. ومع ذلك لم تكن حياته في معسكر الاعتقال سعيدة بأي شكل من الأشكال. فإذا لم تكن الحياة ذات المعنى حياةً سعيدةً دائماً، عندئذٍ يمكننا القول أنّ الحياة السعيدة ليست دائماً حياة ذات معنى. فنحن نادراً ما نحكم على حياة تتخلّلها الثروة والترف واللذّات الطائشة بأنّها حياة ذات معنى.
المعنى هو الشيء الذي يهمّنا أكثر من أي شيء في النهاية. لكن إذا كان بإمكاننا أن نكون سعداء أيضاً، عندها سيكون ذلك أمراً في غاية الروعة. لكن لا يوجد هناك ضمان أكيد بأنّ السعادة والمعنى يمكن أن يوجدا معاً.
إنّ عدم وجود صلة ضرورية مباشرة بين المعنى والسعادة هي حقيقة لها وجه آخر. فقط لأنّ شخصاً ما غير سعيد، ومكتئب، ويائس من حياته، فهذا لا يعني أنّ حياته بلا معنى. فتعاسته هي دليل واضح أنّ هناك شيئاً ما غير صحيح أو خاطئ إمّا في حياته أو في طريقة تفكيره. إلا أنّ شعوره بالتعاسة والبؤس لا يدلّ بأي شكل من الأشكال منطقياً أنّ حياته تفتقر للمعنى.
شخص ما مكتئب بشكلٍ سيء عملياً سيرى حياته وعالمه مليئين بالحزن والكآبة، ويفتقران للمعنى والغاية. إلا أنّ مزاجه هذا قد يكون نتيجة خلل في التوازن الهرموني في المستقبلات العصبية بدماغه ويمكن مساعدته من خلال أدوية معيّنة. لذا لا ينبغي أن نستنتج من خلال اختلال مزاجه الدليل على أنّ الحياة خالية معنى، كما لا يمكننا أن نستنتج من حالة رجل عجوز ضعيف السمع بسبب كبر سنه يقول أنّ الطيور لم تعد تزقزق لأنّه لم يعد يسمعها دليلاً على عدم وجود العصافير. بنفس الشكل، الفتاة التي تعاني من خلل ازدواجية المزاج، وقد وصلت إلى المرحلة الهوسية منه، ستغتبط بحياتها، وستجد العالم رائعاً وممتعاً. مرةً أخرى، لا ينبغي أن نستدلّ من حالتها أنّ حياتها ذات معنى وتسير على أحين ما يرام.
إنّ المعنى من حياتنا لا يقتصر فقط على حالتنا العقلية. في الحقيقة الشخص الذي وصل مرحلة غير قابلة للعلاج من الكآبة قد يفضّل التلاشي والاختفاء من هذا العالم وأنّه لم يولد قط. بأيّة حال، هذه الحالة ستكون متطرّفة للغاية، حيث ستغطّي الكآبة جميع النواحي الجيدة والمميزة في الحياة. إنّ الأحكام حول المعنى عبارة عن أحكام حول ما إذا كانت أفعالنا ونشاطاتنا في العالم الذي نعيش فيه ذات جدوى أوقيمة. لا تنحصر المسألة على كيفية شعورنا، حيث أنّ العمليات الكيميائية داخل أدمغتنا وصحتنا النفسية قد جميعها قد تعمل على تشويش مشاعرنا ولخبطتها.
تماماً كما يؤثر مزاجنا الكئيب أو المكتئب على أحكامنا التي نطلقها حول المعنى، فإنّ أحكامنا غير الدقيقة والخاطئة حول المعنى قد تؤثّر على مزاجنا. إنّ أكثر أساليب العلاج النفسي نجاحاً ورواجاً تقوم على أساس فكرة أنّ الاكتئاب و القلق وأشكال أخرى من اضطرابات المزاج هي _على نحو مهم_ سببها نظرة الناس السلبية تجاه ذواتهم، عالمهم، ومستقبلهم. بالنسبة لبعض الناس، هذه الاختلالات الإدراكية ستتضمّن نظرات فلسفية خاطئة ومغلوطة بشأن معنى الحياة. هؤلاء الناس قد يرون أنّ الابتعاد عن وجهات النظر الخاطئة والمغلوطة عن معنى الحياة قد يساعد على تحسين مزاجهم.
عندما نطرح السؤال التالي: ((ما معنى الحياة؟)) فنحن نتوقع أن نسمع جواباً صحيحاً وحقيقياً. كما أنّنا نأمل أنّ فهم الجواب واستيعابه من قبلنا سيُحدِث فرقاً في حياتنا، نحن نأمل أن يجعلنا ذلك نشعر بشكل أفضل حيال حياتنا، شعور أقل كآبةً وأكثر سعادةً. ومع ذلك، هناك فرق شاسع ما بين سؤالنا هذا وحالتنا الشعورية التي نمرّ. فنحن لا نجيب عن سؤالنا فقط من خلال إحساسنا بمشاعر معيّنة، فجلّ ما نفعله عندها هو أنّنا نخفّف من إلحاحه. إنّ الجواب على هذا السؤال ليس مسألة سيكولوجية فحسب، بل فلسفية أيضاً.
لكن هذا لا يعني أنّ المشاعر غير مهمّة هنا. ومع أنّه من المهم لنا أن نفهم الجواب بشكل صحيح، فإنّه يبقى مهماً بالنسبة لنا. إذ لا يكفي أن تكون حياتنا ذات معنى ضمن سياق موضوعي أو عام. إنّما من المهم أن يكون لحياتنا معنى بالنسبة لنا أيضا. فالجواب الجيد والمناسب لسؤالنا يجب أن يكون شيئاً يهمّنا ومتعلّق بنا، شيء ما معيّن يشغلنا على المستوى العاطفي.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة
- مأزق المؤمن: الكوارث الطبيعية
- خمسون وهماً للإيمان بالله [13]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [12]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [11]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [10]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [9]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [8]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [7]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [6]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [5]
- الفرق ما بين الثرى والثريا (الإمّعات والآلهة)
- خمسون وهماً للإيمان بالله [4]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [3]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [2]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [1]
- الله والعلم (2/2)
- الله والعلم (1/2)
- الله والإلحاد
- اختلافات التجربة الإلحادية: بول كليتيور


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة