أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - إيمان أحمد ونوس - في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات















المزيد.....

في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 11:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    




خلال عامين ونيّف من عمر الأزمة السورية لاقت النساء السوريات على اختلاف شرائحهن وانتماءاتهن مختلف أنواع المتاعب والمصاعب على كافة المستويات الاجتماعية منها والاقتصادية و.. الخ، ذلك أن المرأة في كل المجتمعات، وعلى مرّ العصور تبقى المتضرر الأكبر، ودافع الضرائب الأول في المتغيّرات التي تطال المجتمع سياسية كانت أم اقتصادية أم سواها، فكيف إذا كانت هذه المتغيّرات على شكل أزمة مسلّحة طالت البشر والحجر والهواء في البلاد، ولم تُخلّف غير الكوارث الإنسانية التي جعلت من الحياة اليومية هموماً لا تُطاق، وأحمالاً تنوء بها الجبال..؟
وفي ظل تلك الكوارث، كانت المرأة السورية وما زالت الحامل الأول لكل أنواع المعاناة في الأسرة والمجتمع من حيث هي المستشعر الأساسي والأهم لجميع تلك الأزمات والرضوض التي نالت من استقرار الأسرة والدولة والمجتمع.
كل هذا استدعى ويستدعي من المرأة عموماً والعاملة بشكل خاص نضالات لا تنتهي ابتداءً من تأمين لقمة العيش وليس انتهاءً برفض التمييز ضدّها في المجتمع والقوانين والشرائع التي لا ترى فيها سوى كائناً(لا إنساناً) بمرتبة أدنى تابعاً الرجل، وأداة لمتعته ووعاءً لإنجاب نسله على مختلف العصور.
ففي القطاع الخاص تكون المرأة العاملة الضحية الأولى في تشريعات العمل عندما يفكر أرباب العمل بتخفيض الأجور، حيث يكون لها النصيب الأكبر من هذا التخفيض، أو إذا ما تمّ التفكير بتقليص اليد العاملة تحديداً في الظروف الراهنة، تكون المسرّحة أولاً وقبل الرجل على اعتبار أنها امرأة لا تحمل أعباءً مثلما يحمل الرجال، رغم أنها قد تكون معيلة وحيدة لأسرة كبيرة، أو قد تكون أمّاً أرملة أو مطلقة عليها إعالة أبنائها مهما كان حجم التحديات.
فعندما تُستهدف في الأجر أو التسريح، تضيع في ظل هذا الوضع الكثير من حقوقها المادية والمعنوية التي استوجبها قانون العمل رقم/17/ لعام/2010/ (والذي حابى أرباب العمل على حساب العمال) من مثل إجازة الأمومة، حيث تضمّن هذا القانون وجوب منح العاملة في القطاع الخاص إجازة أمومة مدفوعة الأجر مثلاً، غير أن الواقع العملي يكون مخالفاً لذلك، حيث تُفصل الكثير من العاملات قبل موعد الولادة من أجل التهرّب من منحهن إجازة أمومة مأجورة، وفي أفضل الأحوال ربما تكون إجازة بلا أجر يُسمح بعدها للعاملة بالعودة إلى العمل مجدداً ودون تعويضات، طبعاً كل هذا خارج مظلة الحماية التأمينية بسبب تهرّب أرباب العمل من تسجيل الكثير من عمّالهم وعاملاتهم في التأمينات الاجتماعية، ناهيك عن ظروف وطبيعة العمل القاسية التي تعيشها المرأة في هذا القطاع.
لذا تجد أولئك العاملات عرضةً لبطالة قاتلة تدفع الكثير منهن للبحث عن شتى أنواع العمل مهما كانت وضيعة- إن وُجدت طبعاً- المهم أن تؤمّن المرأة لقمة عيشها وأسرتها، وربما تدفع بالبعض منهن لممارسة أعمال مخالفة للقيم الأخلاقية والاجتماعية، وبالتالي يُصبحن عرضة ًلتشويه السمعة إن لم يكنّ عرضةً للقتل بداعي الشرف.
أما في القطاع العام- الحكومي، والذي يُعتبر في أسوأ حالاته أكثر ضماناً وحماية للمرأة منه في القطاع الخاص، نجد أن العاملة فيه مشتتة ما بين الواجب الوظيفي وضرورة التقيّد الشديد بساعات العمل الذي فرضته مؤخراً تعاميم رئاسة الوزراء دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني الذي تعيشه معظم المناطق، ولا وضع النقل وأزماته ما بين البيت والعمل في ظل إلغاء وسائط النقل الجماعي الحكومية لاسيما للريف بعد تعرّض بعضها للحرق أو الخطف، لتكون تلك العاملة في كثير من الأحيان عرضةً للعقوبات إن لم يكن للتسريح بسبب التأخير المتكرر أو التغيّب المتواصل عن العمل، ما يدفع بالكثيرات لطلب إجازة بلا أجر تزداد معها المعاناة الاقتصادية، لاسيما إذا ما علمنا أن العديد من أسر العاملات تعتاش على رواتبهن فقط.
طبعاً ناهيك علن الوضع الاجتماعي- التربوي الذي تُعانيه المرأة العاملة(في القطاعين معاً) كأم ينتظرها أطفالها إن لم يكن عند أحد الأقارب أو الجيران، فحكماً سيكونون في الشارع، فلنتخيّل هذا الوضع التربوي- النفسي المأساوي للطرفين( الأم والأولاد) طبعاً كل هذا مترافقاً مع كون تلك العاملة في غالب الأحيان زوجة تنتظرها مهام تقليدية أزلية في البيت، لتغدو بعد كل هذه الرحلة الشّاقّة كائناً مشتتاً خائر القوى، تتملكه المتاعب والإرهاق الذي يُفضي في كثير من الأحيان إلى جملة من الأمراض الجسدية والنفسية ليس أقلّها الاكتئاب والشعور بالخيبة وربما النفور حتى من أمومتها وأنوثتها.
يُضاف إلى مجمل هذا الوضع نزوح بعض أولئك العاملات من مناطق سكناهن، أو تهدّم منازلهن التي استنزفت جهد السنين لينتهي بهن المطاف إلى الاستئجار الذي حلّقت تكاليفه فبات من ضرب الخيال أن تجد بيتاً لا يستنزف الراتب بمجمله إن لم يكن أكثر، في ظل فقدان الكثيرات منهن لأبنائهن أو أزواجهن أو إخوتهن إن كان موتاً أو سواه، ما يُضاعف من معاناتهن مادياً ومعنوياً، ويزيد من أعبائهن العملية والنفسية والتي تُرهق كاهلهن وتُقوّض كل إمكاناتهن التي من المفترض استغلالها في قضايا أخرى أكثر جدوىً وفاعلية على المستوى الشخصي أو العام.
لذا ترى تلك العاملة البائسة كنحلة دؤوب في ظلّ واقع اقتصادي يفرض حضوره بقوة غاشمة لا ترحم، قوة حيتان السوق وتجّار الأزمات الذين كدّسوا ومازالوا أموالهم من عرق وجوع معظم شرائح المجتمع، وتلاشي الرقابة الحكومية التي من المفترض أن تكون فاعلة في هذا الوقت العصيب أكثر من أيّ وقت آخر، ما جعل تأمين الاحتياجات الضرورية خاضع للتكثيف الشديد، وإلغاء حتى بعض الضروري مع شدّ أحزمة التقشّف التي كادت أن تنقطع لتنقطع معها كل سبلٍ ممكنة للعيش بأدنى المستويات والمتطلبات، دون مراعاة بطونٍ كادت أن تكون خاوية.. وأفواه باتت مفتوحة للهواء فقط. والمرأة بشكل عام تقف حائرة جاهدة كي توازن ما بين المتاح من بضع ليرات فقدت قيمتها في ظل انخفاض قيمة العملة الوطنية، وما بين الاحتياجات الواجب تلبيتها أو الاستغناء عنها، ناهيك عن ضرورة تأمين العلاج والأدوية الضرورية إما للأبوين أو للأولاد والتي بات وجودها أو تأمينها ضرباً من المُحال ليس فقط بسبب العقوبات المفروضة من الغرب الاستعماري، وإنما أيضاً بفعل الواقع الذي أوجدته الأزمة السياسية المسلحة التي انهار بفعلها القطاع الصناعي ومن ضمنه معامل الأدوية التي إن بقي منها شيء توجد صعوبة في عملية النقل والتسويق بسبب الوضع الأمني المتردي على الطرقات وبين المدن والأسواق، وأيضاً بفعل ارتفاع تكاليف النقل جرّاء ندرة وغلاء المحروقات.
فهل يمكننا بعد كل ما ذكرنا أن نقول لعاملاتنا كل عام وأنتنَّ بخير في يوم العمال العالمي..؟
ألا يستدعي هذا اليوم بعض الأمل بواقع أفضل تستحقه نساؤنا العاملات خاصةً وطبقتنا العاملة المسحوقة بشكل عام..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...
- الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ...
- قضايا المرأة في بوتقة الشأن العام فلتكن حاضرة في كل تحرّك وط ...
- أمهات سوريا.. وقفة خشوع لصبركن العظيم
- شروخ الأزمة السورية تنتهك كيان الأسرة
- في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحز ...
- أخلاقيات مشوّهة في أزمات قاتلة
- الأنوثة بين سندان الحاجة ومطرقة القيم والقانون
- التحرّش الجنسي.. أخلاقيات شاذّة منحطّة
- إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة لا تُغتفر
- وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه
- الراتب خلفنا، والغلاء أمامنا..فأين المفر؟
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فليعلُ صوت النساء ع ...
- البطاقة العائلية... ومعضلة استحقاقات المرأة
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة
- نظرية ما بعد البنيوية والنسوة في الشرق الأوسط، هل ندور في حل ...
- النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟
- النسوية العربية: رؤية نقدية
- الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة
- تناقض صارخ.. بعد تشكيله لجنة حقوق المرأة والطفل والأسرة


المزيد.....




- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - إيمان أحمد ونوس - في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات