أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - ميلاد سليمان - ثقافة ما بين الساقين














المزيد.....

ثقافة ما بين الساقين


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 09:21
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


تظل ليلة الدُخلّة، أو ليلة العُمر، هي حلم كل فتاة، راغبة في الزواج الرسمي، وفق ما تخيلته، وصاغه لها خيالها، عن تلك اللحظات الخاصة، التي ترتمي فيها، على سريرٍ واحد، ويغلق عليها باب واحد، مع من تحب. ولكن يتحول الحُلم إلى كابوس، وفق أبعاد الوسط الإجتماعي المُحيط بها، وثقافة وعقليّة أسرتها، ومدى ترتبيهم لأعمال تتم في هذه الليلة!!؟.

الدُخلة البلدي؛ هي ذلك الشكل الثقافي البدائي، الذي يستقبل به العروسيّن ليلة العُمر، وأول يوم في حياتهما، ويكون بحضور أم العريس وأم العروس في نفس الغرفة، فتقومان بتعريّة ملابس العروس، ثم تقييدها وفتح ساقيها عن آخرهما، ثم على حسب جُرأة العريس، إمّا يقوم بإظهار قضيبه المُنتصب، ثم يدخله في عروسته أمام الأمهات!!، أو يُدخل صُباعه الأكبر "الإبهام" في مِهبلها، وبذلك يقوم بفضِّ بكارتها، لتستقبل الأمهات في فرحٍ سَاذج قطرات الدم المُتساقطة بين ساقيّ الفتاة الضعيفة المصدومة المتألمة. بذلك تتأكد أم العروس من عفة وطهارة إبنتها، ومحافظتها على شرفها!!. وتتأكد أم العريس إنها أحسنت شراء تلك السِلعة الجنسيّة لإبنها. ثم تقومان بمسح الدماء بالمنديل الأبيض، وتخرجان به في زفة أسريّة صاخبة في الشوارع المُحيطة، أثناء غنائهم "قولو لأبوها إن كان جعان يتعَشَاا... قولو لأبوها الدم مالي الفَرشَاا". ثم ترتفع حناجر الرجال بشكل هستيري "العجل هد المصطبة.. العجل هد المصطبة"، بشكل متكرر!! ثم تتبعهم النساء "دمها يادمها ..البنت طاهرة لأمها"، وهذه السلوكيات مازال معمول بها في العديد من المناطق الشعبيّة، والمحافظات النائيّة القبليّة.

وتكملة للطقوس إن كانت العروس خجولة، أو العريس لم حالفه الحظ في الإنتصاب، أو الجرأة لفضّ الغشاء بإصبعه، تتطوّع أم العريس أو أم العروس للقيام بهذه المهمة، أما جميع من الغرفة، وفي بعض العائلات الكبيرة، حيث الكل أقارب، تكون هناك إمرأة متخصصة حكيمة بالأمور مُختصة بهذه المهمة، مثلها مثل "الداية" القابلة مثلا.

ولكن إذا لم تسل الدماء من مِهبل العروس، يكون الموقف مختلف ومحرج، إذ تلطم أم العروس على خديّها، وتنهال بالضرب على إبنتها العاريّة، وتصرخ فيها "فضحتينا يا شرموطا... كنت بتتناكي وجايّة تفضحينا قدام الناس!؟". وفي هذه اللحظات، تبتسم أم العريس في زهو وكبرياء لأن السلعة "مَعيوبة"، وبالتالي عيب السِلعة يؤدي لتنازل أهل العروسة عن أغلب المقتنيات، دون أيّ شروط، وفق العُرف الثقافي الإجتماعي. وتهتف الأم في إبنها العاري "دي ما تلزمناش يا إبني .. إرمي عليها اليمين". وبعدها يقوم أهل العروس بقتلها، أو إخفاءها بعيدًا عن العيون، لأنها تحمل جرثومة العار للجميع، ونّكست رأسهم في الأرض.

بعض الأُسَر، قبل حفل الزفاف، إن تفهّموا موقف إبنتهم، إنها ليست عذراء، أيّ كان السبب الذي أخبرتهم به!!، قد يسمحون لها بعمليّة ترقيع، أو تركيب الغشاء الصيني لخداع العريس، أو محاولة إقناع العريس بذلك!!؟. إقناعه من الأسرة، أو من الفتاة، ولكن بينها وبينه، قبل الفرح بفترة قصيرة، حتى تضعه أمام الأمر الواقع، فحينها يصعب خَرق الترتيبات التي قام بها، أو التنازل عن الفتاة التي تعلق بها وأحبها!!.

أحيانا تقوم الفتاة، غير العذراء، بالذهاب للقيام بعمليّة الترقيع في سريّة تامة، دون إخبار أسرتها. أو تقوم في ليلة الدُخلة، بشك نفسها بسنّ دبوس صغير داخل مِهبلها، وتستلقي على ظهرها في إنتظار القضيب الفاتح المُنتصر، ليستقبل قطرات الدم الكاذب!!. إذا تميّز العريس ببعض التفاهم، ورضا بعروسه كما هي، وأخبرته بالحقيقة، لكن المشكلة في الأسرتيّن، يقوم العريس بجرح نفسه في تلك الليلة، ويمسح قطرات الدم بالمنديل الذي سيخرجه للأسرة، والتي تقف مُتلهفة مُنتظرة خلف باب الغرفة!!. أو أحيانا تقوم العروس بالإتفاق مع عريسها، بوضع بعض نقاط "المانيكير" أو "الروچ" على المنديل، وطبعًا لن يلحظ أحد الفرق، فمن البديهي أن المنديل لن يذهب للطب الشرعي، ولن يأخذه الأهل إلى معمل تحاليل مثلا!!؟.

مازال مجتمعنا المصري، وثقافتنا السطحيّة المريضة، بجوار خطاب ديني متلّوِن هزيل، يختزلون شرف المرأة وكينونتها، بل وحياتها كلها، في بعض قطرات الدماء الساكنة بين فخذيّها!؟. وكأنها مطلوب منها أن تظلّ تحافظ عليهم طوال حياتها، حتى تقدمهم قربان وذبيحة مرضيّة أمام الإله الذكر الأبوي. التثقيف والتنوير والتوعية بالحق الإنساني في الإختيار، وفق إرادة ووعي وقصدية، هو السبيل للتخلص من كافة العقبات الظلامية الرجعية، تلك التي تريد قتل كل تطلع للإستقلال والتحرر الإنساني. الأنثى عقل وكرامة وذات مستقلة، وليست مجرد سلعة يشتريها الزوج من الأب، في عقد مهين يسمى الزواج الرسمي التقليدي.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الفهلوة


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - ميلاد سليمان - ثقافة ما بين الساقين