أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ارشد حمد محو - الشباب بين تحديات العولمة و الحفاظ على الهوية الوطنية















المزيد.....


الشباب بين تحديات العولمة و الحفاظ على الهوية الوطنية


ارشد حمد محو

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 12:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تهدف هذه الدراسة إلى عرض سبل تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب فى ضوء تداعيات العولمة، وذلك من خلال مواجهة آثار العولمة على الشباب في العصر الحديث الذي يتسم بالتقدّم التكنولوجي والانفجار المعرفي والانفتاح الثقافي والمتغيرات السريعة في العديد من المجالات المادية والتقنية والاقتصادية والثقافية ، وهذا ما يستوجب من المؤسّسات التربوية و مراكز الابحاث متابعة هذا التطور ودراسة أثره على السلوك والقيم والمنظومة المعرفية والثقافية في هذا العصر الذي يعتمد على المعرفة والصناعة الفكرية ويتّسم بالتزايد الهائل في كم المعلومات والمعارف وتعدّد مصادر التعلم المختلفة وانفتاح الثقافات وانتقالها من دولة إلى أخرى .

- العولمة و تحدياتها على المجتمعات الشرقية .


تعتبر العولمة الظاهرة التاريخية لنهاية القرن العشرين أو بداية القرن الحادي والعشرين مثلما كانت القومية في الاقتصاد والسياسة الثقافية هي الظاهرة لنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهي تشير إلى حرية حركة السلع والخدمات والأيدي العاملة ورأس المال والمعلومات عبر الحدود ، ويؤكد بعض الاخر بأن العولمة موجة أقتصادية جديدة تلي الثورة الزراعية و الصناعية وأنها اعلى مراحل الرأسمالية الجديدة التي أفرزتها الثورة المعلوماتية وما يرافقها من تطور في مجالي الاتصالات و الاعلام .
اما العولمة في الاصطلاح فقد تعددت الاراء و المفاهيم بشأنه بين الباحثين الاقنصاديين و السياسيين ، وكل قدم تعريفآ وفق تصوراته و رؤيته لهذا النظام ، و لعل ابرز التعريفات المقبولة هي التي تؤكد بأن العولمة ، تعني جعل الشيء على مستوى عالمي ، أي نقله من المحدود المراقب الى اللامحدود الذي ينأى عن أية مراقبة ، والمحدود هنا هو أساس الدولة القومية التي تتميز بحدودٍ جغرافيةٍ وديموغرافية ومراقبةٍ صارمةٍ على مستوى الجمارك تنقل البضائع و السلع إضافة إلى حماية ما بداخلها من أي خطرٍ أو تدخل خارجي ، سواءٌ تعلق الأمر بالاقتصاد أو بالسياسة أو بالثقافة. أما اللاَّمحدود فالمقصود به " العالم "، أي الكرة الأرضية. وهذا يعني أن العولمة ..تتضمن معنى إلغاء حدود الدولة القومية و الوطنية في المجال الاقتصادي ( المالي والتجاري ) وترك الأمور تتحرك في هذا المجال عبر العالم وداخل فضاءٍ يشمل الكرة الأرضية جميعها. ومن هنا يطرح مصير الدولة القومية، الدولة /الأمة، في زمن تسوده العولمة بهذا المعنى .
كما أن العولمة هي في أصلها اقتصادية، قائمة على إزالة الحواجز والحدود أمام حركة التجارة، لإتاحة حرية تنقل السلع ورأس المال. ومع أن الاقتصاد والتجارة مقصودان لذاتهما في العولمة، إلا أنها لا تقتصر عليهما وحدهما وإنما تتجاوزهما إلى الحياة الثقافية والحياة الاجتماعية بما تتضمنانه من أنماط سلوكية ومذاهب فكرية و مواقف نفسية، وكل ذلك هو الذي يصوغ هويــة الشعوب والأمم والأفراد.

اما في المجال الثقافي أخذتِ العولمة تمسُّ الثقافةَ و الهوية بمعناها العام، أي كل ما يجيش به فكر الإنسان من تصورات ونظريات وممارسات، وما يخفَق به قلبُه ويرتاح له ضميره من تمتعٍ بحريـة الفكر والتفرد بالخصوصية والشعور بالذَّات، والحوار بلغة الذَّات مع النفس والنــاس. والقضية المطروحة هي الاتجاه إلى صياغة ثقافية عالميةٍ، لها قيمها ومعاييرها، و الغرض منها ضبطُ سلوكِ الدول والشعوب. والسؤال المطروح هنا هو: هل تؤدي هذه الثقافة العالمية إلى العدوان على الخصوصيات الثقافية و الهوية الوطنية ، مما يهدد هويات المجتمعاتِ الشرقية ؟ لاسيما في التقدم الكبير الحاصل في تكنلوجيا الاتصالات و تبرز أكثر ما تبرز من خلال البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية، وبصورةٍ أكثر عمقاً من خلال شبكة الإنترنت، التي تربط البشر في كل أنحاء المعمورة، وتدور حول الإنترنت أسئلة كبرى، ولكن من المؤكد أنَّ نشأتهــا وذيوعها وانتشارها ستؤدي إلى أكبر ثورة معرفية في تاريخ الإنسان ، وهكذا فبدلاً من الحدود الثقافية الوطنية والقومية، تَطرح إيديولوجيا العولمة "حدوداً " أخرى، غير مرئية، ترسمها الشبكاتُ العالميةُ بقصدَ الهيمنة على الاقتصاد والأذواقِ والفكرِ والسلوك الانساني .
ووفق هذا التحديد لمعنى العولمة علينا ان نبرز الموقف من هذا النظام العالمي الجديد وكيف تم مجابهته في المجتمع العراقي كجزء من المجمتع الشرقي ؟ ، و مما لاشك فيه أن للعولمة اثرآ كبيرآ وواضحآ في الهوية الوطنية و الثقافية للمجتمعات الشرقية مع اختلاف الباحثين في تقديرهذا الاثر وخطورته ، مما برز مواقف متعددة و متباينة من العولمة ، فالمؤيدون لها يؤكدون بأنها تسهم في أنتشار التكنلوجيا الحديثة من مركزها في العالم المتقدم أقتصاديآ الى باقي أنحاء العالم ، ومن ثم زيادة الانتاج زيادة كبيرة ويرون في ذلك بحد ذاته أكبر تاثير أيجابي للعولمة ، ويؤكد بعض الاخر أن تاثير العولمة على الهوية الوطنية و الثقافية للمجتمعات الشرقية أيجابية ، بل و ستفيد منه على اعتبار ان العولمة تسهم اسهامآ واضحآ في نقل المعلومات وتخزينها و توفيرها لمن يريد الانتفاع بها ، و في سبيل ذلك تهون الهوية الوطنية ، وهناك من غالى في تبنيه للعولمة دون أن يقيم أعتبارآ للهوية الوطنية وأعتبرها واقعآ موضوعيآ متحققآ كالقدر ، ولذلك يجب التعامل معها بوصفها صيرورة موضوعية و الدخول فيها بأعتبارها فضاءآ مفتوحآ على النظام الكوني .
وقد تعددت أيضآ وجهات نظر الرافضين للعولمة واسبابها ، فمنهم من يرى فيها مزيدآ من الاستغلال الاقتصادي و المثال المؤيد لذالك ما تفعله الاستثمارات الاجنبية بالدول الاقل نموآ ، ويرى هؤلاء ان حماية الهوية الوطنية و الاقتصاد الوطني واجبة كوسيلة للتصدي لهذا الاستغلال ، حيث أن الاثارة الوطنية و الحماسة للثقافة الوطنية قد يعرقلان هذا الاتجاه لدى الرأسمالية العالمية للأنتشار ، كما ان هناك فريقآ من الرافضين للعولمة لأسباب دينية ،و تقوقعت بالدفاع عن خصوصياتها الوطنية التقليدية بشراسة وترفض أي أنفتاح على الغرب على أعتبار أن أي شيء من الغرب غريب عن مجتمعاتها وبالتالي نسخه و تقليده كفر ، أما البعض الاخر والذي بامكان تسميته ب( التيار الوسطي ) قد أستوعب التغيرات الحاصلة في العالم المتحضر وحاولت الاستفادة منها بالشكل الصحيح .
وكما تعددت المواقف الرافضة للعولمة وأسباب ذلك فقد تعددت أيضآ أساليب العمل معها ومواجهة تحدياتها ولاسيما على الهوية الوطنية و القومية وذلك تبعآ لأيدولوجيات المفكرين و توجهاتهم وكانت بمنزلة طروحات توفيقية بين الرفض و القبول و التحجر و الانسياق ، فمنهم من رأى أن ترسيخ مبدأء التنوع و انعاش فكرة الحوار بين الثقافات المختلفة و التأكيد على ضرورة تفعيل التعاون الدولي الثقافي في اطاره الشامل كفيل بان يحد من الاثار السلبية للعولمة في شكلها المتهجم الذي لا يقيم أعتبارآ للهويات الوطنية و الحضارية لشعوب العالم ، فالعولمة محكوم عليها أن تتعايش مع الهوية في أطار التنوع الثقافي من اجل ألازدهار الانساني والسلام العالمي وبذلك تصبح العولمة مرحمة و ليست هيمنة و مظلمة ، ووفق هذا التصور لايوجد تناقض إطلاقًا بين العولمة وبين الهوية، فالعولمة تسير في طريقها المعروفِ تعتمد على سيادة العِلم، بينما يكون من حق كل واحد أن يحتفظ بهويته كما شاء وعلى الطريقة التي يريدها، ولو تعددت الهوياتُ داخلَ هذه العولمة وهناك ضروب من الأمثلة لعدد من الدول التي بالرغمِ من أنَّ لغتها لغةٌ مهجورة عالمياً نطقاً ورسمياً، لكنها، أي تلكَ الدول، تواكب العولمةَ بكل أنواع المواكبةِ في الوقت الذي تحتفظُ فيه شعوبها بعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم الدينية ،ونذكر في صدر هذه الدول كمثال على هذه المُرونةِ، اليابان والصين والكوريتين .
ويرى البعض الاخر أن التعامل الناجح مع العولمة لايتم من خلال بعض المحاولات الدفاعية وذلك في جعل الهدف معاكسة كل التوجهات العالمية بل ينبغي أن يكون الهدف هو الخروج من الهامشية نحو الفعل و المشاركة مع بقية الانسانية من اجل تقويض أسس السيطرة الاحادية وتعزيز أطار التعددية الثقافية العالمية في اطار التعاون و الاحترام والتفاعل الثري ، وأن الحفاظ على الهوية الوطنية لا يتحقق من خلال الحفاظ عليها كما هي ، بل من خلال اعادة بنائها في اطار العولمة و الثورة العلمية و المعلوماتية و التقنية و التكنلوجيا الاتصالات .
كما ينبغي ان نفهم العولمة و نتعرف على مبادئها و افتراضاتها و النتائج المترتبة بشكل صحيح ، و أن ندرب أطفالنا و شبابنا على فنيات و أليات التعامل معها وأدراك ما تتضمنه من تهديدات وفوضى ، فالعولمة في نظر الكثيرين ليست شرآ خالصآ كما انها ليست خيرآ محضآ ، و انما هي شأنها شأن كل التحديات التي واجهت المجتمعات الشرقية طوال التاريخ تجمع بين المخاطر و الامكانيات ، لذا فأن الانغلاق على الذات موقف سلبي غير فاعل ذلك لان فعله موجه كله ضد الاختراق الثقافي الذي يمثله العولمة و الالتجاء الى التحصن لا يأتي بنتائج مرجوة لان التحصين يكون مفيدآ عندما يكون المتخاصمان على نسبة معقولة من تكافؤ القوة و القدرات ، اما عندما يكون يتعلق الامر بظاهرة عالمية تدخل جميع المجتمعات و تفعل فعلها بالاغراء و العدوى و الحاجة ، فأن الانغلاق في هذه الحالة ينقلب الى موت بطيء قد تتخلله بعض المواقف الناجحة .
وفي هذا الزخم المتراكم من المفاهيم والمواقف المتباينة والعناصر المحيطة بظاهرة العولمة كمفهوم حضاري شامل، ننزل الى طرحنا لعلاقة الشباب بالعولمة كظاهرة سوسيوثقافية تفرض نفسها انطلاقا من دور كل عنصر في تفعيل قيم المجتمع العالمي حاضرا ومستقبلا، فما هو شكل العلاقة بين الشباب كمفهوم إجتماعي والعولمة كبعد حضاري ؟• أين هي الموضوعات التي كانت تثير الجدل في علاقات الشباب بالظاهر الثقافية الأخرى مثل والهوية والحداثة ؟


. - توجهات الشباب نحو العولمة و تأثيرها على الهوية الوطنية


1- سيادة الثقافة العالمية او الاصح الثقافة الغربية لانها هي الرائدة و المسيطرة اليوم على جميع ثقافات العالم بكل مساوئها و ايجابياتها على سلوكيات الشباب ، والشريحة الشبابية هي أكثرشرائح المجتمع تقبلا و استعدادآ من الناحية النفسية و الذهنية لتقبل كل الوافد من الدول المتقدمة دون أية مناقشة او تقييم ، وهذا بدوره وعلى المدى البعيد يؤثر سلبآ على الثقافة و الارث الوطني والحضاري للمجتمع .

2- وفرت وسائل الاتصالات و التقدم التكنلوجي من قنوات فضائية و شبكة الانترنيت كل وسائل التثقيف و الترفيه و التواصل الاجتماعي للشريحة الشبابية داخل البيت دون الحاجة الى الوسائل التقليدية للثقافة و التعليم ، مما أثر سلبآ على الروابط الاجتماعية بين الشباب و تردي العلاقة بين الاباء و الابناء و تمرد الشباب على الضوابط الاسرية وقييم المجتمع .

3- ظهور أزدواجية القيم الشرقية ( الوطنية ) و الغربية على سلوكيات الكثير من الشباب ، مثل نوعية الموسيقى التي يستمعون اليها او الافلام التي يشاهدونها او علاقاتهم بالجنس الاخر و بوالديهم و اسرهم من حيث استقلاليتهم عنها في كثير من الامور ، و قد يؤدي هذا بهم الى الانعزال الاجتماعي الاختياري وقد ينتج عن ذلك ضعف ولائهم للوطن و للأمة ، فلايتأثرون بالاحداث الجارية في البلاد و لاتعنيهم التغيرات والاحداث السياسية التي تجري حولهم .

4 – ظاهرة الايمو كأحدى النتائج الخطيرة للعولمة على الشباب ، حيث انتشرت في السنوات الاخيرة بين شبابنا و فتياتنا بسرعة فائقة ، وبسبب عاداتهم الغريبة في لبس الملابس و طقوسهم في الرقص و الاستماع الى نوعية الموسيقى و شكل وجوههم وطريقة قص شعرهم ، في كثير من الحالات لايقبلهم الناس ويشمئزون منهم ، بل و للأسف في الاونة الاخيرة لجأت بعض الجهات الى القضاء على هذه الظاهرة بالعنف و القوة و تعرض العديد من الشباب الى القتل بشكل غير حضاري .
ويشير بعض الباحثين الاجتماعيين ان الإحباطات المتراكمة بسبب الحروب التي مر بها العراق وما نجم عنها من تفكك في مختلف المؤسسات بما فيها الأسرة، يؤدي إلى وجود نزاعات داخلية لدى الأفراد، فالعائلة عندما تتفكك لاتستطيع أن تلبي الاحتياجات النفسية والمادية لأبنائها، مما يدفع بهؤلاء الأبناء إلى التعبير عن ذاتهم بطرق مختلفة حتى وإن كانت غريبة عن مجتمعاتهم، وإلى جانب الظروف الاجتماعية، فأن الانفتاح المفاجئ على وسائل الإعلام الحديثة ساهمت في انتشارهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر المستوردة في العراق ، ومن هنا تأتي ضرورة معالجة ظاهرة الايمو التي تفشت في اوساط المراهقين والشباب بطريقة حضارية بمعاونة الباحثين الاجتماعيين وعلماء النفس والموعظة الحسنة لرجال الدين وليس اللجوء الى القتل الذي يعبر عن الاستهانة بارواح الناس وعدم القدرة على مواجهة اي مشكلة اجتماعية وحلها بطريقة سلمية بعيدا عن العنف والترهيب والقسوة .

5- تشبث الشباب بالحضارة الغربية و المبالغة في ابراز اهميتها الفاعلة في الحضارة الانسانية مع اهمال دور حضارات الشعوب الاخرى ، كما يدعى بعض الباحثين الغربيين بأن التاريخ قد اثبت صحة كل ماتحمله الحضارة الغربية من معاني ومؤسسات وفضائل فهي افضل واحسن مما تحمله من الحضارات الاخرى للانسانية ، بل وان الشعوب الشرقية ستبقى تحت رحمة و هيمنة الحضارة الغربية لأنها اسمى و أرقى ، فقد كتب صموئيل هنتنجتون الباحث الامريكي الشهير (( أن شعوب العالم غير الغربية لايمكن لها أن تدخل في النسيج الحضاري للغرب حتى و ان أستهلكت البضائع الغربية وشاهدت الافلام الامريكية ، وأستمعت الى الموسيقى الغربية ، فروح أي حضارة هي اللغة و الدين و القييم و العادات و التقاليد ، و حضارة الغرب تتميز بكونها وريثة الحضارة اليونانية و الرومانية والمسيحية الغربية )) ، وبالرغم من ان كلامه فيه مبالغة صريحة الا ان انه يدل على ان الشعوب الغربية نفسها تتعامل مع مفهوم العولمة الثقافية بأزدواجية ، فمن جهة تتشبث بهويتها القومية و الوطنية و من جهة أخرى يدعون الى انصهار الهويات الاخرى والغاء الحدود القومية و الوطنية .

6- تدني مستوى التعليم كنتيجة من نتائج انتشار وسائل الترفيه الكثيرة لدى الشباب من ( شبكة الانترنيت و القنوات الفضائية و الهاتف المحمول و البلايستيشن و.... الخ ) وعلى الرغم من الايجابيات والمنافع التي يحصل عليها الشباب من مشاهدة برامج البث الفضائي اوالاطلاع على الاحداث و التطورات على الانترنيت، الا ان هذا الامر لايخلو من المضار والسلبيات والمنغصات، فهي في باديء الامر تتعارض مع دراستهم وتحصيلهم العلمي والطريقة التي يكون فيها الشباب مستقبلهم ، فبدلاً من أن يركز الشباب على دراستهم وتحصيلهم العلمي وكيفية استثمار الوقت في السعي والاجتهاد وتحضر الواجبات العلمية والتهيؤ للامتحانات الفصلية والنهائية والتزود بالمعارف الجامعية والتربوية والعلمية ، فأن الشباب مع (شديد الاسف ) نراهم يقضون جلّ اوقاتهم في مشاهدة المسلسلات الاجنبية وزيارة مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنيت والتي غالبآ لاتمت إلى الدراسة والتحصيل العلمي بصلة بل انها تبعد الشباب عن الدراسة والسعي والاجتهاد والتهيء لنيل الشهادات والمعارف العلمية التي من خلالها يستطيعون التزود بالحقائق والمعلومات التي تمكنهم من التحصيل العلمي واكتساب الخبرة والتحضير والتدريبات الخاصة بالمهن والاعمال التي يريدون الدخول في مجالها والتمرس في مفرداتها.



النتائج و التوصيات :-
- النتائج .
- تبين من خلال هذه الدراسة أن للعولمة تأثير كبير على الهويات الوطنية و القومية من خلال طروحاتها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية المتعلقة بازالة الحواجز القومية و الوطنية بين دول العالم ، والدعوة الى عولمة سلوك و ثقافة المجتمعات .
- مواقف الشباب في المجتمع العراقي متابينة و متناقضة من العولمة كنظام سياسي و اقتصادي و اجتماعي متكامل ، فمنهم من رفضها وتعددت اسباب رفضهم و منهم من غالى في تبنيه للعولمة دون أن يقيم أعتبارآ للهوية الوطنية .
- لم تستوعب فئات شبابية كثيرة في المجتمع العراقي مفهوم العولمة و الكثير من المصطلحات و المفاهيم التي ظهرت على اثرها ، كالحداثة و المدنية و الحرية الشخصية ، ولم يستطيعوا التوفيق بين ذلك و كيفية الحفاظ على الهوية الوطنية .
- وكما تعددت المواقف الرافضة للعولمة وأسباب ذلك فقد تعددت أيضآ أساليب العمل معها ومواجهة تحدياتها ولاسيما على الهوية الوطنية و القومية وذلك تبعآ لأيدولوجيات المفكرين و توجهاتهم وكانت بمنزلة طروحات توفيقية بين الرفض و القبول و التحجر و الانسياق .
- رافقت ظهور العولمة في المجتمع العراقي ظواهر سلبية و غريبة عن القييم والعادات والثقافة الوطنية ، لعل أكثرها أزدواجية القيم الوطنية و الغربية في سلوك الشباب و اخطار التفكك الاسري و التشبث بالحضارة الغربية و اهمال كا ماهو وطني من قيم و حضارة وثقافة .




- التوصيات .

- ضرورة الاهتمام بالشباب ورعايتهم وتزويدهم بمستجدات و مستلزمات العصر الحداثة مع ضرورة ارشادهم بالمحافظة على الهوية الوطنية وتراث المجتمع و قيمه الاصيلة .
- التركيز في المناهج الدراسية على ظاهرة العولمة بما لها و ما عليها وبيان اثرها على مجالات الحياة الاقتصادية و السياسية و الثقافية و الاجتماعية ، و التركيز على اثرها في الهوية الوطنية .

- ضرورة التركيز في المناهج الدراسية على مباديء الديمقراطية و المدنية و ثقافة التسامح وتقبل الاخر وذلك لأبعاد خطر التطرف و التعصب الاعمى بين شبابنا الناتج عن بعض المواقف السلبية من العولمة .

- دعم السبل و الطروحات الحضارية بين الشباب خاصة التي تدعو الى الحفاظ على الهوية الوطنية مع الاعتراف والقدرة على التعامل الإيجابي مع حقيقة التعددية الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية بين مجتمعات العالم ، لان الحفاظ على الهوية الوطنية لا يتحقق من خلال الحفاظ عليها كما هي ، بل من خلال اعادة بنائها في اطار العولمة و الثورة العلمية و المعلوماتية و التقنية و التكنلوجيا الاتصالات .

المصادر .
1 – محمد عادل التريكي ، أي منظور لمستقبل الهوية في مواجهة تحديات العولمة ، موقع ، الحوار المتمدن .
2- أحمد علي كنعان ، الشباب الجامعي و الهوية الثقافية في ظل العولمة الجديدة ، ، دراسة منشورة على الانترنيت في موقع . http://www.damascusuniversity.edu
3- ثناء يوسف الضبع ، تعزيز الهوية الثقافية لدى الطلاب الناشئين في ضوء تداعيات العولمة – دراسة تحليلية - ، دراسة منشورة على الانترنيت في موقع .
http://www.arabthought.org .
4- عبد الاله بلقزير ، العولمة الثقافية عولمة الثقافة ام ثقافة العولمة ، مجلة المستقبل العربي ،بيروت ، العدد( 229 ) .
5- ابراهيم ابراش ، الفكر العربي ومسألة الهوية في عصر العولمة الثقافية ، دراسة منشورة على الانترنيت في موقع : ملتقى الثقافة و الهوية الوطنية .



#ارشد_حمد_محو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن مرحلة ما بعد خطف الطفلة سيمون .
- اموالنا المهربة مع أبناء المسسؤولين الى الخارج
- يوسف القرضاوي و موقفه من الحقوق القومية الكوردية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ارشد حمد محو - الشباب بين تحديات العولمة و الحفاظ على الهوية الوطنية