أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - حين يُزيح الجواهري، الزبد عن صدره !!














المزيد.....

حين يُزيح الجواهري، الزبد عن صدره !!


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 15:23
المحور: الادب والفن
    


ينشر الجواهري عصماء جديدة عام 1976، وفيها ينتقد "عصره المليء بالزيف والخداع، وهو يسمو متعالياً بكبرياء الشاعر ... وهي ضرب من الطموح الى تجاوز النفس والآخرين، في محاولة اختراق للمستحيل..." بحسب ما جاء في تقديم القصيدة ذاتها، والتي تعبر من بيتهــــــــــا الأول عن مبادىء وثوابت نافذة في صورها وأغراضها، إذ تقول:
أزح عن صدرك الزبدا ، ودعه يبث ما وَجدا ...
ولا تكبت فمن حقب ذممتَ الصبر والجلدا
أأنت تخاف من أحد ٍ ، أأنت مصانعٌ أحدا
أتخشى الناس، أشجعهم يخافك مغضباً حردا
ولا يعلوك خيرهم ، ولست بخيرهم ابدا
ولكن كاشف نفساً ، تقيم بنفسها الأودا
ويتواصل القصيد نابضاً على مدى أكثر من مئة وأربعة عشر بيتاً، يحرض فيه الشاعر العظيم الذات، لتبارز، وتجابه، وان لم يكن المتطاولون يستحقون المنازلة أحياناً:
تركت وراءك الدنيا ، وزخرفها وما وعدا
ورحت وانت ذو سعة ، تجيع الآهل والولدا…
أزح عن صدرك الزبدا ، وهلهل مشرقا غردا
وخل "البومَ" ناعبة ، تقيء الحقد والحسدا
مخنثة فان ولدت ، على "سقط" فلن تلدا…
ثم يناجي الجواهري "خلاً" سعى ان يتساءل او يحاجج مدافعاً، أو مبرراً، فأوضح له الشاعر ما يستحق من توضيح، لكي يمهد الدرب، خائضاً المواجهة المنتظرة:
ألا انبيك عن نكد ٍ ، تُهوّن عنده النكدا
بمجتمع تثير به ، ذئاب الغابة الأسدا…
خفافيش تبص دجىً ، وتشكو السحرة الرمدا
ويعمي الضوء مقلتها ، فتضرب حوله رصدا…
… وبعد ذلك التعميم في الأبيات السابقة، ينتقل القصيد، معتمراً الصراحة والوضوح، ليشي، وان بدون تسمية، الى "واحد" أو أكثر من الأدباء والمثقفين الحاسدين، والمنافقين من ذوي الوجوه المتعددة، الذين جهدوا حينذاك لاستغلال الظروف، وتحت رايات "التحديث" الحقيقية أو المدعاة، لإيذاء الرمز الوطني المتألق ابداعاً ومواقف، فراح يمسك بتلابيبهم، ولا فكاك لهم من "قبضة" الشعر غضباً:
وصلف ٍ مبرق ختلاً ، فان يرَ نُهزةَ رعدا
يزورك جنح داجية ، يُزير الشوق والكمدا
فان آذتك جانحة ، اعان عليك واطردا ..
وآخر يشتم الجمهور ، لفَّ عليك واحتشدا..
يعدُّ الشعر أعذبه، اذا لم يجتذب احدا

وقبيل ختامها، وحين تثور القصيدة، يحاور الجواهري نفسه، ويوجهها، مستذكراً بكل عنفوان، ومستنداً الى حقائق ووقائع ورؤى لا يجادل فيها سوى المعوزين جاهاً وارثاً:
أبا الوثبات ما تركتْ ، بجرد الخيل مطردا
يضج الرافدان ، بها، ويحكي "النيلُ" عن "بردى"
ويهتف مشرق الدنيا، بمغربها اذا قصدا:
ترفع فوق هامهم، وطرْ عن ارضهم صعدا
ودع فرسان "مطحنة" خواء تفرغ الصددا...
واخيرا ، يعاتب الشاعر، اصدقاء ومحبين، وغيرهم، ممن يعتقد انهم معنيون باتخاذ الموقف المناسب، المنسجم، ولكنهم سكتوا ولم يتنادوا إليه، خشية هنا، وخوفاً هناك، فيخاطبهم مشفقاً على حالتهم، ومعيباً عليهم المهادنة والمساومة... وربما محاولاً أن يجد لهم مبرراً يُسامحون عليه:
وغافين ابتنوا طنباً، ثووا في ظله عمدا
رضوا بالعلم مرتفقاً ، وبالاداب متسدا…
يرون الحق مهتضَماً، وقول الحق مضطهدا
وام "الضاد" قد هتكتْ، وربُّ "الضاد" مضطهدا
ولا يعنون - ما سلموا - بأية طعنة نفدا
بهم عوزٌ إلى مددٍ ، وانت تريدهم مددا…
* مع تحيات مركز"الجواهــــري" في براغ *
www.jawahiri.com.



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيله السنوية الاولى / محمود صبري .. نصف قرن من الاب ...
- محطات تاريخية عن العلاقة بين الجواهري والشيوعيين
- كفاهُ جيلان محمولاً على خطر / حين أراد الجواهري أن يُريح ركا ...
- بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي : الجواهري.. حب و ...
- تعالوا، لنتنابز بالاسماء والالقاب والتاريخ، ولمَ لا !! / عن ...
- مع الجواهري في دمشق .../ ذكريات وشهادات، وخصوصيات، وما خفي أ ...
- نصف قرن على وقوعها المشؤوم في العراق - هكذا حذر الجواهري من ...
- سلاماً كلهُ قبلُ ... كأن صميمها شعلُ
- الجواهري في التسعين.. ويرقص ليلة رأس السنة الجديدة
- سياسيات وأخوانيات ... بين الجواهري وطالباني
- عن الجواهري في بغداد ... خريف 2012
- في الذكرى الخامسة عشرة لرحيله: استذكار الجواهري الخالد: تبجي ...
- رؤى، ومزاعم عن الجواهري وجمهورية الرابع عشر من تموز
- الجواهري قبل 75 عاما : هذه هي الحريات التي يريدها الشعب… ... ...
- في وداع محمود صبري*
- مركز الجواهري ... عشرة اعوام، والمغامرة تستمر
- بعض وفاء للراحل الخالد : محمود صبري
- الجواهري يؤرخ – شعراً – لمواقفه من الشيوعيين
- الجواهري ... وبعضٌ مما بعد الرحيل
- ذكريات ثقافية واعلامية مع حسين العامل


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - حين يُزيح الجواهري، الزبد عن صدره !!