أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيويل لازرو كون - هل تتبع دولة جنوب السودان للشرق الأوسط..!؟ (2-4)















المزيد.....

هل تتبع دولة جنوب السودان للشرق الأوسط..!؟ (2-4)


أيويل لازرو كون

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أخذنا لمحة قصيرة لوضعية الدولة السودانية الأم (قبل العام 2011م) نجدها متأرجحة في سياستها الخارجية.
تتمتع دولة السودان بموقع جغرافي مميز بشمال شرق إفريقيا تضعها في قارب (الدول المهمة) إفريقياً وعربياً بالتالي عالمياً ، وتتمتع أيضاً بكثرة مواردها الطبيعية والمعادن والنفط ومراسي البحر الأحمر، وبالرغم من هذه المميزات إلا أنها تعاني من حروبات أهلية وإضطرابات داخلية حادة منذ أستقلالها في العام 1956م ، ويتعمق السوء أكثر بتجاهل النخبة الحاكمة لهذه الإضطرابات وأهتمامها بقضايا الشرق الأوسط، الأمر الذي يجلب للسودان مزيداً من الأزمات ، فلماذا تهتم الدولة السودانية بقضايا الشرق الأوسط أكثر من شئونها الداخلية؟ هل تتبع لمنطقة الشرق الأوسط بمفهومها الجيوسياسي؟.. وما هو دورها ومواقفها الرسمية من تلك القضايا؟.. وكيف تأثرت إقليم جنوب السودان من السياسة الخارجية للحكومة السودانية !؟

في الواقع تعتبر السودان نفسها دولة عربية وأسلامية وتتشدد في ذلك مفرغاً كل جهودها لدعم أخطبوط السلفيين الأسلاموعروبي، الأمر الذي يجعله موضع أهتمام الباحثين ، حيث لم تخلو آي إضطراب في الوطن العربي من ذراع سوداني مدعياً الدفاع عن العقيدة ، لذلك لم تخلو تعريفات الباحثين مثل تومسون ، آفرون ، بايندر ، بريتشر ، هادسون ، كانتوري عن الدول التي تشكل الشرق الأوسط من ذكر إسم السودان أبداً ، فجلهم ذكروا دولة السودان مع أختلاف إن كانت في الهامش أو القلب أو غيرها من الدرجات.

إذاً فالسودان شأنها شأن الدول العربية الأخرى التي تتوهم وجود أستهداف للعروبة والأسلام من قبل أمريكا وأسرائيل ، لذلك تجد الوطن العربي نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها وتتمخض من ذلك حالة حرب دائم وإضطراب وإرهاب وتعصب وقلق وتفجيرات وجهاد وتظلم وإنتفاضات مثل ما يسمونه (الربيع الإسلامي – أقصد العربي). ويكمن أزمة الوطن العربي في أن الواقع الإيدولوجي (اليمين واليسار) في حالة خصام وعدائية حادة ، والإسلاميين في بعضهم أيضاً ما بين الشيعة والسنة تكفير بلا حدود. لذلك يعتبرون كل من ليس معهم فهو ضدهم ، وجنوب السودان وجدت نفسها في أركان هذا العراك برفقة شمال السودان، ففي اللحظة التي تبحث فيها شعب جنوب السودان عن المأوى والصحة والأمن ، أعتبروها تابعة للكيان الصهيوني وعملاء للغرب وكفار وعبيد وغيرها من المصطلحات البزيئة التي لا تخلو أفواه الأسلاميين من نطقها أبداً وآخرها في فلسطين عندما وصف رئيس حركة حماس دولة جنوب السودان باللقيطة.
وحكومة السودان هي المسئولة عن إقحام جنوب السودان في هذه الزوبعة والتطاول العربي وتغبيش الوعي عن هوية الجنوبيين وتوجهاتهم الفكرية والدينية ، وقد تناول الدكتور منصور خالد في كتابه "جنوب السودان في المخيلة العربية" معظم المشكلات الناتجة من تلك السياسات، وبهذا تكون الحكومة السودانية قد لعبت دور سلبي ضد شعب جنوب السودان تاريخياً.

لم تكن السياسة الخارجية للحكومة السودانية منفصلة عن سياستها الداخلية ، فقد كانت تطلب الدعم المادي والمعنوي من الدول العربية والأسلامية لمحاربة شعب جنوب السودان المصنف خطراً على العروبة والأسلام ليضفى صفة الشرعية والعدالة في موقف الحكومة ، وقد كانت هذه الخطوة أستراتيجية لكسب التعاطف من الدول العربية والأسلامية ، يضاف لرصيد السودان اللامع في دعم القضية الفلسطينية ، ولم تتردد معظم دول الشرق الأوسط بمفهومها الأسلاموعروبي في دعم الحكومة السودانية لردع (الحركة الشعبية لتحرير السودان) بأعتبارها ذراع أسرائيلي أمريكي، دون أن يفكروا ولو لحظة واحدة في أحتمال عدالة القضية الإنسانية في جنوب السودان، وقد ذكرنا مراراً وتكراراً بأن من الطبيعي أن يتعاطف السودان مع أخوانهم في فلسطين ولكن من غير الطبيعي أن يتم تفضيل الفلسطيني على مواطن دارفور السوداني المسلم العربي أيضاً.

إن النخب التي تعاقبت على الحكم في السودان في النصف الآخير من القرن المنصرم فرضوا رؤية مذعنة على الجنوسودانيون بخيارين فقط إما الإسلام ديناً إما القتل نهايتك ، وبصراحة لم يختار شعب جنوب السودان أحدى الخيارين طوعاً ، لأن خياري (الأسلام أو الموت) لا يوفر أي منهما الأمن والأستقرار والحرية ، ففزعوا وتشتتوا باحثين عن ملاذ آمن ، البعض تنازل عن حقوقه الوطنية وأغترب ، ومنهم من رضخ وقبل الأسلام صورياً بتغيير إسمه الأعجم إلى أسم من أسماء الصحابة والأئمة ويصلي خمس مرات في اليوم ويصوم في شهر رمضان مرتدياً (جلابية بيضاء) وحامل على يديه السبحة مما يظهر عليه ملامح شخصية أسلامية يسبب الفرح والأنتصار لشيوخ منظمة الدعوة الأسلامية مقابل (عقد أمان) يأمن قوته ويوفر له أحتياجاته ، والبعض الآخر فضل حمل السلاح في وجه الحكومة ثائراً مثل القائد جوزيف لاقو والدكتور جون قرنق رافعين شعار الهوّية والتنمية الغير متوازنة ، إلى إن وصلت بهم المطاف إلى دولتين بأعلان دولة جنوب السودان، وإختلفت التحليلات بشأنها حيث يعتبرها (السودان الشمالي) بأنها نتاج لمخطط صهيوني أمريكي لتقسيم السودان إلى دويلات وتفتيت الوطن العربي، بينما يعتبرها شعب جنوب السودان بأنها أنتصار للحق ونتاج لنضالات مريرة ، وهي حرية مستحقة يستحسن خسارة الجانب الشمالي من آراضيهم مقابل حكم مستقل وسيادة وطنية رائدة ليبرالية وعلمانية تحترم حقوق الآخر المختلف في بوتقة تنصهر فيها جميع الديانات والثقافات في وطن يسع الجميع.

ومع الأنفصال قد ورثت جنوب السودان من دولتها الأم ملف سياسي أقليمي شائك ومشوه، وثقافات مستبطنة ، وحضارات مختلفة مما يفرض على الحكومة أستنساخ نظم إدارة التنوع لتكتسب أهلية الإدارة الوطنية المقبولة في الإقليم والأمم المتحدة مما يسهل في سياستها الخارجية ، وفي مضمار الحديث عن موروثات الدولة السودانية لجنوبها المستقل حديثاً نواجه أستفهامات طبيعية:
هل فقدت جنوب السودان عضويتها في جامعة الدول العربية بإنفصالها عن السودان الأم؟
أم ستظل تحت مظلة الشرق الأوسط الجيوسياسي بمفهومها الأسلاموعروبي؟
وماهي العوامل التي تدفع مهندسوا الشرق الأوسط للأهتمام بدولة جنوب السودان؟
ليتبع......................................................................



#أيويل_لازرو_كون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتبع دولة جنوب السودان للشرق الأوسط..!؟ (1-4)
- لن يستطيع أحد أن يصعد على ظهرك إلا إذا إنحنيت


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيويل لازرو كون - هل تتبع دولة جنوب السودان للشرق الأوسط..!؟ (2-4)