أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون عبدالامير جابر - لا حرب أهلية في العراق














المزيد.....

لا حرب أهلية في العراق


سعدون عبدالامير جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبرت جهات كثيرة عن مخاوفها من انزلاق الأوضاع في العراق نحو الحرب الأهلية وتكررت صور التعبير عن هذه المخاوف بهذا الشأن لاسيما وان تداعيات إقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة زادت وتيرتها ونتجت عنها عدد من الهجومات المتفرقة شهدتها المناطق الغربية خلال اليومين الماضيين على وحدات من الجيش العراقي ومواقع أمنية اخرى ورددت بعض الفضائيات بشيء من التركيز على ان من قام بهذه الهجومات هم ثوار جيش العشائر الذي لم يمر على اعلان تشكيله يومان فقط .
طبعا مع تصوري ان الامور لاتتفاقم الى حد هاوية الحرب الاهلية, فهناك قوى سنية كثيرة تتحاشى الانزلاق اليها خشية فقدان الكثير من المناطق السنية واختفائها من ساحة التأثير الطوبوغرافي في بغداد نتيجة النزوح المتوقع على ضوء شراسة هذه الحرب فيما اذا وقعت , وخصوصا في ظل انعدام وجود قوة محايدة لضبط الاوضاع لصالح السنة الامريكان مثلا , وبنفس الوقت شهدت بغداد تصاعد عمليات استهداف السنة بطرق لم تكن معهودة لدى المليشيات الشيعية , ويتضح انها تطورت كثيرا في طريقة أدائها لتقترب من اساليب القاعدة والتنظيمات السنية في تنفيذ مما يشكل رادعا عنيفا اذا ماندلعت حربا أهلية او طائفية .. وقد يذهب البعض الى ان الحل الذي يمكن ان يلوح بالافق لتلافي سفك المزيد من الدماء هو الذهاب باتجاه الاقليم السني كما تردد مؤخرا , ولكن من الصعوبة تصور قيام إقليم سني مستقر في المستقبل المنظور وهذا يعود لأسباب كثيرة
منها ان السنة على يقين انهم ان بلغوا هذا الخط من التوتر لايجدون بعده في المركز ناصرا لهم على الكورد ان شرعوا بالاستيلاء على المناطق المتنازع عليها والتي زحفت قواتهم باتجاهها الان بل تعداها بحجة سد الفراغ الامني ومافحة الارهاب وحفظ أمن السكان وسيكون هذا باعثا مضافا على خلافات داخلية لايتحمل وطئتها الاقليم السني , إضافة الى ماتتصف به مناطق غرب العراق من عصبية قبلية عشائرية عصية على الانقياد لجهات وواجهات محلية عديدة ومتناحرة ستدخل نفقا من الصراعات على السلطة لا يمكن حسم الغلبة فيها لطرف على حساب طرف في المستقبل المنظور , واذا ماعرفنا ان المال الوفير لدى عدد من تلك الواجهات سيلعب دورا لايقل أهمية عن العوامل الاخرى في تفكيك وحدة القرار , في حين تسهل اقامة هذا الإقليم في الوسط والجنوب تدعّمه المذهبية أكثر مايدعمه شيء اخر تحت ظل نفوذ المرجعية من جهة وقدرة ايران على ضبط توازناته الداخلية من جهة اخرى , وفي ظل الحزبية الطاغية على الشارع في الجنوب التي قد تكون عامل مساعد في استقرار الاوضاع اذا ما احتكمت لصناديق الاقتراع بشكل او باخر .. وصحيح مايقال ان القيادات السنية عموما تدرك إمكانية تعرض بغداد لخطر الضياع منها نهائيا لمجرد إقامة اقليم سني في اي وقت أو مكان , ولهذا فانها تعتبرها مغامرة غير محسوبة ابدا وهذا ماتحذر منه جهات سنية رفيعة المستوى وهي تلقى قبولا في الشارع السني ومدعومة من جهات كثيرة على رأسها دول عربية , والبعثيون وحدهم يدفعون بالاحداث باتجاه الانهيار تاركين وراء ظهورهم مصالح البلاد العليا كعادتهم من أجل موطئ قدم عبر شعار تحرير العراق من الاحتلال الصفوي و يدفعون باتجاه التقسيم على اعتباره الخيار الوحيد بل الأوحد لاستئناف وجودهم السياسي على نحو ما , متلونين مرة بتجربتهم العلمانية ومرة بكل قوة بالتنظيمات الدينية كالنقشبندية وتنظيم دولة العراق الاسلامية وغيرها على سبيل الاحتواء معتمدين في ذلك مغذيات كثيرة , في مقدمتها الأحقاد والعقد الطائفية وغيرها ليقينهم ان متبنياتهم الفكرية لم تعد قادرة على تعبئىة الشارع لصالحهم باي شكل , كما ان الشارع السني يحملهم مسؤولية خسارة العراق وتسليمه مدمرا محطما لأميركا والشيعة على طبق من ذهب , ويمكن القول ان كل هذا يشكل خطوطا حمراء حقيقية لدى المعنيين بالقرار السني لايسمحون بتجاوزها , ومن هنا نجد اننا لو أمعنا النظر بحدة التوترات الحاصلة بين الحين والاخر نجدها تتراوح بين التهدئة والتصعيد تبعا لدرجة بلوغها الخطوط الحمراء , وفي بعض الاحيان تهفت خشية انزلاق الاوضاع وفقدان السيطرة على حركة التاريخ والاحداث وتسجيل خطأ تاريخي أخر أكثر فداحة مما يحفل به الإرث السياسي السني المثقل بالرزايا , والحقيقة ان العقل السني سيستعيد دوره وسينتصر أخيرا على مظاهر الإختراق و التهور والتناقض وفقدان البوصلة والتوازن التي طغت على مشهد ساحات الاعتصام طيلة الشهور الماضية والذي تجاوز كثيرا حدود القيم العشائرية من سياسة ورياسة , وسيمسك بزمام الامور بشكل يحفظ ماء الوجه مرحليا تمهيدا لمخرج أفضل في المستقبل القريب , ومن هنا فلا يمكن تصور اي بديل للحوار مع المركز وفق الثوابت التي افرزتها العملية السياسية والدستور ولا نتصور قطعا حلولا ابعد من اللامركزية الادارية تفاديا لتقسيم العراق ومنح المزيد من الصلاحيات للحكومات المحلية على حساب صلاحيات المركز. في ظل مشهد سياسي جديد يزيد من فرص حكومة الغالبية السياسية في الدورة القادمة .



#سعدون_عبدالامير_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشايخ الأنبار و مواجهة فجيعة العقوق
- العراق إلى أين
- جدلية الشيعة والسنّة في العراق 2
- جدلية الشيعة والسنّة في العراق 1
- من سيبني العراق
- عبدالله النفيسي والذاكرة الهرمة
- فَصْدُ الدّم
- الاسلام هو الحل .. ام هو المشكلة
- من اوراق السجن - انهم يسحقون جذور البطاطس
- كيف أدْمنّا الفجيعة
- لأنك أبْجديُّ الهوى
- المعلومات اشد فتكا من اي سلاح .. بحث في الامن الاستخباري
- معنيٌ أنا بك عليٌ
- القانون الدولي الإنساني ومراحل تطوره
- بين السياسة والعبث
- الأمن من الإيمان
- ذاكرتنا المثقوبة وثقافتنا المخربة
- مفهوم -الامة العراقية - بين المحلية والكونية
- تجارب على الطريق لإحياء الأمة العراقية
- لماذا نساهم بطمس الحقائق


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون عبدالامير جابر - لا حرب أهلية في العراق