أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - مقام المخالف ..لماذا هو مخالف ؟















المزيد.....

مقام المخالف ..لماذا هو مخالف ؟


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 03:49
المحور: الادب والفن
    


مقام المخالف ..لماذا هو مخالف ؟
متابعوا الموسيقى والعارفون بأسرارها أعلم منّي طبعا ولكنني أعلم كما يعلم الجميع أن السلّم الموسيقي يتألّف من سبعة أو ثمانية نغمات أساسيّة تؤلّف ما يُدعى بالأوكتاف أو الديوان وهي :دو↑ري↑مي↑فا↑صول↑لا↑سي↑ثم ننتقل إلى الأوكتاف التالي ونعيد الكرة أيضا ويعلم الجميع أيضا أن هناك نغمات تُدعى بالنغمات الملوّنة وهي تتضمن ما يُقارب نصف التردّد بين النغمتين السابقة واللاحقة وهي تُدعى بالنسبة للأعلى أي التالي بيمول وبالنسبة للأدنى تُدعى دييز وهما في الأدب الموسيقي الأنكليزي يُدعيان بشارب وفلات ( Sharp & Flat )ولا توجدان بين كل النغمات بل بين بعضها فقط أي بين نغمتي الدو والري وبين الري والمي وكذلك بين الفا والصول والصول واللا وبين واللا والسي فقط ويتّضح ذلك بكل جلاء عند النظر إلى لوحة مفاتيح آلة البيانو حيث سنجد أن هذه التشكيلة تتكرّر لأكثر من مرّة وحسب سعة آلة البيانو أو الأورك أو الأرغن الكبير.ومعلوم لدى كثير من المهتمّين بالموسيقى أن المقام الموسيقي من حيث التدوين يعتمد على شئ يُسمّى علامات التحويل فعلى سلّم موسيقي يبدأ بأوكتاف من مستوى مفتاح الصول مثلا نجد هناك علامات تأتي مباشرةً بعد مفتاح صول على شكل حرف b اللاتيني أو على شكل# وهذان يعنيان بيمول أو فلات ودييز أو شارب ومعنى هذا تأدية النغمة التي تلي النغمة المطلوبة أو تسبقها من حيث المفاتيح السوداء بدلا منهاولكل مقام علامات تحويل خاصّة به كما هو معروف وبطبيعة الحال فإن التبياين بين الموسيقى الشرقيّة والموسيقى الغربيّة يقع في ما يُدعى بأجزاء النغمة والحقيقة هي ليست بهذا الشكل بالضبط إنما تعلمون أن هناك أبعادا بين النغمات تتوضّح بشكل أكبر على الآلات الوتريّة فمثلا لو كانت في موضع ما على أحد أوتار العود أو الكمان أو أي من الآلات الوترية تأدية نغمة الدو فإن ما بعدها بإصبع أو إنج تقريبا سنحصل على تردّد نغمة الري وما بينهما مسافة وتريّة يمكن تقسيمها أيضا وعند منتصفها نحصل على نغمة ملونة هي نغمة دوشارب أو ري فلات وعند ربع المسافة سنحصل على نغمة أخرى تُدعى في الأداء الموسيقي الشرقي كار أو ري كاربيمول وتتباين المقامات الشرقيّة فيما بينها وبين البعض في الأداء المحلّي لهذه النغمات التي تؤدّى على مسافات متقاربة من بعضها ولكنها تُعطي تردّدا مختلفا وهي بالتالي تلائم حناجر بعض الأقوام والشعوب وتميّزها عن بعضها البعض .
وطبعا نحن سنهمل الأوزان لأسباب تتعلّق بتوضيح المقام وليس الوزن.
هكذا نكون قد علمنا ما هو المقام الموسيقي وهو بالضبط كالسلّم الإعتيادي يستطيع العازف أو المغنّي أن ينتقل عليه صعودا وهبوطا بشرط أن يُراعي علامات التحويل فكلما وجد نغمة على السطر الخاص بنغمة الدو في حين كان على هذا السطر علامة من العلامات ( علامات التحويل) فإنه يتطلب منه أن يترك النغمة ليؤدّي النغمة التي بنفس الإسم ولكن الملونه منها بدلا عنها أي يتحوّل عند مشاهدة العلامة وهكذا
والآن لا نريد أن نطيل ونثقل على القارئ ولكن هكذا أوجد الموسيقيون جداول موسيقيّة توضح سلّم كل مقام وتم هذا باتباع سلالم كبيرة وأخرى صغيرة تتعلّق بتقسيم السلّم إلى ما يُدعى بالكوردات أو التتراكورد السفلي والتتراكورد العلوي لكل من السلمين الكبير والصغير .
وبالنسبة للموسيقى الشرقيّة فالموضوع أعقد من ذلك لتعلّقه بالأجناس والقطع والأوصال والميانات وما إلى ذلك ومن التفاصيل التي كانت هي أسباب العاطفية والإحساس الرشيق والإنتقالات الإنسيابيّة فيها ولكننا سنحاول الإختصار لهذا نقول :
وهكذا تم بناء نظريّة الموسيقى بأجمعها في العالم وفي الشرق كما هو الحال في الغرب بغض النظر عن المسميات والفروق في التردّدات
ولكن مقام المخالف له خصوصيّة متفردة في سلّمه المقامي ولكي نتفهّم ذلك نعود إلى السلّم الموسيقي ونعتبر النغمات الملوّنة ( السوداء على البيانو) وكأنها هي سلّم متكوّن من خمسة أنغام ( ليس على الشكل الذي تتألّف منه السلالم السودانيّة لأنها أساسا نغمات ليست ملوّنة بالأصل)وهكذا تتم الإنتقالات على هذا السلّم ويُمكن إستبدال النغمات غير الملونة بما يُفترض أنها ملوّنة واعتبار ذلك سلّما خاصّا دون كل السلالم الأخرى وهكذا نجده مقاما يُخالف القواعد الموسيقية المتعارف عليها وهذا ما عبّر عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب حينما إستمع له لأوّل مرّة حيث قال إنه سلّم لا يتّبع نفس القواعد الموسيقيّة المعروفة عالميا.
وبعد أن نُعطي النغمات الشرقيّة إعتبارا خاصّا من حيث مميّزات الحناجر الشرقيّة كما قلنا فإنه يوجد قليل من الزحف على موضع الإصبع على الأوتار أي في تقسيم البعد الميلودي لكي نتتبّع سلّم المقام كما يتم عزفه وتأديته موسيقيا وغنائيا فهو الآن يؤدّى على السلّم التالي:
سيكاه↑جهاركاه↑صبا↑حصار↑أوج
وهو بلغة كتابة وتدوين الموسيقى على النحو التالي:
مي كار↑فا↑صول بيمول↑لا بيمول↑سي ربع تون
أمّا بالنسبة لمتتبّعي التدوين البريطاني فيمكن إستبدال نغمة دو بإسم ( C )ومن ثم الصعود إلى DوE و ...إلى A ثم B ثم البدء من C ثانيةً، أي ان السلّم يبدأ بإسم C والتي تقابل دو
امّا فيما يختص بالذي ذكرناه عن الحناجر المختلفة والأقوام وتباين شكل المقام بين بلد وآخر فيرجع إلى ما يدعوه المختصون بالعُرَب وهي قدرة الحنجرة على تأدية النغمة المطلوبة ويرجع هذا إلى صفات متوارثة للحنجرة فمنها من تتمكن من إعطاء التردّد المطلوب للنغمة وخصوصا النغمات الملونة أي الفلات والشارب ومنها ما يزيد أو يُنقص في تردّدها وهذا نفسه يحدث لو غيّرنا موضع الأصبع على الوتر حيث نعلم أن طول الوتر يتغيّر عكسيا مع التردّد وحينما يكون الزحف ضئيلا يحدث إختلاف ضئيل في الأبعاد الميلوديّة وبالتالي في المقام دون أن تتغيّر طبيعة المقام ولكن لو كان الزحف كثيرا عندذاك يخرج السلّم عن المقام المطلوب ويدخل ربما في مقام آخر وهذا هو تفسير وجود فوارق بين بيات جنوب العراق وبيات الشام وبيات مصر وبيات الكرد وبيات الأتراك وبيات الفرس وهكذا ونلحظ ذلك جليا عندما نستمع إلى بيات لبناني صادح ويصيح بنغمات أعلى من بيات جنوب العراق كما نسمعه من داخل حسن على سبيل المثال وقد كان هذا هو بالضبط سؤال أم كلثوم للأستاذ القبانجي مطرب العراق الأول عندما زار القاهرة عام 1932 للإشتراك في مؤتمر الموسيقى العربيّة الأول وقد شرح لها أن مقام البيات هو نفسه من حيث الإنتقالات وشكل السلّم الموسيقي فيما عدا هذه الفوارق.
هذه هي أسباب تسمية مقام المخالف بهذا الإسم وهو مقام عراقي أصيل وفيه لحّن رضا علي لنرجس شوقي أغنية بالعشق حسدوني الخلك وكذلك كثير من الفنانين العراقيين وهو مقام حزين ويقول بعضهم : ( إنه حزين لأنه يؤدّى على المفاتيح السوداء ) وسنقدم لكم رابطا للمقام المذكور على اليوتيوب من أداء مطرب المقام الشهير نجم الشيخلي:
http://www.youtube.com/watch?v=fkF6vdaveIs
وهذه أغنية بالعشق حسدوني الخلق( من يدري بالباطن شكو) لنرجس شوقي وهي من نفس مقام المخالف بإيقاع الجورجينا العراقي البحت :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=67pQRmMo8w8

هذا وللحديث صلة والسلام عليكم


سنان أحمد حقّي
مهندس ومنشغل بالثقافة
دهوك في 27 نيسان 2013



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على الحوار مع الشاعر والمفكّر أدونيس أحد مشايخ الحداثة ...
- نقد بعض الطروحات حول الماهيّة الإلهية .
- في اليوبيل الذهبي لجامعة الموصل وكليات الهندسة والعلوم..!
- صراخ..!
- المساومة في العمل السياسي..!
- الأخلاق ، في ضوء الماديّة الجدليّة..!
- القبانجي ..! نقد وتعقيب!
- على هامش التحرّش..!
- إنقراض الإسلام ..! أهو من وضع الكاتب أم نص ٌمقدّس؟
- قولٌ في الطرب..وفي الروح المبدع..!
- (كتاب الفاشوش ) من عرض وتقديم شوقي ضيف..!
- ردٌّ مقابل في قصيدة النثر العربيّة ..!
- أسود وأبيض بيكاسو.. !
- هل كان العسكريون خيارا صائبا لتولي الحكم والسياسة؟!
- الفلسفة..! لماذا..؟
- تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!
- الإحتجاج والشجب والإستنكار إحدى أهم وسائل التعبئة الجماهيريّ ...
- المنطق العام ومنطق الأشياء..!
- إلى النّمريّ الكبير..!
- الماركسيّة لا تقمع الواقع بل تنبع منه..! حول مقال الأستاذ ال ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - مقام المخالف ..لماذا هو مخالف ؟