أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - سعود سالم - المثلية الجنسية .. حق من حقوق الإنسان














المزيد.....

المثلية الجنسية .. حق من حقوق الإنسان


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 15:28
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


بعد نشر موضوع هوموفوبيا، تلقيت مكالمة تليفونية من صديق قديم يقيم في أوربا ودار بيننا نقاش طويل حول موضوع المثلية الجنسية. فكرته الأساسية أن المثلية الجنسية ليست مشكلة أساسية أو رئيسية ولا تخص إلا أقلية بسيطة من الشباب والشابات المنتمين للبرجوازية، ولذلك فإن طرح هذه القضية على الساحة الفكرية والثقافية في هذه الظروف لا يمكن أن ينظر إليه إلا كنوع من الإستفزاز وإثارة المشاكل في مجتمع ممتلئ حتى الحافة بالمشاكل والعقد النفسية والإجتماعية ولا تنقصه المواضيع المثيرة لردود الأفعال العنيفة. وفي رأي هذا الصديق أن المشكلة هي حرية التعبير والتمثيل الديموقراطي وتطبيق القانون. وفي النهاية تحول النقاش إلى ما يشبه حوار الطرشان، ففي كل الدول العربية والإسلامية هناك قوانين تحرم المثلية وتحكم بالسجن أو الجلد أو الإبعاد وأحيانا بالموت على المثليين والمثليات، وهذه قوانين جائرة ويجب تغييرها وليس تطبيقها، ولكنه يرد بأن الديموقراطية هي تطبيق إرادة الشعب، فإذا كانت غالبية الناس تدين المثلية، فالأقلية يجب أن تخضع لقانون الأغلبية. فالمجتمع الذي لا يسمح بالحب ولا يسمح بأن يمسك الشاب أو الشابة بيد صديقه أو صديقته في الشارع هو مجتمع لا يمكن أن ينتج إلا قوانين جائرة وغير عادلة في نظر الأقلية، وفي النهاية فإن تغيير المجتمع لا بد أن يتم تدريجيا وعلى خطوات ولا يجب التسرع وإرعاب الناس وتخويفهم بطرح أفكار متطرفة وبعيدة عن إهتماماتهم وهمومهم اليومية.
بطبيعة الحال، المجتمع الذي لا يؤمن بحرية الآخر والذي تحكمه العادات والتقاليد لا يمكن أن يتخيل قوانين تزلزل معتقداته وما تعود عليه منذ عدة قرون، ولكن في نفس الوقت الحرية لا تتجزأ فهي حرية الجميع أو لا حرية لأحد. بالإضافة أن المثلية ليست رأيا أوإعتقادا وإنما ممارسة وحرية أساسية لإمتلاك المواطن لجسده وحرية التصرف فيه، وهذا لا يمكن أن يخضع لقوانين الأغلبية والأقلية. هناك مفاهيم وقيم إنسانية عامة ملخصة فيما يسمى بوثيقة حقوق الإنسان، وهذه القيم والمبادئ لا تخضع للرأي الشخصي للأفراد أو الجماعات ولا تخضع للإستفتاء او التصويت، الحق في الحياة الكريمة والحق في حرية التعبير والإعتقاد والحركة والحق في العلاج والتعليم والعدالة والحق في تكلم لغته وممارسة ثقافته .. إخ هي حقوق غير قابلة للتجزئة أو المساومة. ففي الديموقراطيات المعاصرة، رأينا الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، عندما وصل إلى السلطة سنة 1981، أول ما قام به هو إلغاء عقوبة الإعدام، رغم أن أغلبية المجتمع الفرنسي في ذلك الوقت كانت مناهضة لفكرة الإلغاء، ولكنه أتخذ هذا القرار بصفته رئيسا للدولة الفرنسية ومسؤول عن هويتها الثقافية والإنسانية ودستورها يسمح له بإتخاذ مثل هذا القرار، لأنه قرار عام ويتعلق بحقوق الإنسان العامة ولا يدخل في مجال العلاقات الإجتماعية. بينما في 2013 ومنذ عدة أيام، كان لا بد من موافقة البرلمان الفرنسي على القانون الجديد الذي يسمح بالزواج بين المثليين والمثليات، لأنه قانون يتعلق بالأحوال الشخصية والأسرة والأطفال والميراث إلخ، ولابد من إتفاق الجميع على ضرورته أو عدم ضرورته، وقد صدر هذا القانون لأن المجتمع الفرنسي كان جاهزا لتقبله والتصويت عليه بالإيجاب ( 52٪ مع القانون 43٪ ضد القانون 5٪ بدون رأي محدد، حسب إستطلاع مجلة الإكسبرس بعد التصويت على القانون ) وذلك لأن حرية المثليين والمثليات مضمونة أساسا في الدستور الفرنسي وليست محلا لرأي الأغلبية أو الأقلية كما هو الحال فيما يتعلق بمؤسسة الأسرة والزواج.
وفي هذه الحالة، فإن إثارة هذا الموضوع والذي لا يخص الأقلية المثلية فقط، هو ضرورة ملحة وحتمية لخلق مجتمع جديد مبنى على إحترام الآخر مهما كانت توجهاته الفكرية أو الدينية أو شكله أو لغته أو جنسه، مجتمع مبني على العقل والحوار والحياة الآمنة الخالية من الرعب والخوف. وإذا كان المجتمع العربي الإسلامي لا يتقبل هذه الفكرة الآن، ولكي تصبح إمكانية قابلة للتحقيق غدا - أقصد بعد عشرين عاما- فلا بد من البداية الآن وطرح أساسيات المجتمع الذي نريده.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوموفوبيا
- خرائب الوعي .. 24 - نوستالجيا
- خرائب الوعي .. 23 - الهروب
- جربوا الحب قبل الموت
- خرائب الوعي .. 22 - الصدى
- الفقراء وبؤس الثورة
- العصيان والعقاب .. 3 - ثورة إبليس
- العصيان والعقاب .. 2 - سارق النار
- العصيان والعقاب
- السلطة .. وسرير بروكست
- خرائب الوعي .. 21 - مربع ماليفيتش
- خرائب الوعي .. 20 - المصدر
- خرائب الوعي .. 19 - الأسطورة
- خرائب الوعي .. 18 - إختفاء البحر
- إغتصاب المرأة .. من مظاهر الرجولة
- حكاية الضجر .. 3 - وقود الثورة
- حكاية الضجر .. 2 - العجلة
- القاتل والقتلة والجوع
- حكاية الضجر .. 1- القناص
- مسرحية -الديموقراطية هي الحل-


المزيد.....




- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - سعود سالم - المثلية الجنسية .. حق من حقوق الإنسان