أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - هل أعاد كامرون ليبيا تحت التاج البريطاني؟!!














المزيد.....

هل أعاد كامرون ليبيا تحت التاج البريطاني؟!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 10:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اليوم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كامرون يتحدث عن ليبيا وكأنها ليست دولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة، ويعطي لنفسه الحق في التدخل في حوادث أمنية تجري داخل حدودها على فترات متقطعة ولا تصل في خطورتها الى ما يجري في دول اخرى وبشكل يومي تقريبا!!، وقبل يومين وزير الخارجية الفرنسي يقول من أمام سفارة بلاده في طرابلس التي استهدفها تفجير إرهابي إنه أعطى أوامره الى أجهزة الأمن بتامين أماكن تواجده (في طرابلس)!!، وقبلهما بأكثر من سنة قائد قوات التدخل الأمريكية في افريقيا "أفريكوم" (قوة تدخل لحماية المصالح الأمريكية في القارة) يعلن عن فتح مكتب لهذه القوة في مقر السفارة الامريكية بطرابلس ويتحدث عن آفاق تعاون بين الجيش الليبي وهذه القوة!!.. ثلاث تصريحات سياسية خطيرة لم نسمع اي تعليق حولها من اي مسؤول ليبي على مستوى السلطتين التنفيذية أو التشريعية، وهي تصريحات لها معان أكبر من أن نتجاهلها، خاصة تصريح كامرون الذي يلغي وجود اي سلطة في ليبيا، وكأنه قد أعاد هذا البلد تحت تاج الانتداب البريطاني البغيض من جديد..

ماذا قال كامرون في البيت الابيض اليوم :
" سيكون علينا التحرك مرة أخرى لمساعدة المدنيين وتمكينهم من العيش في حياة كريمة (....) ستكون جميع الخيارات أمامنا مفتوحة قبل الاجتماع القادم للدول الصديقة لليبيا في بداية شهر يونيو ، ولكن الشيء الأكيد اننا سنتحرك بالفعل لمساعدة هذا الشعب الذي عانى كثيرا من ظلم نظام مستبد" انتهى الاقتباس..

جميع الخيارات .. وسنتحرك بالفعل!! هذه تشمل الى جانب خيارات أخرى خيار القوة العسكرية!! وهل عجز خمسة مليون ليبي عن مواجهة حفنة من المجرمين من أهل السوابق ومن محترفي الارهاب او بقايا المغيبين بفعل دعاية النظام السابق او المأجورين من قوى خارجية قد تكون بريطانيا بينهم ، هل عجز هذا الشعب عن التخلص من هذه الفئات او إعادة أفرادها الى جادة الصواب حتي يستعين بكامرون وجيشه؟ وماذا عن رأيكم يا دولة ليبيا الذي يتجاهله صديقكم كامرون هنا عندما يقول ان الشيء المؤكد أننا سنتدخل بالفعل؟.. لا اعتقد أن ما يجري في ليبيا يستحق كل هذه الجعجعة من شخص بمستوى كامرون أمام أضخم وأخطر ماكنة إعلام صانعة للحروب والأزمات في العالم المعاصر، وكذلك لا يتحمل كل هذا الصمت من قبل المعني المباشر بهذا الكلام ..

من المؤكد إن للكلام ما وراءه، خاصة إذا ما ربطناه بشائعات متداولة في الشارع عن ضربات جوية لأماكن محددة متوقعة خلال المدة القادمة.. بالامس وزير فرنسي يخرق العرف الدبلوماسي ويلغي وزارة الداخلية الليبية بكل أجهزتها وافرادها ويدير امن طرابلس بنفسه، وقبله بسنة واكثر قائد الفريكوم يعلن عن فتح مكتب لهذه القوة في طرابلس، واليوم كامرون يقول "ستكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا وسنتحرك بالفعل " دون أن نسمع اي رد فعل او توضيح من اي مسؤول في الحكومة او المؤتمر لموقف الدولة الليبية من هذا التجاوز على حقوقها والتدخل في شؤونها.. ماذا يعني هذا الصمت ايها السادة في الحكومة والمؤتمر؟ هل تنتظرون نزول قوات الناتو على الارض لتضعونا أمام الأمر الواقع معتقدين أننا سنقبل وجودهم على الارض اليوم كما قبلناه مجبرين بالامس في الجو؟؟

أجزم بأنه إذا كنتم تراهنون على ذلك فإن رهانكم خاسرا منذ الآن، وأننا كلنا سنخسر ليبيا ، ولن يهنأ بها أحد ، والكاسب الوحيد في هذا الرهان هو دول الناتو التي ستشعل النار في كل ليبيا تحت لافتة مساعدة المدنيين وتبقيها مشتعلة باستثناء مواقع انتاج النفط والغاز ، أي عرقنة ليبيا .. وإن ما نعانيه اليوم من مشاكل أمنية ليس بغريب على بلد خرج لتوه من أزيد من أربعين عام من دكتاتورية فرد ظالم، وان ما نشاهده من مباهج الديمقراطية والسلام والاستقرار في دول شمال المتوسط التي نحاول ان نقرن انفسنا بها، لم تحققه في عام او عامين او بدون دماء، بل أخذ من عمر هذه الشعوب قرونا ومن دمائهم أنهارا .. وأن ما نراه من حالات فلتان امني وتغول قبلي وجهوي وعرقي سيصطدم بمصالح الناس التي ستخرج لاستئصاله ومحاصرة بؤره، وأن تكاليف علاجه بايدينا مهما ارتفع ثمنها فلن تصل الى ثمن فاتورة علاجها خارجيا إن ماليا أو معنويا..
كم نشتاق الى سماع صوتكم ايها المسؤولين في الدولة والحكومة الليبية هذه المرة فالرهان على اشعال الحريق وتبديد ما تبقى من ليبيا من قبل أعدائها كبير..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المرأة إنسان حقيقي؟!!
- وصمتت الدِّيَكة..
- أين صوت العقل يا أمازيغ؟
- الآخر المختلف كضرورة.
- دسترة التخلف!!
- في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر
- عيد الحب على الطريقة الليبية
- عطالة العقول تسيل الدماء في تونس
- انتكاسة لحقوق المرأة في ليبيا
- لا للعدالة.. لا للدولة!!
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - هل أعاد كامرون ليبيا تحت التاج البريطاني؟!!