أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الياس عفيف سليمان وكلود الياس سليمان - دير ياسين – 1948 عدد القتلى، لماذا وكيف ؟















المزيد.....

دير ياسين – 1948 عدد القتلى، لماذا وكيف ؟


الياس عفيف سليمان وكلود الياس سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 19:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


دير ياسين – 1948ــ عدد القتلى، لماذا وكيف ؟

بقلم: الدكتور الياس عفيف سليمان وكلود الياس سليمان *

دير ياسين، قرية فلسطينية، تقع على مسافة 5 كم غربي القدس – منطقة غبعات شاؤول اليوم،تجاوزعدد سكانها 600 نسمة في العام 1948.
الدكتور اوري ميلشطينباحث، مفكر ومؤرخ في التاريخ العسكري لدولة اسرائيل ومحلل لأحداث وقضايا حدثت في العام 1948. اصدر الدكتور ميلشطينعدة كتب باللغة العبرية ونظر عدة نظريات حول هذه المواضيع،قسم من هذه الأبحاث ترجم الى اللغةالإنجليزية. اللافت للنظر كتابه عن دير ياسين والصادر في اللغة العبرية في العام 2007 والذي ترجم الى الانجليزية. في الكتاب تحليل واضح وجرئ لأحداث دير ياسين. يعتمد الكاتب علي المصادر الأولية منها : الارشيف الصهيوني – ملف الشهادات والمخابرات -،ارشيف الهاجاناه، ارشيف كيبوتسبالمحيم،كتب البلماح،ارشيف جيش الدفاع الاسرائيلي، ارشيف الكاتب مقابلات مع قادة عسكريين قادوا ،اشتركوا واداروا العمليات آنذاك بالإضافة الى مصادر اخرى.
في هذا المقال سنقوم بترجمة الفصل المتعلق بعدد القتلى في دير ياسين (ما حدث في دير ياسين يتطلب كتابة عشرات الصفحات بسبب كثرة الوثائق في الارشيف) ما بين هلالين غير وارد في النص وقد اضفناه للتوضيح.
صرح مردخايرعنان (ولد في العام 1922 ،قائد في منظمة ايتسل، وهي منظمة عسكرية قومية تأسست في القدس في العام 1931 وعملت حتى العام 1948، قائدها الاول ابراهام تهومي واخرهم مناحيم بيجن، اعتبرها الانتداب البريطاني منظمة ارهابية)في بيان صحفي يوم 9 ابريل 1948 الساعة السابعة مساءاما يلي: " تم احتلال قرية دير ياسين. دارت المعركة من بيت الى بيت. اخذنا اسرى. التزمنا بان نبقى في القرية 48 ساعة بعدها نسلم القرية الى الهاجاناة "(الهاجاناه، منظمة عسكرية كبيرة ومركزية عملت بين السنوات 1920- 1948 وكانت النواة لإقامة جيش الدفاع الاسرائيلي بعد قيام الدولة).
اجاب رعنان على اجوبة الصحفيين وقال" حتى الان احصينا 254 قتيلا عربيا ". قام الصحفيون الاجانب بإرسال هذا الخبر ونشره عبر وسائل الاعلام، في تلك الليلة (التاسع من ابريل 1948 ) اذاعت وكالة الانباء بي بي سي من لندن في نشرتها الاخبارية عن سقوط 250قتيل، نصفهم من النساء والاولاد.
في العام 1987 صرح رعنان ما يلي " في ذلك اليوم لم اعلم، ولم استطع ان اعلم ما عدد القتلى العرب، لم يقم احد بعد الجثث، قدر الناس عدد القتلى بحوالي 100 او 150 شخص. انا قلت للصحفيين ان عدد القتلى 254 بهدف نشر ذلك العدد الكبير لكي يخاف العرب، ليس فقط في منطقة القدس انما بكل البلاد. تحقق ذلك الهدف (هرب الكثير من العرب من قراهم وبيوتهم خوفا على انفسهم دون قتال) بالمقابل تجذر عدد القتلى 254 في الرأي العام. الصحفيون، الباحثون والمؤرخون رأوا بذلك العدد حقيقة واقعة. لم يتكبد احدا عناء فحص ما هو عدد القتلى الحقيقي".
في يوم 10 ابريل 1948 اذاع راديو منظمة ايتسل بان عدد القتلى 254، وذلك استنادا الى التقرير الذي رفعه مردخايرعنان الى القيادة العامة لمنظمة ايتسل في تل – ابيب. في نفس اليوم ارسل مائير فعيل ( 1926 - خدم في صفوف البالماحوهي منظمة عسكرية تابعةللهاجاناة، عملت من العام 1941 وحتى العام 1948 ) تقريرا الى يسرائيل غاليلي ( 1911 – 1986 ، رئيس القيادة العامة في الهاجاناة ) جاء فيه: عدد القتلى 254 (ورد الخبر فيصحيفة هاماشكيف يوم 11 ابريل 1948 ) .
يستشف من شهادة مائير فعيل المحفوظة في معهد جبوتنسكي ما يلي: " نعرف عن 254 من القتلى العرب " في مقابلة صحفية لجريدة يديعوت احرونوت – 4 ابريل 1948 - قال مائير فعيل "رفض قادة المنظمات طلب مقاتليهم بدفن 254 جثة عربية مبعثرة في انحاء القرية " .
نشرت صحيفة يديعوت احرونوت يوم 20 ابريل 1972 مقالا جاء فيه " كان عدد القتلى العرب في دير ياسين 254 وذلك حسب تقارير افراد المنظمة الشبابية العبرية (الجدناع) ورجال من القدس الذين قاموا بدفن القتلى بعد خروج افراد منظمة ايتسل ومنظمة ليحي (ليحي: معناها المقاتلين من اجل حرية اسرائيل،تأسست في العام 1940 وبقيت حتى العام 1948 ، عملت ضد الانتداب البريطاني التي اعتبرها منظمة ارهابية) من القرية ورفضهم دفن الجثث. عدد القتلى ورد على لسان الاشخاص المخولون لذلك. ولا يوجد أي سبب للبحث عن مصادر اخرى في هذا الشأن ".
بعد عدة سنوات قال دافيد كوهين (الملقب ابني، قائد في جهاز المخابرات والقائد المسؤول عن مائير فعيل) ان مائير فعيل ذكر هذا العدد في تقريره، شعرنا بان العدد مبالغ به، سألناه كيف توصل الى هذا العدد. اجاب: " لم اقم بعد الجثث، يوجد تقرير من مردخاي رعنان قائد منظمة ايتسل في القدس".
في العام 1987 التقى الدكتور ميلشطين - في كيبوتس بيت الفا - دافيد كوهين قائد جهاز المخابراتوحاوره قائلا وسائلا: " كيف تمكنتم من الاتكال على انسان غير امين مثل مائير فعيل؟ اجاب كوهين: تم ارسال خيرة الرجال الى ارض المعركة. فعيل كان خيار خاطئ وعرفنا انه لا يمكن الاتكال على تقاريره. قال ميلشطين: هكذا ربيتم دجالا يعلم ضباط جيش الدفاع وقادته عشرات السنين. اجاب كوهين: هذا هو سبب الحماقة في التاريخ. ردميلشطين:يقتبس اغلب الباحثين من فعيل عن عدد القتلى في دير ياسين. رد كوهين :اغلب الباحثين غير صادقين فيما يكتبون... كتب يتسحاق ليفي (1907 – 1994 لقبه ليفيتسا) رئيس جهاز المخابرات في القدس، الذي حقق وبحث في احداث حرب الاستقلال لأكثر من عشر سنوات والذي قرأ وفحص اغلبية الوثائق السرية المتعلقة بما جرى في دير ياسين ما يلي: " في ساعة العملية وبعدها قتلوا 254 رجل " تم نشر هذا العدد مئات المرات في اللغة العبرية، العربية وبلغات احرى.
وقال شمعون مونيطه، عميل في الهاجاناة: " لم يقم احد بعد الجثث ولا حتى عدد الجثث التي تم دفنها. كلهم بالغوا في العدد، اغلبية رجالنا رأوا وللمرة الاولى في حياتهم عدد كبير من القتلى كهذا. للجميع كان ملائما العدد الاكبر. كان لمنظمة ايتسل وليحي هدفان: الاول، التفاخر بعدد القتلى الكبير. الثاني، اخافة العرب. كان هدف الهاجاناة والوكالة اليهودية التشهير بأفراد منظمة ايتسل وليحي وتخويف العرب. اراد العرب التشهير باليهود واذلالهم. اما البريطانيون فقد ارادوا التشهير بالإرهابين اليهود. كلهم تمسكوا ورددوا عدد القتلى الذي – اوجده –مردخاي رعنان. قمنا بوضع 30 جثة في الشاحنات، كان هذا العدد الاكبر، كان هناك 30 جثة اخرى، وصل العدد الاجمالي الى 60 تقريبا. بهذا الخصوص قمت برفع تقريري الى المسؤول عني في جهاز المخابرات وهو بدوره رفعه الى رؤساء الجهاز".
وادلى رجل المخابرات في منظمة ليحي موشيه ادلشطين (1925 - ) امام الدكتور اوري ميلشطين بما يلي: " تكلموا حينها على 61 قتيل ". وادلى أيضا ضابط المخابرات مردخايغيحون ( 1922 - ) الذي تفقد القرية في ساعات الظهر يوم 9 ابريل 1948 بما يلي: " لم احصي عدد القتلى. قدرت انه كان اربعة حفر مليئة بالجثث، بكل حفرة 20 جثة، وبعض العشرات في الكسارة، قلت العدد – تقديرا- 150 قتيل" .
في صباح يوم 10 ابريل 1948 جاء الى القرية رجل المخابرات يونه فيطلسون الذي صرح للدكتور ميلشطين بانه رأى 80 جثة وبانه كتب تقريرا وقدمه الى المسؤولين عنه.
عندما عاد يهوشعاريئلي (1916 – 2002) قائد افراد المنظمة العبرية الشبابية (الجدناع) من دير ياسين يوم 13 ابريل 1948 سرد لزوجته انه هو وتلاميذه دفنوا 70 جثة وفخخوا وفجروا 40 جثة، هكذا وصل العدد الى 110 جثث.
في يوم الاول من مايو 1981 صرح محمد عارف سمير، من سكان دير ياسين الى جريدة "كول هاعير" بما يلي: " تم جمع 91 جثة في ذلك اليوم ".
ويقتبس الدكتور ميلشطين اقوال الدكتور والباحث الفلسطيني شريف حنانا من جامعة بير زيت الذي قال في احدى محاضراته في العام 1998 انه توصل بأبحاثه الى ان عدد القتلى في دير ياسين كان 107 اشخاص.
وجاء في مقال نشرته صحيفة هأرتس يوم 11 ابريل 1999 ما يلي: " في الذكرى 51 لأحداث دير ياسين، اجتمع قرابة 100 من الفلسطينيين قرب قرية دير ياسين، وقد جلبوا معهم 93 نعشا فارغا كرمز الى عدد القتلى" .
نشرت جريدة الايام الفلسطينية يوم 8 ابريل 2001 مقالا تحت عنوان " بقي شاهدا على مذبحة دير ياسين " جاء في المقال: " قال ابو محمود الياسيني، احد لاجئي القرية والذي يعرف ما جرى فيها انه وفي حوزته لائحة اسمية مفصلة عن اسماء القتلى واعمارهم وعددهم 93 شهيد من بينهم 3 ليسوا من سكان القرية " .
شهادة اخرى جاءت على لسان عايش زيدان الياسيني من مهجري القرية وفيها: " كان للإعلام العربي الذي ضخم احداث المذبحة تأثيرا سلبيا ادى الى دب الخوف والفزع في قلب الفلسطينيين، تكلموا عن 250 شهيدا، حين ان العدد لم يتعدى ال- 100 ".
من المقال يتبين انه لا اساس للعدد 254 ، وقال الدكتور شريف بهذا الصدد " كذب مصدره الخلاف بين منظمة الهاجاناة من جهة وبين ايتسل وليحي من جهة اخرى ".
رغم كل ذلك تبنت المؤسسة الامنية، الأكاديمية والتربوية في اسرائيل الحدث وعن المذبحة في دير ياسين للتعبير عن الندم بهدف القضاء على القوة الاجتماعية والسياسية لمنظمة ايتسل وليحي في ذلك الوقت.

*- د.الياس سليمان- باحث ومؤرخ / كلود سليمان - طالب علوم سياسية – من مهجري كفر برعم ويقيمان في قرية الجش- الجليل الأعلى
[email protected]



#الياس_عفيف_سليمان_وكلود_الياس_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الياس عفيف سليمان وكلود الياس سليمان - دير ياسين – 1948 عدد القتلى، لماذا وكيف ؟