أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - فرصة من ذهب














المزيد.....

فرصة من ذهب


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودتنا الادارة الأميركية فيما يتعلق بالأزمة السورية، على معارك الكر والفر ((ضربة على الحافر وضربة على السندان )).

فبعد تمنع من الاعتراف باستعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي وهو ما اعتبرته على لسان رئيسها بارك أوباما خطاً أحمر، ها هي تحرج للاقرار بأن النظام السوري قد استعمله لمرتين، لكنها لم تصل إلى مرحلة التيقن، وإن كان أصدقاءها البريطانيون والاسرائيليون والفرنسيون قد وصلوا لتلك المرحلة .
إن إقرار من هذا النوع وعلى لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لا بد أن يؤخذ على محمل الجد.
ولكن لماذا تلعب أميركا مع القضية السورية لعبة القط والفأر ؟

تنقسم الآراء في أميركا بين مؤيد للتدخل وداعم للثورة السورية بالسلاح والحماية، وبآخر قائل بأن تترك سوريا لقدرها حتى اللحظة التي تسبق تفككها، لكن الادارة الأميركية تحرج عندما تخرج تصريحات من حلفائها المقربين تدعوها إلى التدخل لوجود خطر كيماوي يهدد مصالحها، وأقصد الفرنسيين والبريطانيين، وهذه الاحراجات تصبح خانقة عندما يتحدث عنها علناً ضابط كبير في الاستخبارات الاسرائيلية ، ليؤكد بلسان الدولة العبرية على استعمال النظام للسلاح الكيماوي .

فالادارة ولأسباب كثيرة ومتداخلة، لا تستطيع إشاحة وجهها عن المخاوف الاسرائيلية، وواضح أن إسرائيل وفي هذه المرحلة الدقيقة باتت في حالة حيرة وتوجس واستنفار.
صحيح انها هي من طالبت من المجتمع الدولي النافذ، تقاسم الأدوار بما يؤمن دوام للاقتتال السوري وفي أن يأخذ مداه الأقصى، لكن استعمال السلاح الكيماوي، وغاز السيارين الذي يعتبره هيئة الأمم أحد أسلحة الدمار الشامل، بات يؤوقها، فمهما بلغت من قدرة على قراءة النظام من الداخل والتناغم مع استمراره، لكنها لمست في دخول إيران وحزب الله وبهذه الجهارة متصاحباً مع استعمال الترسانة الكيماوية خلطاً في الأوراق، مما يعرض أمنها القومي للخطر الشديد، سيما أن السلاح الكيماوي يرعب مواطنيها، مواطنين يملكون وسائل ضغط قاسية لا بد من تحاشيها .

النظام تلمس طبيعة المتغيرات على المشهد الدولي، خاصة يعد أن ترافق مع تبدل في الموقف الروسي الداعم الأساسي له دولياً، فسارع بلسان وزير إعلامه على التأكيد أن سوريا لن تستخدم السلاح الكيماوي حتى ولو نشب نزاع عسكري بينه وبين إسرائيل، لكن إسرائيل شبه قانعة أن الأزمة السورية بوضعها الراهن باتت مقلقة بشكل كبير، فتحركت .

ترافق ذلك مع تصاعد مطالبات دولية بضرورة التدخل لاجبار الأسد على التنحي، نذكر بأن الروس ومنذ يومين قد اتفقوا و نظرائهم قد اتفقوا وللمرة الأولى على ضرورة تنحييه، وإن لم يتفقوا على التاريخ، لكن تسريبات إعلامية تحدثت بأن ذلك سيكون في حزيران القادم .

واضح أن السلاح الكيماوي هو المسمار الذي زرع في نعش النظام السوري، وواضح أيضاً أنه و منذ بداية إثارة وجوده واستخدامه، شكل ذريعة لتدخل الأسرة الدولية ((عندما تقتضي الحاجة)).
ويدرك النظام أن استعمال هذا السلاح محفوف بالمخاطر، لكنه أجبر على استخدامه إثر تقهقره على جميع الجبهات، فأيقن أنه لا مفر لبقائه دون ذلك ، وأنه لا بد من الاستنجاد بقوات حزب الله بمباركة إيرانية لتحقيق وقف زحف الثوار المستمر على عقر داره دمشق.

وتدرك إيران أنها وصلت إلى مرحلة من الحرج بحيث لا يسعها إلا التضحية بذراعها الأقوى في المنطقة وهو حزب الله وإقحامه بنزاع خطر، عسى أن يؤدي ذلك إلى تغيير عسكري على الأرض، ويعلم آيات الله أن سقوط النظام السوري سيؤدي إلى تداعيات كارثية ينجم عنها تقويض لمصالحهم، خاصة بعد أن بدأ الحراك الشعبي العراقي يأخذ شكلاً مسلحاً، مما يؤدي إلى تقهقر نفوذهم التدريجي حتى يطال أخيراً سلطتهم في طهران .

لذلك حاول النظام السوري تغطية تصعيده الخطير، بفبركة تعرضه لهجوم كيماوي من قوات المعارضة، متهماً إياها باستعمال السلاح الكيماوي، لكن الرياح لم تسر وفق ما تشتهي سفن النظام، واضطر مرغماً لرفض دخول لجنة التقصي التي شكلتها هيئة الأمم، والتي لا بد أنها ستنتهي إلى إدانته، ومحاسبته عن جميع جرائم الحرب التي ارتكبها.
متذرعاً و بمساعدة حلفائه الروس، في أنه يريد تجنب ضغط الأسرة الدولية وتدخلاتها، كما حصل بالعراق زمن صدام حسين إثر التفتيش عن سلاح التدمير الشامل . لكن الخطر ما زال جائماً .

يرى كثيرون .. أنها اللحظة المؤاتية لتوحد المعارضة السورية، وقيادتها للضغط الممارس على المجتمع الدولي وإلزامه على بدء تدخله لوقف مجازر النظام، على الأقل سيحسب كسبها لهذه الجولة في تحقيق شيء مفيد يحسب ضمن رصيدها في قادم الأيام .
لقد نجح النظام حتى زمن قريب في استغلال الوقت المستقطع الناتج عن تضارب المصالح الدولية، وصحيح أنه نجح في الأسبوعين الأخيرين من تحيقق بعض المكاسب المحدودة على الأرض، نتيجة استعماله للسلاح الكيماوي والصاروخي، واستقدام قوات خارجية متمثلة بضباط إيرانيين ومرتزقة من حزب الله، إلا أن هذا التصرف قد حمل إليه آثاراً كارثية ، ستشكل وبلا شك منعطفاً هاماً قد تؤدي إلى زواله .
أؤكد بأنها فرصة لا تفوت لكي تصطف المعارضة جميعها صفاً واحداً، متناسية خلافاتها ورؤيتها الضيقة، للاستنفار عبر وسائل الاعلام إلى ضرورة التخلص من هذا النظام المارق، الذي بات يهدد وجوده جميع شعوب المنطقة بلا استثناء، خاصة ان الصراع قد بدأ يتشظى ليصيب استقرار واقتصاديات دول الجوار المنهكة اصلاً، فتصدر عنها صرخات استغاثة تصم الآذان .
فهل تنجح المعارضة في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ؟

قادمون
لينا موللا
صوت من اصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار اتفاق دولي
- النصر الحقيقي
- المقاربة
- آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية
- زمن التغيرات الكبرى
- بين الأحلاف و الواقع
- الحاجة إلى الحرب
- صناعة المستقبل
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة
- المؤامرة
- عن اجتماع جنيفا
- هواجس المحظيات
- نهاية المطاف
- قائد من الداخل
- إنها الحرب
- الثورة السورية بعد سقوط الطاغية
- وجهة الأسد بعد السقوط


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - فرصة من ذهب