أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الفرعوني - ثقافة الإقصاء ما بين ثورتي 19 و25 يناير















المزيد.....

ثقافة الإقصاء ما بين ثورتي 19 و25 يناير


محمود الفرعوني

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من أن ثورتي 19 و25 يناير كانتا من أهم الثورات التي ألهمت البشرية على مدار التاريخ إلا أن اختلاف النخبة التي قادت كل منهما أدت إلى نتائج مختلفة. ففي ثورة 19 وقفت الأمة المصرية صفاً وأحدا لمقاومة المحتل البريطاني بقيادة نخبة من الطبقة العليا والمتوسطة يتزعمهم سعد زغلول وكان المطلب هو الاستقلال والدستور وكانت تلك النخبة ليبرالية تؤمن بالحريات والمواطنة وهو ما تجسد في دستور 23؛ وقد استطاع الأجداد التفرقة ما بين الغرب الاستعماري والغرب الحضاري يقاومون المحتل ويلحقون بالحضارة الغربية وخاصة الطبقة المتوسطة والعليا في الشعب المصري ففي عام 1930 يقول مصطفى عبد الرازق" أريد لمصر أن تقتبس أصول المدنية الغربية وتشربها شرباً لا أن تلبسها ثوباً معاراً حتى يكون وأدي النيل عنصراً من عناصر التقدم الإنساني" .
انتشار التعليم وتزايد أعداد المتعلمين كانت كلمة السر في طريق التقدم والاقتباس من الغرب الحضاري وكانت في نفس الوقت كلمة السر في الطريق العكسي عندما تزايد أعداد المتعلمين زوي الأصول الريفية في صفوف الطبقة المتوسطة ففقدت المدينة السيطرة وتسلمت القرية زمام الأمور.
القرية تنظر إلى التقدم بخوف وتخشى الحريات الفردية والتمرغ في تراب الميري أصبح حلم الجميع. وقد تحقق الحلم بعد انقلاب/ثورة 52 وحصل كل مصري على نصيبه من التراب. وفي عام 56 تخلصت ثورة العسكر من أعداد كبيرة من الأجانب المتمصرين بعد العدوان الثلاثي على مصر خاصة اليهود المصريين الذين تم طردهم رغم كونهم يحملون الجنسية المصرية كواحد من أكثر التصرفات السياسية غباء وقصر نظر. وفي هذا العام تأكد للجميع أن مصر الليبرالية انتهت إلى غير رجعة وأن الدور الذي يلعبه الأجانب في تقدم مصر قد صار محل شك كبير؛ خاصة بعد أن اشتعلت حرب الشعارات مثل شعار الشعب وأعداء الشعب؛ الحرية للشعب (الحرية هنا حسب المفهوم الريفي المعادي للحريات) وأعداء الحرية ؛ كانت هناك أرضية جديدة يتم عليها فرز الناس إلى معسكرين متناقضين؛ معسكر الشعب وله كل الحريات (رغم أن هذا لم يحدث) ومعسكر أعداء الشعب ولا حرية لأعداء الشعب (اللي هما أي حد معارض)
كانت ما يمكن أن نسميه "ثقافة الإقصاء" تأخذ طريقها إلى الظهور في حياة المصريين. أصابت ثقافة الإقصاء في بدايتها بقايا الليبراليين من الأحزاب القديمة حتى قضت عليهم وعزلتهم وبالتالي تخلت الطبقة المتوسطة عن جميع الأفكار الليبرالية التي تتميز بها هذه الطبقة وصار عمودها الفقري يتكون من أعداد متزايدة من البيروقراطية المصرية القادمة من الريف والتي تعلمت الجهل في الجامعات الإقليمية.
كان على ثقافة الإقصاء أن تبحث عن ضحايا جدد حتى تستمر في الوجود ولأنها قضت على كل الليبراليين في اليوم الأول من عام 59 في حملة الاعتقال الشهيرة في يوم رأس السنة؛ فلم يكن أمامها سوى الجزء " المختلف" دينياً من الشعب المصري.
ومن عجائب القدر أن الضحية ساعدت الجاني ووضعت المسدس في يده؛ كانت الضحية هي الأقباط المسيحيين وكان المسدس هو الانصراف عن العمل السياسي وترك الساحة خالية لأنصار الفرز الديني بعد أن قضى نظام يوليو على كافة أشكال العمل السياسي.
إن الجريمة التي اقترفها نظام يوليو في حق الأمة المصرية حين قام بتجريم العمل السياسي إلا من خلال صبيانه ومريديه وتحويل الطبقة المتوسطة إلى مجموعة من الموظفين المعادين لكل الحريات؛ وهذه الجريمة لن تنتهي أثارها سوى باستعادة الطبقة المتوسطة عافيتها واهتمامها بالعمل السياسي والحزبي وانتشال العمل الحزبي من براثن المتطفلين عليه من بقايا الاتحاد الاشتراكي وأنصار الفرز الديني.
ثقافة الإقصاء بعد ثورة 25 يناير؟
قامت ثورة 25 يناير بعد ستة عقود من ثقافة الإقصاء والتي امتدت لتشمل كل المصريين غير المنتمين للنظام؛ لذلك كانت شعارات الثورة وأصحه وهي العيش بمعنى الحياة الكريمة لكل المواطنين؛ والحرية بمعنى ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان بكل ما تحمله من معنى؛ والكرامة الإنسانية وهي كرامة المواطن المصري داخليا وخارجيا وعدم أهانته بأي صورة من الصور. أي أن الثورة قامت أساسا ضد فكرة الإقصاء والتمييز بين المواطنين إلا أن مشكلة الثورة عدم وجود نخبة تقودها وتحكم بأفكارها لذلك اشترك في الثورة كل من اليمين واليسار ومعهم الأخوان وكل يبكي على ليلاه. وخرج الثوار من الميدان يوم التنحي ولم يكن هناك بديل منظم إلا تيار الإسلام السياسي اللي هو أساسا فكرته الإقصاء لغير المنتمين لأيدلوجيته. وتغاضى الرفاق الثوار عن أهداف الثورة وأصبحت الثورة غاية في ذاتها وبدؤوا في الإقصاء وترديد مقولات الأخوان بحسن نية " الثورة وأعداء الثورة" أو ما أطلق عليهم " الفلول" وأنهمك الرفاق في التصنيف وأنضم إليهم جزء كبير من ثوار ما بعد الثورة والذين أصبحوا نجوم الفضائيات؛ وبدئوا يرددون شعارات أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن وهو أنه "لا دستور تحت حكم العسكر" وأن أبو الفتوح يعبر عن الثورة وأنهم سيعصرون الليمون وينتخبون مرشح الأخوان ضد شفيق مرشح النظام البائد على حسب زعمهم فانتقلت ثقافة الإقصاء لكل من يعارض هذه الخزعبلات واتهامه بأنه من الفلول. وانتخب كثير من الرفاق مرشح الجماعة الأكثر فاشية في تاريخ مصر.
فإلى كل الرفاق اليساريين والليبراليين الأحرار علينا أن نتذكر أن الثورة لم تقم ضد أشخاص بل قامت ضد فكرة الإقصاء والوصاية والاستبداد التي يمثلها تيار الإسلام السياسي بأكمله؛ علينا أن نقف جميعا مع كل من يؤمن بعلمانية الدولة وهويتها المصرية الخالصة. علينا أن نعي أننا في مرحلة الصراع على هوية الدولة. الصراع بين استمرار أول وأعظم دولة في التاريخ وبين اللادولة؛ بين الهوية المصرية وفكرة الوطن بحدوده المعروفة عبر التاريخ وبين أن تكون مصر جزء من كل أو مجرد وسيلة لفكرة وهمية وليست غاية في حد ذاتها. بين أستفلال مصر وتقدمها لتقود البشرية كما تستحق أن تكون وبين تفكيكها أو تكون أحد الولايات التابعة؛ بين الحرية والاستبداد؛ بين النور والظلام؛ بين العلم والجهل؛ بين الحضارة المصرية العظيمة وبين فكرة القبيلة والعشيرة؛ بين أن نكون أو لا نكون؛ بين مصر كغاية في حد ذاتها وبين من يعتبرها وسيلة؛ بين جميع المصريين الأحرار وبين التنظيم الدولي للإخوان وعشيرتهم



#محمود_الفرعوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات التغيير في مصر
- برنامج الحزب المصري الليبرالي الذي رفض قبل الثورة
- مصر فوق الجميع
- الفريق احمد شفيق..خيار الطبقة المتوسطة
- لو كنت رئيسا (برنامجي الانتخابي)
- المرجعية الاسلامية للدولة
- التحولات التاريخية للفرد من مؤمن إلى مواطن
- الصراع حول تدخل الدولة (الدولة الشمولية)
- حلم مصري يتحقق
- لجنة تقصي الحقائق في المنيا
- ما العمل


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الفرعوني - ثقافة الإقصاء ما بين ثورتي 19 و25 يناير