أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - أنا نبيُ.















المزيد.....

أنا نبيُ.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 09:10
المحور: المجتمع المدني
    


الرب أحب ويحب:
تستمر وحدها الرحلة مدفوعة ومشفوعة بهذا الأمر، حين يتوقف زمان البشر عن العطاء وتتعاظم المستحيلات، ولا يبقى من أمل إلا في ظهور النبي، ولأننا في زمن بعيد كل البعد عن الأنبياء ومعجزات السماء التي تدعم الأفعال والأقوال، تعين على مُدقّق هذا الكون ومبدعه أن يجدد نمط النظام السماواتي في هذا الكون، يمرره من خلال الإشارات التي تتلقفها قلوب الموعودين بالثنايا الألمعية، فتشع في قلوبهم طاقة النبوة وتتجلى على يدهم كل المعجزات في الزمن العصي على الإعجاز والابهار، هكذا تشاء القدرة منذ فعلها الأول، حين مارسِتْهُ نحو الخليقة كلها، بل الكون جمعاء، فجعلت خيار الحب هو فعلها الأول، فحين خلق الرب، أحدث بإرادته الفعل "أحب"، وحين مارس الخلق والنفخ، تجلى اللفظ "المحبة"، وحين أسكنه وميزه بالقرب والمثل والاتصال، كان دليل الحدث الرباني هو "الحب"، نعم الرب أحب، فكان يحب، فهو أول محب، علمنا في نفخته معنى الحب، فحملنا في بعض روحه التى بين ثنايانا الحب.

الحب صناعة للصفوة الربانية:
هو فعل به يستثني من البشر ويصطفي، هو فعل به يرتب المنازل والمراتب للعباد، هو فعل به يفتح طريقًا للخلق للتعرف إليه، هو فعل سابق على كل الأفعال في تأريخ الوجود والخلق لهذا الجنس البشري، هو فعل لا يُعطيه إلا للصفوة، هو فعل أصعب ما يمكن من الأفعال؛ كونه صادر في مثله الأول عن الرب، حين أحب أن يخلق من به منه بعض الروح، فتتجلى صورة المحبة في اصطناعه لذاته عن حبِّ، فما أصعب ان تحب، وما أيسر التخلي عن الحبّ نحو درب الكراهية، ولأنه طريق الرب واكتشاف لمسالكه ووجوده فهنا تكمن الصعوبة، وهنا يتمايز البشر في مراتب تلك المحبة، فيقرب البعض ويصطفيه، ويبعد –باختيارنا- البعض وينوء عن حمل رسالة الفعل الأول، فيعجز عن مجرد الحب.
مثلث الحب والفهم والنبوة:
يذكرني ويناقشني عزيز وحبيب عن مثلثاته التي يطبقها في كل أعماله وحياته، فيتفق معي ويختلف، لكنه في النهاية لا يتركني إلا في ثنايا مثلثه هذا من الحب، يحدثني عن كون مثلثه في قاعدته بعض التفاصيل، التي إذا ما مارسناها؛ انتقلنا إلى القاعدة الثانية حيث الحب، وكلاهما في القاعدة يلمان نحو القمة في المثلث وهي النبوة. في القاعدة يأخذ قول الرسول محمد عليه السلام- وقوله عن "تبسمك في وجه أخيك صدقه"، يُعلمني كيفية الابتسام، فأجدني أستدعي صورة المارين في الشوارع في بلاد الغرب غير المسلم، وكيف ينتشر الابتسام بشكل لافت، ابتسام طبيعي بلا تكلف، يخترق حشاياك مباشرة، فيأتيك –هذا الابتسام- دليلا على المحبة الخالصة، فترى الشوارع كلها تُحب، وتفيض بهذا الطقس من الابتسام والذي صار سمتًا لهم هناك، هكذا ترحب شوارعهم بقبول الآخر، وتؤسس دليلا على الحب، وكأننا لو صرنا ندقق في تلك الشوارع سنرى الدلائل تبين أكثر، وشواهد المحبة تترى على العين. هكذا يقول بأن الرب حين منَّ على هؤلاء –الغرب- بنعمة الابتسام فهو يميزهم بما ميز به المقربين، ممن اصطفاهم بالنبوة والرسالة، فكل من مارس الابتسام فنشر الأمن والقبول، أخذ من فعل الرب الأول حين قرر النفخ في الجسد، وكانت مدموغة بالحب، وهو هنا يمارس رسالة الرب التى اصطفى بها أنبيائه، وحينها أنت نبي.

أنا نبيٌ:
نعم أنا نبي، أنا أحمل رسالة الرب الأولى التى حاد البشر عنها، أنا نبي متى أحب، وكلما أمارس فعل الحب الأول، فكلما أبني وأعمر يكفيني أن أمارس في كل هذا البناء من الفعل الأول، وهو مقياسي متى امارس هذا الفعل، فما بنى هو الحب، وما حاد او تشوه ولو تسمى باسمه فهو بعيد كل البعد عن هذا الفعل المقدس، فهو طريق أوحد للبناء والقبول وتلخيص عظيم لفهم سر هذا الخلق والتبرير لنشوء هذا الجنس، فإن لم يكن، فلم اصفاه الرب بروحه؟ ولم راهن عليه ليخلف من فسد وسفك الدماء؟، ولم أسجد له الملائكة ممن لا يعصون ما أمرهم؟، ولما علمه بذاته الربانية كل الأسماء؟ ولم رفعه فوق الجميع؟ أظنه هو الحب وحده من يفسر هذا الأمر، فوحده الحب حين مارسه الرب صار بهذا الجنس ما له من تميز ورفعة، فأحبوا وأطلقوا لعنان قلوبكم براحًا تمارس فيه طقس فعل المحبة.
لعل الفعل الرباني حين تتأمله يلزمه منك اشتراط، هو الفهم، نعم؛ فهم لكنه هذا الفعل، فهو متى حاد عن الفعل طاش، وهو ما يميز محبا حقيقيا عن من يدعي الحب، ربما في عملي الذي يربطني بشكل ما بأجيالنا التى تحمل تطلعاتنا وأحلامنا، أحاول أن أتعلم معهم كيف يكون الفهم لهذا الفعل، ولا أنفى ما ادعوه عنى –الزملاء- من كوني مجنونًا يناطح طواحين اجتماعية عوجاء، حين أصرح لتلاميذي بأن أحبوا، نعم أدعوهم للحب، للمارسة هذا الفعل في مسلكه الحقيق، فأنا لا أرى سببا يدعوا مجتمعا لأن يحرم بأبويته المطلقة، هؤلاء الصغار من فعل الحب، كأنني أهوج حين أصرح، أحبوا وأحبوا وأحبو يا تلاميذي، لكن أحبوا بفهم، فأنتم متى فقدتم هذا الفهم فقد الفعل مؤداه الأول، بل تشوه، ولأننا بطبعنا البشري نميل إلى أشياء كشفونيتنا وتبريراتنا، فنخجل أن نعترف حين نزل في درب المحبة، ويتشوه الفعل، فيهدم ولا يبني، وندعي أننا نحب!! من قال بأنّا نحب؟! تأمل دقق ممارساتك، واعرف كيف تحب، وكيف تفرق بين ممارسة حقيقية، وأخرى مشوهة تدعوها الحب، وهي غير الحب، هي مسخ مشوه ترفض أن تعترف بأنك سر تشوهه. فهل حقا أنت تبني حين تُحب؟!

الابتسامة مدخل الحب:
هكذا تأخذ الابتسامة الصغيرة مدخلها نحو هذا الدرب الجليل، فتدرك سر هذه العظمة التى حصلها الغرب، هم فقط تعرفوا كيف يكون الحب سر إلهاماتهم، هم فقط طبعوا أنفسهم على فهم الحب، وعلى ممارسته فكانت الابتسامة التى لا تفارقهم في الشوارع وفي المحال المختلفة مدخلهم نحوها، فنشروا قبولا لا محدودا للآخر وقدسوا حرياته وخصوصيته، وهو ثمرة كل حب. هم صاروا أنبياء على أرضهم، وانت الآخر بإمكانك أنت تصير إلى النبوة، فهي خيط موصول بين السماء والأرض لا ينقطع للأبد، وان تم ختم المرسلين والأنبياء مباشرة، لكنها لا تمنع أن تفتح لنا بابا للمارسة نبوتنا الخاصة متى حملنا فعل الرب الأول تجاه البشر، فنتعلم كيف نحب، وكيف نفهم كيف نحب، وكيف يتحول الحب لأصل الوجود حين نمارس طقس المحبة.


مختار سعد شحاته.
روائي.
مصر- الإسكندرية



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا قابل .. عامية مصرية.
- ال Nickname : هوجة ولا ثورة؟
- محطات للوجع.. قصة قصيرة.. إلى شاعر العامية الرائع/ محمد بهاء ...
- ريبورتاج المدينة.. موهبة ووعي مبدع.
- بائعة الطماطم.. قصة قصيرة.
- ويل الوطن.. ويل ليه -أغنية-.
- كيف نرى؟
- شارع سيرلانكا.. نص أدبي.
- مزاد علني
- رحلة صعود إلى أعلى الدرج.
- راجع م السفر
- أحفاد القردة والخنازير.. حقيقة أم وافتراء؟
- حكاية النملة.. إلى النملة التي تحركت من فروة رأس الجد نحو وج ...
- امرأة كانت ذات يوم مراهقة محبب لها الفرح .. -قصة قصيرة.-.. ن ...
- مزج مقدس.. حالة من حالات الرجل. -نص أدبي-.
- جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.
- نِفيسة.. قصة قصيرة إلى نفيسة التي عرفتها، وعرفها نجيب محفوظ ...
- حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.
- شعب الطُرشان
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - أنا نبيُ.