أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - صندوق الأحلام














المزيد.....

صندوق الأحلام


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:30
المحور: الادب والفن
    


ساعة متأخرة من الليل...أغلقت كتاب الطب ثقيل الظل الذي يلازمني...وهممت بالمصباح لأخبره سرا في الظلام...سحبت برفق الكرسي لأبتعد عن المكتب...وقفت واتجهت في العتمة الى سريري...خطوات بسيطة تفصلني عنه...ونور خافت يتسلل الى الغرفة عبر الشباك ...
اصطدمت بشيء...لا أذكر أن عمود نور موجود في وسط غرفتي...وابتسمت لأن عطر عمود النور تسلل الى داخلي...
ابتسمت وأنا أقول لزائري الليلي : أرعبتني...
- وهل مثلك يرتعب قال عمود النور وارتفعت ضحكته الخافتة في الظلام...
- ألأني جنية ...قلت مبتسمة وأنا أتحسس المصباح ثانية لأشعله...
- لأنك أنت من يخيف الناس عادة...قال توفيق وقد بدا لون عينيه الازرق مشتعلا في ظلام ليلتي كأنهما قطعة نسيتها السماء في عجلة الرحيل...
- ما الذي جاء بك الليلة...قلت وأنا أسحب من عينيه عيني والقيهما بلا مبالاة في مكان آخر...
- أحضرت لك هدية...قال مبتسما...
- هدية؟...قلت والابتسامة الفضولية تسبقني...
- أجل...هدية ...إحزري ما هي...
- ما دمنا بدأنا بالألغاز...فإحزر أنت ماذا حدث اليوم...
- أعرف ما حدث اليوم...
- ومن أخبرك...؟؟؟ قلت مندهشة...
- سؤال سخيف يا حنين... قال توفيق وهو يسحب شيئا ما من جيبه...
ورحت أحاول أن اعرف ماذا كان في يده...لكنه ما لبث أن قدمه إلي...
- علبة ثقاب أخرى يا توفيق...قلت ضاحكة...وكم عودا فيها هاته المرة...
ضحك توفيق وهو يقول ُ...ليس فيها أعواد ثقاب...
- إذن لا أمنيات سنحققها اليوم...والتقطت العلبة بسرعة ... حاولت أن أفتحها لكن دون جدوى...
- هذه العلبة لا تفتح هكذا...قال توفيق ومد يده ليسترجعها من يدي...
- وكيف تفتح أيها الذكي...قلت له بنبرة ساخرة....
- تفتح هكذا...ودفع درج الكرتون...فإنفتحت بسهولة تامه...حينها ايقنت انها علبة غير عادية...
- إنظري...أنظري الى الداخل...قال توفيق مبتسما...
- هناك صندوق صغير...قلت لتوفيق وأنا التقطه ...صندوق صغير جدا من الخشب المنقوش...
- شكرا يا توفيق قلت وأنا اداعب الصندوق بين اناملي..ابتسمت واضفت...تعرف اني مولعة بجمع الصناديق لهذا احضرته ...مممم ماذا يمكنني أن اضع فيه يا ترى...بالكاد يتسع لخاتم واحد...
وبينما أنا احاول ايجاد وظيفة لصندوقي اذا بتوفيق يمد يده الى الصندوق في كفي ويقول : هذا الصندوق ليس لوضع أي شيء فيه سوى شيئ واحد...
-ماذا؟؟؟ قلت بلهفة...
- الحلم...
- أي حلم...قلت باستغراب...وكأنني لم أسمع جيدا...
- حلمك أنت...هذا الصندوق يا صديقتي توضع فيه الأحلام ليحفظها دائما ويبقيها على الأرض...
- صندوق لوضع الأحلام ؟؟؟...
- أجل...صندوق الأحلام...حين نكبر يا حنين كثيرا ما نضيع أحلامنا...كثيرا ما تسقط منا في مكان ما ولا ننتبه إليها...فضعي احلامك في الصندوق واحتفظي به في خزانتك كما تحتفظين بدببة الفرو ودماك ِ وألعاب طفولتك...كما تحتفظين بأكوام الورق التي خربشها جنونك...كما تحتفظين بصورك وذكرياتك وحبك للناس...
- لم أحضرت الصندوق ؟؟؟ قلت له بلهجة حزينة وقد زال كل ابتهاجي إثر كلماته وحلت المرارة ضيفة في نفسي...
- أحضرته وحسب...قال توفيق محاولا تبديد مخاوف استبدت بي اوربما محاولا اخفاء الحقيقة عني...
- اخبرني الحقيقة يا توفيق...لماذا كلكم تحاولون اخفاء الحقيقة عني...اخبرني...أم أخبرك أنا...
واشتعلت عيونه الزرقاء في اندهاش وانزعاج واضح...فاستدركت بالقول : أخبرك أنا اذن...أحضرت الصندوق لأنني أكبر يا توفيق...لأنني لم اعد تلك الطفلة كما في السابق...الطفلة التي لا تعرف شيئا والتي كانت تجلس معك في رأس أستاذها وتتسائل دائما : لماذا توفيق لا يخرج معها ذات يوم خارج الذاكرة ويعود الى المدرسة ليجلس بجوارها في الصف...لماذا توفيق لا يخرج من الذاكرة ليلعب معها في فناء المدرسة...ولماذا توفيق هو الألم المصاحب للذاكرة عند الأستاذ...ولماذا الأستاذ يوم وجدهما في الحلم فر منه...
الطفلة يا توفيق تذكرها...ذات الشرائط الحمراء والضفائر الصغيرة...التي تصدق كل شيء وتحب كل شيء ولا تعرف شيئا...وأبتسمت لدمعة نزلت غصبا عني...تركتها تنزل ...ومددت يدي الى يد صديقي قائلة...
اليوم أنا امراة ...ولكنك مازلت هنا...ومازال هو هنا...ومازال لجرس مدرسة الحب رنة عذبه...اليوم أنا امراة يا توفيق ...ولي آراء ومواقف...ولي واحد وعشرون عاما تخيل...ولم يعد في شعري شرائط...ولم يعد في رأسي أحلام فقط...ولم أعد أخاف الحقيقة ...حسنا...بلا كذب... لم اعد اخافها كثيرا قلت وابتسمت وشددت أكثر على يد توفيق...
أبتسم توفيق... قائلا بنبرة حزينة :...اذن لست بحاجة الى صندوق الأحلام...
- بلى...أنا بحاجة اليه وإن كانت أحلامي كبيرة جدا ...أكبر منه بكثير يا صديقي...
- ستنامين...؟؟؟
- إلا اذا كان لديك شيء اكثر متة نفعله...قلت مبتسمة...
- اوليس بقاء يدينا مشتبكتين أكثر متعة من النوم...
- من قال ذلك...طبعا النوم أحلى...لأنه يمكنني أن أحلم وأنا نائمة وأن أراك أكثر حقيقة يا توفيق...هناك في الحلم مساحة حرية أكبر وأحلى وأكثر إشراقا من الواقع بكثير...
- معك حق يا حنين قال توفيق بخيبة...
- رغم ذلك ...لن أنام الآن...إلا بعد أن تغني لي ...وسحبت يدي من يده ...قفزت الى السرير ...اخفيت صندوق الأحلام في درج طاولة المصباح...بينما جلس توفيق على حافة السرير وقال : ابقيني في الصندوق...
- لا حاجة للصندوق...سأبقيك في قلبي...
- ابقي قلبك إذن في الصندوق...
- كلا...سأبقي الصندوق في قلبي...
- وأنا ...سأبقي قلبك معي...قال توفيق ضاحكا فالتقطت الوسادة والقيتها في وجهه...اعادها الي ...ابتسمت واستلقيت بتعب...امتد صوته بهمس...واختفى الصوت فجأة وساد الظلام...وهربت الى داخل الصندوق...
- مقتطف من رواية مدرسة الحب ج2.انا والامير الخرافي-حنين عمر



#حنين_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة مطالب حزب العشق الاشتراكي
- زمــــــــــن المــــــــــــاء
- الى من يكرهون الوطن...
- لم القي نفسي من الطابق العشرين...ولكنني فعلت شيئا مشابها...
- اعرف خياطا ماهرا لتفصيل الاديولوجيات
- النقد...والحجارة
- فلتغضبْ...لمرةٍَ واحدةٍ!!!
- المثقفة العربية...بين الثقافة والجينز
- يوميات امراة تكتب-2
- رسالة الى زهرة الليمون
- سألتني مجدليون
- رسالة الى المانيا
- جدار الثلج
- حينها فقط...اكتشف كم اسمي جميل؟؟؟
- لعبة الاختباء...!!!
- يوميات امراة تكتب !!!
- اعترافات راقصة اسبانية!!!
- تبا...لانصاف الشعراء
- كأس ايس كريم...!!!


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - صندوق الأحلام