أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حمزة - النقابة الوطنية للتعليم العالي و ملحاحية البرنامج النضالي الاستراتيجي المدافع عن ريادية الجامعة العمومية















المزيد.....

النقابة الوطنية للتعليم العالي و ملحاحية البرنامج النضالي الاستراتيجي المدافع عن ريادية الجامعة العمومية


محمد حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 08:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أنهى المؤتمر الوطني العاشر أشغاله بانتخاب هياكله الوطنية اللجنة الإدارية و المكتب الوطني ، و بعد أن تجاوزت النقابة فواجع التنافس الحزبي المدمر والصراع الغير المبرر على المقاعد بدل التنافس المنتج على البرامج، فالمطلوب الان هو تسطير برنامج نضالي استراتيجي لكل الاساتذة يربط الدفاع على المطالب العادلة لهيئة التدريس و البحث و على رأسها القانون الأساسي بالدفاع عن الجامعة الوطنية العمومية المفتوحة لبنات و أبناء الشعب المغربي الراغبين في تعليم جيد منتج و عصري.
ان مصادقة المؤتمر العاشر للنقابة الوطنية لتعليم العالي على الورقة التوجيهية من أجل تعليم عال لولوج مجتمع المعرفة التي قامت بإعدادها لجنة الإعداد الأدبي و صادق عليها المؤتمر و الذتي أعادت القطار إلى السكة بالتأكيد على المبادئ التقدمية و الديمقراطية للنقابة بربط إصلاح اصلاح التعليم و ضمنه التعليم العالي بالإصلاح العام لتجاوز تجارب الإصلاحات الجزئية و التطبيقات التجزيئية لتوصيات المراكز المختصة و التي لم تجب على الأزمة المتعددة الجوانب التي يشكو منها تعليمنا العالي ، فبعد أثنى عشر سنة من عمر " الميثاق الوطني للتربية و التكوين " لم يتمكن قطار الإصلاح من الانطلاق في الاتجاه الصحيح فتردد القرار السياسي و تأرجحه بين النزوح نحو اعتبار مسألة إصلاح التعليم مسألة الجميع يقرر فيها المجتمع ديمقراطيا و بين اعتماد المعالجة التقنوقراطية للمسألة ، الإصلاح المنشود هو إصلاح يعتمد الشمولية ، أي ربط الشكل بالمضمون على الصعيد التربوي و الهدف بالوسائل على صعيد التكوين و الدمقرطة والفعالية على صعيد البنيات .
و في هذا السياق يجب فهم دعوة النقابة الوطنية للتعليم العالي إلى حوار وطني جدي و صادق لدرء المخاطر المهددة للجامعة الوطنية العمومية و الدفاع المشترك عن مهنة الأستاذ الباحث ، إن الإصلاح الذي ترتئيه النقابة للمنظومة التربوية المغربية عموما و للتعليم العالي خصوصا لم يكن و لن يكون أبدا مجرد لمسات تجميلية و إجراءات شكلية كما هو الحال الآن، بل تراه إصلاحا جذريا متسلحا بالحداثة و العقلنة قادرا على تأهيل تعليمنا و تحديثه ليكون قاطرة حقيقية للتنمية و سبيلا سالكا في اتجاه العلم و التقدم و الدمقرطة الحقيقية .و بناء عليه فإن النقابة تدعو بقوة إلى بناء جبهة وطنية واسعة للدفاع عن المدرسة و الجامعة العموميتين المفتوحتين لبنات و أبناء الشعب المغربي الراغبين في تعليم جيد ، منتج و عصري .
ملحاحية البرنامج النضالي الاستراتيجي تتجلى في التصدي للتغيير الأحادي الجانب من طرف الوزارة الوصية ( البرنامج الاستعجالي ، مشروع الهيكلة ...) للفضاء الجامعي بإنتاج تراتبية جديدة تندر بتوزيع جديد لهذا الفضاء إلى مؤسسات جامعية " نافعة " و مؤسسات جامعة آيلة للسقوط أو" غير نافعة " عبر آليات الدعم و التمويل و تقسيم الفضاء الجامعي إلى فضاء عام و خاص و أجنبي.
إن التراجع عن المجانية و تشجيع تعليم جامعي خاص او أجنبي في بلد ما زال يعاني من مختلف مظاهر التخلف على جميع الأصعدة ، و غياب الشفافية و انعدام آليات المراقبة و المحاسبة ، و هيمنة عقلية اقتصاد الريع لا يمكنه إلا أن يوجه الضربة القاضية للجامعة العمومية ويقدم خدمة للأجندة الرامية إلى التخلص من المرافق الاجتماعية الحيوية المكلفة على المستوى الموازناتي ، كالسكن و الصحة و التعليم ، و لكنها في واقع الأمر تعتبر نزرا يسيرا من حقوق الدولة في مجتمع سماته الأساسية الظلم و الاستبداد و نهب الخيرات و حالة الاحتكار .
إن الرهان على التعليم العالي الخاص لحل أزمة التعليم العالي ببلادنا هو رهان فاشل . لان فلسفة الجامعات الخاصة فلسفة سلبية تضر بالمجتمع , إذ تقوم على الربح كهدف رئيسى ولا تخدم إلا الأثرياء فقط وتعمل على تمكينهم من التمتع بامتيازات خاصة مقابل جني الأرباح الطائلة . إن الهدف الحقيقى من إقامة هذه الجامعات هو التخلص من مبدأ تكافؤ الفرص وذلك بعكس الجامعات الخاصة فى الدول الرأسمالية والتى برغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تقدم خدمة عامة للمجتمع ولا تهدف للربح.
التعليم العالي الخاص سيكرس التفاوت الاجتماعي والثقافى داخل بنية المجتمع ويشكل خطرا على فكرة الولاء والانتماء للوطن. فمن المسلم به أن تحقيق السلام الاجتماعي بين أفراد المجتمع يتوقف بدرجة كبيرة على شعور أفراده بأنهم متساوون أمام الفرص المتاحة في المجتمع ، وأن التمييز يتم على الأقل بالنسبة للخدمات الأساسية ، لا على أساس من الإمكانيات المادية .فمن واجب الدولة إزاء مواطنيها أن توفر لهم الخدمات الأساسية و من بينها بطبيعة الحال التعليم.


إن بروز ظاهرة التنامي الغير المراقب و غير الموجه لقطاع التعليم العالي الخصوصي ببلادنا ، يطرح العديد من التساؤلات المشروعة حول جودة و أدوار ووظائف هذا التعليم : ما هي اسباب و مبررات الكلفة الباهظة لبعض انماط هذا التعليم ؟ كيف يتم تحديد برامجه و مناهجه ؟ ما هي آليات المراقبة المعتمدة فيه ؟ ما هي شروط و اوضاع البحث العلمي و الأطر الباحثة فيه ؟ ما هو المصير المهني لخريجيه ؟ ما هي الحاجات الفعلية و المفترضة أو المطلوبة و المتوقعة لشعبه و تخصصاته التكوينية و المهنية ؟ هل يستجيب لطلب تربوي و اجتماعي حقيقي ، أم لطلب افتراضي أو وهمي ؟ و بالتالي ما حدود و إمكانات و مصاعب مساهمته في التنمية البشرية و الاجتماعية و تكوين المواطن بشكل عام ؟ .
إن سياسة فتح الباب على مصراعيه للجامعات الخاصة ببلادنا تحت دعوى " عولمة التعليم العالي " يعتبر مدخلا لعملية التصحر المعرفي بتجريف التربة الأكاديمية بالمغرب .فالجامعات الخاصة ستقوم بجذب خبرة الكفاءات العلمية الوطنية , و لا يهم هذه الجامعات الرامية إلى الربح أساسا إلا المرحلة الجامعية الأولى حيث أعداد الطلاب الغفيرة و ضخامة الرسوم التي تحصل منهم , و هو الأمر الذي أحال الخدمة التعليمية إلى عمل تجاري محض ، هدفه الأول هو تحقيق أقصى عائد استثماري . في ظل هذا الوضع علينا أن لا نتوقع أن تنشغل هذه الجامعات الخاصة بالدراسات العليا و البحث العلمي الجاد , نظرا إلى ارتفاع الكلفة و قلة العائد على المدى القصير .
أمام هذه المخاطر التي تهدد الجامعة الوطنية العمومية ، على النقابة الوطنية للتعليم العالي أن تتحرك بسرعة ، مسلحة ببرنامج نضالي استراتيجي لكل الأساتذة خلال السنوات الثلاث القادمة ، لتعود إلى مركز الأحداث كشريك وازن له فعل داخل الوسط الجامعي ، مسلحة ببرنامج دقيق لكل الأساتذة لمواجهة التهميش الذي تعيشه الجامعة العمومية عبر آليات التمويل . برنامج نضالي يوحد مصالح الشرائح المختلفة المكونة للجسم الجامعي لمواجهة المراسيم المتعددة الصادرة عن الوزارة الوصية التي تهدف إلى تعميق "التجزيئية " و الفوارق و تراكم حيف على حيف و تهدف إلى قتل أي روح وحدوية لهيئة البحث و التدريس ، مؤسسة على وحدة الرسالة ووحدة الفعل ، و بالتالي قتل الأساس الثقافي و المهني لأي عمل نقابي هادف و منتج .
إن أولى المعارك التي تنتظرنا هي معركة القانون الأساسي و ربطه بالدفاع عن الجامعة العمومية .
لقد فرض علينا نظام LMD و قيل وقتها أن هناك ضرورة علمية و استراتيجية لملائمة النظام الجامعي المغربي مع النظام العالمي خصوصا الأوروبي ، لماذا توقفت الملائمة عند النظام الأساسي لنساء و رجال التعليم العالي ؟
إن إقرار الإطارين أي أستاذ محاضر و أستاذ التعليم العالي كما هو متعامل به في أوربا سيمكن من تقليص الفوارق داخل هيئة الأساتذة الباحثين و بالتالي تقريب المصالح المشتركة و يمكن من تجاوز عادل للحيف الذي طال الأساتذة الباحثين "السلك الثالث الدكتوراة الفرنسية ، الموظفون بمرسوم 97 ، دكتوراة الدولة ...."
بجانب معركة النظام الأساسي هناك معركة المضامين و معركة استدامة مهنة الأستاذ "ة " الباحث "ة " بخلق مناصب مالية كافية و حصر نسبة العرضيين لان غلبة العرضيين و المتقاعدين هو تقليص للقاعدة النقابية المجندة فعليا ، لذا هناك ضرورة لهذه المعركة ،و يجب أن تتجسد في إقرار مناصب مالية في الإطارين " أستاذ محاضر و استاذ التعليم العالي" و تنظيم دوري لمباريات الولوج إلى أستاذ محاضر .
المعركة الأخرى هي معركة الدمقرطة ، إن الأساتذة الجامعيين ليسوا أقل شأن من أعضاء المجالس البلدية التي تنتخب رؤساءها بشكل مباشر ، و لهذا نطالب الانتقال من التعيين بالبرامج إلى التباري الديمقراطي بالدراية و البرنامج .
إن دمقرطة مؤسسات التعليم العالي بعد إقرار و تعميم مبدأ الانتخاب ، تركيز الاستقلالية الحقيقية للجامعة تربويا و ماليا و إداريا ، و إقرار مبدأ المراقبة البعدية ووضع حد لكل أشكال الوصاية على الأساتذة الباحثين و توحيد التعليم العالي داخل جامعات موحدة المعايير و متعددة الاختصاصات و الرفع من تمثيلية الطلبة داخل جميع هياكل مؤسسات التعليم العالي و إشراكهم في تدبير المرافق الاجتماعية .
على سبيل الختم ، فإذا كان سؤال التنمية الشاملة و المتكاملة سؤالا يمس في العمق وجودنا و قيمنا و حضارتنا و إذا كان العصر الذي نعيشه كل تجلياته عصرا للتحولات الكبرى الاقتصادية و السياسية و الفكرية و الإيديولوجية ، و عصرا يتأسس على الإنسان في علاقته بمجالات المعرفة و العلم و التكنولوجيا ،و إذا كان من غير الممكن لنا أن ندخل هذا العصر إلا عبر بوابة التقدم و التنمية بما يحمله ذلك من دلالات سياسية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية و علمية ، فإننا مطالبون بإبلاء كامل العناية لإصلاح التعليم العالي و يتظل المسألة التعليمية و أوضاع نظامنا التعليمي الجامعي و ما قبل الجامعي و ما تتطلبه من إصلاح ، جزءا من هذا الكل و أداة من شأنها أن تساهم في إعداد الإنسان ليحيي كل أبعاده ، باعتباره كائنا مفكرا و كائنا منتجا و كائنا سياسيا و كائنا اجتماعيا ، ففي هذا السياق يجب فهم دعوة المؤتمر العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي إلى بناء جبهة وطنية و اسعة للدفاع عن المدرسة و الجامعة العموميتين المفتوحتين لبنات و ابناء الشعب المغربي الراغبين " و الراغبات " في تعليم عصري جيد و منتج .



#محمد_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات «الربيع العربي» وسؤال العقلاتية السياسية
- الحاجة إلى ابن رشد أم الحاجة إلى مجتمع المعرفة
- الحاجة الى عولمة ديمقراطية اشتراكية متحضرة
- الثورة المصرية و مخاض الانتقال الديمقراطي
- العدل و الإحسان و سؤال الحكمة الإنسانية
- من اجل جبهة وطنية للدفاع على الجامعة العمومية
- المطالب الديمقراطية لحركة 20 فبراير و شعار إسقاط الفساد
- العلم و المواطنة و دحض فكر-الكل لغز -
- الإصلاحات الديمقراطية و مجتمع العلم و المواطنة .
- إضراب هيئة التدريس و البحث و سؤال الجامعة الوطنية العمومية
- اليسار و أزمة المهام النضالية
- علم و مواطنة : تأملات حول العدالة و القانون
- حُراس الهيكل (تاج السر عثمان نموذجاً )


المزيد.....




- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...
- استئناف حركة المرور بين تونس وليبيا بعد غلق المعبر لإجراءات ...
- -استعدادات الصين العسكرية لمواجهة الغرب-.. فيديو متداول يثير ...
- الكرملين يرفض زعم أرملة نافالني بموته مقتولا
- أوباما في لندن بزيارة مفاجئة ويلتقي سوناك في -داونينغ ستريت- ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حمزة - النقابة الوطنية للتعليم العالي و ملحاحية البرنامج النضالي الاستراتيجي المدافع عن ريادية الجامعة العمومية