أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توماس برنابا - المطاريد الأعزاء !














المزيد.....

المطاريد الأعزاء !


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 00:30
المحور: كتابات ساخرة
    


في يوم من الايام في سالف وحاضر ومستقبل العصر والأوان؛ كان هناك مجموعة من اللصوص يعيشون كمطاريد الجبل الذي يفصل بين قريتي (القطايطة) و(الفلايطة)... وكانوا يعيشون على نهب محاصيل ومواشي وأغنام سكان القريتين! وكان القرويين يسمونهم (بني شمعون)!

وفي يوم من الايام لأسباب فكرية إنفصلت مجموعة عن بني شمعون بقيادة ( سيماعين)؛ ثم تنافست العصابتان من المطاريد على نهب القريتين وفرض الإتاوات ولم يكن لدي القطايطة ولا الفلايطة أي حول ولا قوة لصد عدوانهم الغاشم بسبب مسالمتهم الشديدة وإيمانهم المستكين في راعيهم الأمين!

وتمادت عصابة بني سيماعين في النهب حتى جاءتهم فكرة جهنمية... فلما الهرب بعد كل سرقة الى الجبال؟... ولماذا يعيشوا كمطاريد؟... ولماذا لا يكون لهم زوجات وأبناء؟... لذلك السبب أقدموا على فكرة السيطرة التامة على قرية القطايطة وإحتلالها... وفرض الوصاية والحماية عليها من الاعداء... وهم عصابة بني شمعون!!! ولقد قامت عصابة بني شمعون في عمل المثل وسيطروا على قرية الفلايطة!!!

أما عن بني سيماعين فملوا من السيطرة وتخويف وترهيب القرويين وشعروا لأول مرة في حياتهم بحاجة نفسية في أن يتم إحترامهم من الجميع!! فأعلنوا توبتهم لأهل القرية وإرجاع كم كبير من المسروقات للكثير منهم وراحوا يعتكفون في دور العبادة... ثم التتلمذ على يد رجال الدين... وبعد فترة وجيزة أصبح أغلبهم دُعاة القرية!!!

وبذلك وجدوا أسهل طريقة في التحكم في عقول أهل القرية ونهب الشعب برضاه وعن طيب خاطر... ولحماية أنفسهم نصبوا أنفسهم حُماة القرية ضد خطر عصابة بني شمعون الذين يضمرون الشر والضغينة لقرية القطايطة... أولئك الملاعيين الذين يعيشون على نهب الناس وسرقتهم وخطف بناتهم وإغتصاب النساء... وإغتصاب الاراضي... فقد نهبوا وأحتلوا أرض الفلايطة الشقيقة!!!

وراح بني سيماعين يملئون عقول وقلوب شعب القطايطة البسطاء الطيبين من خلال خُطبهم الاسبوعية بالعداوة والكراهية نحو عصابة بني شمعون اللعينة وراحوا يسردون روايات وهمية عن بني شمعون وكيف يحاولون السيطرة عليهم وسرقة أراضيهم!!!

وأصبح لدى بني سيماعين ( شماعتين) لتعليق مصائبهم وفظائعهم عليهما... أما عن الشماعة الاولى فهي القضاء والقدر... فحينما تحدث كارثة طبيعية او حينما يسرقون ويغتصبون ويقتلون القطايطة دونما معرفة الجاني... كان يتم إيهام الشعب من على المنابر أن هذا قضاء وقدر ومشيئة الرحمن وإبتلاء للمؤمنين... وقد كان شعب القطايطة البسيط يصدق هذه الامور ويسلم أمره للرحمن الذي لا يُحمد على مكروه سواه!!!

وحينما يظهر بعض الأذكياء الذين يؤكدون على أن الجرائم هي بفعل فاعل ولا بد من القبض عليه... يلجأ ولاد ابو سيماعين وقد أصبحوا رجال الدين الان الى شماعة أخري ليعلقوا عليها جرائمهم وهي سلفهم ( عصابة بني شمعون!!)... ويخطبوا في الشعب أنهم بني شمعون البعداء الملاعين الذين يرسلون جواسيسهم لأذية القطايطة الأعزاء ويجب تأمين حدود القرية حتى لا يكرر بني شمعون فعلتهم مرة أخرى!!!

ولزيادة إقناع شعب القطايطة بالأمر قام سيماعين بتسميم بهائم من قام بإقناع الناس بأن هذه الجرائم هي بفعل فاعل... وحرق محصول القطن خاصته!!! ثم التأكيد على أن الفاعل هو بني شمعون الكافرين الذين يشككون في الدين ويستهزئون بالأمين، حارس وحامي نفوسهم العظيم!!!

وحينما سمع شعب القطايطة هذه الادعاءات كرهوا بني شمعون كراهية شديدة وأصبحوا يعدو العُدة للإستعداد لمحاربتهم... وأنتشرت بين أهل القرية البسطاء رويات كثيرة وهمية عن شراسة وفظاعة وجرم بني شمعون... وتم تعليم بنات وأولاد القرية الصغار في كتاتيب قرية القطايطة الحذر والحيطة وكراهية جنس بني شمعون اللعين... حتى لا يُخدعوا بمعسول كلامهم ولا جمال نساؤهم فهم كفرة زنادقة يستحقون القتل!!!

وعاش بني سيماعين بين القطايطة كأسياد، وهم في واقع الامر السراق اللصوص الذين بالدهاء والحيلة أقنعوا الناس أن المجرمين هم بني شمعون الملاعين أعداء الدين. كانوا تحت هذه الشماعة، يسرقون وينهبون الممتلكات والاراضي، ويخطفون ويغتصبون النساء والاطفال، ويعيثون في القرية الفساد، وبالطبع المجرمون هم بني شمعون!!! أما بني سيماعين فهم حُماتهم وحماة الدين!!!

هكذا حال الخونة في أي جيل!! وهل نسى بني سيماعين أنهم رفقاء بني شمعون في ذات المهنة!! أم تناسوا أن أصولهم من ذات قبيلة بني شمعون مطاريد الجبل...! نعم أنها أخلاق لصوص ولكن أليس هناك شرف وأخلاق بين مهنة المطاريد... حتى شرف المطاريد قام بني سيماعين بإختراقه بما أثار دهشة وغضب وحقد بني شمعون... أما القطايطة والفلايطة فلهم الله... فهو حاميهم وحافظهم... هو الملجأ والملاذ للضعفاء والبسطاء... الذي يصد السراق واللصوص والناهبين و..... حتى لا يمسسوا المؤمنين... فمن يمسهم يمس حدقة عينه!!!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)
- أخطاء علمية في الكتاب المقدس!!!
- الإله الدموي!!!
- الرطن المقدس
- منبع السعادة
- طبقاً للإنجيل: المسيح هو أول من يخالف وصية تحويل الخد الاخر؟ ...
- أسطورة الملاك الشافي في إنجيل يوحنا!!
- جدلية أينشتاين في وجود الله!
- (من الكتاب المقدس ) من قتل أكثر؟ الله أم الشيطان؟!!
- تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!
- الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!
- نداء لوزارة التعليم العالي للإشراف المباشر على كليات وإكليرك ...
- دائرة الخوف المرضي... هل من فرار لا ديني منها؟!!
- الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!
- المنهج الخفي!!
- الميلاد الثاني!!
- ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!
- شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!
- ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك أي معدة ولا جهاز هضمي ؟!!!
- الصديق الخيالي الأكبر!!!


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توماس برنابا - المطاريد الأعزاء !