أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...















المزيد.....

دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 23 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




المطر في سوريا رخوٌ، وثلجها طريّ.. فقط بُناها التحتية صارت فوق، وآلهات السماء شابت في هذا الضباب الخانق.. لا أرض في سوريا، إلا مقابر، ومازال هيثم المالح يُوعظنا حتى في صمته، والشقفة ينتصر لجبهة نصرة الأسد في حضرة الظواهري.. ومازال في صندوق عائلة الأسد مفاجآت أخرى!..

غبار الكيماوي السوري:
كان على جماعات جبهة النصرة ونسخها الدينية، أن تؤجل موضوع الإمارة ونشر الشريعة وفتاوى "بليز عمول معروف أند دونت منكر" المقززة للنفس، كان يمكن تأجيلها إلى حين، والتفرد بمقاومة الطاغية.. يستطيع الله الانتظار، لكن دموية قطعان الأسد وأعوانه من غير السوريين أيضاً، لا تنتظر، والتصدي لها هو الأهم، بل الانتماء إلى الإله الحقيقي هو حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء..

ممانعة موجعة:
إسرائيل، باسم ممانعتك والصمود ضد عدوانيتك المستمرة منذ أكثر من ستين عاماً يحكمون وبلا استثناء، وباسم تحرير الأرض التي سقطت تحت احتلالك/بل سقط احتلالك عليها يقتلون الشعب، وباسم الامبريالية والرأسمالية المتوحشة يسرقون كل شيء فوق الأرض وتحتها/بما فيه آثار آلاف السنين.. إسرائيل، كيف استطعتِ زرع تلك الجينات الأسدية في عشرات ملايين العرب؟ كيف استطعت تطويع آلهات الغرب والشرق ومافياتها وكل أجراس ديمقراطية برلماناتها؟ إسرائيل، هل حقاً أنك أكثر إنسانية من غالبية هذا الكمّ الممتد بين المحيط والخليج؟.. إسرائيل، هل ظلمناك حين نضع عجزنا وبؤسنا على سارية علمك الخفّاق، مثلما وضع الطغاة وورثتهم ومحتكري الآلهات كل مبررات حججهم؟.. إسرائيل، أنت وجعنا في طاعوننا..

كومنترن الإسلام السياسي:
تدعيم العلاقة بين حكومة المرشد وملالي طهران ومافيات روسيا في هذا الوقت، يعطي شرحاً وافياً لدور جماعات الإسلام السياسي ضمن الثورة السورية وفي المنطقة بشكل عام.. مرجعية المرشد العام للإخوان المسلمين، تشبه مرجعية بريجنيف وسوسلوف الشيوعية قبل نصف قرن تقريباً!. أعتقد أن إجهاضات الثورة السورية، ليست نتيجة قلة التجربة وتخبيص الجهلة، بل هو منطق الاستحواذ والاستئثار والإقصاء، منطق الاستعلاء وامتلاك "الحقيقة" التي لا تقبل النقاش/ربما تحتمل بعض المراوغة فقط.. أخوان مصر وسلفييها، وجبهة النصرة وأمثالها، تبيع الله للحصول على سلفة منه في الحياة الدنيا، كان وعدهم بها في الآخرة..

في الفقه الطائفي:
من يتحدث بلغة طائفية، عليه أن يضع نفايات الطائفة المحببة الحبابة التي يدافع عنها على الطاولة في صالون الضيوف، بل عليه أن يحمل نفايات طائفته إلى المطبخ ومكان العمل ودور العبادة أيضاً، عليه أن يضعها بين صور ورموز طائفته الكبار.. الانطلاق من سجلات النفوس لا يعرف الانتقاء بين أفراد العائلة/حتى الزعران منهم أيضاً، ولا يكفي أن يقول الرجل أن ابنه فلان أزعر وسلوكه لا يُمثلنه، سيبقى الجميع ينادون الأزعر باسمه الثلاثي../الأخلاق تحتاج أبعد من الطائفة والطائفية..
لا أعتقد أن إجرام عائلة الأسد وفسادها مرتبط بـ"انتمائها العلوي"، ولا أعتقد أن نذالة الشرع والأحمر وطلاس والزعبي وحلقي وعشرات القيادات في الدولة والحزب والجيش/حتى لو كانوا أرجل كراسي/ وآلاف الشبيحة أيضاً، مرتبط بـ"انتمائهم السني".. تعبير مجوسية، يشير إلى ديانة قديمة جداً، وأجداد بعض صحابة الرسول ينحدرون منها، ولا تعبر عن موقف إدانة.. لماذا مساعدة الأسد بالاحتماء بالطائفية التي يرغب هو بتصويرها للعالم؟ لماذا الإصرار على التأكيد وكأن اغتصاب السلطة من قبل عائلة الأسد مرتبط بصراع ديني؟ وهل اختلف إجرام القذافي أو فساد مبارك كثيراً عن الأسد؟ وكيف السبيل إلى اللحمة الوطنية؟ قناعتي، رغم كل عوامل التأثير الخارجية/وطالما ملامسة الجانب الطائفي يأخذ حجماً أكثر مما ينبغي، لكن الاهتمام بالمستقبل يدعو للتخفف منه/، أقول أنه لم يستطع الأسد تثبيت سيطرته عقوداً لولا دعم تجار وأثرياء المدن وخاصة حلب ودمشق/وغالبيتهم الساحقة من السنة/.. ولو كان حافظ الأسد سنياً لكان امتلك شجاعة توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.. نسبة الذين اعتقلهم الأسد من العلويين إلى عدد العلويين قد تكون أكثر من نسبة الذين اعتقلهم من السنة مقارنة بعدد السنة في سوريا، ثم لماذا نقول عن السني التابع للنظام أنه لا يُحسب على السنة لأنه نذل، ونحسب وكأن كل العلويين يدعمون النظام؟ وتقريباً نفس الشيء حول الأقليات الدينية الأخرى! وما هو موقف السادة "المبشرين بالجنة من قبل جبهة النصرة" حول الذين لا يؤمنون بالمرة لا بالإسلام ولا بغيره؟ ويعملون لإسقاط النظام!؟..
إن كان ولابد، وكي تكون الصورة واضحة أكثر، لا تكفي "البحبشة" في نسبة وحجم مشاركة "الأقليات" المذهبية في الثورة، بل يجب أيضاً امتلاك الشجاعة في قول نسبة وحجم "الأقليات والأكثريات" التي رسّخت حكم الأسد، واستند عليها، ومازالت تقف معه!.. واهمٌ جداً، من يعتقد أن الأسد حامي الأقليات، وأكثر وهماً من يعتقد أن الأسد عدوٌ للسنّة! بشار الأسد على استعداد للقضاء على أخيه إذا شعر أنه ينافسه أو يُهدد نفوذه/وتجربة رفعت وحافظ الأسد قبل عقود من الزمن تعطي دليل على ذلك/ وهذا لا يتناقض باعتقادي حول ممارسات حكم عائلته الطائفي أيضاً..
يتحدث بعضنا /تجاوزاً/ وبشيء من التعميم عن الأقليات أو عن الأكثرية، وكـأنها متجانسة الهوى.. والواقع أنه في كل "أقلية" عدة أنواع ودرجات، وكذلك في الأكثرية، وربما إذا وضعنا تصنيفاً سياسياً للأقلية والأكثرية، وجمّعناها على أساس ذلك، لاختلفت بالكامل حسابات وسجلات النفوس والإحصاء.. وربما تظهر آلهات متورمة ومنفوشة من دلف مزراب الوريث القاصر على دفاتر نفوس رعاياها، وربما تظهر آلهات يتيمة تستعطي على إشارات مرور السماء، وربما تظهر آلهات لا تملك أصلاً سجلات نفوس لنفوس رعاياها..
سوريا الغد تحتاج نظرة وطنية شاملة لا تستند إلى إيديولوجيا، تحتاج إلى مساواة تامة في المواطنة، والاعتقادات الغيبية حسابها عند ربها.. طالما يقول البعض أن حكم الأسد طائفي/وفي هذا شيء من الحقيقة، لا يجوز تكرار حكمه بطريقة طائفية أيضاً.. الاعوجاج الأخلاقي/الاجتماعي السياسي، لا يقوّم باعوجاج آخر، أم يريد البعض إعادة الدرس؟!..
كان عنده فرصة لتخفيف حقد التاريخ على أهله.. كان عنده فرصة أن يظهر ابن سوريا.. كان عنده فرصة تخفيف الحيف الطائفي المقيت.. كان عنده فرصة أن يكون رئيساً/وبغضّ النظر عن كيفية ترئيسه!.. لكن أصرّ على أن يكون بشار ابن ابيه ابن علي الأسد..

ما عاد يُقاس الموقف الوطني عند بعض من اعتلى صهوة الثورة، بمقدار ما يُقدمه للثورة، بل بمقدار امتناعه عن سرقة مساعدات الإغاثة../هناك من يَقتل باسم الثورة، وهناك من يَستثمر وبربح كبير باسم الثورة.. ما عاد فضح الأسد مأثرة تُحسَب فقط!.. "هؤلاء جميعاً أعداؤك يا وطني"!..
وجود الأسد على رأس عمله حتى الآن، مرتبط بوجود بعض المعارضة على رأس عملها حتى الآن.. وجود الأسد طليقاً، هو إهانة للإنسانية كلها، ومواجهته اليوم أهون من غداً وأقل خسائر..

أصحاب الحضوة والنفوذ داخل تجمعات المعارضة، أصحاب الحسابات البنكية الكبيرة المتعلقة بالثورة، الباحثون عن مفاتيح الجنة بين أشلاء لُعب الأطفال الراحلين مبكراً، وأصحاب الصفحات الملتهبة نفايات طائفية، ومحتكري سلاح الثورة ومموليهم المرتجفون، هم المسؤولون مثل الطاغية الوريث عن هذه الصفحات من تاريخ سوريا..
في نفس المكان، محكمة للطاغية وأعوانه قبل الظهر، ومحكمة لحقراء المعارضة بعد الظهر، والحضور نفسه من بقايا أحياء الأحياء المتكسرة!..
مازلت أنتظر قرار قاضٍ مستقل على هذه الأرض، يرفع مذكرة من محكمة مستقلة، تطالب بإلقاء القبض على بشار حافظ الأسد وأخيه ماهر حافظ الأسد، وعلى أمه أنيسة مخلوف وزوجته أسماء الأخرس، وبعض مساعديه، وتقديمهم/ن إلى محاكمة عادلة، يكون بعض المحلّفين فيها من أهالي الشهداء../وأحلم أن تتم محاكمة بعض "رموز" المعارضة الذين أضرّوا بالثورة مادياً وأخلاقياً، وعن سابق إصرار....



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّي على ردّهم.. ومازالت مستمرة -خيانة الدخيل، وسقوط غالبية ...
- مازالت صحيحة، أو مازلت هكذا أعتقدها...
- في خيانة الدخيل، وسقوط الجبل....
- لماذا يجب قتل السوريين للسوريين؟ ولماذا يحاول بعضنا خلط الحا ...
- بين -عزيزة- حمزة الخطيب ومقص العرعور، ثورة...
- شبيحة الأسد يصعدون إلى الجبل، ليُنزلوه إلى عندهم....
- انتفاخ وتوّرم الأعراض الجانبية للربيع السوري...
- بين المازوت والجلّي في عصر ثيران و-ثورات التصحيح-...
- المجد لا يُعطي سعادة للذي يسرقه، بل للذي يخدمه...
- نجاح -البعبع- ليس نهاية التاريخ...
- زوايا دينية في حضرة الثورة الشعبية، -فيسبوكائيات-...
- أزمة أقليات مذهبية، أم أقليات مأزومة!؟...
- الهروب من مواجهة آخر آثار النظام....
- مغامرة الحرية، والخوف منها...
- افتراضية الحكم الذاتي فرضت انتقاداً غير افتراضياً...
- هل يُعطي الأسد حكماً ذاتياً للأكراد، قبل محاولة هروبه لحكمه ...
- إله العقل في أزمة أخلاق؟ أم على وثبة انعتاق؟!..
- تجربة المجر في التغيير الديمقراطي...
- غزوة غازية...
- الجبل الذي وُلدت فيه نسراً، لا تمُت فيه عصفوراً...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...