أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الريكان - المال، والبنون، والطبيب ؟














المزيد.....

المال، والبنون، والطبيب ؟


صادق الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 20:30
المحور: المجتمع المدني
    


ابعد الله عنكم شُرور المرض بِما تَحمله هذه الكلمة مِن مَعنى مُحبط ومؤلم
عِند مَرضي قَبل أيام قليلة واظبت على مُراجعة المُعاون الطبي (المضمد) حتى أأخذ نصيبي مِن زَرق الإبر حَيث حرصت على المواصلة رغم كُرهي الشديد للإبر و (المضمد)

في أحد المرات التي أردت أن أُعاقب نفسي بها في الذهاب للمضمد عند دخولي له وقبل ان استدير لأنال جزائي دخل علينا فجأة رجل متوسط العمر ملتحي ملامح وجهه تلوح لأفُق التعب، قال وكأنه معترفً بذنب ما ؟ عندي استفسار ممكن؟؟
أنا بدوري كنت مفاجئ بدخوله هذا ومنزعج قليلاً، حيث اجابه المضمد نعم تفضل
الرجل : أبني الصغير في السابعة من عمره يعاني من ألّام في الجهة اليسر من صدره ودائما ما يشكو لي المضمد : ماذا يعني في الجهة اليسرى ؟؟؟
الرجل : اقصد قلبه !
المضمد : ما به قلبه
الرجل : هناك الم شديد يعاني منه وتسارع في دقات قلبه، بالمناسبة اصطحبته قبل مده قليلة للمستشفى وأعطوني بعض الادوية لكن لم تجدي نفعاً الحال نفس الحال

أراد هذا المضمد أن يمارس هوايته في الاجتهاد لكن لم يلقَ السبيل حين وضع إصبعه فوق رأسه ليولي به ذهابا وإياباً على (صلعته) مدعي التفكير !!

المضمد : متى تأتي له هذه الحالة ؟؟
الرجل : عندما يصعد الدرج احيانا، وأيضا اراقبه حين يمارس اللعب مع اصدقائه اجد ما ان لعب قليلاً حتى راح يجلس للراحة كثيراً واضعاً يده على قلبه، حتى وصل به الحال على ان لا يشارك اصدقائه اللعب
المضمد : هل يسيل الدم من انفه
الرجل : احيانا ليس دائماً

ضل المضمد يسأل اسأله فتاكة خرجت بنا عن اصل الموضوع في الوقت الذي استمر به هذا الرجل بالإجابة على كل شيء، حيث شعرت انا بالملل من وقوفي بينهم ومارست دوري من الفضول وقلت للرجل
حجي اخذ أبنك لدكتور اخصائي ابو قلبيه وأردفت نحو المضمد وقلت مع احتراماتي الك لكن من رأيي الاخصائي افضل ؟؟؟؟؟

ما ان تكلمت انا بهذا الكلام حتى اصفر وجه الرجل وتغير تعبير وجهه ليرمى لي ابتسامه تحمل في طياتها الكثير من الغموض وأجابني بكلمتين (أي أي) شكراً مع السلامه ليتركنا ويرحل

بعد ما ان رحل ونلت جزائي من هذا المضمد، ذهبت للتفكير بكل غبائي وراودتني الكثير من الاسئلة التي صعب علي اجابتها بخصوص هذا الرجل، حتى وصلت لقناعة إن هذا الرجل لا يملك من المال الشيء الوفير حتى يغنيه شبعاً لرؤية ابنه وهو يمارس دوره في الحياة مثل بقية اصدقائه، حيث لا يمكن لأي مخلوق ان يترك ابنه مرمياً بين احضان الوجع والخطر دون ان يفعل شيء، الفقر هو العامل الوحيد المشجع على النكسات، فالمواطن صاحب الدخل المحدود أو اقل من هذا لا سبيل له حين وقع بين سندان المستشفيات الحكومة التي انا شخصياً ارغب الموت فوق فراشي او تحت الرصيف لا يختلف عندي فهو افضل من الذهاب للمستشفى الحكومي التي يمارس بها ابشع انواع الغش والاستخفاف بمشاعر المريض؟؟؟

أو مطرقة الدكتور الاخصائي التي تبدأ معانات الموطن معه عند اجرة السيارة ذهاباً وإياباً على الاقل 10,000 دينار، و كشف الدكتور اقل شيء 25,000 دينار، وإشاعة + تحليلات لا تقل عن 50,000 دينار، وقيمة الدواء ايضاً 25،000 دينار، هذا التقييم اقل محصلة من المال يخرج بها المواطن حيث هناك ارقام خياليه لا يسعها الى اصحاب المناصب العليا في الدولة الموقرة الذين وضعوا هذا الرجل الفقير وابنه ومن لف لفتهم بين اسنان اموالهم واختلاساتهم ليلوكوا بهم حد الجوع

نعم انا متأكد من ان هذا الرجل مثله مثل الكثير من المواطنين الذين لا يملكون سوى عيون ترى بصمت من سرقها واستلب حظها لتكتفي بذرف الدمع خلسة عن الاخرين، فهذا لسان واقع هذا الرجل يقول
ألمال غير موجود
وأبني تسقط اوراق ايامه امام ناظري
والطبيب والمستشفى ؟؟؟؟؟؟



#صادق_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء اخير
- سيدي المحافظ
- مولانا المحافظ
- ردهة الملاكمه
- مَمنوع
- إعتذار
- يوميات وجع موروث
- إنتضار
- وجع قديم
- (ضوءٌ مُعتم)
- رسالة من مغترب
- شر البلية، يخرب ضحك
- ثرثرة رجال ( الموهيكانز )
- (ياحريمه...... انباكت محفظتي(
- (فليِّح...) محبوب الجماهير
- ( رجاءً عدم التحدث بالسياسة )
- ربَّ ( تحشيشةٌ ) نافعة


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الريكان - المال، والبنون، والطبيب ؟