أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي















المزيد.....

ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلم الشريف حسين بإقامة إمبراطورية عربية تشمل الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية يحكمها هو وأبنائه من بعده، عندما قرر القيام بالثورة ضد العثمانيين، ومن أجل تحقيق ذلك عمد إلى نسج علاقات مع ثوار ومفكري القومية العربية في بلاد الشام، وأقام اتصالات وبدأ مباحثات مع الانكليز من أجل تحقيق ذلك الحلم، وقد انتهت إلى ما سيعرف في التاريخ بمراسلات الحسين - مكماهون.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف اتفق الشريف حسين وأبنائه على أن يكون الأمير علي الابن الأكبر ولياً لعهد الشريف على عرش الحجاز، ويصبح عبد الله الابن الثاني ملكاً على عرش العراق، ويصبح فيصل الابن الثالث ملكاً على سوريا. وبدخول قوات الثورة العربية إلى دمشق وتنصيب فيصل ملكاً على سوريا وإعلان الشرف حسين ملكاً على الحجاز، تكون الخطة التي رسمت بين الشريف وأبنائه من جهة وبينهم وبين الإنكليز من جهة أخرى قد بدأ بتنفيذها. وعيّن الأمير علي ولياً لعهد مملكة الحجاز وعبد الله وزير لخارجيتها بسبب عدم وضوح مصير العراق السياسي في تلك الأثناء. ولكن دخول الجيش الفرنسي إلى دمشق يوم 25-7-1920 لتنفيذ الجزء المتعلق به من اتفاقية سايكس – بيكو، وطرد فيصل منها قد دمّر هذا المخطط. ذلك إن فيصل لم يرض بالهزيمة وقرر هذه المرة خوض معركة من نوع آخر، ميدانها سيكون مؤتمر السلام المعقود في باريس. حيث سطع نجمه وأصبح المرشح لتولي عرش بغداد بعد أن نال مباركة التاج البريطاني أولاً، ودعم السياسيين العراقيين ثانياً.
احساساً منه بالغدر من قبل أخيه وخيانته لميثاق العائلة الخاص بتوزيع العروش في المنطقة، وتنصّل الانكليز للاتفاق الذي أبرموه مع والده، بسبب تعارض المصالح بينهم وبين الفرنسيين بخصوص سوريا، جمع عبد الله جيشاً خاصاً به، وأعلن عزمه الزحف على دمشق لطرد الفرنسيين منها، ودخل أثناء مسيرته إلى الشمال في كانون الثاني 1921 المنطقة الخاضعة للانتداب الانكليزي شرقي نهر الأردن، وأقام إدارة مركزية في عمان. وفي مؤتمر لترتيب أوضاع الامبراطورية البريطانية عقد في القاهرة سنة 1922 عرض على الأمير إمارة شرق الأردن شريطة أن :
أولاً – يعترف الأمير بصلاحية الانتداب البريطاني على المنطقة، وفي مقابل ذلك ينال دعماً مالياً وسياسياً وعسكرياً من الحكومة البريطانية.
ثانياً – التخلي عن مخططه بغزو سوريا لاسترداد العرش في دمشق.
وقد قبل الأمير بهاذين الشرطين دونما نقاش، بعد أن أصبح على قناعة تامة أن هذه الترتيبات هي أفضل ما يمكن الحصول عليه في الوقت الراهن، سيما وقد علم إن وعد بلفور باعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين لا يشمل الضفة الشرقية لنهر الأردن. حتى لا يكرر خطأ والده عندما رفض الموافقة على وعد بلفور الذي يمنح اليهود دولة في فلسطين وعلى تنازلات أخرى فتخل عنه الإنكليز وضاعت مملكته، هذا بالإضافة إلى الإيحاء غير المباشر بإمكانية ضم دمشق لعرشه في المستقبل.
وبدخول عبد العزيز بن سعود إلى الحجاز مسقط رأس عائلته وطرده لها، وإعلانه تأسيس المملكة العربية السعودية ( الحجاز ونجد ) عام 1932. فاقم الوضع سوءاً للأسرة الهاشمية، وقد أثار الملك عبد الله ضجة كبرى حين أسرّ لسياسي بريطاني وهو يشير إلى خريطة وراء مكتبه وموجهاً أصبعه نحو المملكة العربية السعودية قائلاً " هنالك مملكة بلا ملك وأنا هنا ملك بلا مملكة ". ولم يحتفظ السياسي البريطاني بما أسرّ به الملك عبد الله وإنما افشاه وأذاعه. وهذا ما دفع الوزير البريطاني المقيم في عمان وقتها السير آلان ماكبرايد إلى وصف الملك بأنه صقر يتصور نفسه محبوساً في قفص صنع على مقاس عصفور، وقد كان الملك يريد أن يحطم قضبان قفصه والانطلاق محلقاً في عنان السماء.
هذه الأمور فرضت نفسها على تصرفات الهاشميين المستقبلية وخططهم السياسية، حيث أنهم كانوا يأخذون بالحسبان أمرين، الأول عرشهم الضائع في دمشق الذي تربّع عليه أحد أفراد عائلتهم الملك فيصل الأول شهوراً ثم أقص عنه بسبب صفقة بين الضاريين البريطاني والفرنسي لتقاسم النفوذ والسيطرة على المنطقة، حيث كان العراقيون يحنون إلى مجدهم المفقود في دمشق. والأردنيين يعتبرون نفسهم الأحق على اعتبار أن عبد الله هو عميد العائلة من ناحية، ومن الناحية الأخرى بسبب تمركّزه على أطراف بلاد الشام التاريخية، هو الأقرب إلى قلب الشام السياسي والأقدر على حكمه. أما الأمر الثاني في مخططاتهم فكان العودة إلى ملك أبيهم " الشريف حسين " الضائع في الحجاز أرض الحرمين حيث بدأ البترول يتدفق ويفيض ذهباً وعزاً على مالك تلك الأراضي، وكان الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق لا ينفك يرفع علم الحجاز على سيارته ليذّكر السعوديين بأن الحجاز أرض هاشمية وهي محتلة من قبلهم.
هذا الأمر تنبه له ابن سعود باكراً، وعلم أن بقائه وبقاء دولته يعتمد على تحطيم الحلم الهاشمي إن بنسخته العراقية ( الهلال الخصيب ) أو بإصداره الأردني ( سوريا الكبرى ) لذلك عمل على جبهتين : الجبهة الدبلوماسية، حيث نسج علاقات قوية مع رجالات الكتلة الوطنية في سورية، لخلق قاعدة لمعارضة هكذا مشاريع، وخصوصاً شكري القوتلي الذي أمد سلطان نجد بمستشارين سوريين سيكون لهم دوراً بارزاً في الحياة العامة في المملكة العربية السعودية. أما الجبهة الثانية، فهي الجبهة العسكرية حيث بدأ بشن الهجمات ضد مملكة الحجاز وإمارة شرق الأردن لمنع إحكام الطوق حوله أولاً ومن ثم العمل على مد حدود نجد إلى سورية، إن استطاع، حتى تكون تجارته في أمان.
والمضحك المبكي في القصة كلها إن الصراع الذي دار على رمال الصحراء، خططت له وأدارته شعبة المخابرات المركزية البريطانية عبر المكتب العربي في القاهرة الذي دعم الهاشميين، والمكتب الهندي في الهند الذي دعم ابن سعود. وقد مالت الكفة لابن سعود وذلك بعد اعلان الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين في 14-3-1924 ، ورفضه المطلق لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. بتجاوزه الخطوط الحمراء بإعلان نفسه خليفة دون مشاورة الإنكليز ورفضه مشروع الوطن القومي خسر الشريف حسين عرش آبائه وأجداده، عندما سمحت الحكومة البريطانية لابن سعود بحسم المعركة في الحجاز والزحف لاحتلال مكة والمدينة.
وفي لحظه صفاء مع نفسه وهو يودع البلاد العربية الوداع النهائي، قال الشريف حسين: إني معترف بأني كنت مخطئاً، أجهل حقيقة الأوروبيين وخاصة الإنكليز، إنهم لا صاحب لهم، إلا من يخضع لهم على الدوام، وينفذ طلباتهم الخسيسة في كل زمان ومكان، وقد سبقني لهذه المعرفة الدنيئة هذا الجلف عبد العزيز آل سعود.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة
- الوضع السياسي والاجتماعي في سورية في النصف الأول من القرن ال ...
- عصر الحارات العربية
- في الأزمة السورية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي