أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - مصر الثورة..هل لها من ناصر؟















المزيد.....

مصر الثورة..هل لها من ناصر؟


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 12:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في يناير سنة 1953حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من جماعة الاخوان المسلمين مكون من صلاح شادي والمحامي منير الدولة وقالا له(لآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فانهم يجب أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم ) فقال لهما جمال عبدالناصر "إن الثورة ليست في أزمة أو محنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنهم مخطئون".. لكن سألهما بعد ذلك "حسناً ما هو المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة".فقالا له ( اننا نطالب بعرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد ) فكان رد جمال حازما وصارما "لقد قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شابهها.. وانني أكررها اليوم مرة أخرى ".
فموقف جماعة الاخوان المسلمين من الثورات المصرية لا يختلف بل يعد لغزا محيرا ويشوبه الكثير من الغموض، فعندما قامت ثورة 1952 امتنع الكثير من قادة الجماعة وعلى رأسهم المرشد العام للجماعة حسن الهضيبي عن تأييدهم الثورة في ايامها الاولى ، ولكنهم ظهروا بعد مرور أربع ايام فى يوم 27-7-1952 أى بعد ان أطمئنوا بان الملك قد خروج وتنازل عن العرش ،وايقنوا أن رجال الثورة قد سيطروا بالفعل على الحكومة ، وقتها خرجوا مؤيدين للثورة شأنهم في ذلك شأن جميع الأحزاب والمنظمات السياسية الاخرى ، فالبعض يرجح هذا الامتناع لتشكك الجماعة في نجاح الثورة وعدم قدرت الضباط الاحرار على الصمود وحدهم وخاصة فهم كانوا يعتقدون ان نجاح مثل هكذا ثورة لا يتم إلا بتأييدهم ومباركتهم وهم وحدهم القادرين القادرين على ذلك فالشعب لا يتحرك إلا بهم حسب اعتقادهم ! .
وفي حقيقة الامر فالجماعة كانت تريد ان تحافظ على ما اكتسبته من حكومة الوفد قبل ثورة 52 ، فهى للتو قد عادت لوضعها القانوني باستأنف نشاطهم علنا ، حيث في 2 يوليو1951 صدر حكم مجلس الدولة ببطلان الأمر العسكري رقم 63 بتاريخ 9 ديسمبر 1948 بشأن حل الجماعة،مما يجعل من حق الجماعة رفع دعاوي تعويض ضد الحكومة ويؤدي إلى دعم مركزها ، وفي 15 ديسمبر 1951 أعادت الحكومة للجماعة أملاكها وأموالها المصادرة عام 1948 ، فخلال هذه الفترة وما بعدها، تحسن موقف الإخوان باطراد، فهذا كله تم من خلال صفقة ابرمها حسن الهضيبي مع مصطفى النحاس رئيس الحكومة وقتها مفادها عندما تبنى الوفد سياسة النضال الوطني (إلغاء معاهدة 1936 وملحقاتها )ان تبتعد الإخوان بقيادة الهضيبي تماما عن هذا الموضوع ، حتى يظهر الفضل الاول والاخير في ذلك لحكومة الوفد ،وهذا ما قام به بالفعل الهضيبي حيث صرح في19 أكتوبر 1951 أي بعد ثلاثة أيام فقط من إلغاء المعاهدة أن الإخوان لا يؤيدون الحركات غير المنظمة في محاربة الاستعمار وطالب الجماهير بانتظار ما ستقوم به الحكومة لتنظيم المقاومة،وان الاخوان ليسوا في وضع يسمح لهم بلعب دور نشط في الأزمة ، هؤلاء هم الاخوان .
وكأن التاريخ يعيد نفسه، فثورة 25يناير التي افاقوا عليها يوم 28 يناير، فكالعادة جماعة الاخوان يراهنون على الحصان الخاسردائماً،مبهورين بشكله وما يرتديه من كسوة وحُلة وكذلك رقصته على الايقاع قبل بدء السباق والنتيجه معروفه للجميع ، فمع شرارة الثورة يوم 25 يناير وخروج الالاف من الشباب على مستوى جميع محافظات مصر.. اتخذ القادة العواجيز من الاخوان قرار بعدم المشاركة تحت حجة انها حركة او موقف لمجموعة من الشباب بعيدون عن الواقع الذي يراه هم بأعينهم فقط ، ويعيشون اي الشباب في العالم الافتراضي الذي صنعوه بأنفسهم على الصفحات الالكترونية ، وعندما احس القادة العواجيز بلهيبها افاقوا عليها يوم28 يناير وارادوا ركوبها والانقضاض عليها، والثورة وقتها وهى في طريقها الصحيح كانت الجماعة تكرر اخطاءها وتمارس اللعب تحت الطاولة ،حينما ظن القادة العواجيز ان الثورة موقعة فقط وليست واقعه فرحبوا بالانضمام الى جلسات الحوار الوطني الذي دعا اليه نظام مبارك بقيادة عمر سليمان وقتها ، وارادوا جميعاً ان يركبوا الثورة ويُسيروها كما يريدون وبفضلهم كاد النظام ان يقضي على الثورة ويحولها الى شكل من اشكال الانتفاضة فلولا صمود الشباب وتمسكهم وكذالك الاخطاء التي وقع فيها النظام اثناء معالجته للاحداث و التصريحات المُتضاربة والمُتناقضة للقادة العواحيز من الاخوان لفشلت الثورة ، فهناك الكثير والكثير من الاخطاء والقرارات الخاطئة للجماعة .
فالجماعة دائما تقود الثورة المضادة لتنفرد وحدها بالحكم اغتصابا، وهذا ما كانوا يحاولون فعله اثناء ثورة 1952،فصفحات التاريخ مليئة بتلك الاحداث والمواقف ، فعلى الرغم ما قدموه الضباط الاحرار لارضائهم حيث حلت جميع الأحزاب السياسية في 17 يناير 1953 ظلت جماعة الإخوان قائمة إلى جانب (هيئة التحرير) التي أقامتها الحكومة، واشراكهم في الحكومة التى اعلن عن تشكيلها في 8 سبتمبر 1952 ،وتنفيذ برنامج حكومي هو شبيه بالفعل لبرنامج الاخوان الذي اعلن عنه في أول أغسطس 1952،الا انهم ضربوا بذلك كله عرض الحائط ، فهم لايريدون المشاركة في الحكم بل يريدون ان يكونوا هم القرار وان تكون مفاصل الدولة في ايديهم هم وحدهم دون شريك وهذا ما فعلوه بالفعل وبالتحديد في صبيحة يوم صدور قانون حل الأحزاب، حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من الاخوان المسلمين طالبين بعرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها، وقد رفض جمال عبدالناصر هذا بكل حزم ،كان هذا الموقف الحازم لجمال عبدالناصر من مطالب الإخوان المسلمين نقطة التحول في موقفهم من الثورة وحكومة الثورة، إذ دأب المرشد بعد هذا التحول على إعطاء تصريحات صحفية مهاجماً فيها الثورة وحكومتها في الصحافة الخارجية والداخلية، كما صدرت الأوامر والتعليمات إلى هيئات الإخوان بأن يظهروا دائماً في المهرجانات والمناسبات التي يحضرها وينظمها رجال الثورة بمظهر الخصم المتحدي!! .
فقد صرح مرشد الأخوان المسلمين لأدوارد بولاك محرر الأسوشتبريس فى 5 يوليو 1953 م قائلا " أعتقد ان العالم العربى سيربح كثيراً , إذا حاول أن يحسن فهم مبادئنا , بدراستها بروح العدل البعيدة عن التعصب , وإننا على ثقة أن الغرب سيقتنع بمبادئ الأخوان المسلمين , وسيكف عن أعتبارهم شبحاً مفزعاً , كما حاول البعض أن يصورهم , وأنا أثق فى أن الغرب سيجد أن الأخوان المسلمين عامل كفئ , فى سبيل تقدم الأنسانية , والرخاء والسلام بين مختلف الشعوب " ،كذلك إستقبلوا قوانين الأصلاح الزراعى التى أقرتها الثورة بفتور شديد حيث كانت في سلم الاولوية في برنامجهم الاخواني .
فثورة 25يناير وما فعلوه من حيل والاعيب فالجميع يعرفها جيدا ،فهم اول من خرجوا من الميدان ،واول المروجين لحيلة التعديلات الدستورية وما اتبعها من اعلانات دستورية مكبلة ،كذلك اعلانهم بأنهم سوف ينافسون على 50% فقط من مقاعد البرلمان وفوجئ الجميع بالعكس تماما بمنافستهم الشرسة على كل المقاعد قوائم ومستقلين، ايضا اعلانهم عدم الرغبة للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وهو لا يعنيهم من قريب او بعيد ثم خالفوا ما صرحوا به وخوضهم انتخابات الرئاسة ،ثم خروج محمد مرسي الرئيس الاخواني بالاعلان الدستوري الذي دمر به مؤسسات الدولة بهدف تمرير الدستور الغير توافقي المعيب وتحديهم الواضح للسلطة القضائية .
فبالامس القريب قالوا هناك حوار مهم للرئيس مرسي مع احد الاعلاميين سوف يتناول فيه اهم القضايا السياسية والاوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، والحقيقة بعد طوال ساعتين ضاعت هكذا أتضح انه ليس حواراً على الطلاق فالحوار له اسس وقواعد ومعاير هكذا تعلمنا ، بل كان اطول (مادة اعلانية) دعاية مدفوعة الاجر من جيوب الفقراء والغلابة المصريين الذين كانوا في انتظار ان يقول الرئيس ماذا تحقق من برنامجه مشروع " النهضة " الذي على اثره انتخب !! ، فالرجل ومن شاركه في الدعاية اراد ان يوصل رسالة مفادها * انه ليس هناك شئ اسمه المعارضة على الاطلاق ، * كذلك لم يعد هناك ما يسمى دولة المؤسسات فقد انتهت وخاصة القضائية منها بكل فروعها وعلى رأسها المحكمة الدستورية العليا العريقة اصبحت من الماضي وقد حل مكانها مكتب الارشاد ، *وماأمر به انا وجماعتي يفعل وواجب النفاذ ،كان دعاية اعلانية تلميعية بمتياز،فكل المصريين خرجوا من هذا الحوار" بخفي حنين "..فهل من وقفة حقيقية لانقاذ ما تبقي من مصر الحبيبة ؟ .
واخيرا ما اعلنه محمد مرسي المتحدث الرسمي لمكتب الارشاد الحاكم الفعلي للبلاد في بيان شديد اللهجة ما يلي: *إذا ما اضطررت لاتخاذ ما يلزم لحماية هذا الوطن سأفعل .. وأخشى أن أكون على وشك أن أفعل ذلك . *البعض يستخدم وسائل الإعلام للتحريض على العنف، ومن يثبت تورطه فلن يفلت من العقاب فكل من شارك فى التحريض هو مشارك فى الجريمة، ولابد من إعمال القانون إذا ما تعرض أمن الوطن والمواطن للخطر .*إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعض الساسة فسيتم اتخاذ اﻹجراءات اللازمة ضدهم مهما كان مستواهم ، مما يجعلنا نقول هل سيعود لنا ناصر ؟



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صكوك الاخوان الاحتكارية(فرمان1867م)
- الاردن..( الشعب والملك ووحدة التراب )
- مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)
- هاملت الاخوان بين النوبة وبورسعيد
- بورسعيد..شوارعها الملتهبة بين( اللنبي ومرسي )
- مدن القناة.. بورسعيدي وافتخر
- مصر الثورة..بين الامل وكنعان إيفرن
- مصر الثورة.. ( أهل الكهف برؤية جديدة )
- مصر..حكومة تكنوإخوان والحل غرفة إنقاذ
- سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
- الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -
- قرض لا بد منه
- اوباما رئيسا --متى سيتعلم العرب--
- اوباما لايفعل ما يقول..
- المناظرة الثالثة وحقبة - الحرب الباردة -
- .. اذا فالدستور كما هو لم يتغير


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - مصر الثورة..هل لها من ناصر؟