أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - رحمك الله يا أبي














المزيد.....

رحمك الله يا أبي


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحمك الله يا أبي
كتب مروان صباح / يعتقد البعض أنني أطول قامة من أبي لكن في الواقع أن أبي يحملني على كتفيه ، لا شك أن الكلمات التى تقال عن الإنسان بعد رحيله ما هي إلا ترجمة أعماله في كلمات بعد أن تطوى صفحات أيامه ، وبالطبع لن تكون العائلة بعد موته مثلما كانت في حياته ، أذكر صورته الأولى التى لم تفارقنى إلى حافة القبر كأنه زيتونة مباركة .
هو الذي عاش أعوامه الأخيرة في العاصمة الأردنية عمان ، أشبه بشجرة التى لا يختفي ظلها ، كنا نتفيأ تحت ظلها كلما أستعطشنا إلى التاريخ والأصالة ، هو العربي الأصيل الشجاع كان مدرسة في الأخلاق ، يذكره كل من عرفه عن صدامه للتوحش المتجدد وأشباه السياسيين إلى مواقفه الرافضة للمعسكرات التى أطاحة بالقيم والأخلاق لدى الإنسان إلى مواقفه الراسخة الأصيلة ضد الإحتلال .
كان عربي قومي خلوق نبضت حياتة قبل أن تنبض بندقيتة ، نموذجاً للمعنى الأخلاقي في العمل المقاوم ، مدرسة للمقاتل ، كان الأكثر جرأة والأقل مظاهر بين المغريات في هذا الزمن الرأسمالي الفتاك المتوحش ، فهو من الرجال الذين حافظوا على العقل الآدمي باحترام الذات والتخلص من عبادة الذات كأنها محور الوجود ولم ينحني للعواصف وبقى مخلصا لدماء الشهداء وللقضايا التى امن وانطلق من أجلها ، سوف يكتب من رافقه الدرب عن ايامه عن تواضعه عن نهجه التى حاول جاهداً ترسيخه بدايةً من عضويته بالمجلس الوطني وعن مشاركته بتأسيسه ، وسوف يتوقف الكثيرين من القراء عند إصراره ، الذي قال فيه تَعودت الوفود الدولية أن يقولوا عني ( الفلسطيني ) وأنا كنت ومازلت أقول للجميع أني عربي فلسطيني .
لا تستطيع أن لا تتوقف طويلاً عند زمانه في جنوب لبنان وحكاياته التى يضرب الجميع لها الأمثال والحق أقول اللبناني قبل الفلسطيني ، كما لا تستطيع أن لا تصغي عندما تسمع الرواية في بناءه لمنظمة العمل العربي وترؤسه لها سنوات طويلة ، عاش كريماً مليئ بالأفكار محاولاً تجسيدها في الدوائر التي تألق فيها من الحصار إلى الترحيل من أعلى الجبال إلى شواطئ البحار وصدّ إنزالات العدو إلى قاعات والمنابر الدولية ، كانت رحلته فيها شيء من سباق الزمن ولكن ليكتشف ونكتشف معه أنه لا أحد يستطيع مسابقة الزمن .
حياة ممتدة ومحطات ومواقف ومسيرة نضالية ، هو قصة شبية بالقصص الذين سبقوه ، هم أسماء ملئوا الفضاءات بقصصهم وكتبوا تجربتهم فينا وغرزوا حب البحث عن الحرية وجعلوا أنفسهم احدى العلامات الكبرى لثقافتنا المعاصرة وشكلوا نمط مستقبلنا والأجيال القادمة .
هذا العربي الذي ولد في بلدة عنيتا عام 1926 وتخرج من كلية الجيش العربي ضابطا ثم عمل في الكويت والإمارات قبل أن يؤسس مع إخوانه التى ولدتهم الأمة العربية ، تاريخ جديد الذي أطاحة بالواقعية الجامدة واستطاعوا أن يرسموا رؤية جديدة لمعنى الحرية ويكسروا جميع القيود التى كانت تمنع الوصول إلى تراب أرض الوطن وجعلوا عالمنا له معنى أخر للحياة .
وأخيراً كان الرجل الذي ودع حياة الدنيا إلى حياة الأخرة صوت للضمير في كل مكان وجّد فيه أو مر عليه ، وأمتلك الشجاعة عندما تخلى الكثير عنها في زمن صعب ، تحول به المناضل من مناضل إلى مهرج .
كان أبو محمود الصباح من اتباع الحق .
آل صباح من دون أبومحمود بالتأكيد سيضربهم الحزن ، ولكنه ترك لهم إرثاً مليئاً بالحكايات والمواقف .
أن فلسطين والأمة العربية فقدوا إنساناً قبل أن يكون مناضلاً عاشق للحرية ملأ الساحات التى عبر من خلالها بعمله ومواقفه النبيلة ، وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح ضد المحتل وسياساته منذ مشاركته في المعركة الأولى إلى جانب شهيد فلسطين وشاعرها رحمه الله عبد الرحيم محمود إلى الليطاني في جنوب لبنان وغيرها حتى أخر يوم من عمره .
نسأل الله عز وجل أن يكتبه مع الصديقيين و إنا لله وإنا إلية راجعون ، رحمك الله يا أبي لقد تركت ولدا يدعوا لك حتى أخر قطرة دم تجري بالعروق .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة
- الكنفدرالية بعد الدولة
- ألقاب أشبه بالقبعات
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم
- الردح المتبادل
- ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - رحمك الله يا أبي