أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة














المزيد.....

مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما من سوري عاقل إلا ويتفطر قلبه على ما يجري في سوريا. وما من سوري إلا وأصابه شيئ مما يصيب سوريا في محنتها الكارثية. وبالتالي من الطبيعي أن يسترجع ذكريات أكثر من عامين ليبني قناعة يركن إليها في اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا مما يجري. كثيرون في البداية ترددوا في اتخاذ مثل هذا الموقف وكثيرون استبشروا خيرا بمقدمات ما كان يجري وسارعوا للترحيب بما سينتج عنه لاعتقادهم أن هذه هي ثورتهم الموعودة التي بَشروا أو بُشروا بها باعتبارها الأمل الموعود في كنس الفساد والاستبداد. وقسم كبير وجد في ما حصل في " ثورات الربيع العربي" حركات ثورية نقية بعيدا عن تدخل الدول الاستعمارية.
وغني عن القول إن كثيرا من الأكاذيب والفبركات التي رافقت ما جرى في هذه البلدان وساعدت في حصوله سرعان ما غابت عن الذاكرة لأن تسارع الأحداث جعل النسيان يلفها بسرعة، ولأن قصر مدة إنجاز المطلوب لم تبق حاجة للعودة إلى تلك الأكاذيب لتفنيدها. ولكن في سوريا كان الوضع مختلفا. فقد طالت المدة أكثر مما توقع أصحاب المصلحة في إشعال هذا البلد. وبالتالي كان هناك الكثير من الوقت لإعادة النظر في الكثير من الأكاذيب والفبركات التي أريد لها أن تكون رافعة " ثورتهم".
أول وأهم هذه الأكاذيب الكبيرة القول إن هذه المعارضة تمثل الشعب السوري من دون أن يسأله أحد عن رأيه، يضاف إلى ذلك ما قيل عن سلمية الحراك الذي لا يزال البعض يصر عليه، وكل متابع في سوريا يعرف أن كميات كبيرة من الأسلحة أخرجت من المسجد العمري في ثالث أيام الأحداث في درعا. وهذا ما اعترف به الشيخ أحمد الصياصنة بعد خروجه من سوريا، كما قال أنور ماجد العشقي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة على قناة بي بي سي البريطانية. والكل يعرف أن الهجوم المسلح على قافلة مبيت الجيش في بانياس جاء بعد أقل من شهر على بداية الأحداث. وإبادة 120 عنصرا من الأمن العسكري في جسر الشغور حدثت خلال شهرين من البداية. وهناك عشرات العمليات العسكرية التي قامت بها هذه المعارضة " السلمية" قبل ذلك وتخللها تقطيع أوصال الضحايا بالسيوف والسواطير. أما الكذبة الأهم فهي تصدير شعار " واحد واحد الشعب السوري واحد" على الفضائيات بينما يتردد في معظم المظاهرات على الأرض شعارات طائفية مثل" العلوي ع التابوت والمسيحي ع بيروت" في حين يمارسون القتل والخطف حسب الانتماء الطائفي في أكثر من منطقة من سوريا. ثم توالت الأكاذيب حسب الحاجة وتبعا لقدرات خيال مصنعيها. وبدأنا نسمع أن الجيش يقتل أفراده وضباطه لأنهم يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين " السلميين". ومع الأيام بدأ الناس الذين فقدوا أبناءهم يتجاوزون حالات الشك التي عمل بعض المعارضين على نشرها بخصوص هذه المسألة. فما من أحد يفقد ابنه إلا ويسعى لمعرفة كيف فقد حياته، ولماذا، ومن يقف وراء مقتله. وكلنا يعلم أن من يفقد عزيزا لا يمكن أن يتساهل في ضياع دم ابنه حين يقتل بطريقة تآمرية من هذا النوع.
و هناك قصص انشقاقات الجيش التي تجعل عدد المنشقين يفوقون عدد الجيش السوري، بل وعديد أكبر الجيوش في العالم، وما ينسف هذه الكذبة أن الجيش السوري لا يزال قويا ومتماسكا يؤدي مهامه على أكمل وجه. كما خرجوا علينا برواية مضحكة وسخيفة بعد كل انفجار تشهده إحدى المدن السورية. فحالما يحدث الانفجار، يخرج علينا جهابذة المعارضة السورية ليملأوا الشاشات وهم يتحدثون عن قيام الأمن السوري بتفجير مقراته وقتل بعضه بعض. وكأننا أمام دولة تعمد إلى قتل أدواتها وتدمير قوتها في وقت تتعرض فيه لهجمات تقودها أشرس أجهزة الاستخبارت العالمية بأدوات سورية داخلية.
وارتباطا بذلك قضى بعض السوريين عشرات الساعات في مناقشة أنصار هذه المعارضة لإقناعهم بأن جبهة النصرة وملحقاتها وأمثالها من الجماعات التكفيرية في سوريا ليست من صناعة النظام السوري، وإنما هي حقيقة قائمة على الأرض وتمثل امتدادا للفكر الديني التكفيري التلمودي الموجود بقوة في المنطقة منذ سنوات. ولحسن الحظ أن هذا الجدل لم يدم طويلا لأن جبهة النصرة أعلنت مبايعة القاعدة بعدما كان كل رموز المعارضة في فنادق الغرب والدوحة قد دافعوا عنها واعتبروها قوة أساسية من قوى ثورتهم.
ولو شئنا تجاهل الأكاذيب التي فضحها طول الزمن لما بقي لنا من هذه" الثورة" سوى عمليات القتل العشوائي والتدمير الممنهج لكل المكونات السورية وملايين النازحين داخل سوريا ومئات آلاف اللاجئين في بلدان مجاورة تتاجر بجوعهم، وتستثمر نساءهم بطريقة يخجل منها أي سوري مثلما يخجل من جهاد النكاح الذي أصبح ماركة مسجلة ل "الثوار" السوريين. كل هذه الأكاذيب و أكاذيب أخرى يضيق كتاب طويل عن سردها كشفها الشعب السوري وأدرك أنها مهما كثرت لا يمكن أن تساوي ثورة. وقد ساعده في كشفها طول ممارستها، وكان على رأسها أن النظام سيسقط خلال أسابيع قليلة بأيدي السوريين الذين شاهدوا آلاف المرتزقة الذين جيء بهم من كل بلدان العالم ليصنعوا له ثورته التي أذاقته كل أنواع المهانة والعذاب. والآن يلوحون بالتدخل الأمريكي عبر الأردن ـ كما كان حال ثورة ليبيا الأطلسية ـ لإنجاز ثورة هذه المعارضة التي تدعي أن كل الشعب السوري يقف إلى جانبها.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أمريكا مفتونة بالديمقراطية إلى هذا الحد؟
- حين خسر السوريون عقولهم
- من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟
- عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
- الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مجموعة أكاذيب لا تصنع ثورة